5/11/2025 3:34:54 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
431
"من ظل الله على أرضه" إلى“القائد الملهم” و”الزعيم الأوحد”و بـ”الروح بالدم"“تعددت الأسماءوالطاغية واحدا” متربعا على كرسي الحكم!!!من حقائق التاريخ))
دراسات|أجراس اليمن: “أيها الناس إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعندكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء الله الذي خول لنا. فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا، ولكم علينا العدل فيما ولينا…” ما عرفه التاريخ الإنساني من طغاة، أكثر بكثير مما عرفه من حكام خيّرين… وقد ظلت شعرة معاوية بينهم وبين الشعوب قائمة لتاريخ طويل، حتى قطعها هؤلاء بكفاح وثورات مريرة. غير أن موضوع “الطاغية”، على أهميته، عربيا، ظل موضوعاً صعبٌ الإقدام على البحث فيه ما بقي “الطاغية” متربعا على كرسي الحكم، يقول المفكر المصري إمام عبد الفتاح إمام. … ذاك دأب العالم الثالث، الذي لم يخلص بعد من “القائد الملهم” و”الزعيم الأوحد”، الذي يفتدى بـ”الروح والدم”… وذاك موضوع هذا الملف الذي نقدم فيه نتفا من كتاب المفكر المصري، “الطاغية… دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي”. فارِضا المحكومين ليس شرطا حتى تقوم السلطة، التي بإمكانها أن توجد فقط عن طريق القوة والقهر… لكنها.. متى ما وجدت، وأصبحت قادرة على إلزام الأفراد على احترام إرادتها والخضوع لسلطاتها، صارت صالحة لتكوين الدولة. كانت السلطة السياسية في الماضي تختلف وفقا لأشخاص الحكام، فقد كانوا يمارسونها كامتياز شخصي يكتسبونه بفضل مواهبهم أو جبروتهم… مع ذلك، لا بد أن يكون هناك تبرير لهذه السلطة السياسية حتى تكون شرعية؛ أي ليتمكن الحاكم من الاستناد إلى هذه الشرعية في ممارسته لهذه السلطة. "تقابل الضدان اللذان لا يتفقان" يعد نهج الصحابة بعد وفاة النبي الشورى لاختيار الخليفة، ظهرت بذور “ديمقراطية” (حسب إمام عبد الفتاح إمام)، لكن الذي حدث، أن الحكم بعد ذلك، راح يتحول شيئا فشيئا من الخلافة إلى الملك. يقول محمود عباس العقاد في كتابه “عبقرية علي”: كان الموقف بين الخلافة والملك ملتبسا في عهد عثمان، كان نصفه ملكا ونصفه خلافة، أو كان نصفه إمارة دنيوية… وهكذا تقابل الضدان اللذان لا يتفقان، وبلغ الخلاف مداه”. ثمة كتابات كثيرة عن استعداد الشرقيين لتأليه الحاكم. وبغض النظر عن مدى صحة هذه الفكرة، ما يهمنا أن المنطقة، منذ القديم، عرفت “ظل الله على أرضه”… الخلاف بين علي ومعاوية، في تصور العقاد، كان صراعا بين الخلافة والنظام الملكي، أو بعبارة أخرى، بين الخلافة الدينية والدولة الدنيوية. لكن، بمجيء الأمويين، حسموا الموقف تماما، إذ قضوا نهائيا على بذور “الديمقراطية” ومنعوها من النماء. مقابل ذلك، أخذت النزعة الاستبدادية تتوغل. بل وتشبه خلفاء بني أمية بالملوك وأبهتهم؛ فكان قصر الخليفة في دمشق في غاية الأبهة، تزين جدرانه الفسيفساء، وأعمدته الرخام والذهب، وسقوفه الجواهر… استولى الأمويون على الحكم عنوة، هذا ما يقوله معاوية صراحة ودون مواربة… عندما قدم المدينة عام الجماعة (41هـ)[1]، تلقاه رجال قريش