1/15/2025 2:53:00 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
بلبل اليمن يفتك به الألم.. ولكن؟! كتب /طه العامري
4/27/2022
عانق صوته أذان وأسماع اليمنيين من صعده للمهرة ومن سقطري لكمران.. غني للأرض والسماء والماء والتراب، غني للحب والتسامح، غني للرعوي والبتول، وغني للراعي والسبول، غني للمسافر والمهاجر، وغني للمرأة الريفية وقدم معاناتها في أروع صورة واجمل سردية،فكانت اغنية (مسعود) واحدة ليس من أجمل الاغاني بل واحدة من أصدق وأجمل الوثائق التي دونت حال المرأة اليمنية وخاصة المرأة الريفية لدرجة ان ثمة مؤسسات خارجية اعتمدتها كوثيقة تعبر عن حال المرأة اليمنية وضروفها الحياتية والاجتماعية، شكل مع زميله الأستاذ أيوب طارش ثنائي فنجحان معا في تشكيل صورة مثالية عن واقعنا الوطني بكل إبعاده ومساراته الاجتماعية والثقافية والحضارية وتطور هذا الواقع ودون كل هذا في إنجازات فنية صاغها هذا الثنائي العملاق اللذان أعطوا اليمن الأرض والإنسان الكثير دون أن ينالوا بالمقابل ما يستحقان من التكريم والحضور غير حضور وجداني في قلوب وعقول المحبين لهما ولكن بعض الحب قد لا يكون كافيا أمام ضروف صحية وحياتية قاهرة في بلد تعاني من طغيان ثقافة النكران والتنكر والجحود، بلد تستحضر في ذاكرتها عتاولة الفاسدين والقتلة واللصوص وقطاع الطرق، لكنها لم ترى أمثال الأستاذ عبد الباسط العبسي ولا أمثال ايوب طارش، بلد تتجاهل مبدعيها ورموزها الثقافية والفنية ومنهمكة في معترك الصراع والتناحر بين نخبها السياسية والوجاهية وليس في أجندتها مكانا للأهتمام بالمبدعين والمثقفين الاجتماعيين الذين حملوا على كاهلهم مهمة تجميل وتنقية الحياة الوطنية والاجتماعية التي لوثها الساسة والوجهاء.. الجاوي، والربادي، والبردوني، والشحاري، والإنسي، والحارثي، والمرشدي، وأحمد قاسم، وفيصل، رحلوا بصمت وغابوا عن ذاكرة البعض فيما أخرين لا يزالوا في خيمة المعاناة والألم، ينتظرون مكارم اللئام..؟! الأستاذ عبد الباسط يعاني بصمت مترفعا كعادته الحديث عن ذاته أو ضروفه فهو عاش وقدم أعظم إبداعاته لوطن ولشعب والتاريخ، لم يسخر إبداعاته لكسب المال ومراكمة الثروة كما يفعل البعض ممن يزعمون اليوم انتمائهم لهذه الشريحة الإبداعية وهم أبعد ما يكونوا عنها وعن قيمها واخلاقياتها ورسالتها الإبداعية الحاملة لقيم ثقافية وتراثية تعظَم تاريخ وطن وشعب تستحضر ماضيه وتعيش راهنه وترسم بريشة أبداعها ملامح مستقبله. أن الوطن الذي يتنكر لمبدعيه ورموزه الثقافية والفكرية والفنية لا يستحق أن يسمى وطن بل مقبرة سيأتي يوم يوصف فيه ومن فيه بأقذع الأوصاف فالتاريخ قطعا لن يرحم احد.. والمؤسف أن مبدعيي هذا البلد لم ينالوا انصافا يستحقونه لا من قبل المجتمع الغارق بدوره في همومه وأزمات التي ينسجها حوله تجار السياسة ونخاسيي الأوطان، ولا من قبل سلطات ومؤسسات تعاقبت على هذا البلد وقضت وقتها منهمكة في مراضاة القتلة واللصوص وقطاع الطرق وكسب ود حملة البنادق فيما حملة الأقلام والأفكار والمبدعين وفي مختلف المجالات الإبداعية لم ينالوا سوى الجحود والنكران والتجاهل والتهميش وكأن ما قدموه من أعمال إبداعية لهذا البلد هو واجب عليهم وربما ثمن انتمائهم وحبهم لوطنهم المجدب بدون هذه الهامات الإبداعية التي أعطت لحياتنا معنى وقيمة أدبية وحضارية.. والمؤسف أنني وفي هذه التناولة عاجزا عن تحديد جهة بذاتها يمكن مخاطبتها ودفعها للالتفات لمثل هذه الهامات الإبداعية التي أعطت حياتنا معنى نظرا لتعدد الجهات السيادية التي غارقة في صراعاتها من أجل المصالح والنفوذ والسيطرة والتسلط، ومع ذلك أناشد الجميع واضع حالة الأستاذ عبد الباسط العبسي برسم الجميع لعلي وعسى نجد فيهم أو في بعظهم بقايا من شعور وطني واهتمام برموز الثقافة والإبداع في بلادي.. فتحية إجلال وتقدير لاستاذنا بلبل اليمن الصابر على قساوة المرض وجحود الوطن ورموزه وأرجو الله أن يعافيه وينصره على المرض وعلى جور الزمن، وكل هذا ليس غريبا عليه وهو من وثق كل هذا الألم ودونه في ملحمته الفنيه طيلة فترة عطائه الإبداعي ولايزال..