1/22/2025 9:56:01 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
إذهب إلى ...
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
في الذكرى 32 لإرتقاء (السعيد) للملكوت الأعلى.. كتب/طه العامري
4/29/2022
هناك من رحلوا عن دنيانا باجسادهم وارتقوا إلى جوار خالقهم سبحانه وتعالى لكنهم ظلوا في اوساطنا أحياء حاضرين بقوة في معترك حياتنا الدنيوية اليومية من خلال مأثر إنسانية واجتماعية واقتصادية، وبقت بصماتهم التي تركوها في دنيانا بمثابة علامة فارقة تشدنا إليها وتخفف عن كاهل الكثيرون معاناة الحياة اليومية وقساوتها ومن أبرز من ارتقوا إلى جوار الله سبحانه وتعالى لكنهم وبالرغم من هذا الإرتقاء الأبدي ظلوا حاضرين في حياتنا الدنيوية هو المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _ الذي فارقنا وارتقاء إلى جوار ربه في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك عام 1990م بعد رحلة حياتية عامرة بالجهاد والمعاناة والنجاح والإيثار والنضال من أجل التقدم والتنمية والتطور الحضاري لوطن وشعب ارتبط تطورهم وتقدمهم الحضاري بتطور وتقدم أعمال هذا الرجل الاستثنائي الذي لم يعيش لذاته بل عاش ولايزال يعيش فينا وبيننا من خلال أعماله الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والخيرية ومن خلال أنشطة اقتصادية وتجارية ارتبطت باسمه وستظل كذلك تعبر عن قصة نجاح لشخصية عصامية انبثقت من واقع اجتماعي مجبول بكل عوامل القهر والتخلف، مجتمع تستوطنه كل مظاهر الفقر والجهل والمرض، لكن استطاع هذا الرجل أن يلفظ عن ذاته وعن مجتمعه ووطنه كل الظواهر السلبية ويساهم وبفعالية في تغير واقعه وواقع مجتمعه ووطنه ويرتقي بهم إلى مصاف التطور والتقدم الحضاري ويساهم في بناء صرحا اقتصاديا وتنمويا وصناعيا ويرتقي بواقعه الوطني وتحولاته الحضارية. حقا أن أسم ( هائل سعيد أنعم) ليس مجرد اسما تجاريا أو علامة تجارية لشخصية اقتصادية ناجحة، بل إن هذا الاسم وبَمعزل عن كل ما يسوقه البعض هو اسما يتجاوز كل التفسيرات السطحية ليرتبط ويتماهي مع حكاية تقدم وطن وشعب ارتبط تقدمهما وتحولاتهما الاقتصادية بتطور وتقدم أنشطة وأعمال المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _ إنه السعيد الذي اسعد أهله وشعبه ووطنه وعمل جاهدا من أجل تقدمهما الحضاري والتنموي والاقتصادي و الصناعي وبعصامية ونزاهة توصل هذا السعيد إلى ما توصل إليه من النجاح بمباركة من خالقه سبحانه وتعالى الذي بارك كل أنشطته واغدق عليه بنعمه ومكنه من تحقيق النجاحات الاقتصادية المضطردة، لأنه كشخص كان قريبا من ربه شاكرا لنعمه ويكفي أنه وفي بدايته في مدينة (عدن) لقب من قبل العامة ب ( الرجل الصالح) وفي هذا اكبر تأكيد على سيرة رجل اتكل على ربه في كل شئون حياته وراعي ربه في كل أنشطته فكان عصاميا وصادقا محبا للخير وساعيا لفعله مراعيا لضروف الناس وصادقا في تعاملاته وعلى مختلف المسارات الحياتية. لقد استطاع المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمه الله _ أن يؤسس صرحا اقتصاديا وصناعيا خالدا ومباركا يصعب تهميشه أو تجاهله أو النيل منه، صرحا تحصنه الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية التي كرسها الحاج في حياته وتركها بعد رحيله عن دنيانا لتؤدي ذات المهام الخيرية التي كان يقوم بها في حياته.. لتصبح منتجات السعيد عنوان البيت السعيد في داخل اليمن وخارجه.. أن كثيرون من رجال