فقالوا له: “الحمد لله الذي أعز نصرك، وأعلى كعبك”. لكن معاوية نأى عن الرد حتى صعد المنبر، فقال: “أما بعد، فإني والله ما وليتها محبة علمتها منكم، ولا مسرة بولايتي ولكني جالدتكم بسيفي هذا مجالدة…”. بل ويضيف: “ولقد رضت لكم نفسي عمل أبي قحافة (أبو بكر)، وأردتها (الخلافة) على عمل عمر (ابن الخطاب)، فنفرت من ذلك نفارا شديدا…”! معاوية، على هذا الأساس، طاغية، إذ قضى على معارضيه، ولم يتورع عن استخدام أحط السبل في سبيل هذه الغاية، من قتل وغدر ورشوة وخيانة… " وضع الأمويون ثلاث نظريات تبرر استيلاءهم على السلطة" أولا: قالوا إن الخلافة حق من حقوقهم، وإنهم ورثوها عن عثمان بن عفان (كان من بني أمية)، لأنه نالها شورى ثم قُتل ظلما… فقاتلوا حتى استردوها. ثانيا: أشاعوا في أهل الشام، بصفة خاصة، أنهم استحقوا الخلافة لقرابتهم لرسول الله. ثالثا: دعموا ملكهم الاستبدادي بالقول إن الله اختارهم للخلافة وأتاهم الملك، وإنهم يحكمون بإرادته، ويتصرفون بمشيئته. حتى يؤكدوا هذه النظرية الأخيرة، أشاعوا مذهب الجبر[2]؛ أي أن السلطة يحددها الله، وليس للناس فيها رأي ولا مشورة، وأن الخليفة هو خليفة الله، وأن على الناس الاستسلام والطاعة. كان زياد بن أبي سفيان، الذي عينه معاوية واليا على البصرة، أول من بشر بهذا المذهب… يقول في خطبته التي أعلن فيها أن الله اختارهم للخلافة، وأنهم يحكمون بقضائه ويعملون بإذنه: مع الدولة الأموية، ستبدأ نغمة التفويض الإلهي في الظهور… النغمة التي ستتأكد بوضوح تام عند العباسيين، حتى يقول الخليفة المنصور: “أنا سلطان الله في أرضه…”. “أيها الناس إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعندكم ذادة[3]، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء الله الذي خول لنا. فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا، ولكم علينا العدل فيما ولينا…”. يومها، تبارى الشعراء في دعم هذه النظرية، ومن ذلك قول الأخطل لعبد الملك بن مروان: وقد جعل الله الخلافة فيكم … بأبيض، لا عاري الخوان ولا جدب ولكن رآه الله موضع حقها … على رغم أعداء وصدادة كذب ثم مضى الأمر يتفاقم، حتى ارتفعت نغمة التقديس إلى التأليه؛ فلا يجد ابن هانئ الأندلسي -مثلا- أي حرج في أن يقول للخليفة الفاطمي المعز لدين الله: ما شئت لا ما شاءت الأقدار … فاحكم فأنت الواحد القهار وكأنما أنت النبي محمد … وكأنما أنصارك الأنصار ما عرضناه ليس تأريخا للدولة الأموية، لكنه نموذج متقدم من نظام حكم، غابت فيه الرقابة والمحاسبة وانتفت فيه حرية الرأي والمعارضة، وكان فيه الحاكم ممسكا بالسيف في يمينه والمال في يساره… كما أنه أول من جعل الخلافة ملكية وراثية في أسرته، دون أن يكترث برأي الآخرين… صارت مسألة البيعة بعده صورية تماما، وصارت حرية الفكر تتصل اتصالا كبيرا بمزاج الخليفة، وهي آفة تعاني منها بعض الدول “الإسلامية” حتى أيامنا هذه… ◀هكذا يحتفظ الطغاة بعروشهم وحده الملك المعتدل يحتفظ بعرشه، فكلما قلص من امتيازاته، وقلل من سلوكه كسيّد، أو من معاملة المواطنين معاملة دنيا، زاد احتمال أن يظل على العرش. هذا ما يفسر في الواقع استمرار النظام الملكي