1/15/2025 2:39:26 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
ما أشبه الليلة بالبارحة..؟! كتب/طه العامري..
5/12/2023
كان على المناضل عبد الغني مطهر، والمناضل أحمد عبده ناشر العريقي، أن يسخروا أنفسهم وكل قدراتهم في سبيل الثورة والجمهورية، والإنفاق في سبيل انتصار هما كل غال ونفيس ومن أموالهم الخاصة التي كسبوها بعرق الجبين، وبدلا من إقامة نصب تذكاري لهما أو إطلاق اسميهما على هذا الحي أو ذاك الشارع، فقد تم مكافئة الأول بأن زج به في إحدى زنازين (سجن الرادع)، فيما قوبل الثاني ب(السخرية)..؟! أثناء حصار صنعاء هرب كبار قادة البلاد ورموز السلطة وتركوا العاصمة تحت رحمة (مرتزقة الملكية بقيادة بوب دينار وكندي والحسن ومحمد بن الحسن والبدر)..؟! فوقف النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب الذي اختاره زملائه من أبناء القوات المسلحة وبالانتخاب ليكون رئيسا لهيئة الأركان فقاد رفاقه وزملائه وأفراد المقاومة الشعبية من عامة أبناء الشعب، فصنع بهم ومعهم ملحمة الانتصار الأسطوري في معركة السبعين يوما وتمكن من صناعة الانتصار، وبعد أندحار قوي الأرتزاق تم مكافئة بطل السبعين ( بالقتل والسحل في شوارع صنعاء) برعاية ( شيخ القبيلة) وجنرالات القبيلة (الشجعان) جدا الذين استكثروا على (البرغلي) أن ينسب إليه شرف صناعة النصر..؟! بعد قيام حركة 13 يونيو التف شيوخ ووجهاء تعز خلف الحركة وباركوها، فعوقبوا بالقتل والتصفية لاحقا والصقت التهمة ب(برغلي) آخر وحين سؤل (الشيخ) عن سبب خلافه مع (عبد الله عبد العالم) رد من صفحة خلافه مع عبد الرقيب وحين تم تذكيره بأن هناك فترة زمنية بين هذا وذاك عشر سنوات، أجاب بكل تلقائيه (كلهم سوى.. كلهم شيوعين، وكلهم قتلوا مشائخ الشافعية)..؟! الفريق سلطان السامعي المفترض انه نائب رئيس الجمهورية، واحد صناع (ثورة 21 سبتمبر) وأبرز الرموز المعارضة للنظام السابق، الذي كان أول من تعاطف مع (مظلومية أبناء صعده) ورفع صوته رافضا ومعارضا الحرب عليهم، غير أن ثمة( تراجيدية سفسطائية) تخيم بغبارها حول الرجل المتطلع لدولة النظام والقانون، والذي نسج شراكة نضالية مع ( مظاليم صعده والوطن ) الذين لم يتجرعوا ويلات الظلم لوحدهم بل قطاع واسع من الشعب اليمني عاش في كنف الظلم وقد تكون تعز أكثر من تجرع مرارة الظلم والقهر، واستبيحت قدراتها ودماء أبنائها، الأمر الذي رأى فيه (السامعي) حافزا للشراكة الوطنية مع الآخر الوطني الذي ثار ضد الظلم مع إنه لم يكن مظلوما بقدر ما حمل سلاحه واشهره بوجه من ظلموه، وهذا لم يحدث مع (مظاليم تعز) الذين انشغلت بهم مقصلة الجلاد وظاقت بهم زنازينه ورغم ما حل لهم وما تعرضوا له، لم يحملوا بندقية ليس ضعفا أو جبنا، بل حاولوا تكريس قيم وطنية وحضارية، وان حاولوا اتباع الطرق الكلاسيكية في التعبير عن مشاعرهم عبر (إنقلاب) خال من مظاهر القهر والدم، ولكنهم أخفقوا ليس لأنهم عاجزين عن صناعة حدث بهذا الحجم، بل بسبب رغبتهم في سلمية الحدث، وأيضا حرصهم على عدم إراقة دماء الشعب، وحرصا على عدم إثارة (العصبية القبلية) التي تصاب بحالة من الهيستريا إذا ما حاول (البراغلة) التعبير عن انتمائهم الوطني..؟! (سلطان) كان المرحب به في لحظات الهدم، إما وقد اكتملت أركان الهدم واستوي الشريك الافتراضي على عرش ألمرحلة مصرا على تشكيل أطيافها بريشته الخاصة رافضا الشراكة والشريك، بل ومعتبرا الشراكة أن ذكر بها من الشريك بمثابة (شرك) تستوجب إقامة الحد على من يذكرها، وهذا مآزق (السامعي) المناضل الوطني الذي عارض (طغاة الأمس) فكان بطلا ورمزا وطنيا بنظر وأدبيات شركائه، لكنه اليوم سيتحول من (شريك) إلى (مشرك) بكل الاستحقاقات المكتسبة أن هو عارض أو انتقد مظاهر وسلبيات المرحلة ورموزها..؟! وحين يتحول (سلطان) إلى هدف لذباب الكيد والحقد، فهذا يعني أن هناك ثمة من يفكر بتكرار مآسي وإحداث الأمس وربما منح (السلطان) مكافئة على غرار ما منح اسلافه، ولكن من يفكر بهذا اليوم يكون (جاهل ومتخلف واغبي من حمار جحا) لو فكر بإعادة اجترار تراجيدية الماضي، لأن الماضي لن يعود بأحداثه، ولن يعود أيضا بأساليبه، لكن الوطن هو الباقي والخالد، بامثال (سلطان) ومواقفه، لأنه وأمثاله يبحثون عن وطن وهوية، فيما الباحثين عن ذاتهم ومصالحهم سيلحقون بمن سبقهم من اسلافهم الذين لم يسقطوا بقوة من خلفهم بل سقطوا بقوة ظلمهم وغياب عدالتهم واعتبار الوطن إقطاعية خاصة بهم..! أن سلطان ضمير وطن وشعب وأمثاله لا يهزمون وان رحلوا سيظلون حاضرين، وان ماتوا سيبقون أحياء، وخصومه وحدهم أموات وان كانوا احياء..! ولوجه الله اقول ناصحا لمن يتوهموا إمكانية احتوى أو تدجين (سلطان).. إعقلوا.. فالعقل زينة.. والجناان يحتاج له عقل.. وما كان ممكنا بالأمس يستحيل أن يكون اليوم..والعاقل الحصيف من يتجنب غضب الحليم..؟!