1/15/2025 2:55:22 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
عن : اللحظة (القناة) و( اللحظة) الوطنية..؟! كتب/طه العامري
9/18/2023
. تابعت مؤخرا الاشكالية التي تفجرت بين قناة اللحظة الفضائية ورئيسها الزميل عابد المهذري، والتي طالت شخصيات ورموز وطنية، وأدت إلى خلق ردود أفعال متباينة في دوافعها ومواقفها، لكن في المحصلة فإن ما جاءت به قناة اللحظة يندرج في سياق خطاب إعلامي كان له الدور الأساسي في تدشين الأزمة التي نعيشها والوطن والشعب، أزمة صنعها التعصب بكل أشكاله ودوافعه وأهداف أطرافه، تعصب غايته الانتصار للذات الفردية على حساب الذات الوطنية. البلاد وضروفها وما تمر به لا تحتاج قطعا لمثل هذه المعارك الجانبية التي لا تخدم اللحظة الوطنية ولا اللحظة القناة، بل هناك قضايا أكثر مصيرية ومهمة يفترض أن نسخر لها كل قدراتنا المادية والمعنوية كي نخرج والوطن والشعب من هذه الشرنقة الملعونة التي ولجناها دفاعا عن مصالحنا وليس دفاعا عن المصلحة الجمعية للوطن والشعب والجغرافية. إذ ومنذ بدأت الأزمة تم تسويق خطاب اعلامي اقل ما يمكن وصفه إنه خطاب غير مسؤل ولا يمكن وصفه غير إنه خطاب هلامي عبثي يهمش قضايا الوطن ويسلب الوعي الوطني قدرته على التعامل مع الأحداث من خلال تسفيه كل طرف للآخر ومواقفه، ومحاولة كل طرف تجريد الآخر من حقوقه ليس في ابداء الرأي والتعبير عن ذاته، بل تجريده من حقه في المواطنة والانتماء، وبين خطاب صنعاء الذي يوصف خصومه بالمرتزقة والخونة والعملاء ويذهب بعيدا في تجريدهم من كل حقوقهم بل ومصادرة املاكهم الخاصة بذريعة انهم خونة ويعطي نفسه والقائمين عليه صفة القداسة واحتكار الوطنية والشرعية، وبين خطاب اخر قادم من خصوم صنعاء يصف من هم في صنعاء بغير اوصافهم ويعتبرهم عملاء ومليشيات تابعة لإيران وأنهم (فرس ومجوس) الي اخر المعزوفة الانتقاصية التي سوقتها وسائل إعلام أطراف الصراع وأتباعهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأمر الذي عزز ثقافة تهميش وإنتقاص اوصلتنا إلى هذا المدى من الردح الذي طال رموزا وهامات وطنية هي جزءا مفصليا من سلطة الامر الواقع في صنعاء وكان لها الدور الأبرز في استقرار أوضاع سلطة صنعاء وتمددها الي بعض النطاقات الجغرافية، ومع ذلك فإن ثقافة التهميش لم تسلم هذه الرموز من رمادها فطالتهم بمفرداتها الانتقاصية في سياق تباينات برزت في أوساط هذه الرموز المحسوبة على سلطة صنعاء وهو تباين له ما يبرره في نطاق من يريد إدارة دولة بعقلية حضارية ومن يريد إدارتها على طريقته وبما يتكفل بسيطرته دون اعتبار لشراكة الآخرين ووجودهم ودورهم إلى جانبه، وبالتالي فإن ما وقعت به قناة اللحظة الفضائية يندرج في سياق هذا الخطاب الانتقاصي الذي حذرنا منه كثيرا وقلنا مرارا أن ما يجري في البلاد هو صراع على السلطة والحكم والثروة والنفوذ وليس صراعا وجوديا كما يذهب البعض لتوصيفه ممن يرفض الآخر ويسعى لازاحته وتجريده