1/15/2025 2:57:47 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الأمة التي تبتلى ولكنها لن تموت..؟! كتب/طه العامري..
4/8/2023
قيل أنه وبعد سقوط (بغداد) على يد جيش (هولاكو) التقت ابنة (هولاكو) بأحد علما بغداد فسألته بقولها :الستم مسلمين؟ رد الرجل بنعم، فسألته ألم تقولوا أن الله معكم وينصركم؟ فرد عليها بنعم.. فقالت لماذا لم ينصركم ربكم على جيشنا؟ توقف الرجل قليلا قبل أن يسألها بقوله، انتم حين ترعون اغنامكم وحلالكم في المراعي، هل ترافقكم كلابكم إلى المراعي؟ قالت نعم.. فسالها وما هي مهمة هذه الكلاب؟ قالت مهمتهم إعادة ( القطيع) إلى مسارها في المراعي أن حاولت أن تشرد وتفارق بعضها.. فقال الرجل للفتاة المغولية أنتم (كلاب الله) في الأرض وقد سلطكم الله علينا لأننا أمة شردت عن الصراط المستقيم..؟! والله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بكل تفاصيل حياتنا في كتابه الكريم وما جاء به رسول البشريه النبي العربي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله، الذي بشرنا بدوره بكل تفاصيل حياتنا الدينية والدنيوية من يوم بعثه الله هادئا ومعلما حتى قيام الساعة والتقائنا به ووقوفنا جميعا أمام احكم الحاكمين ورب العلمين.. فما يجري اليوم لأمتنا بصورة جزئة وكلية، وما تتعرض له أمتنا على يد (كلاب الله) في الأرض الذين سلطهم الله على أمتنا لحكمة، غايتها ابتلائنا واختبار قوة إيماننا وتذكيرنا باخطائنا، في تدليل على أننا (شردنا عن الصراط) وبعدنا عن طريق الحق والعدل التي أمرنا الله ورسوله أن نتبعها ونسير عليها، وإذا ما انحرفنا عنها ومارسنا ضد بعضنا كل صنوف القهر والظلم والغطرسة والتكبر والتجبر، ابتلانا الله لبعضنا وجعلنا نذوق بأس بعضنا، فإذا زاد طغياننا وظلمنا لبعضنا، سلط الله علينا (كلابا) من مخلوقاته يأتون بصورة الغزاة والمحتلين، يفرضون قيمهم وهيمنتهم علينا ويجعلنا في مواجهتهم رغبة من الله سبحانه وتعالى في ابتلائنا لأننا ببساطة حدنا عن الطريق المستقيم، وتهنا عن طريق الحق والعدل، ويقول سبحانه، ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) وقد جعل الله (الباس) لبعضنا مؤشرا فاصلا بين الحق والباطل، والله وعدنا بالانتصار للحق ضد الباطل ولكنه ربط سبحانه وعده لأصحاب الحق بالابتلاء والصبر والاحتساب، والإيمان والتقوى والإحسان، فإذا تجاهلنا هذه الشروط التي وضعها الله ورسوله على المسلمين فإن ما يجري في أوساط المسلمين وما تشهده وتعيشه الديار الإسلامية، وما يجري في فلسطين ومقدساتها هو جزءا من بلاء الله سبحانه وتعالى، بلاء يبتلى به المسلمين والمؤمنين بواحدانية الله وبانبيائه ورسله والنور الذي أنزل لنبينا المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ليختبر فيه ومن خلاله إيمان عباده وقدرتهم على مواجهة البلاء بالصبر والتوحيد والوحدة والانحياز للحق وعدم المساومة في أوامر الله ونواهيه وعلى سنة رسوله وتعليماته وكل ما بشر به أمته وحذرهم منه..!! أن الأمة الإسلامية اليوم تدفع ثمن انحرافها عن طريق الله وسنة رسوله، وهو الانحراف الذي دفع بعضنا لموالاة اعدا الله والرسول، وجعل بعضنا الآخر يطوع تعاليم الله والرسول وفق مصالحه، فيما الكثيرين منا تاهوا في زحمة الحياة عن الدين وقيمه وعن سنة وأخلاقيات رسوله، رغم أننا جميعنا نزعم انتماءنا لدين الله ولرسوله