1/22/2025 9:55:59 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
إذهب إلى ...
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
تعز : عنوان وطن وحكاية قهر ..؟! كتب/طه العامري..
4/25/2023
( 14) هناء أود أوضح حقيقة مهمة وهي أن رموز ووجهاء وأعيان تعز استطاعوا بما لديهم من قدرات علمية ومعرفية أن يحضون باحترام وتقدير ليس على المستوى الوطني وحسب بل وعلى المستويين الإقليمي والدولي، الذي ينظر لرموز ونخب تعز بنظرات تختلف عن تلك التي ينظر بها لامثالهم ممن ينتمون ( للترويكا القبلية) سوا منهم المرتبطين تاريخيا بأنظمة الكيانات المجاورة، أو أولئك الذين ارتبطوا بأنظمة وكيانات ابعد من الكيانات المجاورة.. وخلال عقود التحولات التي شهدت حملات تطهير للرموز التعزية من مفاصل السلطة وأجهزتها من قبل رموز الترويكا القبلية النافذة وبطلب من بعض الكيانات الخارجية، وخاصة (الشقيقة الجارة) إلا أن تداعيات الأحداث عدلت من قناعة ومواقف الجهات الخارجية بما فيهم (الجارة) من رموز وأعيان تعز بعد أن أدركت هذه الجهات أن رموز تعز قد يكون خصوما لها سياسيا وثقافيا وفكريا، ويتعاطون معها بندية، غير انهم خصوما شرفاء وعلى قاعدة (عدوا عاقل خيرا من صديقا جاهل) بدت نظرة الجهات الخارجية تتغير عن تعز وأبنائها وخاصة بعد قيام حكومة الوحدة في اليمن عام 1990 م وبعد أن أدركت هذه الجهات الخارجية أن حلفائهم من رموز الترويكا القبلية مارسوا الكثير من الخداع والتضليل معهم ناهيكم انهم تسببوا في تجذير ثقافة الحقد الشعبي اليمني ضد هذه الجهات الخارجية التي استقوي بها هؤلاء الرموز على الداخل الوطني.. في ذات السياق كانت التداعيات الوطنية قد أفرزت ترويكا نخبوية تعزية سارت في ذات الطريق التي تسير عليها الترويكا القبلية وربطت علاقات مع محيطها، مع الفارق أن النخب التعزية وجدت نفسها مجبرة في السير بهكذا طريق بحثا عن وطن ودولة نظام وقانون تحقق لهم عدالة اجتماعية ومواطنة متساوية وعلاقة ندية وحسن جوار وبما يعود بالأمن والاستقرار للوطن والشعب.. وبدوافع وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية وحضارية ومن أجل مصلحة الشعب اليمني وشعوب المنطقة والأمة..وايضا بدافع كسر احتكار ترويكا النفوذ القبلي للعلاقة مع النطاقات الخارجية القريبة منها والبعيدة.. هذه العلاقة التي حققتها الترويكا النخبوية التعزية، وكسرت بها غطرسة وتعالى ونفوذ (الترويكا القبلية) كان من أبرز فوائدها إضطرار ترويكا (النفوذ القبلي) بقبول الشراكة في السلطة مع بعض رموز تعز الذين يحضون اليوم بمواقع في مفاصل السلطة، وهو الحضور الذي خدم ويخدم رموز الترويكا القبلية أكثر ما يخدم تعز وأبنائها، ومع ذلك تدرك الرموز التعزية أن هذه الشراكة وان كانت غير مجدية على المدى القريب والمتوسط إلا أن مردودها سيكون على المدى البعيد في صالح اليمن الأرض والإنسان ومن أجل امنهما واستقرارهما ووحدتهما الوطنية..