1/15/2025 2:38:24 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
أمريكا.. بعيون بريجينسكي..؟! عرض / طه العامري
11/15/2022
زبغنيو بريجينسكي هو أخطر مفكر استراتيجي أمريكي ومستشار الأمن القومي لثلاثة رؤساء أمريكيين هم جبرالد فورد، وجيمي كارتر، ورونالد ريغان، وهو صاحب (نضرية الاحتوي المزدوج) التي طبقت ضد العراق وإيران في حرب دامت ثمان سنوات، وتعني هذه النظرية احتوى الدول ببعضها من خلال دفعها للحرب فيما بينها بهدف إيقاف تقدمها ومنع تطورها، ويقول هذا المفكر للأستاذ هيكل في إحدى لقائهما عن هذه الفكرة التي أصبحت استراتيجية اعتمدتها أمريكا في سيطرتها على دول العالم يقول ( في الأيام الأولى لقيام الثورة في إيران عام 1979 م طلب مني الرئيس كارتر وكنت يومها مستشارا لجهاز الأمن القومي، طلب مني تقييم للوضع في إيران والمنطقة، وكنت يؤمها أهم بالسفر لولاية فلوريدا وفعلا سافرت وقضيت ليلتي في احد الفنادق الهادئة وخلصت إلى فكرة احتوى القدرات وفي المنطقة كانت إيران تثور ضد نظام الشاه وقد نجحت الثورة، وكان العراق يراكم قدراته ويتطلع ليحتل مكانه كقوي إقليمية وفي الدولتين الجارين كانت هناك ثمة عقائد وايدلوجيات تحكم القيادتين وكان من الصعب السيطرة عليهما إلا بدفعهما لمواجهة بعضهما) ويضيف الرجل بقوله (لاحقا تطورت الفكرة لتشمل احتوى المجتمعات الداخلية اي احتوى السلطة في أي بلد بالمعارضة)..؟! ركّز بريجينسكي في جُلّ مؤلفاته على فكرة مركزية وهي قيادة اميركا للعالم بصورة متفردة، وجعله الهدف الاول في الاستراتيجيات التي كان يطرحها على الدوام، فقد وضع تقييم لأداء الرؤساء الاميركان الثلاثة في مجال السياسة الخارجية، والذين قادوا الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد، حيث ( منح بوش الأب الدرجة الأعلى وهي B، بينما حل كلينتون ثانيا بمنحه C، وأخيرا جورج بوش الابن الذي منحه علامة F، وهي تعني الرسوب في الامتحان) ، فكل من الرؤساء الثلاثة منذ انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة، صار أهم لاعب على الساحة الدولية في أكثر قضايا العالم أهمية، ومع ذلك لم يكن هناك رؤية إستراتيجية واحدة، فأصبح كل منهم يلعب طبقاً لطريقته الخاصة بغض النظر عن أصول اللعبة. ( زبغنيو بريجينسكي) ذلك المفكر الاستراتيجي الأميركي ، كان من الشخصيات القليلة من خبراء السياسة الخارجية الأمريكية الى جانب برنت سكوكرفت مستشار الامن القومي الاميركي زمن جورج بوش الاب، والتي حذرت إدارة بوش صراحة من غزو العراق، وينقل عن بريجينسكي في شباط 2003 وقبل حرب العراق بأسابيع قوله إنه “إذا قررت الولايات المتحدة المضي قدما في خططها الخاصة بالعراق، فسوف تجد نفسها بمفردها لتتحمل تكلفة تبعات الحرب، فضلا عن ازدياد مشاعر العداء والكراهية الناتجة عن تلك الحرب”، وفي كتابه “فرصة ثانية” الذي صدر عام 2007 يوجه سهام نقده اللاذعة إلى السياسة الخارجية الأمريكية في عهد كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن، ويعتقد (أن الولايات المتحدة خلال حكم هؤلاء الثلاثة قد فرطت وأهدرت فرصتها الأولى لقيادة العالم عندما سنحت هذه الفرصة مع انتهاء الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفيتي محذراً من أن ازدياد سوء الوضع في العراق أو توسيع دائرة الحرب في الشرق الأوسط بمهاجمة إيران ربما يؤديان إلى أن تذكر كتب التاريخ أن عمر الولايات المتحدة كقائدة للعالم كان قصيراً جداً) . قبل و فاته بعام (أي 2016) كتب بريجينسكي مقالة هامة كانت بمثابة الوصية الأخيرة له التي وجهها لصناع القرار الأمريكي ، إذ أكد فيها ( أنَ الهيمنة الأميريكية باتت في أيامها الأخيرة و أن السياسة الأميريكية يجب انّ تتجه لخلق تحالفات جديدة حتى مع القوى التي كانت تعدّ منافسا و متحدياً تاريخيّاً للهيمنة و القوة الأمريكيتين و منها الصين و روسيا. و الهدف من ذلك كله هو خلق نوع من إعادة التنظيم و التموضع للقوة العالمية الفاعلة.) رحل هذا المفكر الأخطر في التاريخ الأمريكي عام 2017 م ولا ادري كيف سيكون رأيه وموقفه من رئاسة (ترامب وبايدن) وهما الإسوا بنظر المواطن الأمريكي العادي، فكيف سيكونوا بنظر بريجينسكي..؟!