1/15/2025 3:08:24 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
اللواء درهم عبده نعمان : كيف..؟ ولماذا..؟ أقول وداعا..؟! كتب/طه العامري
10/17/2022
منذ لحظة بلغني النباء الكارثة حد الفاجعة، عن اغتيال الهامة الوطنية والشخصية النضالية القائد العسكري والإداري والمحافظ والسفير، الذي أنذر حياته لخدمة وطنه وشعبه وأمته منذ تفتق وعيه و قضى حياته حتى آخر أيامه في خدمة أهله ومجتمعه فكان نموذجا المسؤل والقائد والدبلوماسي.. منذ اللحظة المشؤمة التي بلغني فيها نباء استشهاده وانا عاجزا عن استيعاب الحادثة _الجريمة التي طالت هامة وطنية كبيرة بمواقفها وعظيمة بتاريخها، هو اللواء المظلي والقائد العسكري احد رموز ثورة 26 سبتمبر واحد أبطال فك الحصار عن العاصمة صنعاء في ملحمة السبعين يوما، وهو أحد قادة حركة التصحيح 13 يونيو إلى جانب كوكبة من رفاقه الابطال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي_ رحمه الله _ واللواء عبد الله عبد العالم _رحمة الله تغشاه _ واللواء منصور عبد الجليل عبد الرب _حفظه الله واطال بعمره _وآخرين من خيرة أبناء اليمن لا تسعفني الذاكرة لسرد أسمائهم، الذين أنذروا أنفسهم للارتقاء بواقع هذا الوطن وحياة شعبه، فقدموا ما استطاعوا من قدرات وإمكانيات وحققوا الكثير لوطنهم وشعبهم رغم التحديات والصعوبات ومع ذلك، لا نجد إلا أن نحني لهم الهامات إجلالا وتقديرا.. ولكن..؟ ماذا جرى؟ وكيف جرى، هذا الذي جرى للقائد والسفير والإنسان والأستاذ والمربي درهم عبده نعمان؟! وهو الشخصية المحبوبة والرجل الذي يحضي بتقدير واحترام رموز وأعيان اليمن من صعده للمهرة ومن سقطري لكمران، احبه أبناء ومنتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية، واحبه واحترمه شيوخ ووجهاء اليمن في مأرب والجوف وذمار وكل اليمن، واحترمه موظفي السلك الدبلوماسي كدبلوماسي مخضرم، كما احترمه رجال الاقتصاد والمستثمرين حين تولى قيادة المنطقة الحرة في محافظة عدن، اللواء درهم عبده نعمان الحكيمي، اسما ما أن تذكره في أي محفل أو تجمع إلا ووجدت من يثني عليه ويتحدث عنه بكل حب واحترام وتقدير إلا أولئك الذين في قلوبهم مرضا من أعداء النجاح وهم قلة مرجفة ليس لهم صداء إلا في (مواخير الحقد) وحسب..؟! منذ تفجرت الفتنة بين أبناء الوطن الواحد عام 1994 م وقف اللواء درهم نعمان إلى جانب وطنه وشعبه ومصلحتهما، بعد أن استنفذ كل طاقاته للحيلولة دون تفجر تلك الفتنة وحاول بكل السبل منعها، لكن وحين اشتعل فتيلها وقف في صف وطنه وشعبه وقام بواجبه كما يمليه عليه ضميره الوطني، وحين تفجرت أزمة 2011 م رأي الرجل وبحكمة الحصيف وصاحب الرأي السديد والتجربة الثرية اننا أمام (طوفان) متعدد الدوافع والأسباب وأزمة مركبة، غابت عن أطرافها _الحكمة _والرغبة في تغليب مصلحة الوطن والشعب على المصالح الشخصية المتعددة الأبعاد، فالتزم البقاء حيث أملي عليه ضميره وتاريخه الوطني.. إذا ماذا جرى؟ ولماذا؟ جرى، هذا الذي جرى لهذا الهامة الوطنية؟! وكيف؟ تساؤلات تتفجر في راسي تكاد تقتلني، كيف تنتهي حياة رجل بصماته محفورة في تاريخ وطن وذاكرة شعب وبهذه الطريقة الدراماتيكية المثيرة لملايين من التساؤلات الباحثة عن إجابات..؟! رجل مسالم لا نعرف له إلا احباء وأصدقاء يتقاطرون للاطمئنان عليه من كل محافظات ومديريات اليمن شمالا وجنوبا، رجل يأتي إليه المتخاصمين فيخرجوا من عنده متحابين يبتسمون لبعضهم ويؤدون بعضهم.. منذ عام الفتنة الأخيرة كان الرجل مصدر إلهام لكل الحياري، كما كان ينبوعا للوعي الوطني، فهل يعقل أن تذهب هامة وطنية بحجم ومكانة وتاريخ اللواء درهم عبده نعمان وبهذه الطريقة الدرامية؟! أعرف أن للاقدار حساباتها أن حلت، لكن هل علينا دائما نتذكر عبارة القيصر الروماني (حتى انت يا بروتس)..؟! لقد سقط الدكتور عبد العزيز السقاف ذات يوم بحادث سير قيل أن (السائق) شاب معروفة أسرته للدكتور؟ اللواء عدنان الحمادي سقط على يد (شقيقه وصهيره زوج شقيقته)؟! والعديد من الهامات الوطنية سقطوا تباعا بطرق درامية آخرهم وقد لا يكون الأخير اللواء درهم نعمان؟! إذا ماذا يجري بحق الله؟! وهل ازدهر أحفاد (بروتس) إلى هذه الدرجة؟! آه.. يا إلهي إلى أين نحن سائرون..؟! ومن أعزي بهذا الهامة الوطنية؟ هل أعزي نشوان وهم أن درهم وبقية افراد أسرتهما؟ ام أعزي أصدقائه بدءا من وجهاء وأعيان ورموز مديرية حيفان ومحافظة تعز وكذا أصدقائه في ذمار والجوف ومارب، لم أعزي أصدقائه ومحبيه في عموم المحافظات والمناطق اليمنية؟ أم أعزي أكثر أصدقائه قربا منه الشيخ محمد هزاع القباطي الذي شهد نهاية صديقه وكتب الله له السلامه، ام أعزي الاستاذ احمد عبد القوي عثمان، ام أعزي نفسي وانا الذي كان تواصلي معه قبل أيام فقط وقد تواعدنا على التواصل واللقاء..؟ يا إلهي.. ماذا أقول في هذه الفاجعة، وكيف أعبر عن فقدان هذه القامة الوطنية الشامخة؟ كيف ارثيه، وبأي مفردات ارثيه، وعن اي الصفات والمناقب والمميزات التي كان يتمتع بها اتحدث..؟! آه.. رحمك الله واسكنك فسيح جناته أيها الإنسان الذي لم نعرفه إلا محبا لكل الناس، لم يخاصم احد، ولم يكون له خصوم، كان له حساد، يغيرون من حب الناس واحترامهم له.. رحمك الله أيها القائد والإداري والدبلوماسي والإنسان المفعم بكل المشاعر الإنسانية والمجبول لكل القيم والأخلاقيات التي تميزت بها طيلة حياتك وحتى آخر لحظات عمرك وانت من دفعك تواضعك للمقيل في (غرفة الحراسة) مع ان بالإمكان أن تبقي في ديوان المنزل الداخل وتحسد حراسك أمام باب المنزل أسوة باصغر مسؤل تتلمذ على يديك.. نعم لقد استشهدت بسبب تواضعك وبساطة تصرفاتك.. للموضوع صلة. المكلوم حتى الفاجعة صنعاء في 17 أكتوبر 2022م