1/15/2025 2:41:53 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
فضل النهاري
( جراح لا تندمل ) -كتب فضل النهاري
8/18/2023
كتب / فضل النهاري صفحة من سجل الصفحات القاتمة التى عاشتها اليمن ابان العدوان السعودي الأمريكي على البلاد في مارس من العام 2015 للميلاد دارت فصولها هنا في تعز .. ؟!! مجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية شهدتها هذه المحافظة اليمنية على يد تحالف العدوان وادواته المحلية والأجنبية في الداخل. جرائم ستبقى رغم تقادم الأيام والسنين جرحا غائرا في الضمير الإنساني وشاهدة على حجم المشروع التامري الذي اعد خصيصا لتكتوي به اليمن عموما وتعز على وجه التحديد .. تعزعاصمة السلم والتعايش والثقافة اليمنية ورائدة حركات التحرر الوطني عبر العصور .. صرح معرفي وثقافي اريد له ان يندثر لتقوم على انقاضه ممالك داعش واخواتها ولتبتديء المأساة !! <<<< الاحداث الدامية التي شهدتها اليمن عموما ومحافظة تعز تحديدا قبل وبعد بدء العدوان السعودي الأمريكي لم تكن وليدة اللحظة ولكنها نتاج طبيعي وتسلسل منطقي لجملة من التراكمات السياسية والثقافية والاجتماعية عملت قوى العدوان ووكلاءها التاريخيون في الداخل منذ عقود طوال على زراعتها وتغذيتها داخل المجتمع اليمني وبرعاية من الأنظمة السياسية المتعاقبة على البلاد بدءا من اواخر القرن الماضي على وجه الخصوص وعبر سياسات اتسمت بالتبعية المطلقة للخارج ,, تبعية امتدت لتشمل كافة أوجه الحياة العامة وصولا الى القرارات السيادية للبلاد .. الشراكة التاريخية بين النظام السياسي السابق في اليمن والجماعات الوهابية وعلى راسها جماعة الاخوان المسلمين شكلت منعطفا هاما وخطيرا في التاريخ اليمني المعاصر برزت فيه الى السطح اللافتات المذهبية والمناطقية والعنصرية وغيرها من اللافتات التمزيقية و التي برزت كجزء اساسي من اجندة تحالف العدوان السعودي الأمريكي .. هذه الشراكة التاريخية بين النظام السياسي في اليمن والجماعات الوهابية التكفيرية وعلى الرغم من كونها جرت برعاية من دول الوصاية على البلاد أو قوى تحالف العدوان الرئيسية - الا انها تاثرت كثيرا ابان الانتفاضة الشعبية في فبراير عام 2011 م لكن اثارها كانت قد امتدت لتتجاوز اطار العمل السياسي المشترك الى مدى خرج عن سيطرة اللاعبين المحليين الى التحريك المباشر لكل هؤلاء من غرف استخبارات العدوان .. يندرج ضمن تشكيلة الادوات المحلية هذه نخب سياسية وهيئات وكيانات مدنية متعددة انخرطت خلال فترات زمنية مختلفة وتحت تأثير المنعطفات السياسية والاقتصادية في البلاد داخل بوتقة الارتهان للخارج .. عانت تعز طوال العقود الأخيرة حالة من الاحتقان السياسي والعدوان الثقافي المنظم عبر الجماعات التكفيرية الوهابية واذرعها السياسية والعسكرية بهدف تغييب الهوية الحضارية والدينية لهذه المحافظة وغيرها من المحافظات اليمنية ذات الطابع الديني الصوفي المتجذر في أعماق التاريخ .. والمرتبط ارتباطا وثيقا بفقه وحب اهل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم .. هذا الاستهداف كان عبارة عن نموذج مصغر للاستهداف الشامل لكافة التيارات المناهضة لمشروع الهيمنة والاستعمار وادواته في الداخل .. ومع اندلاع العدوان السعودي الامريكي على البلاد في مارس من العام 2015 والفترة الزمنية التي سبقته شهدت تعز واليمن عموما ابرز تجليات