في بعض البلدان لفترة طويلة. الغاية النهائية لكل طاغية، قصد الحفاظ على عرشه، هي أن يدمر روح المواطنين، ويزرع الشك وانعدام الثقة فيما بينهم، ويجعلهم عاجزين عن فعل أي شيء… بالمقابل، يحتفظ الطاغية بعرشه عن طريق وسيلتين، والأغرب أن كليهما تناقض الأخرى تماما. يرى إمام عبد الفتاح إمام أن الوسائل التي اعتقد أرسطو أن الطاغية يلجأ إليها بهدف الحفاظ على عرشه، مألوفة لنا تماما، ذلك أن الطغاة يتوارثونها، ومعظمهم يسير عليها في تدبير شؤون سلطانهم. أغلب هذه الوسائل ابتكرها في الأصل، بريندر Periander (توفي 583 ق.م)، طاغية كورينثوس (اليونان)، الذي كانت فترة حكمه الأطول بين الطغاة في تاريخ اليونان، وإن كان قد استمد الكثير من سماتها من نظام الحكم في فارس. الطريقة الأولى الغاية النهائية لكل طاغية، قصد الحفاظ على عرشه، هي أن يدمر روح المواطنين، ويزرع الشك وانعدام الثقة فيما بينهم، ويجعلهم عاجزين عن فعل أي شيء… الطاغية يعوّد الناس على الخسة والضعة، والعيش بلا كرامة، حتى يسهل عليهم أن يعتادوا على الذل والهوان. كما يقضي على البارزين من الناس، وأصحاب العقول الناضجة، ويستأصل كل من تفرق أو حاول أن يرفع رأسه. في حين يعتمد النظام الملكي في حمايته على الأصدقاء، يسير الطاغية على مبدأ أن جميع الناس يودون الإطاحة به… غير أن الأصدقاء وحدهم هم الذين يستطيعون ذلك! الطاغية يمنع الاجتماعات والنوادي، ويحظر التعليم أو يجعله لونا من الدعاية له، كما يحجب كل ما يعمل على تنوير النفوس أو يبث الشجاعة والثقة بالنفس. … ويمنع المواطنين من التجمع لأغراض ثقافية أو أي تجمع مماثل، ويتخذ كافة السبل التي تغرس في المواطن الشعور بأنه غريب في بلده. الطاغية، يجتهد حتى تكون لديه معلومات منتظمة حول كل ما يفعله رعاياه أو يقولونه، كما يعتمد على إغرائهم بأن يشي بعضهم بالبعض الآخر. الطاغية علية ان يُفقر رعاياه، حتى ينشغلوا بالبحث عن قوت يومهم، فلا يجدون من الوقت ما يتمكنون فيه من التآمر عليه. يقضي الطاغية على البارزين من الناس، وأصحاب العقول الناضجة، ويستأصل كل من تفرق أو حاول أن يرفع رأسه. فضلا عن هذا، قد يلجأ الطاغية إلى إشعال الحروب، وهدفه من ذلك، إشغال المواطنين بصفة مستمرة، حتى يعتقدوا على الدوام بأنهم بحاجة إلى قائد. ثم إنه… في حين يعتمد النظام الملكي في حمايته على الأصدقاء، يسير الطاغية على مبدأ أن جميع الناس يودون الإطاحة به… غير أن الأصدقاء وحدهم هم الذين يستطيعون ذلك! الطريقة الثانية أحد العوامل التي تسهم في رأي أرسطو، في تدمير النظام الملكي، هي أن يتحول إلى طاغية… نفهم من ذلك، أن إحدى الطرق التي تمكن الطاغية من الحفاظ على نظام حكمه، هي أن يصبغ طغيانه بطبيعة النظام الملكي. لكن… حتى يظل طاغيةً، عليه أن يحتفظ بالقدرة وبالسلطة في حكم رعاياه، ليس برضاهم، إنما رغما عنهم… فإذا تنازل عن هذه الخاصية، يعني ذلك أنه تنازل عن الطغيان. يتميز حكم الطاغية بانعدام الرأي الآخر، ولهذا فجميع أنظمة الحكم غير الديمقراطية، هي أنظمة طغيان أو استبداد بطريقة أو بأخرى. بإيجاز، يبدو أن أرسطو يتحدث هنا، عما سمي في العصر القديم بالطاغية الصالح أو