1/15/2025 2:38:17 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الثورة والجمهورية في :(مزاد الصراعات) المتعددة الأطراف..؟! كتب/طه العامري
9/30/2022
رأي -كتب/طه العامري.. 2_1 كأي مواطن أتابع كل تداعيات وإرهاصات الأحداث والصراعات الدامية التي تشهدها بلادي منذ عقود طويلة، صراعات لم تبدأ قبل سنوات بالعدوان الخارجي ممثلا ( بالنظام السعودي) ومن تحالف معه من أطراف داخلية وأخرى دولية، بل أن الصراع الذي يجري في بلادي ودمر قدرات وطني وارهق شعبي المغلوب على أمره والمحكوم من قبل وجاهات ورمزيات سياسية وقبلية ليس لها رسالة ولا هدف إلا تحقيق مصالحها والانتصار لاهدافها وتكديس الثروات عن طريق العمالة والأرتزاق والخيانة لأطراف خارجية وكذا نهب قدرات المواطن والوطن وتقاسمها، يفعلون كل هذا باسم الدفاع عن الوطن والسيادة الوطنية، وباسم الثورة والجمهورية والدفاع عنهما..!! منذ لحظة بزوغ فجر الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962 م انطلقت (رصاصات) الصراع ودوت (مدافع) المواجهة، وهرولت أطراف إقليمية ودولية بدورها وباسلحتها واموالها دفاعا ومناصرة لهذا الطرف أو ذاك، وبين الترحيب المتصارعين وسعادتهم بدعم هذا الطرف الخارجي أو ذاك، أخذت مسارات الصراع أبعاد إيجابية في قواميس الأطراف المحلية فكانت الثورة اليمنية، ثورة استثنائية بنزاعاتها وصراعاتها ومسارها التاريخي الذي تلون وتشكل بأطياف متناقضة وحافلة بالتناقضات وكأن القدر قرر أن لا يستقر هذا الشعب ولا ينسجم مع ذاته الوطنية وهويته الجغرافية..!! لقد شهد القرن قيام العديد من الثورات الشعبية، وشهد نموء حركة التحرر وانتصاره على أنظمة التخلف والرجعية والاستعمار، وقد تمكنت العديد من الشعوب من الاستقرار وبناء مستقبلها الحضاري من خلال ثوراتها، باستثناء الثورة اليمنية التي لم تعرف الاستقرار والانسجام وحتى ان عاشت لحظات من استقرار، فقد أثبتت الأحداث أن ما كنا نزعم إنه حالة استقرار لم يكون سوى (وهم) أو ما يمكن وصفه ب (الحمل الكاذب)..؟! أن من الغرابة الدافعة للاستهجان أن نجد أنفسنا ونحن نحتفي بالذكرى (الستين) من عمر الثورة نخوض معارك دامية وصراعات سياسية وثقافية وفكرية قاتلة لكل قيم الهوية والانتماء، الأمر الذي يجعل أي مراقب حصيف يتسائل عن السر الذي يقف خلف كل ما يجري في اليمن؟! وهل مسئولية ما يجري سببه الثورة والثوار؟ ام الأنظمة والحكام؟ ام النخب والرموز الوجاهية السياسية والقبلية؟ أم أطراف خارجية؟ وكيف ولماذا، حدث ويحدث هذا لليمن ولليمنيين..؟! هل كان الاستاذ المرحوم عبد الله البردوني قد بلغ مرحلة اليأس حين قال (أيقظوا حولنا الذئاب وناموا) وهو يصف ثوار سبتمبر..؟! لماذا فرضت الأقدار على اليمن، مسارا داميا، مسارا ما أن تطفي نيرانه حتى تشتعل، تارة بين السلطة والقبيلة، وأخرى بين السلطة والنخب السياسية والحزبية، وتارة أخرى بين (الشطرين) حين كنا مشطرين، وحتى في عهد التشطير كانت الصراعات الدامية أن هدأت بين السلطة وباقي المكونات الاجتماعية، نجدها تشتعل داخل مفاصل السلطة وبين رموزها الذين لم يترددوا في ذبح بعضهم وسحل القوى للضعيف وحدث هذا داخل الأنظمة الشطرية وحدث بعذ قيام الوحدة داخل مفاصل النظام الوحدوي ويحدث اليوم هذا الصراع على امتداد الخارطة الجغرافية اليمنية، بين أبناء اليمن، وكل طرف منهم يحضي برعاية ودعم وتمويل وتشجيع من أطراف إقليمية ودولية، والمؤسف أن كل هذا جرى ويجري على الخارطة الوطنية اليمنية، من قبل ترويكا نخبوية ووجاهية تخوض هذا المعترك الدامي الذي يدفع ثمنه الشعب والوطن، فيما نسبة هذه الترويكا المتصارعة لا تشكل ما نسبته 20٪ من الشعب اليمني، فيما هناك 80٪ تقريبا من الشعب يدفع الثمن ويعيش المعاناة دون أن يكون له رأي أو موقف في كل هذا الذي يجري في وطنه وعلى حساب أمنه واستقراره وحياته. والمؤسف أن هذا الشعب بنخبه وكل