هذا المشروع التكفيري الوهايي ,,عمليات تصفية واغتيالات ممنهجة طالت رموزا دينية وسياسية وثقافية مناهضة للمشروع الصهيوامريكي اتسمت في اوقات كثيرة بالطابع الطائفي والعنصري والمذهبي والمناطقي بشكل يوحي للمراقب بان اليمن قد دخلت مرحلة تاريخية عصيبة لن تخرح منها قبل دفع فاتورة باهضة الثمن !! المعالم التاريخية والمساجد الاثرية واضرحة الاولياء تعرضت لاوسع هجمة تدمير واحراق وتفجيرعلى يد العصابات التكقيرية شملت كافة المحافظات اليمنية ,, الجنوبية منها على وجه التحديد بالاضافة الى تعز .. 55 جريمة على الاقل اوردها الملتقى اليمني للتصوف في احصائية صدرت في العام 2018 للجرائم المرتكبة من قبل عصابات داعش والقاعدة بحق الاثار والمساجد التاريخية والقباب والاضرحة بالاضافة الى عمليات الاغتيال ونبش القبور .. 21 منها في محافظة تعز وحدها وفي صورة مستنسخة لما جرى في افغانستان والعراق وسوريا وغيرها على يد العصابات التكفيرية نفسها .. مجزرة آل الرميمة واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين بمديرية مشرعة وحدنان بتعز على يد التكفيريين واتباعهم في الثلث الاخير من العام 2015 م فصول هذه الجريمة بدأت بعد اندحار فلول مرتزقة العدوان من معسكر اللواء 35 بمدينة تعز ..وتمركزهم في منطقة ادود بصبر الموادم ..واستهداف المواطنين والممتلكات العامة والخاصة بالاضافة الى قوات الجيش واللجان الشعبية في ذلك المعسكر وفي محيطه وصولا الى منطقة الضباب وبمختلف انواع الاسلحة ..مادفع قوات الجيش واللجان الشعبية لاستحداث موقع عسكري مقابل في قرية (ذي عنقب) بمديرية مشرعة وحدنان وذلك لمنع مرتزقة العدوان في أدود من مواصلة اعمالهم العدوانية .. لم يرق الامر للجماعات التكفيرية وعلى راسها حزب الاصلاح فدفعوا بالمئات من اتباعهم ومواليهم للتظاهر والاحتشاد في مديرية مشرعة وحدنان واستفزاز الحامية العسكرية هناك .. هذه الاحتجاجات المدروسة تصاعدت بعد مقتل احد المتظاهرين الى هجمات مسلحة جرى خلالها احراق دبابة عسكرية على يد عناصر سلفية تلاه الاعتداء على احد الاطقم العسكرية وقتل كافة افراده بعد قطع الطرق المؤدية الى المديرية من قرى (المحرس والقبلة) وحصار افراد الحامية العسكرية في (اكمة مسعود) .. كان هذا السيناريو بحسب الكثيرين معدا بعناية لتفجير الاوضاع في مديرية مشرعة وحدنان وبداية لعملية تصفية واعتقالات وتشريد واسعة شهدتها قرية حدنان وشملت كافة المناهضين للعدوان السعودي الامريكي وعلى راسهم المئات من آل الرميمة وغيرهم من الاسر والعائلات والشخصيات في هذه المديرية وتحت عناوين طائفية وعنصرية ومذهبية أعدت سلفا .. يقول شهود العيان ان المئات من العناصر التكفيرية جرى استقدامهم من مديريات أخرى كما ان عددا منهم كانوا من حنسيات اجنبية .. كان واضحا ان ذلك الاستهداف لم يقتصر على افراد الجيش واللجان الشعبية المتمركزين في موقع ذي عنقب ) بل شمل ايضا كافة اهالي المديرية المنتمين الى جماعة انص ار. الله والمناوئيين للعدوان السعودي الامريكي على حد سواء .. المساعي القبلية لتهدئة الاوضاع افشلها المرتزقة رغم توالي الوساطات ..كان كل شيء يسير باتجاه تنفيذ سيناريو معد بعناية .. هاجم المئات من التكفيريين قرية حدنان من كافة الاتجاهات صباح الاحد ال 16 من شهر اغسطس اي بعد يوم واحد فقط على اتفاق التهدئة ليرتكبوا احدى ابشع المجازر في تاريخ العدوان السعودي الامريكي .. .. اقتحمت المنازل واحدا تلوا الاخر ..