1/15/2025 2:58:50 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
حسن الوريث
مواطن يبحث عن وطن (68) .. تأجير الحكومة ..كتب/حسن الوريث
11/15/2022
قال لي زميلي المواطن العزيز.. اليوم مررت بجوار حديقة الثورة بصنعاء ولفت نظري أنه تم وضع سياج جديد في الجهة الجنوبية منها فدخلت وسألت أحد العاملين في الحديقة عن هذا السياج فابلغني أنه تم تاجير هذا الجزء من الحديقة لأحد المتعهدين لإقامة مشروع فيه .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. لا تستغرب من أي تصرف من هذا النوع فكل شيء اصبح قابل للتأجير فقد تم تاجير إلارصفة في الشوارع وتأجير فرز النقل وبعض الاماكن كمواقف للسيارات وتأجير الأندية الحكومية كناديي ضباط الشرطة والقوات المسلحة وحتى الأسواق تم تأجيرها بايراداتها لمتعهدين . قال لي زميلي المواطن العزيز.. كم تستلم الدولة من هذه المواقع المؤجرة؟ .. قلت له الدولة تستلم فتات الفتات بينما تذهب الملايين وربما المليارات إلى جيوب المتعهدين بعقود مجحفة بحق الدولة .. وهذه التعهدات أو ما يسمى بالقبال جاءت لعدة أسباب أهمها ضعف اجهزة الدولة وعدم قدرتها على إدارة أمورها بنفسها فاوكلت المهمة لهؤلاء المتعهدين وهذا على الأقل ظاهريا لكن ربما ان هناك أسرار خفية وراء ذلك الهروب من الدولة المركزية والسلطات المحلية من مسؤولياتها . قال لي زميلي المواطن العزيز.. من يتتبع موضوع التعهدات والتأجير فعلا سيتاكد ان الدولة والحكومة وأجهزتها المختلفة تم تعجيزها وافشالها حتى لا تستفيد من مواردها وتذهب الى جيوب المتعهدين .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلامك صحيح وفي محله فموضوع التعهد وراءه أمور لايعلمها إلا الله والراسخون في التعهدات .. وليس بعيدا ان يأتي اليوم الذي يتم تأجير الحكومة لأحد المتعهدين لادارتها مقابل ان يدفع مبلغ شهري او سنوي كما يتم في عمليات التأجير والتعهدات لكل شيء من فرزة النقل إلى الحدائق والمتنفسات والأسواق إلى كل شيء . قال لي زميلي المواطن العزيز.. كلامك يحزن القلب ويدميه ويدمع العين على وطن اصبح كل شيء فيه مباح للتأجير والتعهد ولكن ماهو الحل من وجهة نظرك؟. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. الحل في إلغاء نظام التعهد والتأجير لمرافق الدولة وممتلكاتها ودراسة الحلول والمعالجات السليمة والمناسبة حتى تستفيد الدولة من مقدراتها بالشكل الأمثل والافضل وانا على ثقة ان عائدات الدولة ستكون كبيرة وسيلمس المواطن أثرها سواء من ناحية تحسن الخدمات أو من ناحية الحفاظ على أموال الدولة التي تضيع الان بسبب نظام التأجير والتعهدات وتذهب الى جيوب البعض ويحرم الشعب منها. قال لي زميلي المواطن العزيز.. نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان يتم وضع حد لهذا الأمر حتى لا يبقى الوضع كما هو عليه تاجير في تاجير وتعهد في تعهد ونصل إلى مرحلة تأجير الحكومة وتسليمها لمتعهد ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب .