1/15/2025 2:57:14 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
عبدالجبار الحاج
فصل جديد في خطاب بوتين ( 1 )كتب/عبدالجبار الحاج
10/4/2022
خلال قرن مع بروز وتعاظم شأن الدولة السوفيتية عامة تكالبت الراسماليات الغربية بجيوشها المليونية من كل بلدان الاستعمار العالمي المسيطر على كل العالم كل منهم على حدة وكل في مخطط واحد يستهدف القضاء وتصفية الثورة الروسية . منذ قيام ثورة أكتوبر وقيام دولة العمال والفلاحين لأول مرة وفي بلد بالقرب من دول الضواري الإمبريالية كانت روسيا هدفا رئيسا منهجية الضواري الإمبريالية في كل المراحل خلال مئة عام بحروب متعددة الأشكال اقتصاديا وسياسيا وامنيا في زمن الحرب الباردة وظلت الدولة جبارة قوية حتى تسلمت السلطة زمرة غورباتشوف ويلتسين واطاحت من الداخل بالمنجزات العظمى في اخس مؤامرة أطاحت بالاتحاد السوفييتي وبددت واهدرت خلال عقد منجزاته الاقتصادية الكبرى وفككت اتحاده العظيم بما في ذلك ضرب منجزاته الاجتماعية والثقافية والعلمية الكبرى. ففي محطات عديدة ومفصلية هامة في التاريخ المعاصر وبالذات بعد خروج روسيا من الحرب العالمية الأولى بموجب صلح بريست مع ألمانيا على الرغم مما في الصلح من بنود مذلة ومهينة لروسيا الا واقع الحال الذي فرض على لينين قائد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917 فقد كان على قيادة الدولة السوفيتية أن تنسحب الحرب الإمبريالية بأي ثمن وتوجيه طاقات البلد لبناء الدولة الوليدة وتثبيت أركان الدولة الفتية وذات المفاهيم الجذرية الاشتر اكية النقيضة لسياسات الغرب الاستعماري. واجهت حكومة الثورة إذ ذاك مصاعب وحروب وجوع وأمراض بفعل الحصار والتجويع وتجييش المرتزقة من كل حدب وصوب . فتوجهت الضواري الإمبريالية منذ إعلان الثورة وانتصارها في بوتوغراد وموسكو وأخذت تتسع وتلقى تأيد الشعب توجهت جيوش اللامبرياليين في فرنسا وبريطانيا وأمريكا ومن حكومات دول أوربا المرتهنة كاملة في مرحلة ما اسميت بمرحلة الحربية التي دامت اربع سنوات عقب حرب عالمية دامت هي الأخرى اربع سنوات منذ اشتعالها في عهد القيصريةعام 1914 م. .... .. ما بين خطاب بوتين في ال 21 من فبراير من هذا العام 2022 م وخطابه يوم أمس ال 30 من سبتمبر وفي كل خطاب تتجلى أمامنا ملامح فصل جديد في منحى الصراع الدائر الآن . صراع بين قطبين أحدهما يتقدم بقوة وثقة يتجه نحو إيقاف عجلة التوسع الغربي شرقا ونحو انتزاع حقوقا منه ومزايا منه سلبت ومجالا اقتطع منه بغير حق. وهكذا فإن روسيا بوتين أخذت زمام المبادرة بجولات الاستعادة لما ضاع منها ، فتتقدم بخطاها نحو تغيير جذري لابد منه في المعادلة. باتجاه صياغة واقعية جديدة لنظام عالمي جديد وعادل وفق ما نأمل نحن الشعوب الفقيرة والمسحوقة. نحو صياغة قوانين لنظام عالمي تسود فيه مفاهيم تحفظ للوطن السيادة وللحدود حرمتها وتصان فيه الثروات والأموال ال نحو نظام لم يتأتى صياغته بالشراكة مع الغرب . عبثا كانت المحاولة القائمة على النوايا السليمة فقد غدت التسوية السلمية العادلة لإقرار هكذا نظام عالمي لتأمين قدرا من الأمن والعدالة ضربا من ضر ب المستحيلات ولا أفق له بل راح القطب الواحد الذي هيمن منذ 90 يراكم من أسباب الهيمنة المنفردة لأمريكا ويبتلع بنهم لا يشبع على ساحات ومجالات هي من حقوق الغير من المجال الحيوي لروسيا بقدر أكبر . فقد غدت التسوية بغير القوة أمرا بعيد المنال بعد أن تعطلت أوعُطِّلت قنوات التسوية بالدبلوماسية وحدها. في الجانب الآخر كان الدب الجريح يتشافى من جراحه يحاول ويحاول أن ينهض وعاد من جديد قادرا على أن يقف