اعمال نهب وسلب واسعة قام بها التكفيريون ومن معهم لعشرات المنازل .. عدد من تلك المنازل احرقها التكفيريون او قاموا بتفجيرها .. العشرات من الاسرى وجلهم من المدنيين جرى اقتيادهم بطريقة وحشية الى سجون داعش والقاعدة في مدينة تعز ..البعض منهم قتلوا في قرية حدنان وسحلت جثامينهم امام الاهالي .. عشرات النساء والاطفال من أل الرميمة كانوا عرضة للاستهداف المباشر والمتعمد من قبل التكفيرين ,, وتعرضن لابشع صنوف الاذلال والترويع والاهانة ومحاولات انتهاك الاعراض .. عشرات الجثامين القيت على قارعة الطريق ....لم يجرؤ أحد على انتشالها وتداولت صورها وسائل اعلام العدوان بنشوة المنتصر .. كان مشهدا يندى له الجبين !! وفيما عدا نساء أل الرميمة لم يكن ثمة من يعين على انتشال جثامين الشهداء والضحايا المغدورين ودفنها .... لقد كانت سابقة في تاريخ تعز ان تشهد جنائزا تشيعها نساء فقط !! لم يقف المشهد المأساوي عند حدود الحاضر . .بل امتد ليطال معالم الماضي ايضا اضرحة وقباب وقبور الصالحين من أل الرميمة ومنها مايعود الى ماقبل 6 قرون هدمت واحرقت ونبشت على يد داعش والقاعدة .. الاحصاءات الموثقة عن تلك المجزرة تشير الي ان عدد شهداء هذه المجزرة الوحشية بلغ 28 شهيدا و 11 جريحا .من بينهم 3 شهيدات و4 اخريات في عداد الجرحى 145 منزلا جرى اقتحامها وتمثل اجمالي عدد الاسر التي هجرت قسرا منها 35 منزلا هدمت او احرقت بشكل كامل ..والحصيلة الاجمالية لعدد المهجرين من آل الرميمة فقط هو 945 نسمة .. جريمة ومجزرة بشعة لم يحرك لها المجتمع الدولي او منظمات حقوق الانسان ساكنا .. الشهادات التي جمعناها من اهالي قرية حدنان لاسيما من الناجين و الاسرى - ومنهم من لايزال مصيره مجهولا حتى الان - اكبر من ان توجز تفاصيلها في سطور .. ؛؛؛؛ جريمة قرية حدنان وما تزامن معها من جرائم مماثلة شهدتها مدينة تعز اثر اقتحام عصابات مرتزقة العدوان لمقر الامن السياسي بالمدينة وسيطرتهم على قلعة القاهرة التاريخية وما تلى ذلك من عمليات سحل وتمثيل بجثث شهداء الجيش واللجان الشعبية في شوارع المدينة, كل ذلك كان مؤشرا على مرحلة جديدة تدخلها محافظة تعز لاول مرة في تاريخها .. مرحلة قائمة يرسم العدوان ومرتزقته عناوينها الملطخة بالدماء وبالحقد التاريخي الوهابي الدفين تجاه اليمن وشعبه وايذانا لجرائم اخرى مماثلة ارتكبت تحت عناوين طائفية ومذهبيه وعرقية وكهدف استراتيجي لقوى العدوان يضمن لها اغراق البلاد في مستنقع صراعات لا تنتهي.. صراعات تتجاوز باثارها الزمن الحاضر الى الاجيال القادمة .. »»» بعد اقتحام قرى حدنان كانت الوجهة الثانية للعناصر التكفيرية وهي قرى الصراري بمديرية صبر الموادم .. »»» جامع الشيخ جمال الدين ظل عبر قرون منبر اشعاع ديني وثقافي وعلمي حافظ على خصوصية الطيف الديني في اليمن وقاوم بصلابة عوامل الهدم الثقافي والديني المتمثل بالتيار الوهابي التكفيري الدخيل على المجتمع اليمني .. كما شكلت هذه المدرسة وما انجبته من اعلام ونخب رافدا لكل حركات التحرر والمقاومه والاصلاح الاجتماعي والسياسي ومقاومةالاستعمار القديم والحديث بدءا من مقاومة الاحتلال العثماني وصولا الى دعم وتاييد المسيرة القرانية ومؤسسها الشهيد القائد ال سيد حسين بدر الدين الح وثي منذ البدايات الاولى لظهور جماعة انص