ومن أجل تأسيس قاعدة تقوم عليها شراكة وطنية حقيقية وعادلة تنتفي برسوخها في الوعي الجمعي الوطني ثقافة التعالي والحقد والغطرسة. وفي هذا السياق أجزم أن الشراكة مع الرموز التعزية لو كان الخيار فيها لترويكا النفوذ القبلي لما قبلت بهم ولكأن مصيرهم اقتفي مصير اسلافهم من رموز ومناضلي تعز أمثال الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب، وعبدالله عبد العالم، والرئيس الشهيد عبد الفتاح إسماعيل، والشهيد عيسى محمد سيف، والشهيد عبد السلام مقبل وآلاف الشهداء من أبناء تعز الذين تم استهدافهم والتنكيل بهم باسم (المصلحة الوطنية) بل والصقت بهم اقذع التهم وابشعها أقلها تهمة (الشيوعية، والخيانة) ..؟! اليوم لا أحد من ترويكا التسلط شمالا وجنوبا يطيق وجود شخصيات وطنية من تعز في مفاصل السلطة، لكنهم عاجزين عن التخلص منهم، وبالتالي هم مجبرين على التعايش معهم قهرا وقسرا لأنهم يمثلون على خارطة التوازنات السياسية تعز بما لها من ثقل وحضور ودور على الخارطة الوطنية..ناهيكم أن ثقل تعز الاقتصادي أعطاها مكانة يصعب التقليل منها وان بقت بعض الممارسات الاستهدافية تطالها عبر طرق وأساليب (شيطانية) كثيرة أبرزها إيجاد (كارتل اقتصادي طفيلي) منافس لا يخضع لقوانين بل يعامل باريحيه واستثناء والهدف كما يقولوا _كسر نفوذ تعز الاقتصادي _وهي محاولة أثبتت فشلها طيلة العقود الأربعة الماضية رغم النجاحات الجزئية التي تحققت في هذا الجانب وأدت إلى ضرب بعض الرموز الاقتصادية التعزية ببعضها ثم يجد الفائز نفسه في( فخ الاستهداف) ما يلبث أن يلحق بصاحبه..؟! السياسة ذاتها طبقت على النخب السياسية والوجاهية والثقافية التعزية التي تم دفع بعضها لمواجهة بعضها الآخر..!! ( 15) قد يجد القارئ والمتابع لهذه السلسلة ما يمكن أن يبرر فيها وصفي ب (المناطقي، والعنصري، والطائفي) وله العذر فيما قد يذهب إليه في توصيفي لكني أجزم اني لست كذلك بل أنني وطني وعربي وقومي ومسلم مؤمن بسيادة وطني ومجد امتى واحلم بعزتهما وسيادتهما،وحياة عادلة كريمة ومواطنة متساوية، لكني وجدت نفسي مجبرا لنكء الجروح الغائرة والهدف إعادة تصحيح مسار علاقات اجتماعية يشوبها الكثير من المنغصات والاحتقانات، وثقافة استهدافية طالت تعز بكل مكوناتها ومقوماتها وتاريخها وثقافتها وقيمها.. قطعا تعز ليست ( بلاد الملائكة) ولكنها أيضا ليست( بلاد الشياطين) انها جزءا من اليمن وشاء قدرها أن تكون أكثر النطاقات الوطنية انطلاقا نحو آفاق التقدم والتحضر والرقي وامتلاك أسباب وممكنات التطور وعلى مختلف المجالات الحياتية والاجتماعية والحضارية، وأنها لأجل ذلك قدمت خيرة أبنائها الابطال من أجل اليمن الأرض والإنسان والحياة الكريمة والعادلة.. نعم قد تخطى بعض رموزها، ولكنها أخطاء من يبحث عن ممكنات الاستقرار والتقدم، وقد لا تتماهي أخطاء بعضهم في تعز بأخطاء أقرانهم في الوطن الذين تستوطنهم قناعة راسخة بأن