1/15/2025 2:51:49 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
عن (زمان الهرج) وفلسفة (التهريج)..؟!كتب/طه العامري
10/3/2022
عن (زمان الهرج) وفلسفة (التهريج)..؟! طه العامري.. ينسب لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله قوله (أن بين يدي الساعة لهرجا).. فقيل يارسول الله وما هو (الهرج) قال عليه الصلاة والسلام (القتل)..! فقال بعض الصحابة.. يا رسول الله إننا نحارب (المشركين) ونقتل منهم كذا وكذا.. فقال عليه الصلاة والسلام (ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته ).. فقال بعض المسلمين.. يا رسول الله (ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟) فقال عليه الصلاة والسلام (لا.. تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم)..؟! صلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول، يا من لا تنطق عن الهوى، ويا من لقبت قبل نزول الوحي عليك بالصادق الأمين.. ثم وصفك الله سبحانه وتعالى بقوله (إنك على خلق عظيم) وانك لا تنطق عن الهوى.. وانك رحمة للعالمين.. صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم.. فها نحن نتوارث (هرجا) تنبأت به يا رسول الله وما أصدق نبؤاتك ، و نخوض قتالا محرما حذرت منه، وفتنة أكتوت بلهيبها أجساد أمتك، وحروبا نصطلي بنيرانها ، وسيوفا تلمع في سماء الأمة غادرت اغماده منذ واقعة (السقيفة) ولم تغمد من يؤمها وحتى اللحظة، وربما ستظل تلمع ببياضها حتى يوم القيامة..!! أن أسواء وابشع واقبح أنواع (الهرج) نعيشه اليوم وتعيشه الأمة، ويخوض فيه الجميع دون استثناء و(العلماء والفقهاء) قبل العامة من الناس، الكل يخوض في معترك (الهرج) والكل يبرر ما يقوم به بأدلة وبراهين من (الكتاب والسنة) حتى أصبح هناء من يرى (الكتاب والسنة) كحمالي أوجه بسبب التفسيرات المتناقضة وكل طرف يعمل على تطويع الكتاب والسنة بما يلبي رغباته ويبرر تصرفاته، حتى أصبحنا نقتل بعضنا ونكفر بعضنا ونخون بعضنا، ثم يؤكد كل طرف منا بأن ما يقوم به هو دفاعا عن الكتاب والسنة ونصرة لهما وانتصارا لله ورسوله..! اليوم يهدر المسلمين دماء بعضهم باسم الله والرسول..؟ وتدمر الأوطان باسم الدفاع عن الوطنية..؟ وتتمزق المجتمعات باسم الانتصار لإرادة الجماهير..؟! اليوم المسلمين يواجهون بعضهم ويقتلون بعضهم ويدمرون أوطانهم بأيديهم، ويمزقون بأيديهم نسيجهم الاجتماعي، بعد أن أصبحوا شيعا وأحزابا وقبائل، وبعد أن تجاوزوا بصراعهم ما كان عليه العرب في زمان الجاهلية وقبل شروق شمس الإسلام والحرية والرسالة المحمدية..؟! لم يعد اليوم ثمة إمكانية لأن (يسلم المسلم) من (أخيه المسلم)، ولم يعود (المسلم للمسلم كالجسد الواحد اذا اشتكى فيه عضوا تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى)!! ولم يعود (المسلمين أخوة)، بل أعداء يتربصون ببعضهم، ويتأمرون على بعضهم، ويناصرون أعدائهم على بعضهم ؟! بل إن هناك (مسلمين) كما يزعمون، خالفوا صراحة أمر الله وولوا عليهم أعدائهم واعداء الإسلام، وصاروا منهم ويعيشون تحت حمايتهم ويعملون بامرتهم وأصبحوا منهم ولم يعود ممكنا التفريق بين مواقفهم ومواقف الاعداء الذين حذرنا الله منهم..! لم يتوقف الأمر هناء، بل صرنا نسمع من يوعضنا ويقدم النصائح عن ضرورة وأهمية (تجديد الخطاب الديني) وإسقاط أو تجاوز وتجاهل بعض (الآيات القرآنية) التي تحرض كما يقال على (الحقد والكراهية) والعداء للآخر..!! وأيضا إسقاط (أيات قرآنية) تتصل بالأحكام الشرعية، مثل (القصاص) في القتل، والحرابة والتقطع، وحد السرقة، وميراث المرأة، التي يجب أن تتساوى مع الرجل، وكل هذا يأتي في سياق احترام (حرية وحقوق