5/19/2024 1:03:13 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
إيران و الصهاينة وأنظمة التطبيع العربية..؟! كتب طه العامري
3/30/2022
إيران و الصهاينة وأنظمة التطبيع العربية..! طه العامري هل أصبح الكيان الصهيوني جزءا من الأمن القومي العربي على ضوء بعض الحراك الرسمي العربي مع مسئولي الكيان تزامنا مع قرب الاتفاق النووي الإيراني مع امريكا والغرب. قبل أيام عقد لقاء قمة عربي صهيوني في شرم الشيخ اسفر او تمخض على اتفاق عن لقاء اخر لوزراء خارجية عرب مع الصهاينة وبرعاية امريكية تحتضنه مدينة القدس العربية المحتلة خلال الساعات أو الايام القادمة وفيما انتهت قمة شرم الشيخ الثلاثية برواية صهيونية وغابت عنها اي رؤية أو رواية عربية سوا من القاهرة او ابوظبي اللتان التزمتا الصمت ولم يعلقان حتى على ما صدر من تصريحات من الكيان الصهيوني الذي عبرا مسئوليه صراحة عن سعادتهم الكاملة بصداقتهم العميقة والتلاحمية مع العرب وانهم يشكلون الان حلفا قويا لمواجهة إيران.. بيد أن هذه الهرولة الرسمية العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني بذريعة مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي هرولة تجسد في دوافعها وأهدافها رغبة أمريكية صهيونية وليس لها علاقة بالأمن القومي العربي ولا مصلحة للنظام العربي الرسمي في مجاراة الصهاينة والامريكان ودفعهم ليكونوا جزءا من تحالف معادي للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي شريك اساسي للوجود العربي في الجغرافية والتاريخ والثقافة والقيم والمعتقدات الدينية و الحضارية المشتركة وكل هذه العوامل تجعل إيران جزءا من الامن الجماعي وليس الكيان الصهيوني الذي يعد كيانا دخيلا وغريبا عن الجغرافية والتاريخ وهو كيان احتلالي إستيطاني ويمثل وجوده تحديا مشتركا للعرب وإيران وهو العدو المشترك للوجودين العربي والإيراني منذ اطاحت الثورة الإسلامية في إيران بعرش النظام الشاهنشائي الذي كان على راسه الشاه محمد رضا بهلوي حليف الصهاينة والشرطي الأمريكي وحارس مصالح المحاور الاستعمارية في المنطقة.. من المؤسف ان يقف النظام العربي الرسمي هذه المواقف السلبية من طهران منذ قامت الثورة التي اطاحت باسواء واخطر نظام معادي للأمة العربية ذلك النظام الذي كان رغم عداوته للعرب يحظى بعلاقة متميزة مع بعض الانظمة العربية الرجعية وخاصة انظمة الخليج العربي التي كانت تدين بالولاء المطلق للشاه ونظامه وكانت مقربة منه ولم يكن يعني لها الأمن القومي العربي شيئا.. لقد استطاعت امريكا والكيان الصهيوني زرع ما يمكن وصفه بذاكرة بعض الانظمة العربية ب الفوبيا الإيرانية والذي تحاول من خلاله واشنطن الثار لنفسها على خلفية ما تعرضت له على يد الثورة الإسلامية في إيران من إهانات أحرجت واشنطن التي اخفقت في تطويع آرادة الثورة وقادتها فاعتمدت لمواجهتهم سياسة الاستهداف الممنهج والشيطنة وتاليب دول وانظمة المنطقة ضدها وخلق مفاهيم ومصطلحات ثقافية وفكرية تكرس رغبة امريكا في عزل إيران عن النطاق العربي وعزل العرب عن إيران وتوسيع رقعة العداء بينهما خدمة للكيان الصهيوني والمصالح الامريكية، في ذات الوقت الذي لم يوجد هناك حوار عربي _ إيراني جاد وصادق ومسئول، يستوعب المطالب الاستراتيجية لكل من الطرفين، حوارا نديا يراعي مصالح الجميع ويتكفل برغبات أطرافه دون تعالي طرفا على اخر وبما يحقق علاقة ندية بين كل شركاء الجغرافية. نعم من حق كل دول المنطقة البحث عن مصالحها وعن امنها ولكن لا يكون هذا على حساب وامن دولة اخرى، وفيما يتعلق بالقدرات النووية