5/19/2024 11:35:08 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الاستاذ هاشم على عابد.. وداعا.. كتب/طه العامري
4/10/2022
( 1) لم يكن الفقيد الراحل هاشم على عابد مجرد قائدا في تنظيم، بل كان أخا وأبا وأستاذا ومربيا ومدرسة نضاليه علم جيلا بل أجيال من القيادات الوطنية والقومية قيم آلايثار والتضحية والفدا، على يديه تعلم الكثيرون أبجدية العمل النضالي يعرفه الكثيرون كعلم من اعلام النضال الوطني والقومي، كيف لا وهو من أنذر نفسه وكل حياته في سبيل وطنه وأمته، كان رحمه الله هامة وطنية وشارك أخوة له في مسيرة العمل الوطني والقومي متميزا بحكمة نضالية ومتسلحا بإرادة وطنية وقومية وحالما بمجد وطنه وأمته ومن أجل تحقيق هذه الغاية أنذر كل حياته في سبيلها.. عام 1978م كان ضمن كوكبة الحالمين بمجد الوطن والأمة حين وجدا نفسه واخوته في (فخ التأمر) الذي نسجته لهم قوي الشر والعدوان وهي ذات القوى التي تعبث اليوم بالوطن والأمة، يومها ذهب كوكبة من إخوته فكانت (الفاجعة) التي ارعبت البعض واخرست البعض وتحول البعض إلى( ملاذات أمنة) ليبقى الأستاذ هاشم صامدا في طريق النضال الوطني والقومي رافضا الاستسلام لكل عوائق المرحلة وتحدياتها، لم يقنط ولم يرفع الراية البيضاء ولم يبحث عن ذاته في ركام المرحلة.. ظل ثابتا في مواقفه مؤمنا بمبادئه متمسكا بالقيم ( الناصرية) وباخلاقياتها النضالية ومثاليتها السلوكية حتى آخر رمق.. اعترف ان (الفاجعة) التي حلت بالحركة الناصرية في أكتوبر عام 1978م وقبلها كارثة وفاجعة أكتوبر 1977م كانتا كافيتان لطمس سيرة ومسيرة الحركة الناصرية إلا أن وجود شخصيات كارزمية من أمثال الأستاذ هاشم على عابد حالتا دون حدوث هذا الذي كانت تراهن عليه قوي الشر والعدوان، ليواصل بالتالي قبس الحركة الناصرية يضئ بتوهجه سماء الوطن والأمة معبرا عن ديمومة الحركة رغم الفاجعة والكارثة التي ارتكبتها قوي العمالة والارتهان بحق الحالمين بمجد وطنهم وامتهم ومنهم الراحل الذي كان من أشرف الرجال واخلص الرجال وأصدق الرجال وأكثرهم إيثارا و زهدا وأمانة واستقامة واستعدادا للتضحية وإللحاق باخوتا له قدموا أرواحهم رخيصة من أجل كرامة وطن وحرية مواطن ومن أجل استقلال وحرية وكرامة أمة كان الراحل _رحمة الله عليه _ احد الحالمين بمجدها وعزتها وسيادتها وكرامة مواطنيها تحت راية ( الحرية والاشتراكية والوحدة) وهي الأهداف التي بلورها القائد الَمعلم جَمال عبد الناصر _ رحمه الله _ وجعلها أبرز وأهم أهداف النضال العربي.. أن أي حديث أو كلام يقال بحق الفقيد الراحل المناضل هاشم على عابد لن يعطي هذا المناضل حقه من الإنصاف فما قدمه الراحل لوطنه وأمته و(للتنطيم) و(الحركة الناصرية) يفوق بكثير عن كل ما قد يقال بحقه مهما كانت بلاغة القائل وكانت قدرته اللغوية.. قطعا انا لا أتحدث هناء عن (ملاك) بل اتحدث عن (إنسان) عرف بعصاميته وإيثاره وز هده وإخلاصه لوطنه وأمته وللافكار القومية التي تسلح بها وشكلت قناعته وهويته النضالية والسياسية رجلا أنذر نفسه للعمل النضالي وكان وراء استقطاب ألمع العقول و الكوادر النضالية فكان بحق إيقونة العمل التنظيمي وعنوان الحكمة السياسية والتنظيمية، لم تكن ( صحيفة سباء) التي أسسها في َمدينة تعز بداية انطلاقه التنظيمي بقدر ما كانت محطة من محطات سفره النضالي الوطني والقومي.. ( 2) بداية اعتذر عن الخطاء غير المقصود الذي وقعت به في الحلقة السابقة والمتصل باسم الصحيفة التي أسسها المناضل الراحل