1/15/2025 2:56:52 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
قناة الميادين الفضائية :عقدا من النضال المهني والأخلاقي.. كتب/طه العامري..
10/10/2022
منذ لحظة انطلاقها بدت (قناة الميادين) وكأنها نقطة ضوء في سماء الوطن العربي، بددت برسالتها المهنية الملتزمة قتامة حراكا إعلاميا تم تسخيره لاستلاب الذاكرة الجمعية العربية وتظليل الوعي الجمعي العربي والإسلامي، ورغم عمرها الزمني وهي التي انطلقت في لحظات مؤلمة يعيشها الواقع العربي وعلى مختلف الصعد، إلا أن هذه الوسيلة الإعلامية الرائدة التي اتخذت لها شعار_ الواقع كما هو _ شكلت برسالتها وبدورها ملاذا لاحرار الأمة وحصنا يتحصن فيها وبها أحرار الأمة ومقاوميها الرافضين لثقافة الاستلاب والارتهان والتبعية، أولئك الذين ثبتوا في مواجهة طوفان الارتهان والانبطاح والتسليم بثقافة الخنوع وبمعجزات أعداء الأمة الخارقة والعصية على المواجهة والمقاومة..؟! كانت فضاءات الأمة ملوثة بمفردات الإعلام الإنهزامي الذي أبتكر مفردات إعلامية غير مسبوقة، مفردات كانت بمثابة حراب وخناجر توجه للجسد العربي والعقل العربي وتؤغلان في تمزيقهما خدمة لأعداء الأمة، حين انطلقت (قناة الميادين) لحظة كان فيها ما يسمى ب (الربيع العربي) طاغيا بحظوره في وجدان وذاكرة الحالمين العرب بالحرية والانعتاق والشعور بالكرامة الوطنية والقومية، غير أن لصوص الأحلام سرعان ما سارعوا لتطويق احلام الحالمين، فكانت (قناة الميادين) بمثابة نافذة الانعتاق وحاضنة لأحلام وتطلعات الأمة وطنيا وقوميا، وأن كان تعريف الإعلام بأنه _ توجيه الرأي العام نحو أهدافه _ فكانت الميادين هي الوسيلة التي إلى شاشتها شخصت الأبصار واتجهت العقول والقلوب والأفئدة المتطلعة لمفردات العزة والكرامة والحرية، فكانت الميادين التي جعلت (القدس) بوصلتها وقضايا الأمة الوطنية والقومية غايتها ومناصرة القيم الإنسانية النبيلة حيث كانت جزءا من رسالتها الإعلامية، فسارت بمهنية احترافية مجبولة بكل القيم والأخلاقيات المهنية التي احييت في الذاكرة الجمعية العربية كل مفردات العزة والكرامة والشموخ وفي الذاكرة الإنسانية مفردات الثورة والحرية والمقاومة فبلغت بصداها أمريكا اللاتينية حاملة في أثير مفرداتها رائحة الزيتون الفلسطيني وعبق القدس وشرعية النضال والمقاومة العربية، مؤمنة بعظمة امتها وعدالة قضاياها والدفاع عن حقوقها المشروعة.. لا أرى ثمة تباين بين دور ورسالة (الميادين) اليوم وبين دور ورسالة (إذاعة صوت العرب) في زمن المد القومي وعهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهذه المقارنة مشروعة وعادلة تجسد حقيقة دور الفرد في إحداث التحولات في نطاقه المجتمعي إذا ما توفرت لدى هذا الفرد الإرادة في مواجهة ثقافة الافك وحياة التخلف وثقافة التبعية واستلاب الإرادة. شخصيا كنت من متابعي الاستاذ غسان بن جدو حين كان يعمل في إحدى القنوات الناطقة بالعربية وتابعت استقالته منها وكنت متوقعا استقالته قبل إعلانها من خلال تغطيته