1/15/2025 2:50:59 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
بين يدي قائد المسيرة القرآنية..1-2 كتب /طه العامري.
9/29/2022
بين يدي قائد المسيرة القرآنية.. طه العامري.. 1 أن نعيش ونحكم ونبدأ حياة وطنية واجتماعية وعملية جديدة تحت راية (المسيرة القرآنية) بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، فهذا حلم تحقق بعد سنوات انتظار، ويعني بداية مرحلة من مسارنا الوطني والتاريخي، مرحلة كانت تراود مخيلة شعب عانى لقرون وعقود من القهر والتهميش والعبودية والسخرية، وتعاقبت عليه أنظمة وسلطات تفننت مجتمعة في ابتكار كل وسائل القهر وعوامل وأدوات الاستبداد.. أنظمة وسلطات تعاقبت وتفننت في إخضاع الشعب لقوانينها وتشريعاتها حتي ادمن هذا (عبادة رموز، وتاليه وجهاء) أكثر بكثير من التعبير عن انتمائه الوطني وحبه لوطنه وحريته وكرامته واستقلاله وسيادته، بل وجدا في هذا الشعب من يخاف ويخشى من حكامه ورموزه والمتسلطين عليه، أكثر بكثير من خوفه وخشيته من خالقه الله سبحانه وتعالى..!! ولتبرير هذا المسار التبعي وثقافة تقديس (الأصنام المتحركة) تم اختراع وتبرير الكثير من الروايات والمفاهيم المعبرة عن شرعية (تقديس الرموز) و(تأليه) وجهاء تارة وفق النصوص القرآنية والدينية تجسيدا لقوله تعالى (وأطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم)، وقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، أو من خلال العبارات والأقوال المأثورة المعبرة عن العجز وقلة الحيلة بدء من عبارة (حاكمك ظالمك) إلى من (تزوج آمنا كان عمنا)..؟! والحقيقة أن لا النصوص القرآنية التي يستدل بها البعض لتبرير ثقافة التبعية، ولا الأقوال المأثورة التي يستشهد بها البعض الآخر تعبيرا عن جبنه وعجزه وقلة حيلته يمكن ديمومة سريانها في ظل زمن ومسار (المسيرة القرآنية) التي جاءت ليس لاستعادة سيادة وكرامة وطن واستقلال قراره الوطني، بل قبل كل هذا جاءت (المسيرة القرآنية) بقيم وأخلاقيات غير مسبوقة في مسارنا التاريخي والحضاري والديني وفي مقدمتها إعادة الثقة للإنسان اليمني لذاته وحريته وكرامته وتمكينه من استعادة الثقة بنفسه وبدوره وعلى مستوى الفرد والأسرة والمجتمع وصولا لكل مواطن يعيش على أرض هذه البلاد وتحت سمائه _أو هكذا فهمت شخصيا أهداف المسيرة القرآنية إنطلاقا من المسمى الذي أطلقته على نفسها _.. فالمسيرة القرآنية ومن خلال المسمى الذي تحمله، تضع نفسها أمام موروث ثقافي وحضاري تراكمي حافل بالعقد والتعقيدات وهي مخولة بتفكيك هذا الموروث وطمس كل الظواهر السلبية العالقة فيه والمحفورة في وجدان وذاكرة العامة كثوابت كرستها أنظمة التسلط والاستبداد المتعاقبة على هذا الشعب الذي لا يجب أن يحاسب أو يعاقب على جرائم ومظالم ارتكبت من قبل رموز وأنظمة ووجاهات اجتماعية، توارت خلف جدران الزمن والتاريخ، بعد أن أصبحت (المسيرة القرآنية) هي حاملة راية الحرية التي نسجتها سنوات القهر والظلم وشكلت أطيافها آهات المقهورين والمظلومين في دهاليز الزنازين أو في كهوف التشرد وحياة البؤس التي فرضت على شريحة واسعة من أبناء هذا الوطن وفي مقدمتهم كان أبناء محافظة (صعدة) أو كما يطلق عليهم (جماعة الحوثي)، التي قاومت وضحت وقدمت اثمان غالية لقاء انتصار إرادتها وانتزاع مظلوميتها من جلاديها ومن كل رموز القهر