1/15/2025 3:06:49 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
فلسطين وحال الأمة قطريا وقوميا..؟!(1:6) إعداد/طه العامري..
2/5/2023
فلسطين وحال الأمة قطريا وقوميا..؟! كتب /طه العامري.. (1) ثمة حقيقة راسخة يجب أن يصدقها ويؤمن بها كل عربي أيا كانت قناعته وكانت هويته وكان انتمائه، وسوا كان قطريا أو قوميا أو انعزاليا، وسوا كان مؤمن بوحدة هذه الأمة وبوحدة هويتها وعقيدتها والمصير، أو كان لايرى فيها غير وطنه القطري ولا يكترث ببقية الأقطار التي تشكل مجتمعه ما نطلق عليه _مجازا _الوطن العربي ولا يهتم لقضاياها ومعانات مواطنيها ، وسوا كان هذا العربي فقيرا معوزا ينتمي للترويكا العربية الأكثر كثافة سكانية والأشد فقرا وفاقة، أو كان ينتمي للترويكا العربية الأكثر ترفا وطفرة مادية، فكلاهما يعيشان في دائرة الاستلاب والوهم، فالفقير الحالم بالتقدم والغنى وحياة الرفاهية، والغنى المترف الذي يعيش وهم التقدم والرفاهية والاستقرار ويحاول أن يحافظ على ما تحقق له من مقومات التقدم، كل هؤلاء يدفعون وسيدفعون ثمن احتلال فلسطين؟ فلسطين التي بدون تحريرها لن يتحقق الاستقرار للعرب من محيطهم لخليجهم، وبدون تحرير فلسطين واستقلالها لن يتمكن فقراء العرب من النهوض والتقدم وبلوغ حياة الرفاهية والاستقرار، وبالمقابل لن يتمكن أثرياء العرب والمترفين من الحفاظ على ديمومة وتطور ثرائهم واستقرار ترفهم..! ستبقى هذه الأمة بفقرائها واغنيائها تعيش (لعنة احتلال فلسطين) وسيبقي استقلال فلسطين وحريتها هما عنوان استقرار وتقدم الأمة العربية، واي نظام عربي قطري أيا كانت هويته وكان نطاقه الجغرافي على الجغرافية العربية يتوهم أن بإمكانه بناء استقراره وتحقيق تقدمه وتطوره الحضاري بمعزل عن تحرير فلسطين هو وأهم يضحك على نفسه ويخادع شعبه..؟! لقد تأمرت النظم العربية وتواطأت مع القوى الاستعمارية وعملت على التضحية بفلسطين الأرض والإنسان والتاريخ والمقدسات والهوية والانتماء، مقابل أن تبقى هذه النظم حاكمة في كياناتها القطرية، وفي هذا الجانب لايمكن أن نستثني اي نظام عربي من أئمة اليمن إلى شيوخ الخليج وصولا لرموز الأنظمة السياسية في المغرب العربي، دون أن نغفل النظام الملكي في مصر ودوره القذر في لعبة احتلال فلسطين التي لم يحتلها الصهاينة بل احتلتها بريطانيا وبريطانيا هي من سلمت فلسطين للعصابات الصهيونية وبالتواطؤ مع عملائها في الوطن العربي الذين نصبتهم بريطانيا حكاما ورسمت لهم حدودا وحاكت لهم بيارق واعلام واختارت لهم أسماء دولهم أو بالاصح كانتوناتهم التي أصبحت بفضل المستعمرين دولا ذات سيادة..؟! هولاء الذين يتعاملون اليوم مع فلسطين الشعب والقضية والمصير وكأن الأمر لا يعنيهم، أو لكأن هذه القضية تخص أبناء فلسطين وحدهم وهم أصحاب الحق والمعنيين في تقرير مصيرهم ومصير وطنهم..؟! أن تقدم وتطور العرب مرهون بتحرير فلسطين وكل قطر عربي مهما كانت قدراته المادية وإمكانياته الحضارية يرى إن بإمكانه تحقيق تقدمه وتطوره بمعزل عن فلسطين هو وأهم ويخادع نفسه والدليل هذا الواقع العربي الذي يعيش فيه الفقير في دائرة جلد الذات ويعيش فيه الغني في دائرة الخوف والترقب وينفق ثروات طائلة للغرباء مقابل حمايته وحماية نظامه المهدد بالسقوط في أي لحظة تحول تاريخي قد تحدث..!! يصعب الحديث عن أنظمة عربية _اليوم _ حرة ومستقلة وذات سيادة، في ظل ما يجري في فلسطين من جرائم ومجازر بحق الشعب العربي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وحلفائها وخاصة الغرب وأمريكا وأتباعهم من أنظمة الذل والعار وحكام التطبيع، إذ أن كل الأنظمة التي تتربع على الفضاءات العربية في غالبيتها أنظمة مرتهنة محكومة حسب الرغبة الاستعمارية، التي عادت بعد انقضاء زمن المد القومي التحرري