1/15/2025 2:59:22 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
(الغرب وقطر وكأس العالم)..؟! كتب/طه العامري
11/12/2022
أن تستظيف دولة قطر حدثا بحجم وأهمية (كأس العالم) فهذا إنجاز ومفخرة لكل عربي بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع النظام في قطر لكن هذا الحدث يجعلنا نعبر عن امتنانا وفخرنا خاصة في ظل الحملة المسعورة التي تتعرض لها دولة قطر من بعض الدول والأنظمة الغربية التي تنظر للعرب بعيون عنصرية وتستكثر استظافة هذا الحدث الرياضي العالمي من قبل دولة عربية وكأن العرب غير مؤهلين لاستضافة وإدارة مثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية، لأن العرب بنظر بعض الأنظمة الأوروبية أو غالبيتها مجرد بدو يستوطنون الصحاري ويعيشون حياة البداوة والتخلف وبالتالي هم أعجز من استضافة فعاليات دولية كبيرة بحجم كأس العالم، مع ان هؤلاء الذين يستكثرون على العرب وعلى دولة قطر شرف استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي هم ذاتهم الذين يستجدون دولة قطر ويستجدون الدول العربية الثرية للاستثمار في بلدانهم وهم من يستعينون بالشباب العربي المتميزين في مختلف المجالات ويقدمون لهم كل المغريات للبقاء والعمل في بلدانهم بما في ذلك المتميزين بلعبة كرة القدم الذين ينحدرون من أصول عربية..؟! دولة قطر أثبتت قدرتها وإمكانياتها لاستضافة اي فعالية دولية مهما كانت ضخامتها وكانت أهميتها ولديها كل المقومات البنيوية الكفيلة بإنجاح أي فعالية دولية أكثر أهمية وضخامة من مونديال كأس العالم الذي قد تعجز دولة أوروبية مثل (ألمانيا) على استضافته في الظروف الراهنة التي تمر بها الدول الأوروبية لكن دولة قطر تمتلك كل المقومات التي تجعلها تستضيف هذه الفعالية الدولية وبكل سلاسة نظرا لامتلاكها كل مقومات النجاح بدءا من بني تحتية متكاملة وحديثة وأكثر تطورا من تلك التي لدى دول أوروبا مرورا بقدرة فائقة على تلبية احتياجات الضيوف والمشجعين والزوار الوافدين الذين وضع أمامهم وزير الخارجية القطري في مقابلة أجرتها معها إحدى وسائل الإعلام الألمانية شرطا وحيدا وهو احترام ( قوانين البلاد) .. نعم هناك إشكالية تتعلق بمشاركة (كيان العدو) لكن هذا الموقف لا ينحصر بموقف قطر بل مرهون بموقف عربي موحد والعرب قد بلغوا من الهرولة نحو العدو مدى يصعب التراجع عنه إلا بثورة شعبية عربية لا تكون شبيهة( بثورة الربيع العربي) التي خطط لها و قادها (الصهيوني برنار هنري ليفي) بل( ثورة عربية) أصيلة تنبع من قناعات عربية وتعبر عن إرادة جمعية عربية وحتى يأتي ذلك الفعل فليس بالإمكان ابدع مما كان، وإذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع..؟! لذا لم تقف تناولاتي هذه عند هذه النقطة وان كانت مؤلمة على كل عربي حر، لكن لا يجب تحميل وزرها لدولة مثل قطر دون النظر لاسبابها والمتسببين بها بصورة كلية.. لكن تبقى حملة الانتقاص التي تشنها بعض الأنظمة الأوروبية والغربية وبعض المنظمات الدولية ضد دولة قطر ومحاولة النيل منها لدوافع عنصرية قذرة ولا علاقة لها بالمزاعم التي يتحدثون بها عن (حقوق الإنسان والحريات) التي تنتهك بصورة بشعة وقبيحة من قبل كل الأنظمة والمنظمات الدولية التي تنتقد استضافة دولة قطر للمونديال بزعم انتهاكها للحريات وحقوق