والاستبداد، نصرا تحقق بإرادة الله سبحانه وتعالى وتضحيات هذه الجماعة التي نراء فيها طليعة لمسيرة العدل، وهذا العدل يبدأ بتمكين الفرد من استعادة ثقته بنفسه وبذاته وقدراته، من خلال إجراءات عادلة وملموسة، إجراءات تزرع الثقة في وجدان المواطن وتشعره بأن زمن القهر والتسلط ولي واندثر، وان زمن المسيرة القرآنية لا تشبه ولا تتماهي مع مسيرات وسلوكيات مسميات (دينية) عرفها مجتمعنا العربي الإسلامي وخبرها شعبنا اليمني تحديدا نموذجها (جماعة الإخوان المسلمين) التي زعمت أن (دستورها القرآن، وغايتها الإيمان، وأهدافها حماية الدين) وكأن الله سبحانه وتعالى قد منحها توكيل عام وحصري للدفاع عن دينه وسنة رسوله الأعظم محمد عليه وعلى آله في ذكرى مولده الشريف أعظم الصلوات والتسليم ولمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أن مهام وأهداف وغايات (المسيرة القرآنية) يجب أن ترتقي إلى مستوى من المثالية والزهد والتقوى والإحسان، وتأتي بنماذج سلوكية وقيم ومعتقدات ثقافية تستوعب حاجة الوطن والشعب، وكما حملت المسيرة مهمة التغير السياسي عليها تحمل مهمة التغير الاجتماعي بمختلف متطلباته الفردية والجماعية وهي المهمة الأخطر والاعظم، على أن ينسجم التغير الاجتماعي مع متطلبات الواقع بكل مكوناته وشرائحه وتطلعاته، وهناء يأتي (العدل) في طليعة الأهداف الضامنة والكفيلة بتحقيق الاستقرار الاجتماعي وديمومة ونجاح المسيرة القرآنية ونقائها وتطهير مفاصلها من كل الشوائب والعاهات المسئة لها ولقيمها وحتى لا تنجرف إلى مسارات سلوكية يجعلها مجرد نسخة من مكونات (دينية) أتخذت من الدين وسيلة لتحقيق مآرب سياسية وأهداف دنيوية..؟! أعرف أن هناك الكثيرون من رموز وقادة المسيرة القرآنية ذاقوا مرارة القهر والظلم والتهميش والتشرد والجوع والمطاردة، لكن حدث هذا أيضا مع (الأنبياء والرسل والصحابة) والكثير من الصالحين والاتقياء وحملة مشاعل التنوير، من الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ومن هؤلاء كان الإمام علي كرم الله وجهه، والإمام الحسين، والإمام زيد، وارتال من رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بغض النظر عن اتفاق الجمع أو اختلافه عليهم وعلى أدوارهم ومواقفهم، فالله وحده العالم وهو الحاكم، ولسنا مخولين في تقييم أدوارهم، واحداثا صنعوها أو نسبت إليهم، لكنا ملزمين باحترام وتقدير تلك الادوار والأحداث ورموزها خاصة اولئك الذين ارتبطت أدوارهم واحداثهم بالانتصار لقيم العدل والحرية، ولا أعتقد أن تعيد المسيرة القرآنية تجسيد سلوكيات ومواقف ناظلت ورموزها في سبيل دحرها والقضاء عليها مورست عليهم وعلى عموم الشعب أو على بعضا منه، فالمهم أن تقتفي المسيرة ورموزها سيرة ومسيرة المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، الذي لم يحقد ولم يعاقب ولم يثار، وتحلي بقيم وأخلاقيات الدين فكان فعلا لا قولا قرآنا يمشي على الأرض.. وحين نصره الله واعاده إلى المدينة التي طرد وأصحابه منها، ورغم عودته بجيشا لا قبل لقريش فيه وفي مواجهته، عاد عليه الصلاة والسلام ينشر قيم المحبة والتسامح والمودة والرآفة، يحمل في قلبه كل مفردات الحب والإخاء والمساواة، لم يحاول تطبيق العدالة بحق من يستحقها، لكنه بدأ في تلقين العامة علوم دينهم الذي بعثه الله لهم بواسطته وعبره، وراح