1/15/2025 2:58:23 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الديمقراطية في خطاب (ثوار الربيع العربي)..؟!كتب/طه العامري..
4/18/2023
ثمة سلوكيات ملفتة في خطاب ومواقف النخب العربية التي تصدرت وقادة أزمات عام 2011 م والتي عرفت ب (ثورة الربيع العربي)، بدءا من اختيار النطاقات الجغرافية العربية التي تفجرت في ساحاتها الثورات، مرورا بآليات إدارة تلك (الثورات) وان كنت متمسك بموقفي _الشخصي _ منها واعتبرها أزمات طالت من هم في( الحكم( ومن هم في (المعارضة) تجسيدا لنظرية _الاحتوي المزدوج _ لكني وبمعزل عن قناعتي وعن كل الشوائب الكارثية التي عصفت ولا تزل تعصف بالمجتمعات العربية التي تبنت منذ منتصف القرن الماضي فكرة الثورة وإسقاط الأنظمة الرجعية ومقاومة الاحلاف الاستعمارية وسياسة التبعية والارتهان، وبغض النظر عن أخطاء وصوابية تلك الأنظمة الجمهورية وما تعرضت له من انكسارات واخفاقات، فأن الخطاب الاستهدافي الذي تم توظيفه ضدها هو رغبة مناهضي تلك الأنظمة بحياة ديمقراطية وامتلاك الحقوق والحريات ورفض (الديكتاتورية) والأنظمة (العسكرية) أي تلك التي كانت تحكم من خلال زعامات ذات خلفية عسكرية..؟! الشعار الآخر الذي رفع في ساحات (الثوار) هو (مكافحة الفساد) متهمين الأنظمة التي ثاروا ضدها بأنها أنظمة فاسدة..؟! فيما آخر شعارات (ثوار الساحات العربية) تلخص في تحقيق حياة اجتماعية مستقرة، وتوفير فرص عمل، وتحرير المعتقلين من سجون الأنظمة..؟! مطالب مشروعة ومستحقة وعادلة، وتعد من أساسيات الحياة الكريمة المفترض توافرها لأي شعب..!! اليوم وبعد مرور (12 عاما) على اندلاع ثورات الحرية والديمقراطية ومكافحة الفساد، أين نقف؟ واين تقف النخب الثورية التي رابطت في الساحات العربية؟ وماذا أنجزت من أهدافها؟ وماذا كان حصاد تلك الثورات..؟! أين النخب والمفكرين والفلاسفة والمنظرين والدعاة وعلماء الدين والحياة والسياسة والاقتصاد والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، الذين رابطوا في استوديوهات الفضائيات العربية والدولية، وساهموا وبفعالية في تغذية الوعي الجمعي بحتمية الثورة والتغير وصولا للجنة الموعودة..؟! ومن لم يقتنع برأي الناشط السياسي اقتنع برأي المفكر الرمز، ومن لم يقتنع بكل هؤلاء، اقتنع برأي علماء الدين وفتاويهم الشرعية..؟! لكني ساتجاوز لكل هؤلاء، ولن اتسائل عن سبب اختفائهم عن الواجهة الإعلامية، واثقا من سبب غيابهم، بعد تجربة سابقة شهدناها قبل واثناء (الغزو الأمريكي للعراق) وكيف نظر المنضرون والفلاسفة والمفكرون وتحدثوا عن مستقبل العراق وشعبه وحياة الرفاهية والحرية والديمقراطية التي تنتظرهم بعد إسقاط (الديكتاتور ونظامه) وجميعنا تابعنا ونتابع أحوال العراق والجنة الموعودة التي يعيشها ..؟! ليبقى السؤال أين الديمقراطية التي لأجلها (ثار ثوار الربيع العربي)؟! في ليبيا عجز العالم بقصد أو بدونه في إقناع (ديمقراطيي ليبيا بإجراء الانتخابات) والسبب خشيتهم من فوز (ازلام النظام المخلوع) بها، فيما الفساد أصبح ثقافة وسلوك يومي يمارس وبحراسة، والسجون أصبحت بعدد ايام السنة ..؟! الاسطوانة ذاتها تردد في السودان، وتم ترديدها في مصر لولاء تدخل الجيش وحسم الأمر، في العراق تم تفصيل تشريعات طائفية ومذهبية غير مسبوقة وكرست بنصوص دستورية بعد إقرار تشريعات احرمت بموجبها حقوق ملايين من أبناء الشعب بذريعة انتمائهم للحزب الحاكم والنظام المخلوع.. فيما الفساد في هذا البلد العربي ليس له مثيل في كل أنظمة الكون، واللصوص ينهبون بالمليارات، والسجون يكفي (أبو غريب) الذي تعادل حكايته سجن (الباستيل) ومعه حكاية الف سجن ؟! في تونس جاءت ديمقراطية (النهضة) بما لم يأتي به (هولاكو، وجنكيز خان)..؟! اليمن كما نشاهدها ولا تحتاج لتوصيف.. فيما المليشيات الإرهابية بسورية تفسد وتعبث بحياة الناس ولديها من السجون والمعتقلات أكثر بعشرة اضعاف ما لدي النظام، وتنهب ثروات وطنها وشعبها وتخطف رخيف العيش من أيدي مواطنيها بكل أريحية وثقة..؟! دعونا من كل ما سلف ولنعود للمنطق (الديمقراطي) والقيم الديمقراطية التي كانت سبب لاندلاع هذه الأزمات التي طالت الأنظمة الجمهورية ولم يلتفت أحدا للأنظمة الثبوقراطية الرجعية التي فيها (قداسة الحاكم وتقديسه فرض عين كالفرائيض الدينية) والشعوب فيها مجرد قطعان من ( العبيد والرعية لصاحب الجلالة)..؟! ومع ذلك أليست القيم الديمقراطية هي منظومة مواقف وسلوكيات ويفترض أن يكون الديمقراطي مؤمنا بأفكاره حتى مع خصومه.. فالثائر من أجل الديمقراطية والتغيير عليه أن يكرس قيمه الثورية عمليا، وان لا يخشى أن كان حقا ثائرا وديمقراطيا من خصومه، سوا كانوا من النظام السابق أو من العهد البائد، وإلا ما الفرق بينه وبين النظام الذي ثار ضده واسقطه..؟! يتبع