1/15/2025 2:50:01 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
صراعات وحروب الفقراء..؟! كتب/طه العامري..
10/23/2022
تنتشر الحروب والصراعات في المجتمعات الفقيرة بسبب غياب معيار العدل الاجتماعي وشيوع ثقافة التوحش وطغيان الأنانية في سلوكيات النخب الاجتماعية الفاعلة والنافذة في هذه المجتمعات، حيث تسود الانقلابات ويطغي الصراع على السلطة والحكم لدرجة فقدان هذه المجتمعات لكل عوامل ومقومات الاستقرار الاجتماعي، لأن كل من يصل للسلطة بالقوة ينهمك بالتفرد بها وبترتيب أوضاع مناصريه وأتباعه، ويمنحهم الأولوية في الرعاية والاهتمام تاركا خلفه بقية المكونات والشرائح الاجتماعية، إما بدافع العقاب كونهم من مناصري اسلافه، أو لدوافع اجتماعية أخرى وما أكثرها في المجتمعات الفقيرة التي تقضي تاريخها في حروب بينية ذاتية تطحن قدراتها وتنهك عقول أبنائها الذين بدورهم يكرسون حياتهم بحثا عن فرص حياتية ومعيشية تكفل لهم ديمومة وجودهم..!! في المجتمعات الفقيرة تزداد الصراعات المسلحة وتتسع دوائر التخلف وتصبح رائحة الموت هي الطاغية في سماء هذه المجتمعات التي لا يمكنها الاستقرار بمعزل عن سلطة عادلة وقيادة وطنية تؤمن بالوطن والشعب لا بالقبيلة ولا بالمذهب ولا بالحزب ولا بالجماعة، ولا تكرس سلطتها في سبيل تقوية نفوذها وقهر بقية المكونات والشرائح الاجتماعية..! الفقر قطعا ليس عيبا، والفقراء قد يعانون ويتألمون ولكن في المحصلة لهم ربا يتكفل بهم، لكن يبقى (العار) في جبين من يتولون شؤن هذه المجتمعات وينصبون أنفسهم حكاما عليها ويتحدثون باسمها بل ويتسولون من المجتمع الدولي باسمها ومع ذلك يستغلون ما يصلهم من المجتمع الدولي لصالحهم ولتعزيز نفوذهم ولتحسين ظروف أتباعهم ومؤيديهم ومناصريهم الذين يحظون باولوية اهتمامهم، في ذات الوقت يكون هناك آخرون يعانون الويل ويسعون جاهدين للتخلص ممن هم في السلطة وهكذا دواليك، ونشهد هذا في الكثير من المجتمعات الفقيرة في اسياء وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض النطاقات العربية ومنها بلادنا اليمن، التي لم تعرف الاستقرار لا في عهود الأئمة والاستعمار ولا في عهد الثورة والجمهورية ويعلم الله متى سيتحقق استقرار هذه البلاد؟ رغم استقرار دول مثل (رواندا) و (ليبيريا) و(لاوس) و (ميانمار) بل إن جمهورية الصين الديمقراطية الشعبية التي بدت مسيرتها عام 1948 م بالتزامن مع اندلاع ما يسمى (بالثورة الدستورية) في بلادنا، وهاهى الصين اليوم تحتل مكانتها في تزعم العالم ويحكمها (الحزب الشيوعي) الذي وفقه الله لأنه أوجد قدرا من عدالة بين مواطنيه، فالنظام الشيوعي العادل هو عند الله أفضل ومبارك من نظام إسلامي ظالم..؟! اليمن قطعا لا تندرج ضمن المجتمعات الفقيرة ماديا ولكنها تفتقر لنظام عادل، نظام وطني صادق الانتماء والمشاعر، نظام لا يفكر (مذهبيا) ولا (طائفيا) ولا (حزبيا) ولا (قبليا) و (مناطقيا) بل يفكر بعقلية وطنية جامعة، نظام متسامح يلقى خلف ظهره كل مؤبقات الماضي القريب والبعيد، ويفكر في الحاضر والمستقبل بعقلية وطنية جامعة وبفكر مفتوح بتطلع لانتشال هذا الشعب إلى مستوى حضاري يليق به، مستوى يشعر به المواطن بالكرامة والاستقرار والمواطنة الواحدة بعيدا عن ثقافة الاستعلاء والانتقاص والتفاخر بالألقاب والانساب والانتماء آت الضيقة.. وكذا ثقافة إلغاء الآخر..؟! أن العدالة وواحدية الهوية والانتماء للوطن والمجتمع هم الأساس لتجاوز الفقر والقضاء على ظواهره وسلبياته والقضاء على حالة الاحتراب والصراعات الدموية بين أوساط المجتمع، فالعدالة هي السلاح الأكثر فعالية للقضاء على فقر المجتمعات.. لكن يبقى الأخطر هو فقر الأخلاق وفقر الهوية والانتماء. ameritaha@gmail.com https://t.me@ameritaha