1/15/2025 2:52:06 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
أيوب التميمي
طبول تقرع...وألم تتجدد!! بقلم /أيوب التميمي
5/8/2022
البدائل تتقلص، ورفاهية الإختيار تتآكل وبوادر تلوح لإستئناف القتال بعد هدنة هشة. ومن لم يمت من الحرب قبل الهدنة سيموت بعدها إما بسلاح القوى المتصارعة أو الموت من الجوع، ومن لم ينزح في السابق بإختياره قد يجد نفسه مضطراً لذلك. ليجد أبناء اليمن السعيد أنفسهم أتعس شعوب الأرض، إذ قُدِّر لهم أن يقعوا بين كفَّي رحى شركاء حرب لا همّ لهم سوى النفوذ والتوسعات والأجندات، ولو كان ذلك على حساب شعب دولة بأكملها. فرغم التصريحات الوردية الصادرة بين الحين والآخر من قبل شركاء الحرب بشأن تخفيف التوتر والسماح للشعب بالتنفس قليلاً عبر هدنة، إلا أن الأوضاع تسير من سيّئ إلى أسوأ، بل يزداد تعقيداً بعد تبادل الإتهامات بخرق الهدنة التي كانت بمثابة جسر للعبور عليها لمصالحة يمنية يمنية. فلم يكن صوت يعلو فوق صوت البارود والنار، ولا حديث يدور غير همهمات القتال بحثاً عن المكاسب، مئات المليارات تُنفق شهرياً لتغذية المعارك فيما يبقى اليمنيون وقودها المشتعل، هذا الوقود الصامت الذي أخرسه الجوع وأعماه العطش وأدماه غياب الخدمات، ليدفع الشعب الضحية ثمن تجاذبات إقليمية تتعامل معه كقطعة شطرنج يُضحّى بها في أي وقت، وبلا ثمن، وأصبحت هرولة الشعب نحو الفقر بسرعات جنونية يوماً تلو الآخر يُزجّ بمئات من أبناء الوطن الذي كان بالأمس سعيداً إلى أتون العوز والاحتياج، لتواصل البلاد نزيفها البشري، والإقتصادي، والإجتماعي. فالتقارير الأممية تقول:(إن اليمن يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ أن أكثر من 80% من السكان البالغ إجمالي عددهم 30 مليوناً بحاجة ماسّة إلى مساعدات، حيث المأساة تتفاقم بالإشارة إلى أن من بين تلك النسبة هناك 12 مليون طفل على مشارف الموت البطيء جرّاء سوء التغذية التي وصلت إلى مستويات قياسية. ورغم الجهود الدولية لإحتواء الموقف، مساعدات بين الحين والآخر، تحركات دبلوماسية، ضغوط إنسانية هدنة هشة لكن الوضع كما هو دون تغيير، إن لم يزدد سوءاً وسط تحذيرات من أن إستمرار الحرب التي دخلت عامها الثامن ربما يقود الشعب اليمني بأكمله إلى كارثة محققة ستكون وصمة عار على الجميع المشاركين في الحرب والقوى الداعمة لهم من الخارج، والمتابعين لها إقليمياً ودولياً من داخل الغرف المكيفة. في الأخير : لا يوجد مؤشر يلوح للسلام من قبل الطرفين -نظراً لوجود طلاسم- وما أكثرها ! وعليه لم يبقى لنا غير التدخل الإلهي القادر على بعثرت كل شئ.