1/15/2025 3:04:56 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
(أنا) و ( ثورة سبتمبر) وتراجيديا القدر..؟!كتب/طه العامري..
9/27/2022
يوم أمس مرت الذكرى (الستون) لقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 م، وغدا 28 سبتمبر وهو ذكرى ميلادي، والفارق بين بيان الثورة الأول (وصرخة ميلادي) يومان لا أكثر، ووفق التاريخ الهجري فإن الثورة قامت في 27 ربيع الأول 1384 هجرية فيما العبد لله جاء لهذه الدنيا يوم 29 ربيع الأول 1384هجرية. ويبدو أن تداعيات الأحداث وتراجيديا الاقدار التي مرت بها (الثورة اليمنية) قد ألقت بظلالها على مسار حياتي الذي يتناغم بكل تداعياته مع مسار الثورة وتداعياتها..؟! وكما أخفقت الثورة في تحقيق أهدافها وتحصين الذاكرة الجمعية وتكريس قيمها ومشروعها الوطني تجسيدا لأحلام وتطلعات الشعب الذي راهن عليها، واعتبرها سفينة النجاة من براثن الجهل والفقر والمرض، وقابل بيانها الأول بالرقص والزغاريد والابتهاج، تماما كما قابل (والدي) رحمه الله لحظة ميلادي بعد ميلاد شقيقي الأكبر (ياسين) الذي (فقد بصره) بعد ستة أشهر من ميلاده، فكان حزن الوالد والوالده رحمة الله تغشاهما على شقيقي تتماهي مع حزن الشعب اليمني بفشل حركة 1948م..؟! والمؤسف أن إخفاق الثورة في تحقيق أهدافها وتحصين الوعي الجمعي الوطني بقيمها ومشروعها الثقافي الوطني (الغائب) فعل ألقى بظلاله عي مسيرتي الحياتية ولم يكن حظي وقدري يختلف عن حظ وقدر الثورة، فجميعنا _ الثورة وانا _ تهنا في تضاريس المسار الزمني وبالتالي صار لزاما علينا _انا والثورة _أن نردد أغنية الاستاذ أيوب طارش الرائعة (هيمان) التي أبدعتها قريحة الشاعر المرحوم عبد الله عبد الوهاب نعمان.. نعم فالثورة قامت وسارت في مدارب الزمن وتعرجاته، عانت من الانتقاص والتهميش، وافرغت من كل أهدافها وقيمها وأفتقدت لمشروعها الوطني الذي يتكفل بترسيخها في وجدان وذاكرة الشعب،الذي تركته الثورة في حالة من التنافر والتناقض، لتغدو الثورة عاما بعد اخر مجرد شعارات ومسميات وباسمها ومن أجلها قتل من قتل وسجن من سجن وشرد من شرد وضاع من ضاع في دروب الأحلام التي لم ترى سوى بصيصا من نور، أحدثته تحولات الزمن لا أهداف الثورة..؟! بدوري وجدت نفسي في ذات (الحال المهتري) وفشلت في أن أغير واقعي الأسرى، كما أخفقت في أن أكون (أبا) نموذجيا، وأحقق قدرا من حياة لائقة لاولادي بعد أن ان عجزت في تحقيق ذلك (لوالديا)..!! وبالتالي أصبح لازاما عليا وعلى الثورة أن نردد مع الاستاذ أيوب طارش أغنية (هيمان حتى لو سكنت السحاب.. لأصبحت قيعان فيها سراب)..!! ورغم شاعرية هذه الأغنية وتصوفها فأن هذا المقطع وحده (هيمان حتى لو سكنت السحاب لأصبحت قيعان فيها سراب فهل أتى حُبٍي لقلبي عقاب أو أنً إحراقي بشوقي ثواب) يكفي للتعبير عن حالي وحال الثورة ومسار الأقدار التي اوردتنا دروب اليأس والانكسار القهري..؟! فإذا كانت الثورة تردد هذه الكلمات للشعب، أجد نفسي ارددها بدوري للثورة التي عشقتها كما عشق (جميل.. بثينة)..! وكما انتهت قصة (جميل وبثينة) في الأساطير العربية بموتهما قهرا وكمدا، فها هي أشعة الثورة تنساب من مساماتي وذاكرة وطن وتأخذ طريقها نحو الأفول وكأنها ( الشمس) في رحلة زوال..؟! قد لا أكون الوحيد الذي ينتابه هذا الشعور المؤلم، بل هناك جيلا بكامله ربما يشعر بما أشعر به، لكن لمن يرغب في اكتشاف ما يعتمل في وجدانه عليه أن يستمع لأغنية الفنان أيوب سالفة الذكر والتمعن في حروفها ومفرداتها ومن ثم يعكسها على حالته وشعوره، فسيجد نفسه تلقائيا يعيش ذات الحالة التي اعيشها..!! دمتم انقيا.. وكل عام والثورة والوطن بخير.. أما المواطن فله رب يتكفل به، بعد أن تعددت الثورات والقهر واحد..؟! ameritaha@gmail.com