1/15/2025 3:04:44 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
فلسطين في يوم القدس.. كتب/طه العامري
4/14/2023
(يوم القدس العالمي) أو (روز جهاني قدس) باللغة الفارسية اختيرت له أخر جمعة من شهر رمضان المبارك.. كان هذا الاختيار عام 1979 م بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام أية الله الخميني _قدس الله سره _الإمام الخميني الذي قال عباره الشهيرة (ساقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلي عنه ياسر عرفات) بعد أقل من شهر من انتصار الثورة الإسلامية وطرد السفير الصهيوني من طهران وتحويل مبني تلك السفارة إلى (سفارة لدولة فلسطين) قبل أن يعلن الرئيس الشهيد ياسر عرفات قيام دولة فلسطين من الجزائر عام 1988 م بسبعة أعوام.. اختار الإمام الخميني آخر جمعة من شهر رمضان لتكون يوما للتعبير عن تضامن إسلامي عالمي مع فلسطين الأرض والقضية والمقدسات، وعلى مدى (44 عاما) ظلت يوم القدس حاضرة في آخر كل جمعة من شهر رمضان المبارك وانتشرت وتوسعت ولم تقف في حدود الجغرافية الإيرانية بل امتدت لتسجل حضورها عربيا وإسلاميا باستثناء بعض الدول العربية والإسلامية التي أخذت الدعوة لهذا اليوم من منظور سياسي قاصر وبذرائع ومبررات قاصرة وعقيمة كعقامة عقول أصحابها..! وعلى مدى أربعة عقود ونيف استطاعت طهران أن تسجل حضورا متميزا وتلاحميا في مفاصل القضية الفلسطينية وتخوض بكل ثقلها في تداعيات الهم اليومي الفلسطيني بعكس الكثير من الأنظمة العربية التي كان يفترض أن تكون هي محل طهران قريبة مع القضية المركزية للأمة، التي تخلي عنها أصحابها وقيض الله لفلسطين من يتبنى قضيتها ويقدم لأهلها كل عوامل القوة والصمود فحلت طهران بديلا عن قاهرة عبد الناصر وتحولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حاضنة للعمل العربي المقاوم وداعمة لأطرافه ومكوناته النضالية، وفيما ذهبت بعض الأطراف العربية المرتهنة تعمل على التشكيك بدور الجمهورية الإسلامية ومواقفها ومحاولة (شيطنتها) تلبية للرغبات الأمريكية _الصهيونية والمحاور الاستعمارية التي عملت على عزل مصر عن دورها القومي بعد رحيل القائد العربي جمال عبد الناصر واستهداف مشروعه القومي، في الوقت ذاته راحت هذه المحاور إلى تضييق الخناق على (دمشق) ومحاولة إبعادها عن دورها القومي وخاصة دورها فيما يتعلق بفلسطين والمقاومة من خلال إشغالها بسلسلة من المؤامرات القذرة أبشعها كانت المؤامرة الكونية السافرة التي تواجهها دمشق منذ 12 عاما، ورغم ذلك فإن الدور الذي قامت به طهران نجاه فلسطين وسورية ولبنان واليمن وفي أكثر من نطاق جغرافي عربي واسلامي يقاوم الهيمنة والظلم والتعسفات الاستعمارية، كل هذه المواقف جعلت من الجمهورية الإسلامية، دولة إقليمية مؤثرة حاضرة في وجدان وذاكرة المستضعفين بمواقفها الثورية وبانحيازها إلى جانب المظلومين والمقهورين في فلسطين والمنطقة وعلى امتداد الخارطة الإنسانية في اسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وفي هذا ما يدل على أصالة ونبل الثورة الإسلامية وأهدافها وقيمها التي أعلن عنها الإمام الثائر اية الله الخميني حين كان لايزل معارضا وثائرا يعيش في المنافي مشردا من بطش نظام الشاه وأعوانه وحلفائه