الخيّر… ذاك الذي يطلق عليه في العصر الحديث: المستبد العادل. المستبد العادل، على غرابة اسمه، حاكم ينفرد بالحكم لكنه بالمقابل يهتم بالصالح العام. بحسب إمام عبد الفتاح، فعالم السياسة البريطاني إرنست باركر، يرى أن أرسطو استبق نصائح المنظر السياسي الإيطالي نيكولو ميكيافيللي، وقدم نصائح سياسية لـ”أميره الجديد” بطريقة واقعية. وبيد أن نصائحه هذه، تختلف جذريا عن نصائح ميكيافيللي، من حيث إن أرسطو يدعو الأمير الجديد إلى أن يكون “عقل الدولة”، وأن يكون ملكا وإنسانا… أو على الأقل أن يلعب دور الملك والإنسان! لكن مفهوم “الطاغية الصالح” قد يتسع، وثمة أمثلة عديدة على ذلك حديثا، منها هتلر وموسوليني وستالين في الغرب، وسوكارنو وعبد الناصر وصدام في الشرق. العبرة ليست بما يقدمه الحاكم من أعمال “مجيدة”، وقد يفعل منها الكثير… ففي النهاية يقتل الإنسان، يدوس كرامته وقيمته ووجوده كإنسان، إنه يدمر “روح المواطن”، كما قال أرسطو، ليحيل المجتمع إلى مجموعة من النعاج تسهل قيادتها! لم يكن طغيان هؤلاء من أجل الشراب والنساء والمتع الحسية، إنما كانت لهم أهداف أخرى مثل: بناء إمبراطورية؛ السيطرة على شعوب العالم ..نشر فكره بالقوة.. التفرد بالحكم في جميع هذه الحالات.. والتشبه بالإله في صفة من صفاته وهي: “ألا يُسأل عما يفعل” إجمالا، يتميز حكم الطاغية بانعدام الرأي الآخر، ولهذا فجميع أنظمة الحكم غير الديمقراطية، هي أنظمة طغيان أو استبداد بطريقة أو بأخرى. لهذا، كرهت الفاشية النظم الديمقراطية كراهية شديدة. لكن المجتمع الذي يرتبط فيه الشعب بالزعيم/القائد الملهم، بحبل سري، هو مجتمع يحكمه طاغية بغض النظر عما يفعله، يقول إمام عبد الفتاح."العبرة ليست بما يقدمه الحاكم من أعمال “مجيدة”، وقد يفعل منها الكثير… ففي النهاية يقتل الإنسان، يدوس كرامته وقيمته ووجوده كإنسان، إنه يدمر “روح المواطن” كما قال أرسطو، ليحيل المجتمع إلى مجموعة من النعاج تسهل قيادتها! منذ فرعون… الذي كان “إلها” أو “ابن الإله” مرورا بالعصر الوسيط، حيث نجد الخليفة الذي عينه الله بحكمته ليسوس الناس لما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة… إلى أن اختُرعت فكرة الزعيم الأوحد والمنقذ الأعظم والرئيس المخلص، ومبعوث العناية الإلهية، والمعلم والملهم الذي يأمر فيطاع… دون أن يُسأل عما يفعل أبدا! ........../أيوب التميمي
قد يهمك ايضاً
الميادين و"الملحمة الكبرى": عندما تختل البوصلة الإعلامية ..لماذا؟!!
"توجيهات صارمة"قائد الثورة يُشهر سيف المحاسبة: لا حصانة لفاسد بعد اليوم"
فشل إستراتيجي أم هزيمة ناعمة؟ مجلة فورين أفيرز" الأمريكية تكشف كواليس انسحاب أمريكا من اليمن..
السعودية تستعرض قدراتها العسكرية في أثينا: شراكات جديدة وابتكارات متقدمة..
"ترسانة نووية وخطاب قومي.. التصعيد بين نيودلهي وإسلام آباد يفتح أبواب جهنم"
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
العشاري :لا يعقل أن نخشى رأيًا بينما ندّعي مواجهة العالم ..!؟
فرصة ضائعة: كيف فشل العرب في استثمار الثورة الإسلامية الإيرانية لصالحهم كتب/ محمد الصالحي -باحث في العلاقات الدولية والإقليمية