1/15/2025 2:47:45 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
حسن الوريث
رسالة إلى الوالي.. تطوير التعليم بين مؤتمر الفنكوش والرؤية القاصرة .. كتب/حسن الوريث
11/21/2022
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تنظيم مؤتمر أسمته " المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج" والوزارة بهذا المؤتمر تريد الهروب إلى الخلف على اعتبار أن التعليم منظومة متكاملة والمعالجة يجب أن تكون شاملة ووفق أسس علمية ومنهجية وليس مجرد مؤتمر وهمي ينظر بعين ناقصة. سيدي الوالي .. مما لاشك فيه أن التعليم هو الركيزة الأساسية لتحقيق نهضة شاملة في كافة المجالات وخلق جيل واع وقادر على النهوض بمستقبل الوطن والدول الطموحة هي تلك التي تضع قضية النهوض بالتعليم على أولويات برامجها وسياساتها لان بناء الإنسان يبدأ من التعليم الصحيح باعتباره أحد أولويات التنمية التي يجب ترتكز في جانب منها على بناء شخصية الإنسان. اعتقد ان المشهد الذي تعيشه التربية والتعليم لا يسر عدو ولا صديق فالعملية التعليمية ليست على ما يرام ومخرجاتها سيئة جدا جدا ولابد من وقفة جادة لمعالجة هذا الوضع المتدهور يوما بعد يوم فالتعليم هو أساس نهضة الامم واهماله بهذا الشكل وتركه هكذا دون ضبط يؤدي إلى انهيار كل شيء ولابد من النظر بعين المسئولية إلى وضع التعليم حتى يتم تصحيح المسار لمنظومة التعليم المتمثلة في المعلم والمنهج المدرسي والإدارة المدرسية والمبنى المدرسي التي تعرضت لتدمير ممنهج ومقصود على مدى فترات طويلة وصولا إلى جعل كل أطراف هذه المنظومة يعاني اختلالات وخلل كبير وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى كوارث ستدفع ثمنها الأجيال القادمة والوطن بشكل عام فهل يمكن الاعداد لجهد علمي حقيقي وليس وهمي كما هي العادة لمثل هكذا مؤتمرات وذلك لدراسة وضع التعليم في اليمن الواقع والافاق المستقبلية بمشاركة خبراء واكاديميين وتربويين متخصصين للخروج بحزمة معالجات تبدأ من أعلى الهرم في هذا القطاع وصولا إلى إصلاح المنظومة التعليمية بشكل عام؟ وهل تعلمون أن المدارس الحكومية تلزم الطلاب بشراء المناهج من السوق السوداء وبمبالغ باهضة ؟ وهل تعلمون ان مطابع الكتاب المدرسي تحولت إلى قطاع خاص حيث تقوم ببيع المناهج الدراسية لتجار السوق السوداء الذين ينتشرون في الشوارع يبيعون الكتب على إلارصفة جهارا نهارا وبتصريح من وزارة التربية والتعليم التي تريد تنظيم مؤتمر لتطوير المناهج وهي عاجزة عن توفيره للمدارس الحكومية ؟ وكيف سيكون مصير المناهج الجديدة التي سيتم إقرارها في هذا المؤتمر ؟ وهل سيتم بيعها في الشوارع بدلا من توفيرها للمدارس ؟ واقترح أن يتم إشراك تجار السوق السوداء للمناهج في هذا المؤتمر بورقة عمل لشرح تجربتهم في الأمر وتعميمها على البلدان الأخرى لتستفيد منها باعتبارها تجربة فريدة من نوعها لا توجد سوى في اليمن . سيدي الوالي .. إن تطوير التعليم يتطلب وضع خطة شاملة مشتركة ذات بعد استراتيجي ومشروع وطني لتطوير التعليم يتضمن برنامجا زمنيا للتطبيق يشتمل على مشروعات تطويرية للبيئة التعليمية تنطلق من الطالب محور العملية التعليمية ثم المبنى المدرسي والادارة المدرسية ونظام التعليم بمختلف مراحله ومستوياته ومن ثم تطوير المناهج الدراسية لمواكبة العصر بعيدا عن الحلول الجزئية أو المنفردة حتى لا تكون العملية ناقصة وبالتالي سيكون الفشل بالتأكيد هو النتيجة الحتمية لهذا المؤتمر ولأي حلول ناقصة كهذه؟. سيدي الوالي .. لابد من إعادة النظر في عقد هذا المؤتمر وتكليف فريق عمل من ذوي الاختصاص والكفاءة لدراسة الوضع الحالي للمنظومة التعليمية ووضع رؤى استراتيجية وطنية لتطوير التعليم عبر مشروع او برنامج وطني حقيقي وليس مجرد مؤتمر فنكوشي وهمي إلا إذا كان الهدف من هذا المؤتمر هو تمرير تلك التعديلات التي تمت في بعض المناهج واعطاءها الصبغة الشرعية من خلال الذين تم اختيارهم للمشاركة لمجرد رفع الأيدي بالموافقة والتوقيع على كشف بدل الجلسات وهذا هو ما يتم طرحه لان عملية التطوير للتعليم اذا اردناها ان تكون حقيقية لا تتم بهذا الشكل الذي يريده البعض. سيدي الوالي.. نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت وان نرى ونسمع عن مشروع وبرنامج وطني للنهوض بالتعليم على أسس علمية بالاستفادة من تجارب الدول المتطورة والمتقدمة وان يتم اختيار كوادر هذا المشروع وفق معايير الكفاءة المهنية والخبرة والقدرة والخطوة الأولى تتمثل في إلغاء مؤتمر الفنكوش هذا الذي سيكون إهدار للوقت والجهد والمال ويؤكد النظرة والرؤية القاصرة لدى مسئولي التربية والتعليم والحكومة التي وافقت على عقد مؤتمر الفنكوش .