هاشم على عابد وهي صحيفة ( مأرب) وليست ( سباء) كما أوردت.. والحقيقة أن الخطاء الذي حدث لفت نظري المكانة الكبيرة التي كان يحتلها الراحل في وجدان وذاكرة أبناء اليمن، إذ مباشرة وبعد نشر الموضوع تلقيت سيلا من الرسائل والاتصالات والجميع كان يشير لأسم الصحيفة واللافت أن الملاحظات لم تأتي من أخوة وتلامذة وآفاق المناضل الراحل بل جاءت من أشخاص ورموز ينتمون لعدة مدارس سياسية وفكرية وهذا دليلا على المكانة التي احتلها الراحل في الذاكرة الوطنية الجمعية. ذكرة سابقا أن الراحل لم يكن مجرد شخصية قيادية في الحركة الناصرية التي كان أحد الشخصيات النضالية المؤسسة لها منذ بداية انطلاقها، بل كان وبحق حكيم الحركة الناصرية ومرجعيتها واحد أبرز اقطابها إلى جانب كوكبة من إخوته المناضلين أمثال المرحوم عبده نعمان عطاء، والمرحوم محمد ثابت حيدرة، والشهداء عيسى محمد سيف، ومحمد إبراهيم، وعبد السلام مقبل، وأحمد سيف الشرجبي، وعلى الضالعي، وعبد الغني ثابت ( الطويل)، والأستاذ عبد العزيز سلطان المنصوب، والمرحوم سعيد على كحيل، وكوكبة من المناضلين الوطنين والقوميين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وكما عرف كل هؤلاء بالإيثار التضحية والإخلاص لمشروعهم الفكري، وقدم بعضهم أرواحهم رخيصة من أجل وطنهم وامتهم وفي سبيل المبادئ والقيم التي حملوها وتسلحوا بها، كان الراحل يتماهي مع كل إخوته بالإيثار إلى جانب ( حكمة) وحصافة وفراسة تحلى بها الراحل فكان تنظيما ماهرا واستثنائيا وقد أهلته كل هذه المؤهلات القيادية والمجبولة بقيم وأخلاقيات إنسانية صادقة أن يكون مرجعية نضالية وتنظيمية تمكن من خلالها أن يستقطب وكما اسلفنا سابقا ألمع العقول وأفضل وامهر الكوادر الوطنية والقومية وإذا تسألنا اغلب القيادات الكوادر الناصرية الحالية الناشطة في إطار التنظيم أو المستقلة أو تلك التي جمدت نشاطها عن كيفية انتمائهم للحركة الناصرية سيذكرون دون تردد اسم المناضل هاشم على عابد _رحمة الله تغشاه _ يعرف كل ناصري باليمن و ربما في الوطن العربي أن فيلسوف الفكر الناصري بعد الشهيد عيسى محمد سيف هو الأستاذ المناضل عبد الغني ثابت حفظه الله واطال بعمره وبذات القدر وفي الجانب التنظيمي يأتي المرحوم هاشم على عابد كفيلسوف للعمل التنظيمي و إيقونته. ورغم فاجعة المذبحة التي حلت بالحركة الناصرية عام 1978م والتي تركت جرحا عَميقا وغائرا في قلب وَجدان الراحل وذاكرته وأيضا في قلوب وذاكرة كل أعضاء الحركة وعلى مختلف المستويات حتى أن بعض الناجين من تلك المذبحة تمنوا في لحظات لوا كانوا قد رحلوا مع اخوتهم على (مقصلة الجلاد)، لكن للعمل الوطني ثمنه والراحل كان من المؤمنين بصعوبة المسار وخطورته وحجم التضحيات التي قد تدفع مقابل السير بهكذا طريق في ظل اوضاع اجتماعية ووطنية وقومية معقدة بل وحافلة بالتعقيدات المركبة، ومؤامرات ممنهجة ومرتبة سلفا، مؤامرة لم تبدأ في 11اكتوبر 1977م بل بدت في نوفمبر 1967م وتحركت أدواتها في يونيو 1974م ليبدأ في أكتوبر 1977م التطبيق الفعلي لمؤامرة اختمرت أدواتها طيلة السنوات الماضية، عن موعد بدء المذبحة. قبل قرابة عقدا من الزمن وفي أحد شوارع العاصمة صنعاء التقيت. بالصدفة بالراحل المناضل هاشم على عابد _رحمه الله واسكنه فسيح جناته _ وفي زوايا إحدى المقاهي كان لنا حديث وهذا ما ساتناوله في حلقة الغد. ( 3) في هذه الحلقة أو التناولة التكميلية في رثاء المناضل الراحل الأستاذ هاشم على عابد _ رحمة الله تغشاه _ وقبل أن اخوض في موضوع حوار الصدفة الذي جمعني بالراحل قبل سنوات احب ان أنوه للشخصية الاستثنائية التي كان يتمتع بها الراحل وتعنون سلوكه وعلاقته مع رفاقه ومع العامة، إ ذ وبعد حدوث مؤامرة 1978َ م وتعرض ( الناصرين) لضربة موجعة بل وقاتلة لولاء وجود رجال من أمثال الراحل الذين تمكنوا من الصمود ولَملمة كوادر التنظيم، يومها أدت المؤامرة الفاجعة إلى حدوث حالة من الارتباك على خلفية رحيل كوكبة من أنبل القادة الأمر الذي أحدث حالة ارتباك وهلع في اوساط بقية أعضاء التنظيم خاصة وأن المؤامرة التي أطاحت بكوكبة قيادية تزامنت مع حملة مطاردة أمنية أطلقها النظام طالت ليس أعضاء التنظيم بل وكل من له علاقة قرابة بهم، وقد أدى سلوك النظام الأمني حينها إلى إحداث حالة تمزق وتشرذم في الوسط الناصري وهو ما دفع البعض داخل مفاصل الحركة إلى ممارسة ( سياسة جلد الذات) على طريقة حكماء الهندوس، فشاعت ثقافة التنابز والاستهداف والتخوين في أوساط الأخوة وآفاق المسار وقد عمل النظام بكل ثقله على تكريس ثقافة التناحر والتخوين والإلغاء في الوسط الناصري على أمل القضاء النهائى على هذا المكون ضمن مخطط لم يقتصر على اليمن بل شمل الوطن العربي بَكل اقطاره.. وسط تلك المعَمعة التنابزية كان الراحل بمثابة الشخصية الاستثنائية الذي لم يخوض في معترك سياسة جلد الذات هذه وظل محل احترام و تقدير الجميع في الداخل والخارج ولم أراه مهاجما أخا أو زميلا وأيضا لم أرى أخا او زميلا يهاجم الراحل عبر الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة وهذا يدل عن المكانة التي كان يحتلها الراحل في وجدان وذاكرة الجميع. أعود إلى آخر لقائي به وحوار الصدفة، إذ وبعد أن أخذنا مكاننا في زاوية إحدى مقاهي العاصمة وبعد التساؤلات الروتينية المعتادة عن الحال والضروف الخاصة، وجهت له سؤال حول أوضاع البلاد والحال الذي نحن فيه وأيضا حال الأمة..؟ لم يجيبنا بل تبسم وأخذ نفسا عميقا ثم راح يوصف لي الأحوال اليمنية والعربية و يستعرض تداعياتها بعقلية الحكيم والفيلسوف الذي لديه رؤية لكل ظاهرة، وبخشوع رحت أنصت لكلامه الذي لم يخلوا من الحزن. الألم على حالة الانهيار الوطني والقومي الذي اوصلنا إليه النظام القطري المرتهن والتابع لإرادة الآخر الحضاري.. وقد شمل حوارنا الوضع الخاص بالحركة القومية والحال الناصري تحديدا _ احتفظ لنفسي بما دار بيننا حول هذا الجانب _ لكني وجدت نفسي يؤمها أمام رجل حكيم وقائد استثنائي وإنسان يتحلى بكل الأخلاقيات النضالية يرى تداعيات صارت أكبر من القدرة الذاتية لفرملتها أو إيقاف تداعياتها.. رحم الله الأستاذ المناضل هاشم على عابد الذي مثلت مسيرته الحياتية والنضاليه نموذجا للصمود والإيثار والتضحية لم يساوم ولم يتردد في تحمل المسؤلية الوطنية في أحلك الضروف وأكثرها خطرا،ولم ترعبه التهديدات والمطاردات والرسائل الأمنية، رجل تعرض لمخاطر جسيمة ولكنها لم تربكه ولم تثنيه عن أداء واجباته ومهامه الوطنية، فظل متمسكا بثوابت الفكر وأهداف النضال العربي ولم يتخلى عن الحلم الجمعي الناصري بالنضال من أجل مجد الوطن والأمة.. ولا يسعني اخيرا إلا أن أعبر باصدق التعازي في رحيل هذا الهامة الوطنية والرمز الوطني والقومي القائد الناصري الذي لم يخذل أهله يوما، واعزئي أفراد أسرته وأصدقائه وآفاق رحلته.. وارجوا الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه جنات الفردوس مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.