الوطن هو إقطاعية خاصة بهم، وان هم لا دونهم أصحاب القرار والكلمة الأخيرة فيه لهم..؟! ثمة قاعدة (طبية) تقول ان الجراحات الغائرة في الجسد لا يمكن أن تندمل أن لم يعمل الطبيب المعالج مشرطه في الجرح ويعمل على تنظيفه وتعقيمه ومن ثم إعادة إغلاقه، القضايا الاجتماعية هي أيضا تتطلب الصراحة والمجاهرة وكشف كل مستور حتى تبني علاقة صحيحة وسليمة ومتكافئة تعطي كل أبناء المجتمع حقوقهم العادلة والمتساوية وتكرس قيم الهوية والانتماء والمواطنة دون تفريق أو تميز بين أفراد المجتمع وشرائحه وطبقاته، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى ( لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) صدق الله العلي العظيم الذي حرم الظلم وتوعد الظالمين من عباده بأشد العقاب.. وتعز وأبنائها تعرضوا لمظالم وليس لظلم وحسب، سواء المظالم التي لحقت هذه المحافظة في عصور الأئمة أو في عصر ما بعد الثورة اليمنية، أو عصر ما بعد الوحدة وأخيرا ما يحدث لهذه المحافظة وأبنائها في عصر ما بعد كارثة 2011 م التي يحمل البعض مسؤوليتها لتعز وأبنائها ويتجاهلوا أن تعز ثارت من أجل كل الوطن وكل الشعب، غير أن صراع التجنحات القبلية النافذة غيرت مسار الأحداث وحولتها إلى أزمة نظام افتقد المشروع الوطني وكان يسير وفق مشاريع خاصة، في ذات الوقت كانت المعارضة بدورها تعيش أزماتها الخاصة، الأمر الذي أعطى التيارات السياسية الموالية لاجنحة ترويكا النفوذ أن تصطف كل إلى جانب طرف ويتحمل (حزب الإصلاح) الوزر الأكبر فيما تعيشه البلاد اليوم بصفة عامة وتعز بصفة خاصة، ولأن حزب الإصلاح كان جزءا من النظام لعقود، فقد فتح خلافه مع بعض أركان النظام أبواب ونوافذ ولجت منها قوي لها ثارات مع النظام متمثله بجماعة (أنصار الله) وقوى (الحراك الجنوبي) وكلاهما يمتلكان مشاريعهما الخاصة، إضف إليهما حسابات إقليمية ودولية عملت أطرافها على توجيه مسار الأزمة نحو شمولية الفوضى ومن ثم إدخال اليمن في ملف الصراعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية ووضعها تحت الوصاية الدولية ..؟! غير أن صناع الأزمة في اليمن تجاهلوا صنائعهم وأتخذوا من تعز حقل رماية وحلبة مصارعة لتصفية حساباتهم، وعلى تعز تكالبت كل المشاريع الاستهدافية المحلية والخارجية، غير أن ( ظلم ذوي القربى أشد مرارة) غير أن خطاب أطراف الأزمة ورموزها وصناعها كانت أشد قساوة ومرارة على تعز وأبنائها الذين يتعرضون لثقافة (آلشيطنة) وسلوكيات ابتزازية ممنهجة تمارض ضد المحافظة وأبنائها منذ عام 2011م ولا تزال تمارس حتى اليوم وربما ستظل إلا ما شاء الله في ظل غياب مشروع وطني جامع يعيد الاعتبار للهوية الوطنية وقيمها الثقافية والحضارية، هذا أن كان هناك من يفكر فعلا بأمن واستقرار اليمن وسيادته واستقلاله وواحدية المواطنة فيه، بمعزل عن ثقافة التهميش والانتقاص وسياسة الأحقاد المبطنة منها والسافرة..! بيد أن حال تعز اليوم