الذي شهدته الأمة خلال خمسينيات وستينييات وسبعينيات القرن الماضي وقد تعرض هذ المد القومي لعملية انتكاسة برحيل الزعيم العربي جمال عبد الناصر الذي قاد مرحلة التحرر القومي وواجه قوي الاستعمار وكان عربيا صادقا جسدا في كل مواقفه أصالة انتمائه القومي رغم كل ما قيل بحقه ورغم كل الحملات المدفوعة الأجر والممنهجة والمخطط لها من الأجهزة الاستخبارية للمحاور الاستعمارية التي لم تعرف باعترافها (عدوا) عربيا هدد مصالحها واجبرها على تصفية وجودها في المنطقة غير جمال عبد الناصر العربي الذي وضع الأمة على طريق التحرير والسيادة والكرامة، غير أن رحيله للأسف أدى إلى عودة المستعمرين بطرق وأدوات وأساليب شيطانية حتى أصبح الارتهان للأعداء _ حكمة _والتبعية للمستعمر _ دهاء _ وذكاء سياسي غير مسبوق (2) كان الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر وهو من درس التاريخ والنظريات الاستراتيجية ودرسهما لطلاب الكلية الحربية بعد تخرجه، أكثر من يدرك حقيقة الأهداف الاستعمارية من وراء زراعة (الكيان الصهيوني) في قلب الجغرافية العربية، وهو الذي قال ذات يوم عن (منظمة التحرير الفلسطينية انها وجدت لتبقى) وقال أيضا (أن الكيان الصهيوني هو طليعة متقدمة للقوى الاستعمارية التي اضطرت لمغادرة منطقتنا ولكنها أوجدت هذا الكيان لتجعل منه حارسا لمصالحها وهيمنتها وبالتالي فإن منظمة التحرير الفلسطينية هي طليعة النضال العربي في مواجهة الاستعمار وأعوانه).. بغض النظر عن كل ما قيل في الزعيم ( ناصر) وعن (ديكتاتوريته، وطموحه في الهيمنة على الوطن العربي وأفريقيا، وعن أخطائه، وهزائمه، وعن.. وعن) ليذهب البعض بكل حقده وكراهيته (لشيطنة) هذا الزعيم وعهده، فيما البعض الآخر ذهب لدحض كل هذه المزاعم وبأسلوب عاطفي ما كان عبد الناصر نفسه _رحمة الله عليه _أن يتقبله من محبيه لو كان على قيد الحياة، لأن عبد الناصر في النهاية إنسان وليس (ملاكا) كما حاول تصويره محبيه، و كذلك ليس ( شيطانا) كما حاول تصويره خصومه الذين تجمعوا عليه من اليسار واليمين والوسط وكل المتضررين من عهده الذين لم يستوعبوا رؤية هذا القائد العربي واحلامه تجاه وطنه مصر وشعبها وتجاه أمته العربية والإسلامية وتجاه أفريقيا وشعوب العالم الثالث..! هذا القائد الذي لم يخذل شعبه ولم يخذل أمته، ولم يهزم في معركته الحضارية والوجودية في مواجهة الاستعمار لا في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956م ولا في عدوان 1967 م، لكن من هزم في هذه المواجهات هم أولئك الذين ناصبوه العداء والخصومة الذين لم يصدقوا حدوث ما حدث عام 1967م ومنهم من (صل لله حمدا وشكرا على هزيمته) ومنهم من ارتد عن ثوابته القومية ومبادئه فأتجه بعضهم نحو تبني ثقافة (الإلحاد) وآخرين نحو تبني ثقافة (التوحيد)، وهناك من اتجه نحو (الانعزالية القطرية) وبعضهم ذهب ليرتمي في أحضان القوى الاستعمارية، فيما عبد الناصر واصل السير بثبات نحو أهداف الأمة وخاصة فيما يتعلق بالمشهد في فلسطين.. وأعتقد أن الأشقاء في فلسطين الذين عاشوا مرحلة وعهد هذا القائد يتمنون اليوم أن يبعث الله قائدا بحجمه ومكانته ويرى فلسطين بعيون عبد الناصر وبمشاعره القومية.. عبد الناصر الذي لم يؤمن يوما بفكرة أن (منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد) فيما يتصل بتبعات التحرير ومواجهة العدو الصهيوني، بل كان مؤمنا بقومية المعركة وان تحرير فلسطين هي مهمة كل العرب دون إستثناء، جاعلا من منظمة التحرير ممثلا للشعب العربي في فلسطين أمام المحافل والمنظمات والجهات الدولية، لكن فيما يتصل بمواجهة العدو فإن نصيب الشعب العربي في فلسطين يتمثل بوحدته الوطنية والتفافه حول أمته التي عليها واجبا قوميا مقدسا في المعركة لأن العدو الذي زرع في فلسطين لم يزرع من أجل السيطرة على فلسطين ونطاقها الجغرافي المعروف بل زرع لاستهداف الوجود العربي بكل نطاقاته وقدراته وإمكانياته وليفرض عليه قيم التخلف والتجزئة والحيلولة دون توحيد قدراته أو حشد طاقاته أو تكامل أقطاره بأي شكل من الأشكال وفي أي حدود كان هذا التكامل..؟! أن المحاور الاستعمارية التي ترسم خططها وبرامجها المستقبلية لعقود قادمة وربما لقرون لم تزرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة رآفة ب (يهود) العالم الذين فرمهم (النازيون بالإفران)؟ ولم تأتي بهم لأن فلسطين هي (أرض الميعاد) وما يرافق هذا المفهوم من أساطير كاذبة وحكايات خرافية، لكن زرع هذا الكيان لأهداف استعمارية أدركها الزعيم جمال عبد الناصر وعبرا عنها في كل مواقفه ورؤيته السياسية والفكرية، خاصة أن هذا الكيان تم التخطيط لزراعته في التزامن مع انهيار ما كان يسمى بدولة (الخلافة الإسلامية) التي كانت قد حصرت بيد (الأتراك) منذ قرابة أربعمائة وخمسين عاما، ليتخلي الأتراك عن سيادتهم على الجغرافية العربية مقابل إنتمائهم للمنظومة الأوروبية في ذات الوقت الذي ذهبت به القوى الاستعمارية في إعادة تقسيم الجغرافية العربية وترسم حدود كياناتها وتنصيب حكام هذه الكيانات، باستثناء فلسطين التي اختيرت من قبل الاستعمار لتكون الضامن على عدم وحدة الجغرافية العربية أو وحدة كياناتها أو تقدمها الحضاري بأي شكل من الأشكال وفي سبيل إبقاء هذه المنطقة _الوطن العربي _وكياناته القطرية تدور بصورة أو بأخرى في فلك القوى الاستعمارية، وإذا حاول اي قطر من هذه الأقطار التعبير عن هويته القومية وعن عروبته ورغبته في التطور والتقدم والتعامل الندى مع المحاور الاستعمارية يكون من السهل التصدي له استعماريا، لكن الهدف الاستراتيجي استعماريا يبقى هو الحيلولة دون اتفاق العرب فيما بينهم أو توحدهم بصورة ثنائية أو جماعية لتبقى خيرات الأمة وثرواتها بيد المحاور الاستعمارية ويبقى الكيان الصهيوني بمثابة( الورم السرطاني) في الجسد العربي الذي يستعصي علاجه إلا بوحدة وتكامل المنظومة العربية التي يصعب بل يستحيل وحدتها أو تكاملها لأنها قامت ضد الوحدة والتكامل، بل وجدت لتكون أدوات وظيفية تؤدي دورا عضويا في خدمة المستعمر بعد دور الكيان الصهيوني الذي يستمد ديمومة وجوده من وجود هذه الأنظمة التي أوجدتها ورسمت حدودها واختارت غالبية حكامها ذات القوى الاستعمارية التي أوجدت وزرعت الكيان الصهيوني في فلسطين ( 3) كان الرئيس جمال عبد الناصر والكثير من النخب القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي وفي المقدمة مؤسس البعث ميشيل عفلق والمثقفين العرب والمسلمين يدركون الحقيقة التي تقف وراء زراعة( الكيان الصهيوني) من قبل (بريطانيا والغرب الاستعماري) في قلب الوطن العربي (فلسطين) انطلاقا من مخطط (سايكس _بيكو) وإعمالا لنظرية رئيس وزراء بريطانيا (ديفيد لويد عام 1920)الذي جمع قادة أوروبا واقنعهم ( بضرورة التصالح فيما بينهم وتوحيد مواقفهم، وأنها الخلافات والحروب فيما بينهم مؤكدا أن بلدانهم لن تعرف التقدم والتطور أن هم ظلوا يتقاتلون فيما بينهم، فيما المؤاد الخام والثروات التي تحتاجها دولهم والكفيلة بتشغيل مصانعهم متوافرة في الشرق الأوسط، وفي قارتي اسيا وأفريقيا )..؟! فتم على ضوء ذلك اللقاء توحيد الرؤية الاستعمارية الأوروبية نحو الوطن العربي وقارتي اسيا وأفريقيا واعتبار هذه المناطق مناطق نفوذ جيو سياسي ومنطقة اقتصادية للدول الغربية، وكانت استراتيجية الغرب الاستعمارية تتمثل في تفكيك (الدولة العثمانية) من خلال دعم حركة (الثورة العربية) المناهضة للوجود التركي والمتطلعة نحو الاستقلال وتحقيق أهدافهم في قيام الدولة العربية الواحدة، في ذات الوقت الذي راحت فيه