1/15/2025 2:44:20 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
حسن الوريث
رسالة إلى الوالي .. في اليمن حرب غير معلنة تحصد حياة الناس .. كتب/حسن الوريث
1/7/2023
كل يوم تطالعنا الأخبار عن مئات الوفيات والمصابين والخسائر المادية الناجمة عن الحوادث المرورية ما يجعلها حرب غير معلنة تحصد أرواح المواطنين وممتلكاتهم وبالتأكيد ان هذه الأرقام المعلنة تستحق الوقوف عندها طويلاً بل يجب على الدولة والحكومة أن تعلن حالة الطوارئ في كافة ارجاء البلاد وفي كل أجهزة الدولة لوقف هذا النزيف من الدماء التي تذهب بسبب الحوادث المرورية ووضع معالجات جذرية لهذه الحرب غير المعلنة التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين وستستمر في حصد المزيد ما لم نتحرك عاجلاً ونتحمل مسئوليتنا أمام الله وأمام أبناء شعبنا المغلوب على أمره. سيدي الوالي.. صدقوني لو أن هذا الارقام اعلنت في دولة أخرى لكانت الدنيا قامت ولم تقعد لكننا في هذه البلاد تمر علينا أشياء كثيرة دون أن نحرك ساكناً وكأن الأمر يعني دولة أخرى بعيدة عنا تماما ويعني مواطن أخر غير المواطن اليمني. سيدي الوالي.. تعاني بلادنا من فوضى مرورية عارمة قلما نجد لها نظير في أي بلد في العالم بحيث أصبحت عصية على الحل ولم تستطع أجهزة الدولة والحكومة والتعامل معها بل انها تضع إذن من طين وأذن من عجين بل ان إدارة المرور تحولت إلى إدارة عامة للجباية فقط وتركت مهامها الحقيقية وذهبت بعيدا عن طريق اختراع ماتسميها حملات ضبط وتوعية وفي الواقع ان الهدف منها هو جباية الأموال فقط لا غير.. سيدي الوالي.. تشهده بلادنا عموماً وعاصمتنا خاصة من فوضى مرورية جعلت الانسان اليمني يعيش في اخطار حقيقية ومعرض للموت في اي لحظة إما عبر دراجة نارية او دهساً بسيارة أو في حادث انقلاب او تصادم او نتيجة امراض السكر والضغط التي يصاب بها نتيجة تعرضه لمواقف مخيفة ولاشك ان الكثير منا يشهد بنفسه هذه المعارك التي تدور في كل الشوارع والطرقات بين السائقين وما تسببه من حوادث مرورية وخسائر مادية وبشرية كبيرة تجعل اليمن من أكثر الدول في العالم التي يسقط فيها ضحايا بسبب الحوادث المرورية. سيدي الوالي.. ما نشاهده هنا يخرج عن كل المألوف في بلدان العالم حتى تلك البلدان التي نعتبر أنفسنا متقدمين عليها وبالتالي فهذا يعيدنا إلى طرح تساؤلات اهمها .. ماهو الوصف الذي يمكن أن نطلقه على المشهد المروري في اليمن ؟ وهل يصح أن تتحمل الأجهزة المعنية بتنظيم المرور والسير في الشوارع والطرقات مسئولية ما يحدث أم أن المسئولية يتحملها مستخدم الطريق ؟ أم أن المسئولية مشتركة بين الجميع ؟ وفي حالة اتفقنا على أن المسئولية تقع علينا جميعا فما هي الأدوار المفترضة على كل منا من أجل ضبط المشهد المروري حتى يسير بشكل أفضل ؟.وهل يعرف مدير عام المرور أنه مسئول عن كل قطرة دم ازهقت بسبب الحوادث المرورية وان هروبه إلى اختراع أساليب ملتوية للالتفاف على مهامه الحقيقية لن يعفيه من المسئولية؟ وهل يعرف أن إدارة المرور خدمية وليست إدارة جباية أم أنه يريد الفوز بكأس العالم للجباية؟ وهل يعرف أن الإدارة العامة للمرور أداءها يعتبر الأسوأ بين كافة الجهات الحكومية وان مسئوليها وكوادرها هم الأسوأ بين الجميع ؟ وهل يمكن أن ينزل دكتور الجباية المرورية من برجه العاجي ويمر في الشوارع ليعرف حجم المأساة التي يعانيها المواطن ؟ أم أن هذا هو الدور المرسوم له ليكون جابيا فقط ويبتكر طرق وأساليب للجباية وليس حلولا لمشكلة المرور ؟ وهل يمكن أن يشارك المواطنين مشاكلهم وهمومهم جراء الفوضى المرورية ؟ وفي اعتقادي أنه فاشل وعاجز عن ذلك ولايهمه ان يظل المواطن يعاني الامرين أو ان تبقى الفوضى المرورية وكوارثها وماسيها تحصد أرواح المواطنين وممتلكاتهم بل أمور أخرى سوف يكون لنا وقفة قادمة مع هذه الإدارة وخفاياها في سلسلة حلقات كأس العالم للجباية التي دخلت فيها كمنافس قوي على اللقب . سيدي الوالي.. حرام علينا أن نسكت وأن يمر علينا هذا الأمر دون أن نحاسب أنفسنا ونعرف اسبابه وكيف نعالجه بشكل علمي ودقيق من خلال دراسة من الواقع تبحث في الأسباب وتعالج القضية من جذورها ويتم تحديد المسئوليات وأن نبني عليها رؤية وطنية حقيقية وليست فنكوشية وهمية للحد من الحوادث المرورية ووقف نزيف الدم اليمني في حرب غير معلنة يدفع ضريبتها الوطن والمواطن .