من كل حقوقه بما في ذلك حقه بالمواطنه والشراكة الوطنية. سابقا قلنا واكدنا أن لا سلطة صنعاء قادرة على حكم اليمن منفردة، ولا الشرعية قادرة على الحكم منفردة وانه ليس بمقدور اي طرف إزاحة الآخر بل على الجميع الجلوس والتحاور والقبول ببعضهم كي يتمكنوا من إخراج الوطن والشعب من هذه الشرنقة التي دفعوا إليها بفعل عصبية وتعصب أطراف الصراع ومحاولة كل طرف إلغاء الآخر بالقوة وهو ما لم يتحقق للاسلاف الذين حاولوا سابقا وعبر عصور وإحداث مختلفة التفرد والسيطرة بحكم اليمن سواء قبل الثورة أو بعدها، ولم يتمكنوا من تحقيق هذه الغاية التي لاتزل تراود البعض حتى اليوم ممن لايزالون يحملون فيروس التعالي وثقافة تهميش الآخر، وتقسيم المجتمع إلى شرائح طبقية فيهم (السادة) ومنهم ( العبيد) هذا المنطق لم يعد مقبولا ولا معترف به فاليمن تحكم بالتوافق والاتفاق وثقافة وطنية جامعة.. ولأجل ذلك يجب أن يكون هناك خطاب، اعلامي وطني مسؤل يؤمن بوحدة المجتمع ويعزز من قوة النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية الجامعة والموحدة بعيدا عن خطاب الانتقاص والاستهداف والتحقير وأزدراء الآخر، ولهذا أعود واقول ان لا اللذين في صنعاء يصلون على الماء ولا خصومهم عملاء وخونة بل نحن في معترك صراع سياسي على السلطة ويجب أن يعترف الجميع بأنهم أبناء وطن واحد وأنهم مجبرين على التحاور والقبول ببعضهم، ما لم فإن التمسك بخطاب التعصب سيؤدي حتما الي تمزيق الخارطة الجغرافية وسيذهب كل نطاق بمعزل عن الآخر، وسيكٌون كيانه منفردا، وهذا هو العار الذي سوف تتلطخ به أيادي رموز المرحلة وتاريخهم. أن الإعلام رسالة وطنية مهمته جمع وحدة المواقف وتعزيز قيم الهوية والانتماء لا السخرية والانتقاص من الاخر الوطني، وفي اليمن فساد لا ننكره اكثره بشاعة الفساد السياسي والاعلامي وهذا ما يجب الالتفات إليه والعمل على تصحيحه واجزم انه لولاء الفساد السياسي والاعلامي لما وصل حال البلاد إلا ما هي عليه اليوم من تشرذم وتمزق وتوهان وفقدان البوصلة الوطنية والهوية والانتماء. لا احب الخوض في تفاصيل ليس هناك جدوى من الخوض فيه، ولا يخدم المصلحة الوطنية بقدر ما هو شكل من أشكال التتويه والتظليل ولفت أنظار الناس عن قضايا وطنية مصيرية، وظاهرة الخلاف مع قناة اللحظة أيا كان الطرف المبتدي فيه لا أراه إلا إنه جاء للتغطية عن صفقات قد تحدث ومساومات قد يتمخض عنها حوار الرياض وبالتالي فإن هدف الاثارة قد يكون لأشغال الرأي العام عن ما يجري وما قد يجري في لقاءات الرياض وليس هناك تفسيرا اخر يبرر هذا النزوع للاثارة واشغال الرأي العام خاصة وهناك طرفا فيه له مكانة سيادية ودورا وطنيا هو الشيخ سلطان السامعي الذي نتفق أو نختلف معه لكن هذا لا يعني أن نجعل الرجل بكل تاريخه الوطني وادواره عرضة للاثارة في هذه اللحظة الوطنية تحديدا التي يترقب فيها أبناء اليمن نتائج ما سوف ياتي به لقاء الرياض. للموضوع صلة 18 سبتمبر 2023م