بريطانيا والغرب يعملون بطريقة أخرى على تجزئة الجغرافية العربية ودق اسفين بين الأطراف العربية باتجاه تكريس وترسيخ التجزئة وإنشاء أنظمة قطرية عربية ومنع قيام دولة عربية واحدة، وكان الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917م هو الخطوة الأولى باتجاه تمزيق الوطن العربي وزراعة الكيان الصهيوني حيث بدأت من ذات العام توافد الهجرات اليهودية من دول العالم الغربي برعاية (أسرة روتشيلد) ولم يكن الهدف من اختيار فلسطين( وطنا قوميا لليهود) يندرج في سياق المفاهيم والمبررات المعلنة بأن فلسطين هي (أرض الميعاد) فكل هذه المزاعم الأسطورية لاعلاقة لها بالرغبة في احتلال فلسطين، إنما الحقيقة تتمثل في رغبة أوروبا في التخلص من (اليهود) الذين شكلوا بسلوكهم قلقا لانظمتها من ناحية ومن الأخرى اتخاذهم من خلال توطينهم في فلسطين رأس حربة لتأمين المصالح الاستعمارية في المنطقة..!! بيد أن ثمة دوافع استعمارية أخرى فرضت نفسها حين بدأت حركة التحرر والمقاومة في الدول المستعمرة تعبر عن رغبتها في التحرر من الوجود الاستعماري في أكثر من منطقة وحيث توجد القوى الاستعمارية فضاعفت الظاهرة من الرغبة الاستعمارية في تأمين مصالحها في الوطن العربي وفي قارتي اسيا وأفريقيا خاصة مع تنامي رغبات الاستقلال والتحرر في هذه النطاقات بدءا من شبه القارة الهندية مرورا بالصين والوطن العربي وصولا إلى أفريقيا، إضافة إلى القلق الذي سببته (ألمانيا) في الوسط الغربي من ناحية وذالك الذي أحدثته الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وكل هذه العوامل أسفرت ارهاصاتها إلى تفجر ( الحرب العالمية الثانية) التي خضتها ألمانيا ثارا لنفسها وكرامتها من بنود اتفاقية (فرساي) التي عدتها ألمانيا بمثابة إهانة لها كدولة وشعب وقد لعبت الجاليات (اليهودية) في أوروبا وألمانيا دورا محوريا في تفجير تلك الحرب واحسنت استثماراتها في خدمة مصالحها وفيما تظاهرت تلك الجاليات اليهودية في انحيازها للمنظومة الغربية المناهضة لألمانيا( النازية) كانت في الواقع قريبة من القيادة الألمانية التي كان غالبية رموزها من (اليهود) بما فيهم (هتلر) نفسه ورجال الدائرة الملتفين حوله، وقد تمكن (اليهود الصهاينة) من خداع كل أطراف الحرب من الاتحاد السوفيتي الذي تم إيهامه بأن فلسطين ستكون دولة نموذجية إذا ما قام عليها نظام اشتراكي شيوعي يقوده اليهود الشيوعيون من كل أنحاء العالم بما فيهم اليهود العرب..؟! فيما دول الغرب وأمريكا كانوا على ثقة بنجاح مخططهم الاستعماري في جعل هذا الكيان حارسا أمينا على مصالحهم، فيما ألمانيا النازية كانت على ثقة بهذه الجماعة التي لم تتردد خلال سنوات الحرب في تزويد ألمانيا بما تحتاجه وينقصها من المعدات العسكرية التي كان اليهود يستوردوها من الاتحاد السوفييتي وأمريكا ويبيعوها للألمان..؟! ظلت الجاليات اليهودية تلعب هذه الأدوار المزدوجة حتى العام 1943م حين اكتشفت القيادة الألمانية حقيقتها وحين أدركت بالمقابل الجماعات اليهودية أن ألمانيا تتجه نحو الهزيمة على يد الاتحاد السوفييتي الذي بدوره قام باعتقال قيادة الحزب الشيوعي الذي كان مرجح له أن يحكم فلسطين ويحقق مجتمع الاشتراكية النموذجية؟! لذا أقدمت القيادة الألمانية على فك ارتباطها بالرموز اليهودية التي كانت على علاقة بها والذين تمكن غالبيتهم من الفرار، ومع انتهاء الحرب وسقوط النظام النازي في ألمانيا وتقسيم ألمانيا على يد الاتحاد السوفييتي الذي كان في الواقع هو بطل الانتصار في تلك الحرب وليس البريطانيين والأمريكان، حينها طلعت حكاية الأفران الألمانية واسطورة (الهيلوكست) وهي أكاذيب افتعلها الصهاينة والإعلام الغربي الاستعماري روجها ورسخها في الذاكرة الغربية كثوابت مقدسة، كمقدمة لتنفيذ مخططه