فمن حق كل دولة التوصل والحصول على هذه القدرات بالطرق والوسائل والادوات المعرفية والعلمية المتعارف عليها وهذا حق مكفول للجميع طالما امتلكوا قدرات وادوات تحقيقها.. لكن من العيب ان يصمت البعض على القدرات النووية الصهيونية ثم يقيموا الدنيا على إيران لأن لديها برامجا نوويا سلميا.. لقد عملت واشنطن والصهاينة على شيطنة إيران وبرنامجها النووي السلمي وزرعوا في ذاكرة البعض ان هذا البرنامج سيدمر العرب وسيتوجه ضدهم وسيمكن طهران من الهيمنة على المنطقة وسوف تعمم المذهب الشيعي وسيتحول سكان الوطن العربي خلال بضعة سنوات إلى شيعة واتباع لإيران . كلام سفسطائي واقل ما يمكن وصفه بانه هراء وسخافة لا يمكن للعقل السليم تقبله ولا يمكن لانظمة مسئولة تفكر بهذا المنطق العبثي الذي يعكس حالة جهل وتخلف وعدم ثقة بالذات والهوية والوجود.. 2 أن الامن القومي العربي له خصائص ومقومات ذاتية وموضوعية وتحقيقه يتطلب التكامل مع النطاق الجغرافي المحيط بالجغرافية العربية وهو هدف إستراتيجي عربي ويفترض ان يكون له الأولوية في أهتمام النظام الرسمي العربي وأهتمامات النخب والفعاليات الثقافية والسياسية العربية وهو كمفهوم ومصطلح وهدف وغاية بدأ التركيز عليه في عصر الزعيم جمال عبد الناصر مع قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م وكانت مصر عبد الناصر تولي اهمية قصوى لهذا الجانب الإستراتيجي وعملت في سبيله وقدمت لأجله التضحيات بدءا من إسقاط حلف بغداد ومواجهة العدوان الثلاثي ومقاومة الاحلاف الاستعمارية والوجود الاستعماري في الوطن العربي والتصدي لكل حلفاء الكيان الصهيوني الذي لم يكن يوما جزءا من الامن القومي العربي بل هو الخطر الرئيسي الذي يهدد ليس الأمن القومي بل يهدد الوجود العربي برمته.. واستغرب من مواقف بعض الأنظمة العربية التي تصف إيران بالعدو وتصف العدو الحقيقي بالصديق وتقيم معه التحالفات لمواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمؤسف أن إيران الشاه حليفة الكيان الصهيوني وشرطي أمريكا في المنطقة كانت صديقة لبعض أنظمة المنطقة في وقت كانت فيه القوى القومية العربية والقوى التقدمية تخوض مواجهة حضارية ضد نظام الشاه وتدعم المعارضة الإيرانية ضد النظام حينها وكان الإمام اية الله الخميني رحمه الله أول زعيم إيراني معارض قابل الزعيم جمال عبد الناصر وتلقى منه دعما ماديا ومعنويا في نضاله لمواجهة نظام الشاه .. ومع قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م وإقدام النظام الثوري الجديد في طهران بطرد الدبلوماسين الصهاينة وتسليم مقر السفارة الصهيونية لمنظمة التحرير الفلسطينية، و كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول دولة في العالم التي منحت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في طهران صفة السفارة وممثلها حمل لقب السفير حدث هذا قبل ان يعلن الرئيس الشهيد ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية عام 1988م من الجزائر بتسع سنوات ليقول يؤمها الإمام الخميني مقولته الشهيرة في خطاب علني وبحضور الرئيس الشهيد ياسر عرفات أنني ساقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسر عرفات. كان انتصار الثورة الإيرانية بمثابة انتصارا للقوى القومية العربية ومكسبا للامة العربية، قبل ان تعمل القوى الاستعمارية على الثأر من هذه الثورة بإشعال الحرب العراقية الإيرانية التي لم تكن سوى فخا استعماريا وهدفت إلى الثأر والانتقام من الثورة الإيرانية من ناحية وضرب القدرات العربية التي مثلها العراق من الناحية