1/15/2025 2:50:55 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
روسيا والمواقف الغربية _الأمريكية..! كتب/طه العامري.
10/4/2022
. التصريحات التي يطلقها الزعماء الغربيون عامة والأمريكيون بصفة خاصة، عن قضايا العالم وأزماته وهمومه وتحدياته، مثل قضايا الحقوق والحريات، والقوانين والتشريعات الدولية وواجب احترامها والالتزام بها، تصريحات يطلقها زعماء الغرب والولايات المتحدة الأمريكية تصيب المتلقي بالقرف حد التقيوء، فإذا تم ربط مثل هذه التصريحات والمواقف برؤية وفلسفة هؤلاء القادة عن (الإرهاب) وتوصيفه وتعريفه، يزداد المشهد تعقيدا ويزداد المتلقي سخرية من الرموز السيادية في الغرب وأمريكا، ويزيد المتلقي الواعي إبتهالا إلى الله سبحانه وتعالى بأن ينصر روسيا الاتحادية والصين، وكوريا الشمالية، وإيران، وكوبا وفنزويلا، ونيكاراجوا، وينصر كل من يواجه الغرب وأمريكا ويتصدي لمشروعهم المتغطرس والمتعالي ولاهدافهم في إبقاء شعوب العالم مجرد (كلافين في اسطبلاتهم)..! أن الغرب وأمريكا هم أخر من يحق لهم الحديث عن التشريعات والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وهم أخر من يمكن الاستماع لهم أو تصديقهم حين يتحدثوا عن الحقوق والحريات والقيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية. لا أعرف أن كانت المؤسسات المعنية بصناعة الاستراتيجيات السياسية في الغرب وأمريكا، يدركوا أن هناك شعوب وامم تتابعهم وترصد مواقفهم وسلوكياتهم، وان هذه الشعوب والأمم بلغت مرحلة متقدمة من الوعي الحضاري وتمتلك الكثير من مقومات العلوم المعرفية والقدرة على إدراك مصالحها وكيفية الحفاظ عليها وتطويرها والدفاع عنها. إذ أن الطريقة التي تتعامل بها أوروبا مع دول العالم لا تختلف عن تلك التي تعامل بها نبلاء أوروبا مع شعوب (الغجر) الذين كانوا يستوطنوا الخارطة الجغرافية الأوروبية قبل أن تدار عجلة الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر لتذوب تلك الشعوب المقهورة في النسيج الاجتماعي الأوروبي، فيما واشنطن ترى العالم كما يبدو وفق رؤيتها لسكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر) وفي أكثر نظرات تحضرها تراي العالم كما ترى مواطنيها ذو البشرة السمراء الذين ترى فيهم مجرد (عبيد) حتى اليوم بغض النظر عن سفسطائية السلوك المتحضر الذي تظهر به أمريكا ونخبها الحاكمة وكارتل المجمع العسكري الذي يحكم أمريكا ويتحكم بقرارها وليس البيت الأبيض ولا البنتاجون أو الكونجرس، فمجمع الصناعات العسكرية هو من يحدد حاكم البيت الأبيض وقادة البنتاجون وأعضاء الكونجرس وليس الشعب الأمريكي كما يزعمون، وكما يسوقون مزاعمهم للعالم عبر ماكينة إعلامية جبارة وموجهة، ماكينة يمولها مجمع الصناعات العسكرية نفسه ..؟! العملية الروسية في أوكرانيا ورغم أن سياسة أمريكا والغرب مكشوفة ومفضوحة سابقا، غير أن العملية الروسية أسقطت الأقنعة المزيفة التي كانت هذه الدول الاستعمارية تتخفي ورائها وتخفي وجوهها القبيحة خلفها مستعينة بأقنعة الزيف التي أسقطتها العملية الروسية وإلى الأبد ..! نتذكر جميعا كل هذه الترويكا التي تشن حملاتها الكاذبة والزائفة على روسيا الاتحادية اليوم وتحاول قمعها وشيطنتها والحد من نفوذها وتقدمها، نتذكر هذه الترويكا كيف شيطنة العراق وبذريعة أسلحة الدمار الشامل الذي لم يكن في العراق بل به تم تدمير العراق من قبل أوروبا وأمريكا، ومن منا ينسى وزير الخارجية الأمريكي( كولن بأول) في مجلس الأمن وهو يرفع أمام أعضاء المجلس وأمام العالم (انبولة) قال إن ما فيها من مادة تكفي لزعزعة قارة وقتل سكانها، بعد أن استعرض مجموعات ( ثلاجات مقطورة اتضح لاحقا انها تعود لشركة تسويق الدواجن المجمدة)..؟! وبعد دمار العراق يأتي (كولن بأول _ليقول في مذكراته عن تلك اللحظة بأنها أسواء لحظة مرا بها في حياته)..؟! مؤكدا أن المخابرات الأمريكية خدعته..؟!! ولكن بعد ماذا؟ بعد تدمير دولة وتمزيق وطن، وقتل الملاىين من أبنائه؟ وبعد إدخاله لمربع الفتن والاقتتال؟ التي لم يتعافى منها حتى اللحظة..! أنها أمريكا إمبراطورية الشر ومصنع الاكاذيب، والدولة الإرهابية الأولى في العالم..؟! ومع ذلك ترغب في أن تبقى سيدة( العالم الحر) وهي تكذب في هذا الوصف فهي تريد أن تبقى (سيدة) ولكن على عالم من (العبيد) نعم فامريكا لا تريد الأحرار لا كمواطنين، ولا كشركاء وحلفاء، بدليل أن أوروبا اليوم هي مجرد كانتونات تعيش حياة العبودية لواشنطن ومثل أوروبا كل حلفاء أمريكا هم مجرد عبيد لأمريكا لا يملكون قرارهم ولا حريتهم، أوروبا نموذجا لذلك، فهل يعقل أن يضحي قادة وزعماء أوروبا بمصالح شعوبهم ودولهم فقط ليرضوا أمريكا وينفذوا تعاليمها؟ نموذجا هذا الارتهان الصارخ حملات المقاطعة ضد روسيا التي ستؤدي قريبا بكل زعامات أوروبا، ولن تكترث بسقوطهم أمريكا.. التي لن تكترث بمعاناة الشعوب الأوروبية، بل سترى فيهم مناضلين من أجل العالم الحر؟ تماما كما كانت امريكا ترى المجاهدين في أفغانستان (مقاتلين من أجل الحرية)؟! بعيدا عن هذا هل هناك ثمة عاقل يصدق ان روسيا الاتحادية دولة إرهابية؟ أو دول مثل كوبا، وفنزويلا، وكوريا الشمالية،وإيران، ونيكاراجوا، وسورية، كل هذه الدول إرهابية أو راعية للإرهاب؟! فيما جمهورية الصين الشعبية دولة ديكتاتورية معادية للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وتضطهد الأقليات (الإسلامية) والعرقية في الصين؟! طيب ومن متى كانت امريكا رؤفة بالمسلمين ومدافعة عنهم وهي تلاحقهم في كل قارات العالم، وأوروبا تمارس بحقهم أبشع السلوكيات لدرجة أنها حرمت (الحجاب) على نساء المسلمين ولم يحترموا حقوق المسلمين سواء كانوا من مواطنيهم أو من المهاجرين والوافدين إليهم..؟ أن انتصار روسيا على الإمبريالية العالمية ليس خيارا روسيا متصل بإرادة روسيا الجيوسياسية، بل هو هدفا عالميا ورغبة إنسانية يتطلع لتحقيق هذا الانتصار كل سكان المعمورة بما في ذلك الشعوب الأوروبية والأمريكية التي تعاني من قهر النظام الإمبريالي المتوحش الذي يتحكم بحاضرها ومستقبلها ويجعل منها وقودا لي آلته الرأسمالية القاتلة..! أن أمريكا هي الدولة التي تدوس على كل القوانين والتشريعات والقيم والأخلاقيات، أمريكا التي لم تعود ليبرالية ولا علاقة لها حتى بالقيم الليبرالية، بل هي دولة إمبريالية يسيطر عليها كارتل إمبريالي رأسمالي محصور في مجمع الصناعات العسكرية الذي لن يتردد لحظة في أن يدوس على رقاب مواطنيه أن استدعت مصالحه ذلك. إذا أين كان القانون الدولي حين غزت أمريكا وأوربا جمهورية يوغسلافيا وتم تمزيقها لدويلات متناحرة بعد أن دقو مسمار الفتنة بين مواطنيها وشجعوهم على قتل بعضهم البعض، وهم من عاشوا لقرون موحدين ومتماسكين في كنف دولة واحدة وعلم واحد وجغرافية واحدة وهوية واحدة.. أين كان القانون الدولي في أفغانستان حين غزته واشنطن، وحين غادرت هاربة بعد عقدين من الهزائم فيها؟ أين كان القانون الدولي حين سلخت أمريكا إقليم تيمور الشرقية عن إندونيسيا..؟ واين كانت الشرعية الدولية في العراق وليبيا وسورية.؟ الم تحرض واشنطن وحلفائها متطرفي (الشيشان) وطالبت لهم بالحرية والاستقلال عن وطنهم روسيا؟ أن واشنطن والغرب يتعاملون مع القوانين والنظم والتشريعات والمواثيق الدولية بمزاجية ووفق ما تقتضيه مصالحهم..! يتبع ameritaha@gmail.com