وعلاقة أبنائها ببعضهم وما يعتمل في جغرافيتها من تداعيات مؤلمة، كل هذا يشير لبشاعة المخطط الذي يستهدف تعز وأبنائها ودورهم وقدراتهم وعلاقتهم بالجغرافية الوطنية الجامعة وسيادتها المستهدفة من قبل الأطراف الغارقة في الأحداث اليمنية التي تشير كل المعطيات انها تخوض فيما بينها (صراع إثبات الذات) وهو صراع تتداخل دوافعه وأسبابه بين (القبلي، والطائفي، والمناطقي، والحزبي، والمذهبي) وعن هذا الصراع يغيب بالمطلق ( المشروع الوطني) الجامع، فيما يكاد يكون خطاب الكراهية هو الطاغٍ بين أطراف الصراع الرئيسين. ( 16) أن غياب (المشروع الوطني) عن إدارة التحولات الوطنية فعل جعل كل أحداثنا وتداعياتنا تحركها (المشاريع الذاتية) المغلفة بشعارات عدة لا علاقة لها بمصلحة الوطن والشعب ومستقبلهما، وإلا ماذا تعني الأحداث الجارية في تعز بصورة خاصة، وفي اليمن بصورة عامة..؟! أحداث نتجرع مآسيها منذ عقود، غير أن ما يجري منذ عام 1994م على الجغرافية اليمنية، وما رفع خلال هذه الفترة من خطاب سياسي أقل ما يمكن وصفه إنه يعكس حالة الإفلاس التي بلغتها ترويكا( السلطة والمعارضة)، في بلد افتقدت لمشروعها الوطني، وكان هذا السبب الرئيسي في تصاعد الخلافات بين النخب التعزية وترويكا النفوذ القبلي منذ عام 1962م وسيظل هذا الخلاف مستمر إلا أن يتفق ممثلي هذا الشعب على مشروع وطني جامع وعقد اجتماعي ملزم ومقدس يكرس حقوق وواجبات المواطنة، وبرسخ قيم الهوية والانتماء، وجود هذا المشروع طبعا يتناقض مع مصالح ترويكا النفوذ القبلي التي رفضت ولاتزال ترفض هذا المشروع وترى أن وجوده ينتقص من مكانتها ويحد من غطرستها، فيما النخب التعزية ما انفكت تناضل من أجل الانتصار لهذا المشروع وفي سبيله قدمت تعز وأبنائها خيرة رجالهم الذين تساقطوا على (مقصلة النفوذ القبلي) ورغم ذلك ظلت تعز تناضل من أجل المشروع الوطني الجامع، وقد تفألت تعز ورموزها ونخبها خير بوحدة الأنظمة الشطرية عام 1990م، لكن سرعان ما تحركت ترويكا النفوذ القبلي وطوقت مشروع الوحدة، فاتحة صدورها لبعض الرموز (الجنوبية) وتعمل على استمالتهم إليها في تحالف انتهازي عابر هدفه قطع جسور التواصل بين (عدن وتعز)، وتزامنا مع انطلاق مشروع النظام السياسي والفكري الذي كرسه النظام _يؤمها _عن (واحدية الثورة اليمنية) وهي حقيقة لا تحتاج إلا إثبات، إلا أن النظام _حينها _جعل من هذه القضية (زوبعة) وحراك شغل به الأوساط السياسية والحزبية والنخب الثقافية الوطنية، أقول انطلاقا مع زوبعة إثبات واحدية الثورة، انطلقت بالتزامن معها زوبعة أخرى هي تحديد أزمات ومآسي اليمن منذ قيام الثورة وحتى قيام الوحدة وتوافقت في هذا ترويكا النفوذ القبلي مع بعض النخب الجنوبية على أن (تعز وأبنائها) هم مشكلة اليمن، (وصناع حالة عدم الاستقرار) وسبب تعثر النظامين الشطرين..؟! لتبدأ مرحلة استهداف تعز وأبنائها وفق هذا المخطط، ولم اتحدث عن هذا جزافا أو رجما بالغيب