الاخرى وفي المحصلة لم تخدم تلك الحرب سوى الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية المعادية للوجودين العربي والإسلامي ولكل قدراتهما وتطلعاتهما نحو الحرية والاستقلال.. ان الامن القومي العربي كلا لا يتجزاء وما يسوق اليوم عن الامن القومي العربي يمثل فعل من سخرية واستهزاء بالعقل العربي الجمعي خاصة اذا اصبح الكيان الصهيوني جزءا من هذا المفهوم الذي يسوقه البعض ليخدعوا به الجماهير العربية التي بدورها تعيش في حالة إستلاب وخارج دائرة الفعل الإيجابي والشراكة التفاعلية بعد ان سلمت قرارها وخيارها للأنظمة التي بدورها تعبر في كل مواقفها عن نفسها ومصالحها وليس عن شعوبها ودولها وسيادتها الوطنية.. أن من العار والعيب ان تصنف إيران كدولة عدوه للوجود العربي ثم نرى من يتحالف مع الصهاينة وهم الأعداء الحقيقيين لوجودنا القومي ماديا ومعنويا وهم لا إيران من يحتلون الاراضي العربية ويقتلون ابناء الأمة منذ سبعة عقود خلت ولا يزالون يرتكبون الجرائم بحق وجودنا القومي ويمارسون أقبح السلوكيات العنصرية والاستعمارية.. إذا كيف؟ وبأي منطق، اعتبار إيران العدو للأمة العربية، والكيان الصهيوني حليف وصديق.. 3 تنويه: بداية وقبل ان اواصل هذه السردية أحب أن اوضح لاحد الاصدقاء الذي وصفني بكل الأوصاف وجردني من كل القيم بأني لازلت على مبادئي التي تربيت عليها ولم اتخلي عنها ولن اتخلي عنها معتزا بعروبتي وبهويتي القومية وأنتمائي للمدرسة الناصرية التي تعد من ارقى المدارس السياسية والفكرية بما تحمل من قيم ورؤى واخلاقيات مثالية بغض النظر عن كل محاولات التشويه التي طالتها من خلال الماكينة الإعلامية لقوى الاستعمار والرجعية واتباعهما من المكونات الطفيلية. وعليه احب التأكيد إننا لست مرتزقا للجمهورية الإسلامية الإيرانية بذات القدر الذي لا ارى فيه هذه الدولة دولة معادية للوجود القومي العربي ولكنها دولة ذات اهداف استراتيجية ولديها مشاريعها وهذا حقا مشروعا لها كما هو حقا مشروعا لكل نظام عربي، وبالتالي فان المفترض ان يكون لنا مشروعنا القومي الذي يمكنا من الدفاع عن وجودنا القومي على ان يكون هذا المشروع مشروعا عربيا خالصا يهدف إلى النهوض بواقعنا الوطني والقومي ويحافظ على هويتنا ومصالحنا ووجودنا بمعزل عن المشاريع الاستعمارية ولذا من العيب ان نواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت راية المشروع الأمريكي الصهيوني كما هو حال بعض العرب اليوم انتهى التنويه. أن ما يثار اليوم حول الخطر الإيراني من قبل بعض النظم والنخب العربية ياتي تجسيدا لرغبة أمريكية صهيونية ولا يعكس او يجسد حقيقة وجودية والمؤسف ان الذين يتحدثون عن الخطر الإيراني والتهديد الإيراني لم يكن هذا موقفهم من إيران الشاه ولكن هذه المواقف المعادية لإيران جاءت وطفحت بعد قيام الثورة الإيرانية.. هذه الثورة التي كان يمكن ان تكون رافدا معززا لامننا القومي لو لم تقف القوى والانظمة الرجعية العربية وبطلب من القوى الاستعمارية ضدها بذرائع ومبررات لاحصر لها واقبح المبررات هو التصدي لمشروع التشييع وفي هذا المبرر الوقح والقبيح ما يفوق قدرة العقل السليم لتحمله من إهانة للوعي الجمعي العربي. وإنتقاص حد الإزدراء بالإنسان العربي الذي يظهره اصحاب هذه المبررات وكانه إنسان قاصر لا يدرك مصلحته وليس له القدرة في الدفاع عن معتقداته وكانه عرف دينه عن طريق أصحاب هذه المبررات والذرائع القبيحة. بل ان اتخاذ المعتقدات الدينية والمذهبية والزج بها في معترك الصراع السياسي في المنطقة جاءت تجسيدا لرغبات هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا وثعلب السياسة الأمريكية وقد اعترف بها الرجل صراحة ومع ذلك لم يخجل بعض العرب من تسويق هذه المزاعم واعتبارها حقائق راسخة وثابتة وغير قابلة للتشكيك او الجدل.. في قمة الرباط بالمغرب عام 1974م وهي القمة التي تخلى فيها النظام العربي رسميا عن مبدأ قومية معركة تحرير فلسطين الذي فرضه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رحمه الله طيلة فترة زعامته للامة، في هذه القمة اعترف الحكام العرب بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب العربي في فلسطين في تلك القمة اقترح الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله ان ينص البيان الختامي للقمة على إدانة إيران الشاه لأحتلالها الجزر الإماراتية أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى والمطالبة بعودتها للسيادة الإماراتية، وقد نال هذا الاقتراح الذي قدمه الرئيس الاسد رضاء غالبية الزعماء العرب إلا قادة دول الخليج فنهض الشيخ زائد بن سلطان حاكم الإمارات ليترجى الرئيس حافظ الاسد ويتوسله ان لا يضيف هذا النص المتعلق بالجزر للبيان الختامي مؤكدا له ان هذه القضية سيتم التفاهم عليها وديا مع الاخوة في إيران ولا داعي ان تتبناها القمة . وفعلا تخلت القمة عن تبني هذه القضية نزولا عند رغبة أصحاب الشان وقد أبتهج حكام الخليج جميعا بهذا الموقف وبتخلي القمة عن إثارة قضية الجزر.. وظلت قضية الجزر الإماراتية راكدة وغير مثارة إلا أن قامت الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه ونظامه وقيام نظام ثوري إسلامي مناهض للإمبريالية الاستعمارية والكيان الصهيوني عام 1979م ثم وقعت بعدها بأشهر حادثة احتلال الحرم المكي من قبل جهيمان العتيبي وزملائه وقد اتهمت السلطات السعودية مباشرة إيران بالوقوف وراء الحادثة فيما إيران لا علاقة لها مطلقا بالحادثة التي كانت على الارجح مدبرة من قبل اجهزة استخبارية امريكية وغربية بعد هذه الواقعة بأيام فقط تم التخلص من الملك خالد قتلا خلال فحص روتيني بأحدى المستشفيات بالرياض وقيل ان احدى بنات الملك فهد هي من تولت مهمة التخلص من عمها ليتولي والدها الملك فهد الحكم واول قرار اقدم عليه هو عزل امير منطقة الشرقية محمد بن جلوي ليخترق بهذا القرار اتفاق رعته بريطانيا عند تاسيس مملكة آل سعود بان تخضع المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية لسلطة آل سعود مقابل ان يتولى قيادتها آل جلوي حتى قيام الساعة وآل جلوي ينتمي للطاىفة الشيعية وقد استبدله الملك بولده الامير محمد بن فهد لتبدأ المناطق الشرقية ومواطنيها يعانون من اضطهاد النظام السعودي بزعم انهم موالون لطهران.. ولم يقف هذا الامر في نطاق النظام السعودي بل شمل القهر المنظم العديد من المجتمعات الخليجية التي يتواجد فيها مواطنين من ابناء الطائفة الشيعية وقد غذت هذه النوازع اجهزة ومطابخ إستعمارية وصهيونية لتكريس شروخات آجتماعية داخل المجتمعات الخليجية وهي النوازع التي اخذتها الأنظمة الخليجية ماخذ الجد بعد ان صورت لها الدوائر الغربية خطورة الثورة الإيرانية وقد لعبت امريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا دورا محوريا وأساسيا في تكريس ثقافة فوبيا إيران الثورة ثم لا حقا فوبيا إيران الدولة على خلفية برنامجها النووي..؟! كان هذا السرد مهما لكي نعرف دوافع هذه الفوبيا المثيرة وهذا التحالف الذي يتشكل بين بعض انظمة المنطقة والكيان الصهيوني الذي اصبح صديقا لبعض هذه الأنظمة بل وحليفا وشريكا فاعلا في حماية الأمن القومي العربي..