ار الله بصعدة مطلع الالفية الثانية . اخضعت قرى الصراري لحصار خانق تعذر معه وصول المواد الغذائية والادوية والطواقم الاسعافية الى قرى الصراري المحاصرة عدد من المرضى والشيوخ والمسنين فارقوا الحياة جراء عدم تلقيهم للرعاية الصحية اللازمة . ،، وضع انساني كارثي لم تجد معه المناشدات والدعوات الى الجهات الاغاثية والمعنية بحقوق الانسان بسرعة التدخل أي صدى يذكر ,, حصار استمر لمدة عام كامل قبل ان يجتاح المئات من جنود المرتزقة وفي مقدمتهم العناصر التكفيرية قرى الصراري يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر يوليو عام 2016م يروي الناجون من ابناء الصراري بعضا مما جرى في قراهم على يد المرتزقة والتكفيرين بقلوب تقطر اسى وحسرة لما الت اليه الاوضاع في تعز .. تعز التي كانت ملاذ الخائفين وقبلة المستنيرين ووجهة العلماء والمثقفين من طول البلاد وعرضها .،، في السادس عشر من شهر يوليو 2016م اعطت غرفة عمليات التحالف الاوامر لفصائل المرتزقة والتكفيرين باقتحام قرى الصراري .. مئات المسلحين المعززين بترسانة عسكرية هائلة واسناد جوي مكثف بدأوا بالهجوم من جميع الاتجاهات واقتحام القرى المحيطة بالصراري تباعا ممارسين خلال ذلك ابشع انواع القتل والتنكيل والسلب والنهب واحراق المنازل والممتلكات .. تفاصيل الماسي والجرائم التي ارتكبت قبل وبعد اقتحام الصراري صبيحة الثامن والعشرين من شهر يوليو 2016 م اكبر من ان تلخصها اسطر وكلمات .. لم يكن قد بقي من شباب الصراري المقاومين والمدافعين عنها سوى سبعة فقط حين اقتحم نحو الف مسلح من المرتزقة والتكفيرين قريتهم .. كل الاتفاقات والوساطات القبلية لمنع وقوع الكارثة افشلها المرتزقة .. كان اخرها قبيل اقتحام قرية الصراري بيوم واحد فقط . الاهالي الذين قرروا مغادرة القرية في الساعات الاخيرة عبر منطقة ( حصبان ) باطفالهم ونسائهم جرى التقطع لهم واقتيادهم اسرى . الاطفال لم يكونوا استثناءا في خطة التكفيرين .. اربعة اطفال وهم 1- محمد خالد محمد الجنيد 2- مروان عبدالكافي الجنيد 3- عبدالناصر مهيوب 4- علاء محمد محمد عبدالواسع جرى اعتقالهم وقتلهم شنقا وذبحا بعد ان امطر التكفيريون اجسادهم بالرصاص وتم سحل جثامينهم واحراقها امام قيادات المرتزقة .. فور دخول مسلحي المرتزقة الى قرى الصراري نفذوا اكبر عملية نهب وتخريب شهدتها تعز والمنطقة .. مسجد جمال الدين التاريخي جرى نهبه. واحراقه ونبش ضريحة على يد التكفيرين ، مشهد لم يكتمل قبل ان يكبل احد الاهالي وهو (بلال سعيد اسماعيل ) داخل المسجد ويفجروه وهو بداخله .. كان اعلام العدوان يحتفي مرة أخرى بما اسماه انتصارا وياله من انتصار !! شهداء مجرزة الصراري بلغ 26 شهيدا بينهم 6 اطفال يضاف اليهم11 شخصا من المرضى والعجزة قضوا جراء عدم توفر العلاج بينهم امراة واحدة . بالاضافة الى 12 جريحا ، 49 اسيرا اقتادهم مرتزقة العدوان الى معتقلاتهم في مدينة تعز تحت التعذيب النفسي والجسدي ، اسيران اثنان ارتقيا شهيدين جراء التعذيب في المعتقل .. ولا يزال 20 اسيرا يقبعون في تلك السجون والمعتقلات حتى الان .. 112 منزلا دمرت بشكل كامل بعد نهبها بالإضافة الى منازل اخرى ، 374 اسرة شردت وبعدد يربوا على 2161 مهجرا قسريا .. كل هذا واكثر تم على مراى ومسمع من المجتمع الدولي الذي قدم نفسه كشريك لقوى العدوان في كل ما يدور .. فضل النهاري سبتمبر 2020 ميلادية