5/11/2025 3:22:29 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
151
المكان الذي لا يؤنث، لا يعول عليه! "ابن عربي" الشيخ الأكبر" المتهم بالزندقة والكفر ..تفاصيل الإسم الذي تسبقه شهرته!
تاريخ ودراسات|أجراس في دمشق يرقد اليوم، بعد حياة راوح فيها بين مقام “سلطان العارفين” واتهام “الكفر والزندقة”. على أن الحياة بشتى ضروب الثناء والذم، لم تثنه يوما عن سلك طريق رأى أنه وُجد ليمضيّ فيها. ولد في الأندلس، ورحل وجال بين بقاع شتى مستدلا بـ”مرشده السماوي” باحثا عن “دين الحب”؛ حتى أصبح أحد أكبر المتصوفة في الإسلام، له من المريدين الكثير، كما له إلى جانب باقي المتصوفين، أعداء أكثر. إنه محيي الدين بن عربي، اسم تسبقه شهرته! منذ البدء… كان متصوفا! رأى ابن عربي النور لأول مرة في مُرسية (مدينة إسبانية حاليا) عام 1164 للميلاد، لعائلة عرفت بالزهد والتقوى، فنشأ بذلك في جو ديني نفحاته منذ البدء كانت صوفية. اسمه الكامل محي الدين محمد بن علي بن محمد ابن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، وقد انتقل مبكرا مع والده إلى إشبيلية حاضرة الأندلس، حيث أمضى عشرين عاما من حياته يدرس الفقه وعلوم الدين. ادعى ابن عربي أنه رأى نفسه أمام العرش الإلهي محمولا على أعمدة من اللهب المتفجر، فحلق حوله طائر بديع الخلق فأمره بأن يرتحل إلى الشرق، مخبرا إياه بأنه سيكون مرشده السماوي. يروى أن علة قد ألمت بابن عربي في شبابه فأردته طريح الفراش يصارع الحمى، فغلب عليه النوم فرأى في ما يرى النائم أثناء ذلك، نفرا مسلحا يمثل أرواحا شريرة وقد أرادوا الفتك به. لكن رجلا جميلا، صبوح المحيا، وقور المظهر، باغتهم على حين غرة فهجم عليهم وارتدوا عنه. في غمرة تنفسه للصعداء، سأل ابن عربي الرجلَ عمن يكون، فقال له: “أنا سورة يس”، وحين استيقظ، وجد أباه يتلو عليه هذه السورة، فلم يمكث على حاله حتى تحسن وتعافى، فاعتقد بعد هذه القصة بفكرة أنه معد للحياة الروحية وأنه ينبغي عليه أن يسلك دربها إلى النهاية. لم يكمل ابن عربي عامه العشرين، حتى كشف للآخرين عما اعتبر أنه قد جُعل يسير فيه… الطريق الروحاني! جاب بغرض ذلك عددا لا يعد من المدن، كغرناطة وفاس والقاهرة ومكة وبغداد وحلب وقونية ودمشق… متبعا في ذلك مرشده السماوي. قصة المرشد السماوي هذا، قد تكون لبعضهم أقرب إلى الخيال من التصديق؛ إذ يحكى أن ابن عربي قد ادعى أنه رأى في ما يرى اليقظان هذه المرة، أنه أمام العرش الإلهي محمولا على أعمدة من اللهب المتفجر، فحلق حوله طائر بديع الخلق فأمره بأن يرتحل إلى الشرق، مخبرا إياه بأنه سيكون مرشده السماوي. بالحبّ يَدِينُ… أنّى كانت ركائبه! يقول ابن عربي، ولعله البيت الشعري الذي اشتهر به إلى اليوم: “أدين بدين الحب أنى توجهتْ ركائبه، فالحب ديني وإيماني”. هذا البيت لم يكن مجرد تصوير شعري بديع، بل إن ابن عربي كان، كما أوردنا سابقا، دائم الترحال، وترحاله المستمر هذا مكنه من لقاء كبار علماء الصوفية كشهاب الدين عمر السهروردي وجلال الدين الرومي وصدر الدين القونوي وغيرهم، فكان ابن عربي حريصا على المتح من عصارة هذا التلاقح الصوفي. من أهم الكتب التي ألفها ابن عربي، “الفتوحات المكية”، وقد ضَمّنَه أهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية، وادعى أنه كتبه بأمر من “مرشده السماوي”. غير أن دمشق، ستكون المدينة التي استعذب ابن عربي مقامه الأخير فيها، حيث عاش، وفقا للمصادر التاريخية، معززا مكرما بل وكان أميرُها من تلاميذه ومن المؤمنين بعلمه. فتابع هناك ما تبقى من حياته يؤلف تارة ويعلم مريديه تارة أخرى منهجه في التصوف، حتى صار واحدا من كبار العلماء بين أهل العلم والفقه آنذاك، فحق عليه، في نظر محبيه، لقب “البحر الزاخر” و”سلطان العارفين”. عُرف ابن عربي بكونه شجرة وافرة العلم والمعرفة. وفرة كانت ثمارها كتب غزيرة، لعل من أهمها “فصوص الحكم” و”ترجمان الأشواق و”الفتوحات المكية”. هذا الأخير يقول ابن عربي إنه قد كتبه بأمر من “مرشده السماوي”، وهو الكتاب الذي ضَمّنَه أهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية. هذا الكتاب وُصف، حسب بعض المهتمين، بأنه مجموعة من النصوص الصوفية الموغلة في التعمق، للغته الرمزية وللإشارات الإلهية المضمنة فيه. المكان الذي لا يؤنث، لا يعول عليه! المكان الذي لا يؤنث، يبقى مكانا