الإنسان) كما تم استبدال مبدأ (الشورى) بالديمقراطية _ التي تفصل على أصحاب الثروة والنفوذ وملاك القوة وان كانوا جهلة وعملاء _ وكل هذه القضايا أصبحت محل جدل وحوارات ومفاوضات بين منظمات دولية واممية ومرجعيات فكرية وفقهية إسلامية..؟! والمؤسف أن من يتولون شئون المسلمين، ومن يخوضون في هذه المعتركات، لا نرى فيهم غير مجرد بيادق مرتهنين فلا رأينا فيهم قيم (الموحدين) حتى نتبعهم ونقتدي بهم أمنين مطمئنين، ولا لمسنا منهم قيم (الملحدين) حتى نكون على بينة من امرنا ..!! قادة ووجهاء وشيوخ وأمراء متسلطين على رقاب العامة يملكون السلطة والقوة والشعوب والاوطان، يهددون بقطع رقاب كل من ينتقد فسادهم ومجونهم، وعمالتهم وارتهانهم،، فيما زنازينهم مليئة بمعارضيهم والمقابر عامرة بقبور ضحاياهم، وهم باسم الله والرسول والشريعة يحكمون ويتحكمون، فيما لا نرى فيما يتصرفون وجودا أو دورا ( لله والرسول) والشريعة والعدالة التي أقرتها شرائع السماء..؟! أنهم يتقاتلون على السلطة والثروة والحكم، دون أن يكون للشعب رأي أو موقف، وان كان هناك رأي للبعض فيكون لاتباع ومريدي هذا الطرف أو ذاك، هناء حيث الأقلية يتحكمون بالأغلبية، والأ قويا يستبيحون حقوق الضعفاء..!! في كل أرجاء العالم الإسلامي يتحكم الجهل والفقر والمرض بحياة الناس الذين، يستغيثون( باليهود والنصارى) عند كل أزمة تحل بهم، سواء عند هطول الأمطار الغزيرة التي تتحول إلى فيضانات وسيول جارفة، أو عند تعرض هذه البلد أو تلك للجفاف والتصحر، أو عند تعرض اي بلاد إسلامي لجائحة أو حوادث طبيعية، نجد حكامها يستجدون الآخر لإنقاذهم، مع ان الآخر الحضاري يعيش ويتقدم ويتطور بفعل المواد الخام الأساسية التي تأتيه من بلاد العرب والمسلمين من النفط والغاز والذهب والفوسفات وكل أصناف المعادن التي تستخرج من أراضي العرب والمسلمين وتصدر للدول التي بنت ولا تزل تبني تطورها من خيرات العرب والمسلمين، فيما العرب والمسلمين، الذين بلاهم الله بحكام ونخب وقادة وساسة لا علاقة لهم لا بالعروبة ولا بالإسلام..!! .. 2 كثيرة هي التساؤلات التي تبحث عن إجابات حول وضع العرب والمسلمين والحال الذي يعيشوا فيه اليوم من حيث الأسباب والدوافع، وهل فعلا تكمن معاناة هؤلاء القوم بسبب (الدين) والتراث الثقافي والفكري المرتبط به..؟! أم أن هذه المعاناة ترتبط بالفقر وشحة الإمكانيات والتخلف؟ وهل فعلا العرب والمسلمين هم قوم متخلفون وجهلة وفقراء..؟ ام أن ثمة عوامل أخرى حضارية أوصلتهم إلى ما هم عليه من الحال البائس..؟! شخصيا لا أجد عاملا حاسما يبرر حالة البؤس العربي الإسلامي، سوى تمزق وتفكك هؤلاء القوم وارتهانهم لاعدائهم. غير أن ثمة عامل حاسم ذو أبعاد عقائديه وأيدلوجية وطبقية يتمثل في الصراع القديم _المتجدد حول (الحاكمية) وأحقيتها ولمن يجب أن تذهب، ومن هو صاحب الأهلية الذي يجب أن يكون على رأس المنظومة الحاكمية سوى تعلق الأمر بشخصية وهوية وانتماء الحاكم أو الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها من يستحق أن يكون على رأس الحاكمية، والقصة تعود لفجر الإسلام وتحديدا ليوم رحيل رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم، حين حاولت (قريش) أستعادة مجدها الزائل ولكن هذه المرة تحت الراية الإسلامية، وهذا ما عبرا عنه وافصح عن مكنونه (أبو سفيان) في واقعة (السقيفة) حين خاطب بعضا من رموز (بني هاشم) بقوله : أن الله أكرمكم بالنبؤة واصطفي منكم رسوله، وإما الحكم فهو لنا ويقصد لقريش) وفيما انبرى (الأنصار) دفاعا عن حقهم في الحكم باعتبارهم من نصرو الرسول وتنازلوا عن حقهم من الغنائم، فجاءا من يفتي بأحقية (المهاجرين) بالحكم وخلافة