بل عن دراية ومعرفة واطلاع ولدي الوثائق التي تؤكد كل ما اسلفت من القول ورحم الله الشهيد والمناضل الوطني والرمز التعزي الاستاذ عبد العزيز عبد الغني واسكنه جنات الفردوس، ورفيق دربه الشيخ المناضل والشخصية الوطنية والوجاهية الشيخ والاستاذ عبد الرحمن محمد علي عثمان _رحمة الله تغشاه _اللذان قدما لي ذات يوم نصيحة وحكمة لن انساها بذات القدر الذي يستحيل عليا نسيانهما حتى ألقاهما.. وبمعزل عن فحوى أو مضمون النصيحة والحكمة التي احتفظ بها لنفسي، إلا أن ما همسوا به ذات يوم (للعبد لله) فيه ما يختزل سيرة وطن ومسيرة شعب ويجعل دور تعز وأبنائها ليس خيارا وطنيا وحسب، بل قدرا على تعز وأبنائها التسليم به، ومواصلة السير في طريق هذا القدر مهما كانت التبعات والتضحيات وكانت التعسفات والاستهدافات، فإن تعز وأبنائها مطالبين بامتصاص واستيعاب كل الضربات التي توجه إليهم ولادوارهم الوطنية. ( 17) خلال مرحلة التحولات الوطنية اليمنية التي انطلقت _إفتراضا _عام 1962م باندلاع شرارة الثورة اليمنية، برزت (تعز) وأبنائها بحماس ثوري ورغبة تصل حد (الشبق) بالتغير والتحولات وتأسيس دولة يمنية عادلة، دولة تترسخ فيه العدالة ووحدة المواطنة وتكرس ثقافة الهوية والانتماء، دولة تدار من قبل نظام وطني ينظر لكل الجغرافية اليمنية الطبيعية بنظرة موحدة، غير أن هذا الحلم تبخر وتكالبت عليه قوي التخلف والاستبداد، وتزامنا مع انطلاق فجر التحولات، انطلقت بالمقابل المسلسلات التأمرية من قبل قوي التخلف والتسلط والجهل التي صعدة على متن قطار الثورة ليس حبا بالثورة والتغير، ولا حبا بتطور وتقدم اليمن، بل صعدة على متن هذا القطار نكاية ب(أسرة حميد الدين)..؟! تلك الأسرة التي حكمت البلاد و(داست بأقدامها) على غطرسة الوجاهات القبلية ونفوذها واوغلت في إهانة رموزها، وقد حاولت الترويكا القبلية عدة محاولات للتوافق مع (أسرة حميد الدين) سلما وبالتراضي والتوافق، واخفقت،ثم حاولت استمالة بعض من الأسرة الحاكمة وتشجيعها والاصطفاف إلى جانبها بهدف دفع هؤلاء البعض لمواجهة بعضهم الآخر، واخفقت المحاولة، ومع كل محاولة كانت هذه الترويكا تقدم عليها ضد الحاكم كان الحاكم يزداد عتوا وغلظة وغطرسة، وكانت أبرز إنجازات هذه الترويكا القبلية وبعد الكثير من المشاورات والاستعانة بجماعات ونخب خارجية، وكل هذا أثمر باغتيال (يحي حميد الدين) الذي كذب وغدر وضحى بأبناء اليمن وقبائل اليمن بزعمه انه يقاوم (الاحتلال العثماني) ومن أجل هذا التفت القبائل حوله وقاتلوا معه والي جانبه ومن أجله على اعتبار أنه (وطني) يجاهد من أجل حرية واستقلال اليمن..؟ وقد وصلت به الأمور إلى إصدار (فتاوى) وصفها وأتباعه بالشرعية التي لا تقبل النقض والانتقاص فحواها (أن العثمانيين ليس محتلين، بل وكفار والجهاد ضدهم فرض عين شرعا)..! أدرك الأتراك مطالب الرجل فصدر القرار السامي بتعيينه (رئيسا للمحكمة الزيدية) وفق ما اصطلح عليه (صلح دعان)..؟! على إثر حصول (يحي حميد الدين) على مكرمة (الاستانة) بمنحه هذا المنصب أصبح (الأتراك مسلمين وموحدين) فانقلبت قبيلة (حاشد) ضده وبدت بينهما البغضاء، فقامت سلسلة محاولات ضده انتهت باغتياله بعد أن كان الطاغية قد طغي وتجبر وتحول بقراره الذاتي وسلسلة من المؤامرة حاكها ضد اليمنيين من (رئيس للمحكمة الزيدية) إلى (إمام لليمن واليمنيبن) بقوة جبروته وطغيانه..؟! ومنذ اتفاق (دعان) حتى اغتياله في منطقة حزيز عام 1948م، أخفقت كل محاولات التغير، بل أدت نهاية الطاغية إلى بروز من هو اطغي منه وأكثر قسوة وبشاعة واستعلاء نجله الطاغية أحمد..؟! الذي لم يتردد في إنكار نسب (الأسر الهاشمية) في اليمن بفتوى اعتبر نفسه وأسرته فقط هم (الهاشمين) وحسب وما دونهم هم بقية من (رعاع) فيما بقية شرائح المجتمع اليمني هم (رعية وعبيد)..؟! إلا أن أشرقت شمس سبتمبر 1962م وهي الثورة اليمنية الأولى والأخيرة، فلا ثورة كانت قبلها ولا ثورة جاءت بعدها ومن يقول بغير هذا القول فهوا آثم وقوله افك..؟! كان قدر تعز وأبنائها ورموزها أن يحملوا شعلة الثورة والتغير والتف إلى صفهم أحرار بقية النطاقات الجغرافية الوطنية من شمال الوطن وجنوبه، من إب وريمة وتهامة، باستثناء قبيلتي (حاشد وبكيل) وفيما أعلنت الأخيرة انحيازها المطلق لنظام الإمامة وخاضت معركة الدفاع عنه في وجه الثورة والثوار، اعتمدت الأولى سياسة المراوغة والترقب وانتظار المنتصر في المعركة..!! كانت (حاشد) ومن خلال رموزها قد تنفسوا الصعداء برحيل رموز الإمامة، لكنهم في ذات الوقت لم يرغبوا بتغيير أو استبدال نظامه ومشروعهم هو أن يحلوا هم بديلا عن أولئك الرموز الراحلة، فهم ضد التغير وضد اي مشروع وطني ينتقص من مكانتهم ونفوذهم الوجاهي، وهم ضد الأفكار الثورية والوطنية والقومية التي جاء بها أبناء تعز وأحرار اليمن، الذين اعتبروا بنظر الرموز القبلية (شيوعين وملحدين وقوميين علمانيين واشتراكيين) وجميعهم أعداء (الدين الإسلامي) وبالتالي هم خطرا على القبيلة وعاداتها وتقاليدها واعرافها، والواجب محاربتهم، وفيما كانت (بكيل) تقاتل الثورة والجمهورية مع بقايا( فلول الملكية) والمرتزقة الذين جلبتهم أسرة (آل سعود) بما فيهم مرتزقة (صهاينة)، كانت (حاشد) داخل الصف الجمهوري تضع شروطها علي الجمهورية وشكلها وهويتها ، تارة بجعلها (جمهورية إسلامية) وأخرى بإخراج رموزا وطنية منها لأنهم كذا؟ وكذا..؟ وكانت تعز وأبنائها ومعهم أحرار اليمن يدفعون ثمن هذا النزق العبثي والاستعلائي دما ودموع واهات وحسرات وقدرات مادية ومعنوية..! إلا أن حلت نكبة أو كارثة (نوفمبر 1967م) ويعد شهر (نوفمبر 1967م) من أسواء الأشهر الكارثية التي حلت باليمن، إذ أسس هذا الشهر انهاية الثورة في صنعاء وإحلال ( النظام الطائفي) بديلا عنها وأسس في عدن لنظام (انفصالي شطري) لتبدأ على إثر ذلك بداية رحلة النزيف الوطني وكانت تعز وأبنائها هم دافعي الثمن الأكبر.