المال والأعمال أسسوا مؤسسات طغت في ذاكرة العامة ردحا من الزمن غير أن غالبيتها تلاشئ وتواري بعد رحيل المؤسسين باستثناء مجموعة الخير والعطاء التي وضع مداميكها وقاعدتها الراسخة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمه الله _ التي تواصل تقدمها وتطورها على هدي من تعاليم وقيم وأخلاقيات ومبادئ المؤسس الذي رغم رحيله إلى جوار ربه لكنه يظل الحاضر في حياة وطنه وشعبه وذاكرتهم الجمعية والتاريخية وفي مسار تحولاتهم التنموية والحضارية من خلال هذه المجموعة الاقتصادية الرائدة التي تواصل استشراف المستقبل الوطني والطموح الشعبي وتعمل بوتيرة عالية لتحقيق تطلعات الوطن والمواطن كفاعل أساسي وشريك فعال في مسار التنمية الوطنية والتحولات الحضارية، وليست مجرد مجموعة اقتصادية وحسب بل هي شجرة خير وعطاء أصلها ثابتا وفرعها في السماء تغطي بنشاطها كل متطلبات الشعب وهي الأسم المشرق في سماء الوطن والشريك المثالي في مسار التنمية الوطنية التي تتكفل بتغطية النسبة الأكبر من احتياجات الأمن الغذائي الوطني والمساهم الأكثر حضورا في مسار التنمية الاقتصادية الوطنية. لقد وفق الله الحاج هائل سعيد أنعم واكرمه وبارك له ووسع رزقه لأن الرجل _ رحمه الله _ كان رجل خير وإنسان يتحلى بكل الصفات الإنسانية الخلاقة، فقد كان عنوان للخير والعطاء في حياته وترك هذا العنوان بعد رحيله عبر ومن خلال أنشطة مؤسسية تواصل ذات الدور الخيري والإنساني الذي كان يقوم به الراحل الذي فرغ نفسه للأعمال الخيرية بعد أن جعل من المجموعة مجموعة مؤسسية تدار وفق أحدث النظم الإدارية وعلى يد أمهر الكوادر القيادية المؤهلة. ويكفي أن نقف أمام الايام الاخيرة لهذا المحسن الكبير، إذ وبعد قيامه بتأدية العمرة في بيت الله الحرام وزيارة مسجد الحبيب المصطفى والصلاة فيه وقراة الفاتحة على ضريح خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ثم قيامه بزيارة إحدى مستشفيات المدينة المنورة حيث كان هناك عدد من المرضى يتلقون العلاج فيها على نفقته وبعد أن اطمئن عليهم، عاد لوطنه وخلال سفره بسيارته من مدينة تعز إلى قريته (قرض بالاعروق _مديرية حيفان _محافظة تعز) كما قال ذلك سائقه الخاص، الذي أكد أن تلك الرحلة كانت أطول رحلة رغم قصر المسافه بين تعز وبيت الحاج بالقرية لكنه جعلها تستغرق الكثير من الوقت لأنه رحمه الله كان يتفقد المحتاجين في طريقه وذهب للعديد من بيوت البعض الذين نحسبهم أغنياء من التعفف وكان يعرفهم جيدا بل كان كمن يعرف انه سيقابل ربه قريبا فأحب أن يودع زبائنه وهم زبائن يختلفون عن زبائن المجموعة بل هم زبائن لا يعرفهم إلا الحاج هائل _ رحمه الله _ وله معهم تجارة خاصة وهي التجارة الأكثر ربحا ونجاعة التي جعلت الحاج حاضرا في الوجدان والذاكرة وسيظل كذلك إلا ما شاء الله لأنه _رحمة الله عليه _ ينتمي لأولئك الذين قال عنهم الله سبحانه وتعالى ( ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).. صدق الله العظيم. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان عام 1990 م وبعد أن أكمل تهجده ومناجاة ربه عاد لفراشه مبتسما ومسبحا ومستغفرا وحامدا وشاكرا، مستعدا للقاء ربه وهذا ما حدث فعلا.. رحم الله الحاج هائل سعيد أنعم واسكنه فسيح جناته بالفردوس الأعلى مع الأنبياء والرسل والصديقين وحسن اولئك رفيقا.. وانا لله وانا إليه راجعون.. وغفر الله لكل من يقتفي إثر هذا الرجل ويقتدي به وبمكارم أخلاقه وسيرته العطرة.