الإنسان فيما أقبح وابشع من ينتهك الحقوق والحريات هي الدول الغربية وأمريكا ومنظماتها التي كشفت عن قبحها وبشاعتها ومواقفها من الحقوق والحريات الإنسانية مع تفجر الحرب في أوكرانيا وكيف تعاملت هذه الأنظمة وكان رد فعلها لتبدو قطر أكثر ديمقراطية وأكثر احتراما لحقوق الإنسان بل إن( كوريا الشمالية) المتهمة بالديكتاتورية بدت أكثر ديمقراطية من الدول الغربية التي اتضح كذبها وزيف تشدقها بالحريات والقيم الديمقراطية مع أول طلقة أطلقت في أوكرانيا..؟! أن المجتمع الغربي وأمريكا وكل المنظمات التابعة لهم مطالبين بأن لا يوظفوا الديمقراطية والحقوق والحريات كسلاح يهددوا به أنظمة المنطقة التي هي محكومة بنواميسها وقيمها وشرائعها، وبالتالي فإن من العيب والعار أن تتحدث المنظومة الغربية ومعها أمريكا وكل المنظمات الغربية التي تنشط بتوجيهات الأجهزة الاستخبارية، عن الديمقراطية والحقوق والحريات لأن هذه الاسطوانة المشروخة التي عملت على تقويض أنظمة وتدمير أوطان صارت مفضوحة وغير مجدية وبالتالي على هؤلاء البحث عن ذرائع أخرى بديلة قابلة للتصديق.؟! نعم قد تكون أنظمتنا ديكتاتورية وقمعية لكن ديكتاتوريتها وقمعها ارحم الف مرة من الديمقراطيات الغربية التي تسعى هذه الأنظمة ومنظماتها لتسويقها في بلداننا ليس بهدف الدفاع عن حقوقنا وحريتنا فعلا بل رغبة في احتوائنا وتدمير روابطنا الاجتماعية وتقويض أحلامنا في التقدم والتطور الاجتماعيين. فماذا قدم التدخل الغربي الأمريكي للشعب العربي في العراق؟ وماذا قدمت هذه الجهات للشعب العربي في ليبيا؟ وماذا قدموا للشعب العربي في سوريا؟ واليمن؟ والصومال؟ والسودان؟ وقبل كل هؤلاء ماذا قدم الغرب وأمريكا للشعب العربي في فلسطين؟! هذا الغرب ومعه أمريكا أقاموا الدنياء ولم يقعدوها على ( فتاة إيرانية) توفت خلال اعتقالها وأيا كانت سبب وفاتها لن يكون أسواء من اغتيال الصحفية العربية والحاملة للجنسية الأمريكية (شيرين أو عاقلة) التي قتلت برصاص( جيش العدو الصهيوني) وبدم بارد فيما يمارس هذا الجيش اقتحامات يومية وقتل يومي واعتقالات يومية بحق الشعب العربي في فلسطين ولا أحد ينتقد أو يدين من أنظمة الغرب الكاذب والمنافق والذي يضحك على بعض السذج من أبناء الأمة الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية ويتطلعون للنجومية والشهرة على حساب أمن أوطانهم وشعوبهم ومجتمعاتهم.. لماذا لا تحظى( شيرين) بما حضيت به (اميني) في أيران من الاهتمام الغربي _ الأمريكي؟! على خلفية كل ما سلف أعود واقول ان دولة قطر أكثر ديمقراطية من المنظومة الغربية وأكثر احتراما لحقوق الإنسان وإيمانا بحريته وفق قوانينها وهي أكثر تقدما وتطورا وقدرة واقتدار على استضافة المونديال الرياضي الدولي وبمهارة وإدارة تفوق مهارات وإدارات المنظومة الغربية بكاملها. تحية إجلال وتقدير لدولة قطر العربية ونتمنى لها التوفيق والنجاح كي تثبت لكل الدنياء أن العرب أكثر تطورا واقتدار من أنظمة العالم الأول الأكثر قبحا وبشاعة ويكفي أن هذا العالم المتقدم بناء تقدمه على حساب الشعوب والدول التي يسخروا منها ولكن هذه الشعوب والدول قد شبت عن الطوق وصارت تدرك جيدا كيف تتعامل بندية مع الترويكا الاستعمارية والإمبريالية الغربية وتداعيات المرحلة الدولية أثبتت هذا واقعيا. ameritaha@gmail.com