الاستعماري في احتلال فلسطين، وليبرر بها النظام الغربي الاستعماري والنظام الأمريكي لشعوبهم قضية احتلال فلسطين ودعم ومساندة الكيان الصهيوني الذي كما يقال في الغرب وأمريكا انهم (ضحوا من أجل الإنسانية في هزيمة النازية)..؟! وبين أن فلسطين هي( أرض الميعاد لشعب الله المختار) وبين انها منحت كوطن( قومي لليهود) الذين عانوا من النازية، راحت أساطير تبرير الاحتلال الصهيوني لفلسطين ترسخ في الذاكرة الإنسانية، دون أن يجيب المستعمرون عن سؤال وجيه وهو كيف تكون ألمانيا هي من اضطهدت اليهود؟ وتكون فلسطين هي المكافئة التي منحت لهم..؟! معادلة مثيرة وتثير الف علامات استفهام، عن عدالة دولية عرجاء ومخادعة، ومجتمع غربي استعماري يعترف بأن الألمان هم من اجرموا _إفتراضا _بحق (اليهود) لكنه يذهب ليعاقب الشعب العربي في فلسطين فيما الجاني الألماني يكتفي الغرب باجباره على دفع تعويضات سنوية للصهاينة ليساعدهم على مواصلة احتلالهم وترسيخ نضامهم الاستيطاني العنصري والغير مسبوق في تاريخ البشرية.. ( 4 ) كانت بريطانيا الراعي الأول للكيان الصهيوني وهي من زرعت بذرته الأولى عبر رعاية وتشجيع وتمويل الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وأيضا بخداع وتظليل العرب وإيهامهم بأنها ستقف إلى جانبهم في ثوزتهم ضد الدولة العثمانية وتحقيق حلمهم بقيام الدولة العربية الواحدة، وهو الحلم الذي لم يتحقق لأن بريطانيا كانت تخدع بعض العرب في ذات الوقت الذي كانت تعمل على إنشاء أنظمة عربية موالين لها وخاصة في منطقة الخليج التي أوجدت فيها بريطانيا أنظمة تؤدي أدوار عضوية تصب في خدمة أهدافها في الوطن العربي ومنها حماية الكيان الصهيوني الذي يستمد حتى اليوم شرعية وجوده من وجود أنظمة الخليج والدور العضوي التي تقوم به هذه الأنظمة الكرتونية وخاصة النظام (السعودي)؟! وقد ابدع المخطط الاستعماري حين زرع الصهاينة في فلسطين ومكنهم من السيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس العربية المحتلة، في ذات الوقت الذي مكن فيه نظام ( آل سعود) من السيطرة على مكة والمدينة وبالتالي احكم الاستعمار قبضته على مقدسات المسلمين والمسيحيين، من خلال حلفاء أمناء يأتمرون بأوامره، فحال وجود الصهاينة في فلسطين بين الأمة وحلمها بالوحدة العربية، بذات الوقت الذي حالت فيه سيطرة نظام (آل سعود) بين وحدة المسلمين و تكاملهم..!! لذا ليس غريبا أن يتأسس نظام (آل سعود) أولا ثم يتم الإعلان عن قيام (الكيان الصهيوني) بعد ذلك بسنوات، وبعد أن كانت بريطانيا قد مهدت الأرضية التي سبقت الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في 15 مايو 1948م فيما كانت قد رعت قيام النظام السعودي عام 1936 م وبعد أن أخذت لندن تعهدا خطيا من أسرة آل سعود هو بمثابة تنازل عن فلسطين لبريطانيا مؤكدين في تعهدهم أن لا مانع لدي أسرة آل سعود أن تمنح بريطانيا فلسطين (لإخوانهم اليهود) أو لمن تراه مستحقا ملتزمين بتعهدهم بأن (لا يخرجوا عن طاعة بريطانيا حتى قيام الساعة)؟! تعهد آل سعود كان بمثابة الوثيقة التي استندت إليه بريطانيا والصهاينة والقوى الاستعمارية في شرعنة زراعة الكيان الصهيوني الاستيطاني في فلسطين قلب الأمة العربية والنطاق الجغرافي الذي يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي جغرافيا، إذ لا يمكن التواصل برا على الجغرافية العربية لوجود عازل يفصل هذه الجغرافية عن تواصلها وهو الكيان الصهيوني..!! في تلك المرحلة التي كانت تشهد إرهاصات قيام كيان الاحتلال، كانت الثورة في شبه القارة الهندية تعيش ذروتها بقيادة الثلاثي (غاندي _نهرو _محمد علي جناح) وكان استقلال شبه القارة الهندية المترامية الأطراف بقيادة هذا الثلاثي بمثابة كارثة وجودية على القوى الاستعمارية