في المنطقة، وهو الموقف الذي عبرا عنه حين أصبح حاكما ومرشدا للثورة بعد انتصارها وسقوط نظام الشاه شرطي أمريكا وحليف الصهاينة والأنظمة الرجعية المرتهنة للاستعمار في المنطقة. أن استمرار توهج (يوم القدس) على مدى 44 عاما يدل على عظمة الثورة الإسلامية وعظمة أهدافها الإنسانية، كما تدل على سقوط وفشل كل الرهانات التي راهنت على أفول الثورة أو على تجاهلها لفلسطين بحسب مزاعم البعض من العرب للأسف الذين اعتبروا مواقف إيران وعلاقتها بفلسطين قضية _انتهازية عابرة _تأمل إيران من ورائها تحقيق مصالح جيوسياسية على حساب دول المنطقة، لكن الأحداث أثبتت ونحن نقترب من نصف قرن على انطلاق فعاليات يوم القدس أن الثورة الإيرانية وأهدافها المبدئية هي ثورة إنسانية صادقة ووفية وملتزمة بنصرة المظلومين والمقهورين والمستضعفين، وان مواقفها من القضية الفلسطينية ليست مواقف عابرة ولا تكتيكية بل مواقف مبدئية ثابتة وراسخة وجزءا أصيلا من استراتيجية الثورة وهذه حقيقة تتجسد واقعيا من خلال العلاقة المصيرية التي تربط اليوم طهران بالمقاومة داخل فلسطين وفي لبنان وسورية واليمن وفي أكثر من نطاق جغرافي عربي واسلامي وانساني، تعمل في إيران وتحضر لنصرة أصحاب القضايا الوطنية العادلة، واكبر دليل علاقة طهران بدول أمريكا الجنوبية، كوبا، وفنزويلا، والبرازيل، وبوليفيا، إضافة لعلاقتها الاستراتيجية بكل من روسيا والصين وانضمامها مؤخرا ( لدول البريكس) ناهيكم عن دورها المحوري في القضايا الجيوسياسية وتصديها الشجاع والثابت للمخططات الاستعمارية والوجود العسكري الاستعماري في المنطقة، كل هذا يجعل من طهران قبلة للثوار وعشاق الحرية والمناضلين من أجل السيادة والاستقلال، كما هي امل المستضعفين على امتداد الخارطة الكونية، حقائق جعلت طهران تقاوم كل أشكال الاستهداف الممنهج والمؤامرات الاستعمارية بما في ذلك الحصار الذي فرض عليها منذ انتصار الثورة قبل أكثر من أربعة عقود وهو حصار لم يكتفي بمحاولة عزلها عن العالم وتجويع شعبها، بل رافقه محاولة استهداف استخبارية واجتماعية وثقافية وإعلامية واقتصادية وحضارية، ويصعب لأي دولة مهما كانت قدراتها أن تتجاوزه، لكن الجمهورية الإسلامية وحدها تجاوزته بما لديها من قدرات إيمانية واردة وطنية وأهداف ومبادئ، عوامل مكنتها من تحويل الحصار الحضاري من عامل ضعف إلى عامل قوة وثبات وصمود دفعها للاعتماد على قدراتها الذاتية وبناء قدراتها العسكرية والتقنية والتنموية، إستنادا على منظومة القيم التي زرعتها الثورة وقائدها وعلى رؤية مرشدها الخلف الإمام الخامنئي الذي أثبت انتمائه للثورة الإسلامية بل تمكن من تطوير المفهوم الثوري للثورة الإسلامية ومنحها بعدا إنسانيا أكثر انفتاحا وتقدمية وتحضر.. ولهذا جاءت يوم القدس في عامها ال (44) أكثر زخما وتعبيرا عن انتصار الفكر الثوري الإسلامي الذي بزغ نجمه مع فجر الثورة الإسلامية عام 1979 م. فتحية إجلال وتقدير للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولمرشدها الأعلى الإمام الخامنئي على ثبات مواقفهم وهنيئا لهم هذه الانتصارات المتوالية التي تعبر عن قدرة واقتدار وثقة بيوم الانتصار العظيم يوم تحرير فلسطين وزوال الكيان الاستيطاني العنصري والدخيل على منطقتناوامتنا.