1/15/2025 2:44:19 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
حسن الوريث
العصفورة الذكية(88.. الضرب بالوسائد والضرب بالقذائف كتب/حسن الوريث
4/10/2023
جاءت صديقتنا العصفورة إلى الاجتماع الرمضاني اليومي الذي يعقد بحضور صديقنا الراوي وزميلنا المواطن والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وهي متأخرة قليلا وكنا ننوي أن نعاتبها لكنها وقبل أن نطلق عتابنا سالتنا جميعا .. هل تعرفون بماذا يحتفل العالم اليوم ؟ قلنا لها أخبرينا ياصديقتنا الذكية .. قالت لنا .. اليوم تحتفل أكثر من 115 مدينة في 39 دولة حول العالم باليوم العالمي للضرب بالوسائد وقد اكتست شوارعها بالريش وبقايا الوسائد الممزقة خلال المعارك .. قال زميلنا المواطن العزيز لقد تذكرت أن صديقنا الصحفي وقبل أكثر من عشرة أعوام كتب موضوع عن الاحتفال باليوم العالمي للضرب بالوسائد بعنوان .. الضرب بالوسائد والضرب بالقذائف .. ويمكنه أن يعيد الموضوع كي نستفيد منه جميعا خاصة في هذا الشهر الفضيل.. قلت لهم جميعا انا رهن الإشارة لكم وساعيد هنا كتابة الموضوع نزولا عند رغبتكم .. قلت لهم .. كتبت حينها العالم يحتفل في عشرات المدن باليوم العالمي للضرب بالوسائد بينما نحتفل نحن في اليمن والبلدان العربية والإسلامية كل يوم بالضرب بالقذائف ومختلف أنواع الأسلحة وتمتلئ شوارع المدن عندنا بالجثث ومخلفات الصواريخ والقنابل والرصاص إضافة إلى ما تخلفه تلك القذائف من دمار وخراب يشمل كل شيئ . طبعا مهرجان الضرب بالوسائد يهدف إلى التنفيس عن الطاقة المختزنة والغضب الداخلي ونشدان الراحة النفسية عن طريق الضرب ولكن دون التسبب في أدني أذى جسدي بحسب منظمي هذه المهرجانات بينما الضرب بالقذائف عندنا يهدف إلى الاستيلاء على الحكم بالقوة أو إبادة وإقصاء جماعة مخالفة في الدين أو المذهب أو الرأي وفي بعض الأحيان لأسباب أخرى تافهة نعجز ويعجز مرتكبوها عن تفسيرها . وعند العودة للمقارنة بين الضرب بالوسائد عندهم والضرب بالقذائف عندنا نجد أنهم يفرغون طاقاتهم بطريقة حضارية تدل على المستوى العالي من الرقي والتقدم وفي نفس الوقت فإنها باب من أبواب الترفيه بينما نحن نفرغ طاقاتنا بالقتل والتدمير بل إن البعض يرفه عن نفسه بمشاهدة المزيد من صور التدمير والقتل والتخريب ويحرض عليها والأدهى والأمر أن بعض هؤلاء يبررون القتل والدمار بفتاوى دينية وينسبونها ظلماً وعدواناً إلى الدين الإسلامي الحنيف البريء من كل تلك الافتراءات التي تنسب إليه. لقد وصلت الأمور عندنا إلى حد لم يعد يطاق والعالم من حولنا يغذي صراعاتنا خدمة لأهدافه وأجنداته المختلفة ويقودوننا إلى المحارق والمهالك كالقطعان ويمدونا بمختلف أنواع الأسلحة بحجة دعم المظلومين والمعارضين الذين يثورون على الظلم والأنظمة الفاسدة بينما هم يتحاورون ويتناظرون بالكلمة والحجة وعبر وسائل حضارية سلمية بعيداً عن العنف وبطريقة تحفظ للنفس البشرية كرامتها وأدميتها فيما المفترض أن تكون كل هذه الأمور لدينا نحن كمسلمين لأن ديننا الإسلامي دين المحبة والتسامح والحوار والسلام ومن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس البشرية التي نزهقها بكل برود . إلى متى سنظل نسير في الاتجاه المعاكس للعالم الذي يقفز قفزات هائلة في كافة المجالات وأصبح يتفوق علينا بسنوات ضوئية تجعل من الصعب علينا اللحاق به والوصول إلى ما وصل إليه ؟ وهل يمكن أن نسمع إلى تعاليم الدين الصحيح وصوت العقل والمنطق من اجل بناء مجتمعاتنا البناء الصحيح ونصل إلى أن نحتفل بوطن عربي وإسلامي خالي من الكراهية والعنف والحروب ونفرغ طاقاتنا في تنمية وتطوير مجتمعاتنا كما يفعل العالم من حولنا. قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. كارثة ما يحصل في مجتمعاتنا وبلداننا العربية والإسلامية وللاسف أن هناك دول تم تكليفها للقيام بدور تمويل الصراعات وتغذيتها لتدمير شعوبنا واضعافها بل وإنشاء الجماعات الإرهابية وتوزيع الأدوار عليها لتقوم بدور تخريبي باسم الإسلام والهدف هو تشويه الإسلام وحرف بوصلة العداء لتظل فيما بيننا .. وللاسف اننا لم نتعلم وربما لن نتعلم وسنظل نحتفل يوميا بالقتل والتدمير بينما هم يحتفلون بالسلام وشتان بين الضرب بالوسائد والضرب والقذائف .. ورمضان كريم وكل عام وانتم بخير جميعا..