وحلفائها، فأوكلت بريطانيا المهمة لكل من عبد العزيز آل سعود، والملك فاروق في مصر، وهما الثنائي الذين اقنعوا محمد علي جناح بالانفصال عن زملائه غاندي ونهرو، بعد أن تعهدا له الثنائي فاروق وعبد العزيز بالدعم الكامل له لإنشاء دولة إسلامية في باكستان وبرعاية بريطانية وأمريكا، وكانت هذه الخدمة السعودية تحديدا ردا على موقف بريطانيا ومساندتها لي آل سعود بدخول (مكة والمدينة) وذبح من فيها من (الهاشميين) والعرب والمسلمين الذين كانوا يعيشون في المدينتين المقدستين تحت حكم الشريف حسين الذي أنشأت له بريطانيا دولة الأردن، فيما منحت العراق لنجله فيصل وسورية لنجله الثاني عبد الإله، كثمن عن خديعة بريطانية للرجل وأسرته التي حلمت بتوحيد الأمة فكان أن وجدت نفسها تساهم في تمزيقها..!! لذا وعلى خلفية ما سلف نعود ونؤكد أن تحرير فلسطين حدث وحلم نتطلع ويتطلع كل عربي ومسلم وكل حر في هذا العالم إلى تحقيقه، ولكن يصعب بل يستحيل تحقيق هذا الحلم ما تسقط الأنظمة العميلة للاستعمار والصهاينة وخاصة نظام آل سعود الحارس الأكبر والأكثر أمانة وإخلاصا للصهاينة والاستعمار..؟! نعم بدون تحرير الجزيرة ونجد والحجاز من أنظمة الذل والارتهان فإن فلسطين ستبقى وأهلها ومقدساتها يدفعون ثمن وجود هذه الأنظمة، وليس فلسطين وحسب بل كل المسلمين الذين تهفوا قلوبهم وافئدتهم للأماكن المقدسة في مكة والمدينة التي يحرمهم منها نظام آل سعود ويحتكر زيارتها ويحتكر أداء المشاعر الإسلامية لملايين المسلمين..!! إذ أن فلسطين وبكل معانات أهلها لا تعني شيئا يذكر لدى نظام آل سعود الذي لا يكترث لا بفلسطين ولا بالعروبة ولا بالإسلام وحتى المشاعر المقدسة في مكة والمدينة يتعامل معها وكأنها مرافق سياحية مثلها مثل (اهرامات الجيزة في مصر) أو (عرش بلقيس في اليمن)..!! بدليل أن هذا النظام أفرغ هذه المشاعر من كل المعالم المقدسة من بيوت النبي وزوجاته وبيوت الصحابة ومقابرهم، وعمل على هدمها وتشييد أبراج زجاجية وفنادق للاستثمار وتسكين زوار بيت الله، اي ان هذا النظام حول المشاعر المقدسة إلى مشاريع استثمارية تدر له دخلا هائلا ينفقه على العربدة والعبث في (ملاهي وكازينوهات وطاولات القمار المنتشرة في مدن الغرب)..؟! ( 5 ) في 14 فبرائر عام 1945م التقى مؤسس نظام آل سعود عبد العزيز مع الرئيس الأمريكي روزفلت العائد من (مالطا) بعد أن وقع فيها اتفاقية تقاسم خارطة العالم وبدء مرحلة جديدة بعد انتها الحرب العالمية الثانية، وهي مرحلة الاستعمار الجديد المتمثل بسياسة الاحتوي الذاتي والسيطرة على إرادة الشعوب عن بعد وتطويعها بطرق بعيدة عن الاحتلال العسكري المباشر.. في ذلك اللقاء كانت بريطانيا تنقل بعض أملاكها لوريثتها الجديدة أمريكا فيما كبير آل سعود اقسم يمين الولاء والارتهان للراعي الجديد.. لتبدأ رحلة العمالة المقدسة بينهما والتي عملت على تدنيس كل ما هو مقدس في معتقدات الأمة وقيمها وأخلاقياتها الثقافية والحضارية، وكانت فلسطين هي القضية في هذه العلاقة المشبوهة التي تضمنت حماية عروش العمالة مقابل التخلي عن فلسطين وضرب الوعي الجمعي العربي والإسلامي، عبر خطاب ثقافي تم تكريس مفرداته، عمل على تشويه القيم الإسلامية والتنكر للهوية القومية واعتبار وحدة الأمة مؤامرة الغاية منها سيطرة فقراء العرب على ثروات المحميات الخليجية..؟! ومع حلول العام 1948 م حتى أثمرت مؤامرات أنظمة الارتهان في مصر والرياض بإعلان قيام الكيان الصهيوني وأيضا إعلان استقلال باكستان برعاية ال سعود وفاروق مصر، كانت مؤامرة الأمم المتحدة قد تبلورت بتقسيم فلسطين بين العرب والصهاينة واشترطت المنظومة الأممية على الصهاينة الاعتراف بقرار التقسيم مقابل أن تعترف بهم المنظومة الأممية وفعلا اعترف الصهاينة بالقرار لمدة 