1/15/2025 2:49:08 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
عبدالفتاح حيدرة
بجاه الله يا ثورة 21 سبتمبر قولي شيئا عن الخيواني.. كتب/عبدالفتاح حيدرة
9/20/2023
قاعدتي الذهبيه "لا يمكن ان يدخل قلبي شخص كان يبغضه الشهيد عبدالكريم الخيواني، ولا يمكن ان أبغض شخص كان يحبه الشهيد عبدالكريم الخيواني" الخيواني الإنسان والاستاذ والصديق والزميل، رجل حر، شريف، نبيل، بشوش، منفتح، قروي ، دافىء متدفق، خدوم، مقدام ، لم يكن مجرد صحفي يغطي الحدث وإنما كان يصنع الحدث ويصنع معه رأيا عاما، ولم يكن غاويا للسلطة وإنما كان سلطة فوق كل السلطات، ولم يكن ممتلئا بذماريته بل كان يمنيا ممتلئا بيمنيته.. الخيواني كان قصير القامة، ولكن قلمه كان طويلا وكذلك لسانه وسجارته وأفكاره ، لقد حافظ الخيواني إلى آخر يوم في حياته على اصدقائه وطلابه وزملائه و كياسته ودماثته ومبادئه ولقبه، الخيواني الانسان والكاتب والصحفي والأستاذ والصديق الذي لا قبله ولا بعده.. في صنعاء تعلمت على يد الخيواني أن هناك دائما ذراع لكل الحكومات والأنظمة ، يحق لكل مواطن يحمل الهوية اليمنية الايمانية أن يلويه ، لا شئ يمكنه ان يهزمك في صنعاء سوى أنصاف الرؤى وأنصاف الحلول وأنصاف المسئولين وأنصاف الأصدقاء وأنصاف المثقفين .. أرى صنعاء دوما بعيون كتابات و مقالات وكلمات الشهيد عبدالكريم الخيواني ، الذي كتب عنها كما كتب نجيب محفوظ عن القاهرة و تشارلز ديكنز عن لندن ، وإميل زولا عن باريس ، فلم يترك عبدالكريم الخيواني حيا ولا شارعا ولا زقاقا ولا مقهى ولا دربا ولا حارة ولا معلما صنعانيا إلا ورسمه حيا في مخيلتي ، فجعلني ألهث من الطواف حول دوائر المدينة ، ويعتريني الدوار وأنا أسند رأسي إلى مضجعي في حجرتي الباردة أبحث عن الخيواني كل يوم .. أرى ريف اليمن بقصائد نثر الخيواني و عيون زوامل عيسى الليث وأغنية (أنا يا بوي انا) التي تنقلك الكلمات فيها لمشهد خيالي من الجبال و الحقول والأوديه والأشجار والسواقي والمواشي ورقصة البرع والمحزق والجنبيه والعرس والمهجم والموقف والفرح ، تنقلك من خشونة الأرض إلى نعومة الورق ، كلمات تجوس من خلالها ديار الريف بقصائد وزوامل العاشق لمسقط رأسه ، الذي اطلق شهقة نشأة هوية زامل الثورة اليمني باقتدار لا يضاهى.. أرى كل شبر في اليمن بعيون أخبار إنتصارات الجيش اليمني ، الذين يهيموا بهويتهم اليمنيه حتى النخاع في كل جبهات العزة والشرف ، ويشربوا خمر عشقها حتى الثمالة ، فعند مشاهدة اخبار الانتصارات ، تشعر بانطماس الخط الفاصل بين الخطه والمعجزة، بين الجغرافيا والأدب ، بل بين المعجزه والخطه و الجغرافيا والأدب والشعر ، فهم من جعلوا دراسة وضع الأرض دراسة لسماء الفكر ، وجعلوني أفتش في باطن الجغرافيا اليمنية عن حقائق التاريخ ، وأن أبحث في الجبهات عن الوعي والمثل العليا للإنسان اليمني السوي.. لمن يعرف مقام ان لليمن جنتان ، سوف يعرف كيف أري اليمن بعيون المتيم ، فأحبها على السعة والضيق ، فسعتها جنة الراضي ، وضيقها جنة المحب ، لم أكن - بطبيعة الحال- في حاجة إلى أن أتمثل وطني ، أو أن أتخيله ، لأني نشأت وتربيت فيه على يد المرحوم والدي ، وشممت ترابه في كتابات ومقالات و منشورات وقصائد كتبها الشهيد الخيواني ، ونقعت في مائه وارتويت من معينه الثوري و الإيماني والوطني والادبي والعسكري والثقافي والإجتماعي والامني ، حتى أصبح المكتوب والواقع تماهيا يصل بكل يسر إلى درجة الكمال انتهى بثورة 21 سبتمبر .. بجاة الله يا ثورة 21 سبتمبر قولي شيئا عن الخيواني في ذكراك السنوية، قولي فقط وداعا استاذ الثورة وصديق البؤس.. لك الرحمة والمجد والخلود يا كريم..