الخاتم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، ونزعم اننا نحكم بالعدل، ونزايد على بعضنا بالتدين ونمارس كل الطقوسات الإسلامية من صلاة وصوم وحج وعمرة وبناء المساجد والتفاخر في بنائها، ويدعى بعضنا غيرته على دين الله وسنة رسول الله، ولكن يحدث كل هذا كطقوس وعادات متبعه، بل صرنا نمارس طقوسنا الإسلامية كنوع من انواع (الإدمان) و الطقوس التقليدية التي صارت جزءا من حياتنا اليومية، لكنا في الواقع مجردين من القيم الروحية والشعور الوجداني بدين الله بحيث نخشاه سرا وعلانية ونخاف لقائه ملوثين ولو بذرة من تراب الظلم، نعم لم نعد نعبد الله كأننا نراه وان لم نكن نراه فإنه يرانا سبحانه وتعالى.. وليس فينا من قيم وأخلاقيات رسولنا المصطفى ما يجعلنا في مسار الاقتداء به والتحلي بصفاته، لكنا نودي طقوس إسلامية يومية وموسمية اعتدنا عليها وصرنا مدمنين عليها مثلها مثل ادماننا لأي سلوكيات حياتية كانت أو مادية..! و تجاهلنا حقيقة أن الصلاة التي لا تنهي عن الفحشاء والمنكر لا قيمة لها وان هناك فرق بين الإسلام والتأسلم وان كل ما نحن فيه وما نعانيه هو نتاج إبتعادنا عن تعاليم الله وأوامره ونواهيه وابتعادنا عن سنة رسوله الكريم وقيمه وأخلاقياته، وان كتاب الله صار بمثابة زينة وكتاب نتلوه بصورة عابرة دون تكليف أنفسنا التمعن في آياته والتوقف أمام مفرداته والتأمل في معانيه والعمل بهاء..! لا أقول اننا أمة نسينا الله فانسانا أنفسنا، ولكن أقول اننا أمة جعل الله باسها فيما بينها، لأننا أمة أعطاها الله ما لم يعطي اي أمة مثلها، أمة كرمها الله برسول الله محمد الذي أرسله رحمة للعالمين، وانزل كتابه الكريم بلغتها التي كرمها الله ونهينا نحن مع كل طلعة شمس، أمة قال الله ولكم في رسول الله أسوة حسنة، وامرنا باتباع النور الذي أنزل عليه، وهو قرأنا عربيا، وحكما عربيا، ولكن الحياة واطماع (الطغاة) أخذتنا إلى مدارب بعيده فكانت فلسطين محطة الابتلاء إضافة إلى ما نحن فيه من بلاء، بلاء يبدأ بالفرقة والتنافس والحقد والظلم فيما بيننا وغياب العدل، فيما ديننا وسنة رسولنا حولناهم إلى مجرد شعارات وطقوس مناسباتية، لذا من الطبيعي أن تدنس مقدساتنا وان تتحول المشاعر الإسلامية المقدسة إلى مجرد مزارار سياحية خالية من كل المشاعر الروحانية التي تعيد المسلم إلى وعيه ولدوره وتعيد الأمة لحقيقتها وحقيقة رسالتها وإلى ما كلفها الله به من الأفعال وهو القائل سبحانه (وجعلناكم أمة وسطاء لتكون شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) صدق الله العظيم. أن ما يجري في فلسطين اليوم هو بلاء وغضب من الله على عباده الذين حادوا عن دين محمد واتبعوا اهوائهم وغرتهم الدنيا وذهبت بهم بعيدا عن طريق الصراط المستقيم..! قطعا لن تموت أمتنا التي عليها هبطت ثلاث ديانات سماوية ومنها بعث الله أبنائه ورسله، وهي من وكلها الله لتكون منارات انطلاق لشمس رسالاته، وهذه الأمة التي كرمها الله بكل هذه المكارم، هي أمة عظيمة، لن تركع وان هزمت، ولن تنقرض وان استعمرت، وان تتأكل أو تندثر، وان تكالبت عليها كل أمم الأرض، انها أمة خالدة وموعودة بالخلود والسيادة من الله سبحانه وتعالى، وهي أمة النصر والانتصارات ولكن حين يعود أبنائها وكل منتسبيها إلى طريق الحق والعدل، طريق العزة والكرامة، طريق الله ورسوله، ومتى عادت هذه الأمة لهذه الطريق سيكون النصر حليفها، لأن الله سيكون راضيا عنها ورسوله.