لإحداث كثيرة حدثت بالمنطقة بدءا من غزو العراق وإحداث فلسطين والعدوان الصهيوني على لبنان في حرب تموز 2006 م وكنت على يقين بحكم مهنتي أن توجه هذا الشاب وقناعته وأفكاره وانتمائه مقومات لا تؤهله لأن يكون محل ترحيب من قبل أصحاب تلك القناة، ولم اتفاجئ حين أعلن عن استقالته، فكانت (الميادين) هي حلم الاستاذ غسان وهو حلم كل عربي حر معتز بهويته الوطنية والقومية، وقد أحدثت هذه القناة (قناة الميادين) تحولا في الوعي الجمعي العربي، فكانت لكل أحرار الأمة من الوطنيين والقوميين والإسلاميين وكل من يعتز بهويته وانتمائه بمثابة ينبوعا للوعي ونافذة تطل منها مفردات الوعي التي يتحفنا بها مفكري وأحرار الأمة وهي أيضا نهرا يغترف منها الإنسان العربي وكل احرار العالم مفردات الحقيقة دون تظليل أو تزوير بل يرى المتلقي عبرها الواقع كما هو، ويدرك موقعه في هذا الواقع وفي أي اتجاه يجب أن يكون.. لقد أوجدت قناة الميادين خلال عقدها الأول وعيا جمعيا عربيا واسلاميا وثوريا وانسانيا، من خلال رسالة إعلامية راقية وحافلة بالمصداقية والقيم الأخلاقية، فكانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها مفردات التظليل والتطويع والتطبيع والتبعية والارتهان لكل أعداء الحق الإنساني بدءا من حق ابن فلسطين بالمقاومة والعيش بحرية والكرامة الرافض للاستسلام لعدوه، مرورا بحق شعوب الأمة في مقاومة أعدائها، وحق كل شعوب الأرض في الحرية والعيش بكرامة بعيدا عن الاحتوي والتبعية والارتهان. بغض النظر عن حملات التشهير والتزوير والتظليل التي طالت ( قناة الميادين ) وهويتها العربية والإسلامية والإنسانية ورسالتها المهنية والأخلاقية والحضارية، إذ هناك من وصفها بقناة (الشيعة) واخر وصفها بقناة (إيران) وثالث صنفها بصوت (العلويين) وآخرين قالوا إنها قناة (حزب الله) ومع كل هذه التوصيفات المشرفة التي لا تنتقص من دور القناة ومكانتها ورسالتها، إلا أن هذه التوصيفات جاءت كوسيلة للانتقاص من دور القناة ومحاولة من قبل العاجزين والمفلسين حرف أنظار المتلقي عن رسالة القناة وقد فشلت كل هذه المحاولات لأن فلسطين كانت ولاتزال هي قضية القناة وحقوق الأمة غايتها، ويكفي أن أعظم إنجاز حققته قناة الميادين في عقدها الأول هي أنها تكفلت باعفائنا عن متابعة كل الوسائل الإعلامية الأخرى مهما كانت وكان حظورها ونفوذها وقدراتها وإمكانيتها والتي تم تسخيرها لتظليل الوعي الجمعي العربي، لتصبح قناة الميادين هي نافذتنا لمتابعة أحداث الأمة والعالم ومدرسة نتعلم ويتعلم منها أبنائها كل ما يتصل بحقيقة وجودهم وقضاياهم ومعرفة أعدائهم.. تحية إجلال وتقدير لقناة الميادين ومؤسسها الاستاذ غسان بن جدو ولكل العاملين فيها من المذيعين ومقدمي البرامج والمراسلين المنتشرين في كل قارات العالم تحية لكل من ينتسب لهذه القناة الحرة، الثائرة ضد الظلم والقهر واستلاب الحقوق.. تحية لقناة فلسطين والمقاومة، تحية لقناة العرب والعروبة، تحية لكل من ينتمي إليها ولكل من متابعيها. ameritaha@gmail.com