يعلمهم ما يجهلون عن دينهم حتى استوعبوه وأدركوا حقائقه وأوامره ونواهيه، فالأنبياء والرسل لم يبعثهم الله حكاما وقادة وزعماء بل بعثهم مرشدين وهاديين ودعاة للفضيلة ولقيم الحق والعدل والحرية والكرامة، تجسيدا لإرادة الله الذي سبحانه وتعالى جعل الملائكة العابدين والزاهدين والمسبحين والمستغفرين الله إناء الليل وأطراف النهار، جعلهم يسجدوا ( لآدم) تكريما له، إذا كيف لمن كرمه الله أن يهان من مخلوق مثله فقط لمجرد أن هذا المخلوق أو ذاك يمتلك السلطة والقوة و بالتالي على جميع الناس أن تدين له بالولاء والطاعة خوفا وخشية من سلطته ونفوذه، أو تقربا إليه زلفا بحثا عن مغانم دنيوية..؟! لذا اقول _ صادقا ومخلصا لوجه الله _ ورغبة في رؤية هذا الشعب الذي انتمي إليه يتمتع بالحرية والكرامة والثقة بذاته ويحضي بعدالة تحقق له حياة الاستقرار من خلال المسيرة القرآنية التي قبلت أن تتحمل هذه المهمة طواعية واختارت لنفسها مهمة إزاحة الظلم والقهر عن كاهل هذا الشعب، الذي يترقب بتلهف رؤية راية العدل ترفرف في تجاويف الوجدان والذاكرة.. ليس لأن العدل أساس الحكم، بل لأن العدل صفة إلهية فالله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده وخلق الجنة والنار كادوات عقاب لمن يفعل الخير ومن يرتكب الشر..! 2 أقول ما اقول إنطلاقا من مبدأ الدين النصيحة _ اولا _ وبدافع الحرص على أن لا نرى (المسيرة القرآنية) تسير بذات الطريق التي سارت عليها _الجماعات الإسلامية _ السابقة عليها وبمختلف مسمياتها ومنطلقاتها الفكرية والعقائدية، وحتى لا نؤغل جميعا بتوظيف الدين ونحوله إلى وسيلة لتحقيق أهداف ومآرب سياسية ودنيوية، لأن الدين أعظم وأجل وأكبر من أن نستغله ونوظفه في سبيل الحصول على مكاسب قد تكون عواقبها (جهنم وبيئس المصير).. ولندرك أن مسمى امو مصطلح (المسيرة القرآنية) ليس مجرد اسم عابر، بل له مرتبة ومكانة دينية ترتقي عن كل المسميات والمصطلحات التي حملها رموز الأمة، بمعنى أن تكون (قائدا للمسيرة القرآنية) فأنت تحتل مرتبة تفوق مرتبة (الخليفة، والإمام، والمرشد) وبالتالي فإن من يحمل هذه الصفة والمرتبة يتحمل تبعاتها أمام الله والرسول والناس أجمعين، فهوا مطالب بأرضاء الله والرسول والالتزام بكل قيم وأخلاقيات الدين، وهو مطالب من الناس بتحقيق (العدل) فيما بينهم ورفع المظالم التي تثقل كواهلهم وإشاعة روح المحبة والتسامح وصيانة كرامة الناس أفرادا وجماعة وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة لهم وكذا الأمن والاستقرار، وان يدرك أن إطعام الجائع أولية، فالإسلام يأمرنا وكذا تعاليم رسولنا بأن الأولوية هي إطعام الجائع، ثم تأمينه من الخوف، ثم تعريفه بقيم وأخلاقيات دينه وألزامه بما يترتب عليه من واجبات بعد تأمين حقوقه، دون إكراه أو وصاية، إذ( لا إكراه في الدين).. فأن تناسب لمسيرة قرآنية فإنك مطالب بالسهر على شئون الناس الذين توليتم أمورهم، ومطالب بتحقيق (العدالة) والابتعاد عن كل ما قد يؤدي إلى وقوع مظالم قد تطال الضعفاء الذين لن تصل إليك أصواتهم ولا شكاويهم ولا أنينهم جراء ما قد يعانوه من بعض المحسوبين على المسيرة ومن ركبوا قطارها تزلفا ورغبة في تحقيق مصالحهم الخاصة..؟! أن كل من ينتمي للمسيرة القرآنية يجب أن تتمثل أقوله مع أفعاله، وان يلتزم بفكرة( تدين السياسة) لا ( أن