24 ساعة فقط، وهي الفترة التي استغرقتها المنظومة الدولية للاعتراف بهذا الكيان ثم ضرب الصهاينة بالقرار الأممي عرض الحائط وحتى اليوم..؟! في ذات العام اندلعت حربا بين الهند والباكستان في شبه القارة الهندية، وبين العرب والصهاينة في فلسطين، فسخرت أنظمة الارتهان العربية علاقتها في سبيل انتصار باكستان على الهند، وتجاهلوا ما يحدث في فلسطين..؟! فحلت الهزيمة بالعرب برعاية بريطانية وبتواطؤ أنظمة العمالة التي صنعتها بريطانيا ورعتها لاحقا أمريكا وفي المقدمة كان نظام آل سعود وبعده نظام فاروق في مصر.. وكانت تلك الهزيمة وراء إشعال فكرة التغير القومي الذي بدأ من مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، فيما كانت المشاعر القومية قد أدت لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي في 7 نيسان عام 1947 م الذي استبق ميلاد الكيان الصهيوني وحذر من مؤامرة تحاك ضد العرب.. ولكن..؟! عام 1952م انبثق فجر الوعي القومي العربي ببزوغ شمس ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، تلك الثورة التي ارسلت أشعة الحرية لتنير سماء الوطن العربي وأفريقيا وصولا لآسيا، فكانت بمثابة الحدث الذي زلزل عروش الاستعمار والرجعية وحلفائهم، ولم ينتظر نظام آل سعود طويلا حتى بدأ يشحذ حرابه تجاه تلك الثورة ونظامها ورموزها وأتباعها وفكرها القومي التحرري الذي وجدت فيه خطرا محدقا يهدد وجودها ودورها العضوي، خاصة بعد اصطدام نظام ثورة يوليو بالمحاور الاستعمارية وخاصة مع بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وكانت قضية فلسطين والكيان الصهيوني والتحولات الاجتماعية والحضارية والتطلع نحو التقدم والتطور للأمة عوامل أساسية في حدوث ذلك الصدام الذي حدث بين الثورة العربية والمحاور الاستعمارية وأدواتها في المنطقة من رموز القوى الرجعية وقوى القطاع والعمالة والارتهان..!! ( 6 ) لعبت الأنظمة الرجعية العربية المرتهنة لواشنطن ولندن دورا في قيام الكيان الصهيوني في فلسطين وترسيخ وديمومة هذا الكيان الاستيطاني ويعد النظام السعودي في طليعة هذه الأنظمة التي لم تكتفي بأنها تواطأت في قيام هذا الكيان بل راحت تٌسخر كل قدراتها لضرب كل من يحاول التصدي للنظام الصهيوني وحلفائه من قوى الاستعمار، وهذا ما قام به تحديدا النظام الرجعي السعودي ونظامي المغرب والأردن وهذه الأنظمة تحديدا لعبت دورا محوريا في إحباط كل المشاريع الوحدوية العربية والمشاريع القومية بصورة أو بأخرى غير أبرز الأدوار التامرية جاءت من قبل نظام آل سعود الذي ذهب ينفذ المخطط الاستعماري فعمل على ضرب الفكر القومي العربي ب (الوهابية الإسلامية) حيث اتخذ من الإسلام ذريعة لمحاربة الفكر القومي وحارب فكرة الوحدة العربية بذريعة ( الوحدة الإسلامية) التي لم يؤمن بها ولم يسعى لها ملوك آل سعود وان صرح بعضهم زورا وكذبا وتظليلا عن أمنياتهم (الصلاة بالمسجد الأقصى)..!! كان لظهور (النفط) في منطقة الخليج دورا في تكريس وترسيخ النزعة القطرية بثقافتها الانعزالية وشيوع ثقافة أن القومية والوحدة ما هما إلا ذرا ئع الغاية منهما رغبة فقراء الأمة في نهب ثروات الأغنياء ومقاسمتهم( الرزق الذي كرمهم به الله) ومع بزوغ فجر العمل القومي العربي وانتشار ثقافة الحرية ومناهضة الاستعمار زاد ذلك من ارتهان الأنظمة الرجعية مع القوى الاستعمارية وزادت أهمية الكيان الصهيوني في حسابات هذه الأنظمة باعتباره يحول دون وحدة الأمة وهذا يخدم الأنظمة الرجعية في ديمومة بقائها، نظام آل سعود وحين شعر بخطورة المد القومي العربي وتلاشي الوجود الاستعماري بكل أشكاله من الوطن العربي خاصة بعد اندلاع الثورة اليمنية شمالا ضد النظام الأمامي وجنوبا ضد الاستعماري البريطاني، تزامنا مع نمؤ واتساع دور مصر