1/15/2025 3:04:10 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
عن (قمة) الجزائر و(جزائر القمة)..؟! كتب/طه العامري
10/28/2022
. يمكن القول إن (قمة الجزائر) قد لا تنتج ما يتطلع إليه المواطن العربي من آمال وتطلعات تلبي حاجته في مرحلة لم يسبق أن عاشتها الأمة بما فيها من تداعيات وإحداث وتناقضات يصعب أن يتعاطى معها النظام العربي بمسؤولية وإرادة موحدة ترتقي لمستوى التحديات التي تواجه الأمة بنطاقيها القطري والقومي، لكن عزاؤنا هو بدور الجزائر العروبي والقومي وهو الدور الذي لم تعتاد الجماهير العربية رؤيته منذ زمان بعيد، افتقد فيه الإنسان العربي للمواقف العربية التي تعكس وتجسد حالة من الوعي القومي الذي تعود اشعته لتنبثق من سماء الجزائر وتصاريسها الجغرافية ومن وعي نظامها وقادتها ونخبها ومواطنيها الذين لايزالون يعتزون بعروبتهم وبهويتهم القومية، وهي المشاعر التي تكاد تندثر من ذاكرة غالبية أنظمة الشرق العربي التي توشك أن تصبح (عبرية) بأمتياز..؟! نعم أن قمة الجزائر جسدت (جزائر القمة) في مواقفها وخطابها الوطني والقومي الملتزم بواحدية الهوية والوجود والمصير، ولهذا جاءت القمة بعد أيام من استضافة الجزائر لفصائل، المقاومة العربية في فلسطين على طريق إحقاق الوحدة الوطنية الفلسطينية وقد نتج عن هذه الاستضافة صدور (بيان أو إعلان الجزائر) الذي بذلت القيادة العربية الجزائرية الكثير من الجهود المضنية في سبيل التوصل لهذا الإعلان الذي وضع مداميك الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكان على القادة الجزائريين بذل جهودا كبيرة أولا لإقناع بعض المحاور الإقليمية بضرورة وأهمية إعادة الوحدة الوطنية العربية الفلسطينية، وثانيا إقناع الفعاليات العربية الفلسطينية بضرورة وأهمية إحقاق وحدتهم الوطنية وتوحيد مواقفهم في سبيل الانتصار لحقوقهم المشروعة في مواجهة العدو المحتل الذي اتخذ من التمزق والشتات الفلسطيني ذريعة للتنصل من كل القرارات والاتفاقيات الدولية الملزمة عليه تنفيذها والالتزام بها.. كان على القيادة الجزائرية أن تقنع أنظمة عربية مثل النظام في مصر والسعودية وقطر وتركيا وإيران والأردن وتلتزم لكل منهما على حدة بأنها لن تحل محله في الشأن الفلسطيني ولن تنافسه في نفوذه وإنما تريد فقط تحقيق الوحدة بين المكونات العربية الفلسطينية لمصلحة الشعب العربي في فلسطين وبرعاية هذه الأنظمة..؟! التي ترى نفسها (وصية) على هذا الشعب وقضيته فيما هذه الأنظمة واقعيا تتخذ من القضية الفلسطينية مجرد ورقة سياسية تساوم بها في سبيل تحقيق مصالحها وليس مصلحة الشعب العربي في فلسطين الذي بقدر ما يواجه من غطرسة وجبروت العدو وجرائمه ويدفع وبصورة يومية دماء وشهداء وجرحى واسري ومعاناة وحصار، فإن هذا الشعب بالمقابل يدفع ثمنا أكثر ويعاني أكثر من حسابات ومواقف بعض الأنظمة العربية والإقليمية التي تزعم الغيرة على هذا الشعب، ولكنها الغيرة من أجل التحكم وليس من أجل النصرة والمناصرة غالبا..؟!! تحاول الجزائر من خلال القمة العربية التي تحتضنها أن توصل النظام العربي قدر الإمكان إلى مربع تتقاطع عنده مصالح الأمة من خلال وحدة مواقفها أمام سلسلة من التحديات التي تواجهها الأمة العربية وتتصل هذه المرة بالازمة الوجودية التي تحدق بالأمة وهو أمر غير مسبوق في تاريخها حتى في أكثر المراحل التاريخية قتامة مرة بها الأمة العربية..!! في هذا السياق وانطلاقا من الاحداث والتحديات التي تعيشها الخارطة الدولية ومتغيراتها وفي ظل عالم يعيد تشكيل جغرافيته الجيوسياسية، تحاول الجزائر ومن خلال قيادتها إيقاظ الوعي العربي وجره من دائرة السبات والارتهان والتبعية إلى دائرة الفعل والتعبير عن الذات وان في الحدود الممكنة والمتاحة، فالجزائر لا تريد من النظام العربي إعلان (الوحدة العربية) ولا إعلان (الحرب ضد العدو الصهيوني) بقدر ما تريد من النظام العربي الاستيقاظ والدفاع عن مصالحه وتوحيد مواقفه من القضايا المهمة كقضية فلسطين والحروب التي تعيشها دول المنطقة من سورية للعراق إلى اليمن وليبيا والصومال والسودان، وفي المقدمة من كل هذا ما يجري على الساحة العربية في فلسطين من غطرسة صهيونية واستماتة للشعب العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ويتزامن كل هذا مع هرولة البعض نحو (التطبيع مع العدو الصهيوني) ممن يعتبرون (العدو الصهيوني) هو مفتاح البوابة التي ستقل المطبعين نحو ( المخدع الأمريكي الغربي) وكسب ود واشنطن ولندن والمزيد من دعمهما لبعض الأنظمة الهشة التي تستمد شرعيتها من دعم هذه الدول وليس من شعوبها التي تحكم بالحديد والنار..!! يتبع ameritaha@gmail.com