يسيس الدين) كما نهج السابقين من الذين اتخذوا من الدين وسيلة لتحقيق مكاسب دنيوية..!! أعترف بأني لست منتميا لأي جهة سياسية كانت أو حزبية، ولست (حوثيا) كما قد يصنفني البعض على خلفية هذا الطرح، كما أني لست من ترويكا (شرعية الرياض وأبوظبي) وانا ضد دول العدوان ليس منذ بداوا عدوانهم العسكري ولكني ضدهم منذ وعيت على الدنياء، وأرى في دول العدوان وكل من يتحالف معها (عملاء وخونة لله والرسول والعروبة والإسلام)..؟! وبالتالي فإن التصدي لهذه العدوان ومنازلتها (فرض عين) و(جهاد) ولكن وفق شروط ذاتية وموضوعية أهمها أن لا نجعل من مواجهة غطرسة دول العدوان ذريعة لتجاهل مظالم داخلية تحدث ويتم التغاضي عنها تحت مبرر (نحن في مواجهة العدوان) وإلا تحولت مواجهة العدوان إلا مشروعا استثماريا يتكسب من خلاله بعض النافذين من ضعاف النفوس ويحققوا ثروات هائلة من خلال استغلال الحرب والعدوان والحصار ومضاعفة معاناة المواطن وهذا ما نعيشه ونلمسه ونكتوي بسياطه، والمبررات جاهزة (نحن نواجه عدوان)، وأخشي لو طالت الحرب أن يقولوا (لا صوم ولا صلاة نحن نواجه العدوان)..! مع ان الواقع والمنطق يؤكدان أن لا علا قة بفساد البعض وممارساتهم بالعدوان إلا من نافذة كونهم يمثلون طابورا خامسا للعدوان ويخدمون أهدافه في زيادة معاناة المواطن والتضييق على حياته واستقراره الاجتماعي..! اعرف ان عبث أو فساد أي مسئول مهما كانت مكانته ونطاق مهامه في زمن الحرب يعد (خيانة) عقوبتها الموت، كما أن استغلال المسؤل لمسئوليته في زمن الحرب لتحقيق مكاسب شخصية (خيانة) أيضا يستحق مرتكبيها العقاب، والمسيرة القرآنية بقائدها وكل من ينتسب إليها مطالبين بإدراك كل هذه الحقائق ليس انصافا للمواطن أو خشية منه، بل خوفا وخشية من الله الذي سيتولى مسألة كل مسئول، وكيف أداء مهامه وأدار مسئوليته وهو قد أنذر نفسه للعمل تحت راية المسيرة القرآنية ومنهجها ..؟! اعلم واعرف ان هناك أشخاص يعملون باسم المسيرة القرآنية وليس في أعمالهم ما يدل على صدق إنتمائهم من خلال أفعالهم بمعزل عن الأقوال المأثورة التي حفظوها ليظللوا بها العامة وربما يخدعون بها (قيادة المسيرة) التي عليها أن تدرك أن أعظم القادة وانبل العظماء تعرضوا للخداع والتظليل من قبل (بطانتهم) وعلمنا ديننا وتاريخنا فداحة غدر (القرين) وقد تكون بعض (البطانات) أكثر سوءا من قرناء السوء..!! كما أن ثمة (بطانة) مؤمنة وصادقة ومخلصة ومحبة لمن تخدم، قد عملت وانارت عقل الحاكم أو القائد وجنبته غضب الله والرسول والناس أجمعين، فالبطانة قد تصل بقائد أو بحاكم وتهديه إلى جنة الفردوس وقبلها تسكنه وجدان وذاكرة الناس، وبطانة قد تصل بهذا القائد أو ذاك الحاكم إلى (جهنم) وتطمس أسمه من ذاكرة الناس، دون ذنب يكون قد ارتكبه سواء إنه جعل من بطانة السوء مصدر إلهامه ونافذة يرى من خلاله فقط واقعه وما يحيط به..؟! أن الانتماء للمسيرة القرآنية عمل عظيم وفعل لا يقوى عليه إلا أولئك الذين يتحلون بقيم إيمانية واخلاقية وزهد وتقوى وخوف من الله والرسول، ما لم يكون الأمر كذلك، فينطبق عليهم قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لاتفعلون كبرا مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون).. صدق الله العظيم.. اللهم اني بلغت.. اللهم فاشهد. وحسبي الله ونعم الوكيل ameritaha@gmail.com