رموزه وفعالياته يشهد اليوم معركة دامية، معركة أيا كانت مكاسبها المتوقعة لاطرافها، فأنها بجد معركة مأساوية، المنتصر فيه مهزوم، بعد أن تجاوز هذا الصراع كل الثوابت والخطوط والاطياف وكل الألوان، واستخدم فيه المتصارعين كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، واستباحوا في صراعهم كل المحرمات الدينية والوطنية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية، وتحت يافطة مواجهة (الانقلابين واستعادة الجمهورية والدولة) ذهب طرف من الأطراف إلى الاستعانة بالعالم الخارجي واعداء الشعب اليمني واعداء وجوده الحضاري، في المقابل ذهب طرف آخر يدعوا (للانفصال واستعادة دولة الجنوب)..؟! فيما ذهب طرف ثالث والملقب بالطرف (الانقلابي) وتحت راية مواجهة العدوان _وهذه حسنته الوحيدة ويشكر عليها _لكنه بالمقابل طمس حسنته هذه باستجلاب واجترار الماضي بكل سيئاته ليجعل منه جزءا أصيلا من حاضر لا يتمنى العودة للماضي..؟! بين هذه الأطراف هناك أطراف ثانوية ومن باب التعبير عن ذاتها وتكريس وجودها وحجز مقعدا لها في التشكيل المستقبلي للنظام القادم والمتوقع وجوده من بين أنقاض المرحلة الدموية الراهنة، راحت بدورها توزع نفسها ومواقفها على أطراف الصراع، وليذهب الجميع، الجميع دون استثناء إلى تسويق ثقافة الحقد والكراهية والتنابز المذهبي والطائفي والمناطقي وبخطاب حاقد وغير مسبوق لدرجة أخفقت معها الوساطات الدولية في جمع شمل هؤلاء المتصارعين، ليس عن عجز طبعا بل لأن الوساطات الدولية تريد ديمومة ما يجري في اليمن وتعمل على تغذيته..؟! اليوم نرى أنفسنا في (بازار) مفتوح، بازار محلي وإقليمي ودولي، ومزاد غير مسبوق على اليمن والثورة والجمهورية والوحدة وعلى الجغرافية اليمنية والإنسان اليمني، بمعزل عن خطاب أطراف الصراع المعلن والمسوق والذي يحاول كل طرف من خلال خطابه تكريس شرعية وجوده وتأكيد اخلاصه ومصداقيته و(شيطنة) البقية من خصومه، في مشهد تراجيدي نزق ليس فيه مؤشرات إيجابية ولا يحمل سوى نهاية كارثية على اليمن الأرض والإنسان والهوية..؟! الثورة والجمهورية في : (مزاد الصراعات) المتعددة الأطراف..؟! طه العامري 2_2 إتساقا مع ما سلف دعونا نتخيل الحل القادم للمشهد اليمني وكيفية تشكله.. لكن ثمة تساؤلات مشروعة دعونا نطرحها بصدق وموضوعية وأهمها هو السؤال عن شكل الدولة اليمنية، وكيف ستعود؟ وهل ستعود اليمن كما كانت عام 2011م؟ أم ستكون على الشكل الذي كانت عليه في زمن التشطير وبالتالي سوف تنتهي الصراعات القائمة بتشطير الجغرافية اليمنية _لاقدر الله_ وبالتالي ستعود البلاد لعام 1989 م؟ هل يمكن الانتصار لمشروع اليمن الاتحادي؟ وكيف؟ ومن سيحقق هذا المشروع؟ هل بمقدور المتصارعين تحقيق السلام في اليمن؟ وكيف سيتحقق ذلك أن كانوا قد بلغوا مرحلة اللاعودة فيما بينهم؟ وهل يمكن للأطراف الخارجية الراعية لهم التدخل لصالح استقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيها ونسيجها الاجتماعي؟ وأين هي المؤشرات الدالة على ذلك؟ هل بمقدور سلطة صنعاء حكم اليمن منفردة والسيطرة على كل نطاقاتها الجغرافية؟ وهل ستقبل الأطراف الأخرى وحلفائها ذلك؟ هل بمقدور (الشرعية) حكم اليمن والسيطرة على كل نطاقاتها الجغرافية؟ وبالتالي تلغي سلطة صنعاء وتجريدها من كل حقوقها الوطنية وفق خطاب الشرعية التي لا ترى في سلطة صنعاء وجمهورها غير مجرد (مليشيا تابعين لإيران)..؟! هل سيقبل (الانتقالي) التخلي عن مشروعه (الانفصالي) والقبول بوحدة اليمن؟ هل يمكن الحديث عن نهاية للحرب والصراعات والتوافق على حكومة وحدة وطنية جامعة ممثلة ب (أنصار الله) و (الشرعية) و (الانتقالي)؟ وهل سيقبل بهذا الحل حزب الإصلاح وبقية المكونات السياسية؟! طبعا كل ما سلف من القول مجرد تساؤلات قد تكون بعيدة عن الواقع ومستحيل الإجابة عليها، لكن في المحصلة نجد أنفسنا فعلا في بازار كبير له نوافذ إقليمية ودولية وأدوات محلية تقاتل في سبيل إثبات وجودها وترسيخ شرعيتها، ففي صنعاء سلطة تدعي على الشرعية بالموت من أجل الأخيرة ترضى بالحمى، وشرعية افلست وعجزت عن أحتوي الأزمة وتراهن على المكارم الخارجية حتى أنها لم تتمكن من الحفاظ على ( رباطة الجاش) وهرولة تلقى بنفسها ومصيرها في جحيم صراع إقليمي ودولي ورهنت نفسها لدى (الشيطان) تردد تراتيله كالببغاء..؟! والمؤسف أن الغالبية اليمنية الصامته عاجزة بالمطلق في التعبير عن ذاتها وهويتها، فيما بعض النخب الفكرية والثقافية بدت أكثر تخلفا وانحطاط من جهلة العصور الغابرة..؟! لهذا اقول أن الثورة اليمنية لا تزل تخوض معاركها ولكن ليس ضد النظام البائد بل ضد العدو الذي حاول ومنذ لحظة انطلاق الثورة اليمنية أن يجهضها بذريعة مناصرة النظام البائد..؟! هذا العدو الذي حارب الثورة منذ ولادتها بذريعة مواجهة مصر عبد الناصر والفكر القومي ومحاربة (الشيوعية) كما زعم، هو نفسه.. اليوم يعيد هذا العدو الذي لم تتغير بالمطلق مواقفه العدائية ضد اليمن طيلة سنوات وعقود الثورة التي حاربها بكل الوسائل والسبل، واليوم يحاول إجهاض نزعة التحرر والاستقلال من ذاكرة هذا الشعب وبذريعة مواجهة (إيران والشيعة والتشيع)..؟! أن( نظام آل سعود) افقدا هذه البلاد كل مقومات الاستقرار وهو العدو الذي لا يمكن أن يكون وفيا أو صديقا ليمن حرة ومستقلة وذات سيادة..! لكن المصيبة ليس في هذا العدو وحسب، بل المصيبة الكبرى في (عملائه من خونة) الداخل اليمني، أولئك الذين ارتموا في أحضانه وجعلوا منه وليا لنعمتهم ومصدر لكل أنشطتهم السياسية والوجاهية والسلطوية..؟ نعم بالأمس كانت مصيبتنا بخونة (الملكية) واليوم المصيبة بخونة (الجمهورية )؟! والمحصلة النهائية إننا جميعا (خونة) للوطن والشعب، وجميعنا (خنا) الثورة والجمهورية والوطن والوحدة، حين قبلنا بكل هولاء المتسلطبن والمستبدين وطبلنا لهم، وحين صمتنا على فسادهم وعبثهم..؟! لكل هذا نحن اليوم على مفترق طرق أما أن ننتصر لقيم الثورة والجمهورية وأهدافهما الوطنية والاجتماعية، وهذا الانتصار يتمثل بالانتصار على العدو الحقيقي لنا والثورة والجمهورية والوطن وهو (النظام السعودي) ومن يقف معه، وفي هذا يستحصرني قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر (لن تعرف اليمن الاستقرار طالما السعودية جارتها).. وهو قول خالد وصادق ودقيق، فمشكلتنا وكل حروبنا صناعة سعودية وعدم استقرارانا كذلك، لذلك لن يكون هناك حل لما يجري في بلادنا طالما يحدث برعاية سعودية أو خارجية أيا كان شكلها، فالحل في اليمن لا بد أن يكون حلا يمنيا بأمتياز، وهذه مهمة بقايا العقلاء في هذه البلاد ومن يمتلكون بقايا قيم وكرامة واعتزاز بالذات والوطن والهوية، فأزمة اليمن لن يحلها المبعوثين الدوليين طالما ونفقاتهم تأتي من خزانة آل سعود، ولن تأتي من الجامعة العربية وموازنتها من ذات الخزينة وكذلك لن تأتي الحلول لا من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة، ولن تأتي من المجتمع الدولي المرتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية مع هذا النظام..! وعلى اليمنيين أن يدركوا هذا ويعودوا لوعيهم ويبحثوا فيما بينهم عن حل لما يجري رحمة بوطنهم وشعبهم وأن يصنعوا سلاما وطنيا شجاعا ويقبلوا التعايش فيما بينهم حتى لا يلحقهم العار ولعنات التاريخ..! وان لا يؤغلوا في شيطنة بعضهم والمزابدة باسم الثورة والجمهورية، اللتان لا ذنب لهما في كل ما يجري، والذنب هو ذنب الذين أخفقوا في الحفاظ على الثورة والجمهورية وفشلوا في تحقيق أهدافهما في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،الذين حولوا الثورة والجمهورية إلى مجرد شعارات زائفة في خطابهم الكاذب والمزيف، تماما كما فعلوا مع الوحدة والشرعية التي يتحدثوا عنها اليوم من فنادق الرياض في مظاهر تدعوا للتقيؤ والسخرية..! للموضوع صلة