عبد الناصر وامتداد تأثيرها في الوطن العربي وفي اسيا وأفريقيا، وموقفها من الوجود الصهيوني في فلسطين ودورها في إسقاط الاحلاف الاستعمارية وتبنيها فكرة قومية المعركة والتحرير، كل هذه العوامل أرعبت نظام آل سعود وحلفائه من المستعمرين، الأمر الذي دفع نظام آل سعود إلى الطلب من واشنطن والكيان الصهيوني وضع حدا لهذا المناخ خاصة بعد دور نظام آل سعود في إسقاط وحدة مصر وسورية عام 1961 م لكن إسقاط الوحدة لم يقلص ولم ينهي الفكر القومي العربي بل زاد هذا الفكر توهجا وحضورا وخاصة في سورية التي أسقط التيار القومي فيها ( التيار) الذي قاد عملية الانفصال، وفي العراق استولى التيار القومي على السلطة في لحظة تاريخية برزت فيها منظمة التحرير الفلسطينية لقيادة العمليات الفدائية ضد العدو الصهيوني، كل هذه الارهاصات دفعت نظام آل سعود إلى أن تطلب من امريكا تكليف الكيان الصهيوني للقيام بضربة عسكرية خاطفة وسريعة تحتل بموجبها (غزة، والقدس، وسيناء المصرية، والجولان العربي السوري) بحسب ما حملته رسالة الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز المؤرخ في 15 ديسمبر 1966 م التي حدد فيها المناطق التي يجب أن تحتلها إسرائيل ..؟! في تلك الرسالة أيضا شكى ملك السعودية فيصل من عبد الناصر وإذاعة صوت العرب التي تحرض على نظامه وهو يخشى أن يستجيب شعبه والشعوب الخليجية لتلك الثقافة التي تبثها (إذاعة صوت العرب من القاهرة)؟! وطالب باحتلال مرتفعات الجولان العربية السورية (لتربية القوميين في سورية) كما ورد في رسالته التي نشرتها الخارجية الأمريكية ويمكن لأي مهتم الاطلاع عليها عبر شبكة النت ؟! وأكدا فيصل برسالته للرئيس الأمريكي حينها إنه وبعد أن تقوم (دولة إسرائيل) كما ورد برسالته بهذه المهمة، فإنه سيقوم بتقديم بعض المساعدات لمصر عبد الناصر من باب (اعينوا ذليل قوم ٍ هزم)..؟! كانت خطة فيصل واسياده من الصهاينة والأمريكان، ترى أن هزيمة عبد الناصر بضربة عسكرية خاطفة كفيلة بكسر إرادة عبد الناصر ومن ثم انصياعه لمفاوضات سلام مع الصهاينة برعاية سعودية _أمريكية، وفعلا حدثت نكسة حزيران يونيو 1967 م وجاءت بحسب ما طلبه الملك فيصل الذي دفع تكاليف تلك الحرب للصهاينة ووزع مكارمه للقادة الصهاينة الذين نفذوا له طلبه بالصورة التي أرادها..؟! لينعقد بعدها مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، وكان امل فيصل هو أن يسمع من عبد الناصر قبوله بالمفاوضات مع الصهاينة برعاية السعودية وأمريكا، ولكن فيصل سمع (لأءات عبد الناصر الثلاث) التي عرفت ب (لأءات الخرطوم) وهي (لا صلح، لا مفاوضات، لا اعتراف مع العدو)..!! فبدا المشهد وكأن المهزوم هو الملك فيصل وحلفائه وليس عبد الناصر..!! وصف عبد الناصر ما حدث في حزيران يونيو 1967م ب (النكسة) وقال خسرنا حربا ولم نخسر المعركة، لأن المعركة بيننا وبين العدو لا تنتهي إلا بإزالة هذا العدو من كل فلسطين،وكان صادقا ولايزل حاضرا بمواقفه من العدو وسيظل كذلك.. غير أن هناك من اعتبر للأسف تلك (النكسة) وكأنها نهاية الأمة والقومية والوحدة والوجود العربي، وغذت الأنظمة الرجعية هذا الشعور الاستلابي القاصر والضيق، ولم يتوقف أصحاب هذه القناعات أمام سنوات حرب الاستئنزاف وأمام الأدوار البطولية للمقاومة العربية الفلسطينية التي خاضت ملاحم بطولية اذهلت الكيان الصهيوني وقادته، فيما مصر التي خاض أبطالها حزب السنوات الثلاث مع العدو، عملت بذات الوقت على إعادة ترتيب أوضاعها وأعدت عبد الناصر الجيش العربي المصري لخوض معركة التحرير الكبرى والمفترض انها كانت ستكون في العاشر من اكتوبر عام 1970 م لكن الموت غيب القائد العربي الذي بغض النظر عن كل ما قيل فيه يبقى القائد الخالد في ذاكرة الأمة واجيالها المتعاقبة. يتبع