ويمشي ومن ثم أسرع الخطى نحو موقعه وقطبيته التي ليس أن تُعاد تستعاد الا بالقوة في وجه العدو الاظلم الذي هو بالضبط أمريكا واتباعها الخانعون في حكومات الغرب الأوربي. هكذا تبدو وجهة الصراع وحدّته يوما بعد يوم وتتسع رقعته حيث تحاول أمريكا ضرب الغرب الاوربي بروسيا من حيث أرادت أن تضعف الغرب الأوربي بروسيا حيث الشعوب الأوربية هي من تخسر وتدفع الأثمان. حيث تريد أمريكا أن تخرج بالأموال من أوروبا فتربح وحدها و تخسر الشعوب اما بوتين فهو ممن يدرك اللعبة حيث ذكرنا بوقائع مماثلة من الحرب العالمية الأولى وهو على حق حيث أتت أمريكا للحرب إلى أوروبا في الفصل الأخير من العالمية لتخرج بالارباح وتفرق أوروبا وتضعف فرنسا وتذل ألمانيا وتزول دول دول لتخرج أمريكا بأرباح المال وسمعة الدولة القوية بلا حرب ولا خسائر. فهل ستبقى أمريكا تكرر لعبتها في اشعال حرب ثالثة تبقى منها بمنأى وتخطف الأرباح ووو. لا نعتقد أن روسيا ستسمح بأن يبقى العدو الرئيس بمنأى عن الحرب واثمانها .. في تاريخ الحروب بين الشرق والغرب اختار الغرب مرارا حروبه انطلاقا من أوكرانيا وبادوات وإمكانات ودماء أوكرانية فقد سخّر الغرب زعامات كرتونية فابان الثورة الروسية تكالبت الضواري المتوحشة وضخت ودفعت وحيشت ومولت وعلى شاكلة زيلنسكي الدمية المسرحية في حرب الغرب في القرن الحادي والعشرين ضد روسيا كان دينكيين على هذه الشاكلة استخدمتها الامبرياليات الغربية الفرنسية والبريطانية من جهة والامبريالية الألمانية من جهة أخرى أدوات محلية لحروبه ضد الثورةالسوفييتة منذ عام 1918 حتى عام 1921 حين انتزعت الدولة الروسية السوفييتية الفتية إذ ذاك نصرا مؤزرا ومعها شعب اوكرانيا من طبقة العمال والفلاحين . ولم تكن روسيا يومها قد بلغت شيئا يذكر من مستوى القوة والتقدم والتقنية العالية فيما بلغته جيوش الغرب وعدتها وتقنيتها المتقدمة جدا قياسا بالغرب . الشعب والقيادة الروسبة اللذان انتزعا النصر في مطلع القرن العشرين إبان الثورة الروسية وعقب الحرب العالمية وأثناء الحرب الأهلية التي حاولت وأد الثورة إذ ذاك لن تفلح وخسرت آخر الأمر وانهزمت جيوش التدخل الأجنبي. لايمكن لمن يقراء التاريخ والجغرافيا والثقافة في هذه الجغرافيا الواسعة والثراء الثقافي المتنوع والمتخد في آن الا ان يكسبا النصر المحتوم . في خطاب بوتين نبرة اعتزاز بحضارة وقوة وانحياز مطلق للحق ليس لشعوب الاتحاد الروسي فحسب ولكن لشعوب الجغرافيا السوفييتية كاملة وأوسع من ذلك اعتزاز بتاريخ وتجربة السوفييت في جسور امتدت عبر وخلال مسار واحد ومتعدد عبر حركات التحرر الوطنية في كل بلاد العالم التي سادت القرن العشرين بدعم سوفييتي أممي لايمحي من الذاكرة العالمية وليس أدل على هذه النبرة وعلى هذه الذاكرة من فصول خطاب بوتين التي غطت وأشارت إلى مناطق حروب من الهند إلى ألمانيا إلى كوريا وفيتنام إلى جرائم الحروب الإمبريالية الأمريكية واستخدام النووي وأسلحة وتدمير عبثي في معارك وبلدان ومدن ألمانيا إلى اليابان بأسلحة نووية وقوة لا لزوم عسكريا لاستخدامها وهكذا. في حين يذكرنا بوتين باعتزازه بهذا الدور فإننا لا نكاد نتوقف قليلا حتى يطل بنبرته الحزينة من جهة ولغته الاحتقارية لدور الزمرة السوفيتية الحقيرة_ وهو على حق في توصيف تلك الرموز البالغة السوء _ عند أواخر الحقبة السوفييتية العظيمة في دورها البغيض بتفكيك اتحاد الدولة السوفييتية مطلع خلال التسعينات . لايهمننا الان ان ننطلق من وجهات نظر لينينية محضة في وضع مقاربات بين هذا وذاك في مسألة حق تقرير المصير فالتحليل الملموس لواقع الصراع الان يجيز