1/15/2025 2:50:32 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
فلسطين بين : مواقف الأشقاء واستراتيجية الأعداء..؟! كتب/طه العامري..
5/13/2023
تدرك أمريكا ومنظومة الغرب الاستعماري أن (الكيان الصهيوني) الذي زرع في قلب الجغرافية العربية _فلسطين _ إنه كيان غير قابل للبقاء إلا في تفتيت العرب وتمزيق مواقفهم، وفي تشطير وتمزيق الموقف الفلسطيني، فإذا ما توحدت المواقف العربية وتوحد الموقف الفلسطيني فإن هذا سيكون كفيلا بزوال هذا الكيان..! لذا عملت أمريكا وبقية المحاور الاستعمارية الغربية على تكريس استراتيجية تمزيق المواقف العربية عبر توظيف وسائل وأدوات وخلق كل مقومات التفرقة بين العرب، بعيدا عن تداعيات المشهد الفلسطيني وان كان هو المشهد المستهدف. لعبت القضية الفلسطينية دورا في إيقاظ الوعي القومي العربي وكانت ثورة يوليو والزعيم جمال عبد الناصر إيقونات الوعي القومي وقومية المعركة ووحدة الهوية والمصير للأمة، فتم شيطنة عبد الناصر والقومية وقامت عليهما معارك ومؤامرات برعاية الاستعمار واذنابه من الأنظمة الرجعية العربية.. كان عبد الناصر زعيما عربيا بأمتياز، وكأن مدركا للمخططات الاستعمارية والطرق الاحتيالية التي اتبعها لضرب وحدة المواقف العربية، وبرحيله تم عزل مصر ثم عزل بقية أنظمة الأمة عن بعضها، ومع أن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م مثل مكسبا فلسطينيا وانتصارا وطنيا حققته الثورة العربية في فلسطين، بعد رحلة اغتراب وتنكيل واستهداف تعرضت له الثورة الفلسطينية حتى بلغ الحال بقائدها الراحل المناضل ياسر عرفات (أبو عمار) أن قال :(اتمنى ان احصل على كيلوا متر مربع داخل فلسطين لنستقر فيه ومنه ننطلق لتحرير بقية التراب الوطني الفلسطيني :).. بيد أن سياسة تفرق تسد التي تكرست في العلاقة العربية _العربية، تم تكريسها في مفاصل الواقع العربي الفلسطيني وداخل مفاصل الثورة الفلسطينية، وفيما وجدت السلطة الوطنية الفلسطينية نفسها مكبلة باغلال الاتفاقيات الدولية، ذهبت بقية فصائل المقاومة تبحث عن ذاتها وان على أنقاض المصلحة الجمعية للوطن والقضية والشعب..؟ اليوم (الصهاينة (يستهدفون فصيل مقاوم دون آخر، ويجزرون الجغرافية الفلسطينية، وفيما شهدنا بالأمس استهداف لحركة (حماس) وتحييد حركة (فتح) باعتبارها قد أصبحت سلطة ملزمة باحترام تعهداتها، نرى اليوم استهداف لحركة (الجهاد) وتحييد (حماس) باعتبارها هي الأخرى قد أصبحت جهة اعتبارية مسؤولة منذ سيطرة على قطاع غزة بانقلابها على السلطة وحركة فتح..؟! تداعيات عبثية تعيشها الأمة والقضية، هي من يراهن عليها العدو في بقائه وديمومة غطرسته وارتكابه للجرائم المنظمة بحق الشعب العربي في فلسطين وبصورة يومية وكل يوم يركز على فصيل، والمؤسف أن نجد بعض العرب يتدخلون كوسطاء بين الفصيل المستهدف والعدو القاتل وكأن فلسطين لا تعني له شيئا إلا بعض من دوافع إنسانية يقوم بها الوسطاء العرب ليس من أجل فلسطين بقدر ما هي من أجل العدو وفي سبيل سكينته واستقرار وأمن مستوطنيه..!! وساطات تساوي بين الضحية والجلاد بين القاتل والمقتول بين المحتل وصاحب الأرض المحتله..؟! أن وحدة الموقف العربي الفلسطيني هو خيار وليس فعل من ترف، ووحدة الموقف بين السلطة والفصائل هو طلب مقدس يفترض إنجازه وتحقيقه إذا ما أراد الشعب الفلسطيني وفصائله وكل فعالياته استعادة وطنهم وإعلان دولتهم بعاصمتها القدس الشريف، ووحدة الموقف العربي مطلوب لتعزيز الموقف العربي الفلسطيني، وان كانت المقاومة قد وصلت لمراتب نضالية متقدمة في مواجهة العدو فإن تعزيز دور المقاومة يزداد متانة إذا ما وحد العرب مواقفهم ليس في تبني فكرة قومية المعركة فهم أعجز من أن يتبنوا فكرة كهذه التي لايتبناها إلا رجالا صدقوا مع الله ومع أنفسهم وامتهم وأمثال هؤلاء تفتقدهم الأمة، لكن ما هو مطلوب من أنظمة المرحلة العربية يندرج في سياق أضعف الإيمان وهو توحيد رؤيتهم تجاه فلسطين وشرعية مقاومتها للاحتلال وان لا يضعوا أنفسهم وقدراتهم في خدمة العدو والمستعمرين الداعمين له، ويهرولوا للوساطة والضغط على هذا الفصيل أو ذاك لوقف المقاومة والدفاع عن كوادره الذين يستهدفون العدو بطرق غير شرعية وغير أخلاقية وغير إنسانية بل تعكس الهوية الإجرامية لكيان إرهابي محتل. إذا يكفي النظام العربي انه وضع السلطة الوطنية في مربع حرج، مربع تبدوا فيه عاجزة ومهددة بالويل والثبور أن تحركت منه، في ذات الوقت لم يلتزم بالمقابل من وضعوا السلطة في هذا المربع بتعهداتهم تجاهها وهذا السلوك هو ما يراهن العدو وأمريكا على ديمومته، إلا يكفي أن مصطلح الصراع العربي _الصهيوني، قد أصبح صراعا فلسطينيا _إسرائيليا، ثم أصبح صراعا بين _غزة وإسرائيل، وها هو اليوم يوصف بأنه صراع بين الجهاد وإسرائيل..؟ ليس هذا وحسب بل طال التجزير في ألتوصيف الجغرافية الفلسطينية، فهناك مشكلة القدس، وهناك غزة، وهناك الضفة، وهناك عرب 48..؟! وكل هذه التقسيمات صناعة أمريكية استعمارية انجر لها العرب وتورط في مستنقعاتها حتى أبناء فلسطين الذين عليهم أن يدركوا أن أنتصارهم في وحدتهم وكما هي منظمة التحرير تمثلهم سياسيا ووجوديا عليهم الاعتراف بها وجعلها المعبر عنهم في مختلف الجوانب ومنها العسكرية والامنية..فما تشهده الساحة الفلسطينية مؤلما بفرقته ومثيرا للإعجاب والدهشة بمقاومته، إذا فلتتوحد البندقية والإرادة داخل فلسطين ففي هذا التوحد بداية الطريق نحو النصر المبين