فحسب، أما إذا أضفنا إليه تاء التأنيث، فحينذاك يغدو مكانا ومكانة. وكان ابن عربي حيث لا يجد المكانة التي تليق به، يرتحل من هناك، كما حدث في زيارته إلى مكة عام 1214 للميلاد، حيث وجد عددا من فقهائها قد أخذوا يشوهون سمعته بسبب القصائد التي نشرها في ديوانه الشعري. ظل “مكان” ابن عربي في القبر مهملا لسنوات طوال كما لا يحب، قبل أن “يؤنثه” السلطان العثماني سليم الأول بعد فتح دمشق، عام 1516 للميلاد، ويمنحه “مكانة” عظيمة. المكانة التي كان يوليها البعض لابن عربي كـ”بحر للحقائق”، لم تكن لتثني البعض الآخر عن وصفه بالكافر والزنديق والخارج عن الملة، لا لشيء سوى لاتهامه بأنه كان يعتقد بفكرة وحدة الوجود التي يعد الحلاج رائدها الأول و”شهيدها” الأول أيضا؛ فابن عربي كان يرى أن الله والطبيعة حقيقة واحدة؛ بمعنى أنه ليس هناك خالق أو مخلوق وإنما كل ما يراه الإنسان هو الله في صور متعددة، ويدلل ابن عربي على ذلك فيقول: “إن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل في كل شيء، بل يراه عين كل شيء”. كُتبت عن ابن عربي كتبٌ كثيرة تبين مواطن “كفره”، منها، على سبيل المثال، كتاب برهان الدين البقاعي “تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي”. أكثر من ذلك، لا زال ابن عربي، إلى اليوم، محل تكفير من طرف عدد كبير من الفقهاء؛ بيد أن مريديه وأتباعه قد انبروا أيضا للدفاع عنه بكتب أخرى، كجلال الدين السيوطي، الذي ألف كتابا يرد به على البقاعي ويبين فيه السمو الروحي لابن عربي، فعنونه على ذات الوزن، “تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي”. صوفيّا كان… وكذلك سيخلد! لم يكن ابن عربي ليترجل عن صهوة تصوفه إلا بموته، فرحل هذه المرة _ولآخر مرة_ من الحياة في دمشق سنة 1240 للميلاد، واستقر جثمانه في قبر بسفح جبل قاسيون بذات المدينة، مخلفا جدلا واسعا بين من يؤمن بروح سامية تتألفه وبين من يعتقد بكفره وزندقته… وظل “مكان” ابن عربي في القبر مهملا لسنوات طوال كما لا يحب، قبل أن “يؤنثه” السلطان العثماني سليم الأول بعد فتح دمشق عام 1516 للميلاد ويمنحه “مكانة” عظيمة، فبنى هناك مسجدا وضريحا صار قبلة لكل من يؤمن بمحيي الدين بن عربي، شيخا أكبر. ◀بعض شعر ابن عربي لقدْ صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ ….. فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبة ُ طائفٍ، ….. وألواحُ توراة ٍ ومصحفُ قرآنِ أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ ….. رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني — الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ ….. وهوَ العليمُ بنا الفاتِقُ الراتقْ قدْ ضمَّ شملي بهِ إذْ كنتُ في عدمٍ ….. لا علمَ عندي بمخلوقٍ ولا خالقْ حتى إذا برزتْ بالكونِ أعيننا ….. علمت بالكونِ قطعاً أنه الخالق وأنهُ واحدٌ لا شريكَ لهُ ….. إلا القبولُ فأنى فيهِ بالصادقْ — وأما أصول الحكم فهي ثلاثة ٌ….. كتابٌ وإجماعٌ وسنَّة ُ مُصطفى ورابعها منَّا قياسٌ محققّ ….. وفيه خلافٌ بينهم مرَّ وانقضى بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى ….. والقلبُ من أجلِ ذاكَ الحرْبِ في حَرَبِ لمياءُ لعساءُ معسولٌ مقبِّلها ….. شهادة ُ النّحلِ ما يَلقَى منَ الضَّرَبِ رَيّا المُخلخَلِ، ديجورٌ على قَمَرٍ، ….. في خدِّها شفقٌ، غصنٌ على كُثُبِ حسناءُ حالية ٌ ليستْ بغانيةٍ، ….. تفتَّرُ عنْ برَدٍ ظلمٍ وعن شنبِ تَصُدّ جِدّاً، وتلهو بالهَوى لَعِباً، ….. والموتُ ما بينَ ذاكَ الجدِّ واللَّعبِ
قد يهمك ايضاً
الميادين و"الملحمة الكبرى": عندما تختل البوصلة الإعلامية ..لماذا؟!!
"توجيهات صارمة"قائد الثورة يُشهر سيف المحاسبة: لا حصانة لفاسد بعد اليوم"
فشل إستراتيجي أم هزيمة ناعمة؟ مجلة فورين أفيرز" الأمريكية تكشف كواليس انسحاب أمريكا من اليمن..
السعودية تستعرض قدراتها العسكرية في أثينا: شراكات جديدة وابتكارات متقدمة..
"ترسانة نووية وخطاب قومي.. التصعيد بين نيودلهي وإسلام آباد يفتح أبواب جهنم"
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
العشاري :لا يعقل أن نخشى رأيًا بينما ندّعي مواجهة العالم ..!؟
فرصة ضائعة: كيف فشل العرب في استثمار الثورة الإسلامية الإيرانية لصالحهم كتب/ محمد الصالحي -باحث في العلاقات الدولية والإقليمية