لنا أن نأخذ قرارات بوتين بكونها الحل الذي لا حل سواه لمسألة حق تقرير المصير وليس في المقاربة بين دولة لينين ودولة بوتين الان ما يستوجب النقاش في اتجاه كل منهما الا بكون ما قرره بوتين بكونه حسب المثل الشعبي آخر العلاج الكي ... غير أن دمية كييف لاياخذ بالعبر ولا يقدر على قراءة الوقائع الا بكونه آلة تحركها دوافع الحقد الغربي بما تقدم من أموال وسلاح ومرتزقة .. الان حصص الحق وقضى الأمر الذي كنتم به تستفيان و استفتت جمهوريتي الدونباس ومقاطعتي زابوروجيا وخيراسون وانتصرت شعوب وخسر دينكيين القرن الواحد والعشرين أمام إرادة الشعوب كما خسر قبله أمثاله ومن كانوا على شاكلته أمام لينين في حروب القرن العشرين . .... .... ليس علينا أن ننطلق من قرأتنا لهذا الخطاب من موقع المحلل والمتابع فحسب .. فأكثر ما يعنينا هنا هو أين يجب علينا أن نقف في ساحة هذا الصراع واين تتجه حتميته وفق قراءة تنظر في الأفق بعيدا وبصبر وعناد يتوخيان النتائج التي يجب أن ندفع بها وبسعي حثيث نحو النصر . حتى لو كانت ساحة الحرب السياسية والاقتصادية باعتبارها فقط صراع بين الشرق والغرب فلدينا من الدواعي ما يستوجب أن نختار الثبات إلى جانب جبهة الشرق ذلك أن مأساتنا نحن العرب _ ومنهم اليمنيين _ أن قد بائوا بنا بويلات وكوارث وكراهية واستباحة لا حد لها في شتى الميادين إلى اليوم مابرحت تلقى باثقالها . وهكذا الحال منذ قرون عدة ، على العكس من ذلك لم تكن علاقتنا مع الشرق كامبراطورية الروس على سبيل المثال حتى الجمهورية السوفييتية أوكالصين وخاصة منذ قيام جمهوريتها الشعبية تلك البلدان اللتان لم نلقى منهما الا خيرا في حين لم ينبعث منهما يوما مصدر شر أو سوء على مدى قرون . على هذا الأساس انطلق من تحديد الوجهة التي يجب أن نُثَبّت فيها أقدامنا فليس علينا أن نتخذ من ضآلة حجمنا وتأثيرنا وحجم قوتتا مهما كانت نسبتها المنظورة ضعيفة. فالاختيار الصائب للواجهة الصائبة هو الثقة والثبات ما يخلق فعلا لدينا إمكانات وقوى من الصفر إلى أرقام مهمة . فلو قرأنا كلمات بوتين من أزمة الحبوب واين يجب أن نكون واين يجب أن تتجه حمولاتها حيث يقر بوتين بأحقية البلدان الافقر والتي لم تصلها مع كل هذا الضجيج الغربي الا ما نسبته ٥٪. وإذا امعنا النظر في المخاطر الرهيبة جراء التوحش الأمريكي ودورها في الحروب البيولوجية واستخدام تقنية العلم في تطوير الأمراض الفتاكة واستنساخها المتعدد الأضرار لادركنا اي دور تضطلع به روسيا في ميدان مكافحة هذه السياسات الإجرامية المتوحشة وفي كشف الدور الأمريكي وفي تحويل أوكرانيا إلى بؤرة إنتاج وصناعة وتطوير جراثيم وفير سات ما لاحصر لها من منتجات حروبها البيولوجية ضد كل البشرية . ومن ثم دور الروس الآن في تعطيل تلك المشاريع الحربية البيولوجية حقل صناعة الموت ضد البشرية وضد كل الأحياء والكائنات الحية . جاعلة من أوكرانيا حقل انتاج ضخم للموت الجمعي. في درء هذه الحرب القذرة. كانت روسيا اولا هي من تدفع عن البشرية خطر الموت وعذابات الأمراض الفتاكة. ... ثم ماذا لو امعنا النظر في معركة الوقود وماذا لو قرأنا العروض المقدمة لدول العالم الافقر ونحن اليمن في المقدمة .. أين علينا أن نحدد مصادرنا .. ليس في الحصول على مصدر الوقود الجاهز من روسيا وبأسعار أرخص واضمن فحسب بل في الحصول على تكنولوجيا التنقيب والصناعة المنجية عموما في شتى أنواع المعادن التي تزخر بها باطن أرض اليمن . ..... .... تناول خطاب بوتين مسائل محورية شتى في خضم الصراع المحتدم بكليته وفي مقالات يومية أخرى متتالية ساتناولها تباعا السبت 1 أكتوبر 2022 م