الرسول، وحين أدرك (أبو سفيان) ذهاب البيعة بالخلافة والحكم لابوبكر الصديق وهو ليس بقرشي، ذهب ليبايع الإمام علي بالخلافة الذي بحصافته أدرك انها (الفتنة) فرفض فكرة ابو سفيان وحذره من إشعال نار الفتنة بين المسلمين، لكن أبو سفيان لم يفقد الأمل فذهب للعباس عم رسول الله ثم جاءا من بين الصحابة من يؤغل الصدور بنيران الفتنة ويفتون بأن الولاية أو الحاكمية من حق (آل البيت) الذين هم أولى بخلافة الرسول من المهاجرين والأنصار، وسردوا لتبرير هذا الحق بروزنامة من الدلائل التي تؤكد هذا الحق..؟! من هناء بداة الأزمة _الفتنة بين المسلمين وهناء أسقط المسلمين مبدأ (الشورى) في إدارة شئونهم وتكرس مبدأ بديل هو مبدأ (قوي النفوذ)..! لتبدأ سلسلة معارك دامية بين المسلمين الذين خرجوا عن تعاليم الله والرسول وقوانينهما وتشريعاتهما واوامرهما، وذهبوا يخضعون حياتهم وشئونهم لقوانين دنيوية ولرغباتهم ومصالح كبارهم الذين غلبوا ( أطماع الدنيا) على (قيم وأخلاقيات الدين) ..!! ثم جاء (معاوية بن أبي سفيان) ليضع نهاية قاتلة لمبدأ (الشورى) بين المسلمين، حين صادر وبشكل كلي ونهائي هذا المبدأ الإسلامي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى في نص قرآني بقوله (وامرهم شورى بينهم) واستبدله بمبدأ (وراثة الحكم).. فأسس بذلك لحالة ( صراع دامي) داخل البيت العربي بين (جناحي قريش.. بني هاشم وبني أمية)..! ثم أوغل (فقها قريش) وبإيعاز من (معاوية) ورعايته بشق وحدة العرب والمسلمين حين أفتى فقهائه بأن (الخلافة حقا مكتسبا لقريش، وأن لا خلافة إلا لها ولا خليفة إلا لمن ينتمي لها، أي لقريش) أي _للعرب _فأثار هذا السلوك بقية المسلمين من غير العرب..؟! تداعيات وإحداث شابت المسار العربي الإسلامي أدت مجتمعة إلى إحداث شق وفجوة عميقة في العلاقة بين المسلمين حين تم حصر واحتكار الخلافة الإسلامية في (قريش) وأن خليفة المسلمين يجب أن يكون من قريش ومن أصول قرشية..؟ ثم إحداث شق داخل ( قريش) ذاتها بتغذية الصراع بين ( بني هاشم) و ( بني أمية)..؟! وبغض النظر عن منظومة التراث الثقافي والفكري الذي أستندت إليه ولا تزل تستند عليه أطراف الخلاف، فإن الواضح أن الجميع قد تركوا كل التشريعات والقيم والنواميس الإسلامية التي يفترض الاحتكام إليها، تركوها وراء ظهورهم وأخذوا بتشريعات ونواميس ونظم دنيوية تعبر عن نوازعهم السياسية، فيما ذهب كل طرف منهم وعبر مرور الزمان وتقدم الحياة في ترسيخ رؤيته ومفهومه للحاكمية إتساقا مع رغباته الذاتية، الأمر الذي وسع الفجوة بين العروبة والإسلام من ناحية وبين المسلمين فيما بينهم وصولا إلى شرذمة المكون العربي وتمزيق روابطه، فصار المسلمين مجرد أسم فضفاض لا يجتمع تحت رأيته دعاته ومعتنقيه الذين توزعوا بين المذاهب والفرق، وكما كان (لبنى أمية إسلامهم) كان (لبنى العباس إسلامهم) ثم تعاقبت الحاكمية الإسلامية فكان لكل حاكمية _إسلامها _الخاص بها وصولا لآخر (حاكمية إسلامية) ممثلة بالدولة العثمانية التي كان لها رؤيتها للإسلام، وبعد أنهيارها وتأسيس الدول الوطنية صار لكل دولة إسلامها الخاص بها وتراث فكري وثقافي إسلامي خاص بها، والأخطر في سلوك المسلمين هو إقدامهم على إسقاط أهم الروابط الإسلامية وهي (اللغة العربية) التي نبذها (المسلمين) وهي لغة القرأن الكريم، وأعتماد كل دولة إسلامية لغتها الخاصة، بصورة تشير إلى حالة عدائية يكنها المسلمين من غير العرب لكل ما هو عربي مع تمسكهم بالإسلام، مع ان العقل والمنطق يقولان بأن لا إسلام بلا عروبة ولا عروبة بلا إسلام، ولا يمكن لأي مسلم أن يكون مسلما أن لم تكن لغة القرآن هي لغته الرسمية..! يتبع amritaha@gmail.com