1/15/2025 2:52:07 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
عن زوبعة (التطبيع) وتأثير (المطبعين)..؟! كتب/طه العامري..
2/19/2023
(1) ثمة تساؤلات متصلة بزوبعة أو بثقافة (التطبيع) التي اعتنقتها بعض (النظم العربية ) بقدر من الشفافية والسفور حد الوقاحة..؟ والتساؤلات تمتد وتبحث عن إجابات عن تأثير هذه (النظم) على مسار عدالة وشرعية القضية العربية الفلسطينية، والعوامل الذاتية والموضوعية التي قد تنعكس عليها، على خلفية هذه الهرولة نحو (التطبيع) مع العدو من قبل هؤلاء البعض؟! الذين يفترض أولا أن نعرف مقياس علاقتهم بالقضية المركزية للأمة ونسبة حضورهم في مسارها وتداعياتها وبما يمكنا من معرفة حالة أو نسبة الفراغ الذي قد يخلفوه هؤلاء( المطبعين) على شرعية القضية وعدالتها، وعلى حقوق شعبنا العربي في فلسطين.. لكن بداية وقبل التطرق للإجابة على هذه التساؤلات نتوقف أمام ثمة معطيات عقائدية تتصل بثوابتنا وقناعتنا الدينية تتمثل في القول المأثور (أن المؤمن القوي احب إلى الله من المؤمن الضعيف) وطبعا لا يٌقصد بهذا القول إن يكون للمؤمن ( عظلات) أو قدرات جسمانية خارقة، لكن المقصود بالمؤمن القوى هو القوى بإيمانه الثابت على مبادئه والمتمسك بقيم وأخلاقيات الدين والمتمسك بأوامره ونواهيه والملتزم بسنة وأخلاقيات وسلوكيات نبيه المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.. ثمة قضايا مصيرية تحضي بقدسية في الوجدان والذاكرة كقضية فلسطين التي لا يدرك قدسيتها وأهميتها إلا .. رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وهؤلاء الرجال هم أولئك (المؤمنون الأقوياء) بإيمانهم وبما يحملون من قيم وأخلاقيات ومبادئ، الذين يبغضون الظلم ويمقتون الباطل، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولا يخشون في الله لومة لائم.. أمثال هؤلاء لا يمكن أن بهرولوا لمناصرة ( الباطل) ضد ( الحق) ولا يصطفون لجانب الظالم ضد المظلوم، ولا (يهشتجون) في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى شبكة العنكبوت ووسائل الإعلام ويكتبون (فلسطين ليست قضيتي)..؟! لكن هناك رجال في هذه الأمة وعلى امتداد العالم الإسلامي، هم حراس الحق والعدل ومناصري المظلومين، ومن يقفون في وجه الظالمين والطغاة أيا كان جبروت الطغاة وكانت غطرستهم وقوة بطشهم، فأنهم يواجهون في المحصلة رجالا يؤمنون بأن الحق فوق القوة، وأن المنكر يجب أن يتغير.. وهؤلاء هم من يحملون لواء القضية الفلسطينية.. فأين يقف تيار (التطبيع)؟ وما هو تأثيرهم على عدالة القضية..؟ أعترف أن الصدمة الكبرى التي واجهتها القضية الفلسطينية كانت بتخلي (مصر) عن دورها القومي من خلال إبرامها (اتفاقية كمب ديفيد)، لكن ورغم مرارة ألم اللحظة، و) لأن (الله لا يجمع بين عسرين) كما يقال، فما كادت مصر تتنحي عن واجبها تحت وقع ظروفها وقناعة نظامها ، فقد قيض الله لفلسطين ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية) التي لا يجرؤ أحدا أيا كان ينكر دورها في رعاية وحضانة ودعم الشعب العربي في فلسطين ومقاومته ومدهم بكل ممكنات الصمود والمقاومة، بطريقة درامية وكأنها تجسد قول الله تعالى ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ).. ( 2) فلسطين إذا ليست مجرد أرض محتلة، بل هي أرض مقدسة يمتحن فيها الله عباده ليعرفوا فيما بينهم حقيقتهم ويكتشفوا قوة إيمانهم وليعرف الناس صدق هؤلاء أو هولائ من كذبهم ويعرفوا حقيقة إيمانهم بعدالة قضية هي من أسماء وأقدس القضايا الوجودية للامتين العربية والأسلامية.. فالصهاينة لم يأتون لفلسطين كمجرد قوي استعمارية محتلة، بل جاؤا مسلحين باساطير دينية ومزاعم تمس عقيدتنا الإسلامية وهويتنا الحضارية كما يمس هذا الوجود انتماءنا القومي وتراثنا العربي الإسلامي.. وعليه فأن الدفاع والنضال والتضحية من أجل فلسطين فعل يعد من ناحية دينية (فرض عين) وقوميا يندرج في سياق الواجبات المقدسة التي تعكس حقيقة وحدة الهوية والانتماء والمصير، وبالتالي فأن من لايؤمن بفلسطين وعدالة قضيتها وفق هذه المفاهيم يعد عالة عليها وأمثال هؤلاء لا تكترث بهم فلسطين ولا يشرفها التعامل معهم..؟! إذا دعونا نتعرف على من هرول (للتطبيع)؟ ومن ينتظر دوره في الهرولة؟! وبالتالي ما هوا التأثير الذي قد يتسببوا به على واقع حال القضية ومسارها وعدالتها..؟ قلت سلفا أن (مصر) لاشك أثرت بخروجها من معادلة الصراع مع الصهاينة، غير أن القضية سرعان ما استوعبت ما تركته مصر ودورها، فكان أن تأثر المناخ العربي بخروج مصر من معادلة الصراع، فيما على صعيد القضية وجدا من حل بديلا عن مصر في احتضان القضية وليس في تغطية دور مصر القومي الذي شكل غيابه في إحداث هذا العبث السلوكي في المشهد العربي وذهاب كل نظام يبحث عن ذاته حتى ذهب بعضهم إلى أدنى درجات الانحطاط والارتهان المذل وفي المقدمة تيار (المطبعين) من شيوخ ( المحميات الخليجية) مرورا بتلاميذ (برنار هنري ليفي، الزعيم الصهيوني المشرف على مؤامرة الربيع العربي) وصولا إلى (جندرمة السودان) و(عساكر تشاد) وكل من هرول نحو العدو مستجديا ( رضاه طالبا عفوه وبركاته)..؟! هنا دعونا نتسائل عن المعارك التي خاضها شيوخ المحميات الخليجية مع عدو الأمة؟! أو تلك التي خاضها (جندرمة السودان)؟! أن كل من هرولوا نحو (التطبيع) مع العدو الصهيوني وكل من يستعدون للهرولة لا وزن لهم ولا تأثير في معادلة الصراع والمقاومة، بما في ذلك نظام (آل سعود) بكل ضجيجه وصخبه وشروطه الكاذبة وهو المعروف ب(خادم الصهاينة والأمريكان) وان زعما زورا إنه (خادم الحرمين)..؟! لكن المشكلة مع هؤلاء ( الخونة والمنبطحين) إنهم يحاولون زورا بمواقفهم هذه وفي ظل تصاعد أعمال الرفض والمقاومة وتعدد طرقها وأساليبها إعطاء العدو (شرعية) لا يستحقها يستجديها ممن لا يملكها..! قبل أيام قال رئيس حكومة العدو المطارد من قبل مستوطنيه بتهم الفساد (نتنياهو) في تصريح لافت لشبكة التلفزة الأمريكية cnn كلام يقال ولأول مرة من قائد صهيوني وهو (أن حل الصراع الإسرائيلي _الفلسطيني من الداخل أصبح صعبا أن لم يكن مستحيلا بعد كل هذه السنوات، وبالتالي فإن حل هذا الصراع مع الفلسطينيين يجب أن يكون من الخارج من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وبعدها سيكون ممكنا التفاهم مع الفلسطينيين)..؟! هذه النظرية الصهيونية الجديدة والغير مسبوقة ( لتصفية وليس لحل القضية الفلسطينية) في أبعادها تمثل إهانة للنظام العربي الرسمي الذي اعتبر وقبل عقود منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، متخليا عن واجبه القومي تجاه فلسطين التي هي اليوم وليس أنظمة الذل والعار من يدافع عن العروبة والهوية والمقدسات.. لم يقف القادة الصهاينة عند هذا المنعطف( الفضيحة) في تفسير آلية الصراع وهو التفسير المهين للأنظمة العربية التي لم يجرؤ ابواقها ومطبليها وحملة مباخرها حتى للرد على رئيس وزراء الكيان أو تصحيح معلوماته وتعريفه بالخطاء، لكن من أين لهم وهم سبق وتجاهلوا تصريحات هذا الرجل حين زار السودان وقال من هناك (اليوم سقطت لاءات الخرطوم)؟ لم يجرؤ اي نظام عربي من أنظمة الذل والعار أن ترد عليه، فيما حملة مباخر هذه الأنظمة وابواقها ابتلعوا ألسنتهم، وهم المعروفين بحماسهم الدفاع عن (شيوخهم) ويتحولوا إلى (كلاب مسعورة) أن نشر خبرا بحق هؤلاء (الشيوخ _العلوج)..؟! ( 3 ) قبل أيام كان وزير خارجية( العدو الصهيوني) في زيارة للعاصمة السودانية الخرطوم ومن هناك قال (اليوم الخرطوم تقول نعم للمفاوضات.. نعم للسلام.. ونعم للحوار) .؟! أطلق الوزير الصهيوني تصريحه هذا فيما كيانه وجيشه ومستوطنييه وأجهزته يرتكبون أبشع المجازر بحق الشعب العربي في فلسطين حيث يقتل البشر وتقتلع الشجر، ويعتقل الأحياء والأموات، والمقدسات تنتهك، والشعب الفلسطيني يقاوم والشهداء المقاومين الابطال يتساقطون ليلا ونهارا دفاعا عن وطنهم وقضيتهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية، حتى أن (طفلا بعمر ال13 عاما) عبر عن هويته وإرادته وقناعته الإيمانية، وانتمائه العربي الإسلامي، وأقدم بعمل بطولي يعجز عن الأقدام بمثله أصحاب ( الجلالة والفخامة والسمؤ) أولئك الذين سعرهم مجتمعين في سوق الكرامة والسيادة والشرف لا يساوون ثمن (فردة حذاء) كان يرتديها الطفل العربي الفلسطيني البطل ابن القدس العربية الذي لم يبلغ سن الرشد..! إذا ليذهب عشاق الارتهان ورموز الذل والعار وحكام الخيبة عبيد الصهاينة وخدام الاستعمار، ليذهب هؤلاء جميعا وكل من سينتمي إليهم ويعتلي قطار الارتهان، ليذهب كل هؤلاء للجحيم لأن فلسطين لا تحتاجهم ولا تكترث بوجودهم من عدمه ولا تأثير لعدالة قضيتها ومسارها جراء مواقفهم المبتذلة، بل إن فلسطين وابطالها ومقاوميها سيكونوا سعدا وممتنين إن تمكن هؤلاء الحكام _العلوج أن يحافظوا على (مخادعهم) من الاختراق الصهيوني صونا للعرض..؟! إما فلسطين فلها رجالها وابطالها المدافعين عنها الذين سيركعون هذا العدو الذي يستجدي اليوم الحماية من أبطال المقاومة واسودها الذين تباركهم إرادة أحرار الأمة المنتشرين من قلب فلسطين مرورا ببيروت والضاحية وما ادراكم ما (الضاحية) إلى دمشق وصنعاء وصولا لطهران تلك العاصمة التي مجرد ذكرها يصيب البعض بألسعار لكنها عاصمة المقاومين ومصدر قوتهم التي لا تخذل ولا تساوم.. طهران التي وان كنا قد نتحفظ على دورها ومشاريعها الجيو سياسية ولها الحق فهي دولة ذات سيادة وصاحبة مشروع حضاري غير أن ممارسات النظم العربية ونخبها وابواقها وحملة مباخرها، كل هذا يجعلنا نحني هاماتنا لدور ومواقف (طهران) وما تقدمه لأمتنا وفلسطين ومقاوميها، الذين تمكنوا بفعل دعم طهران من أحداث توازن عسكري مع العدو ولم يعود الفلسطيني يموت صامتا بل يبادل الطلقة بالطلقة والقنبلة بالقنبلة والصاروخ بالصاروخ.. فبفضل دعم إيران وسورية والمقاومة وكل محور المقاومة نرى العدو يتخبط ويعيش حالة رعب حقيقي، ولما لا أن كان ( الطفل العربي الفلسطيني) ينازل (جنرالا) في جيش العدو.. هذا العدو الذي يعيش في أسواء مراحل قهره منتظرا مكرمة (آل سعود) للتطبيع معه علنا وإظهار المؤدة والرحمة بينهما .؟! بتبع