11/10/2024 10:46:44 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الوطن المغدور به.. والمواطن الضحية..؟! كتب/طه العامري
9/19/2023
أنا قومي عربي مسلم مؤمن بأمة عربية واحدة من المحيط إلي الخليج وأحلم بمجد هذه الأمة وتقدمها وتطورها وبلوغها آفاق التقدم والرقي، ومؤمن أن المسيحي العربي اخي، والسني، والشيعي، والعلوي، والدرزي، والبهائي، والأباضي، وكل عربي لادين له، كل هولاء أخوتي في العروبة والهوية والأنتماء، وعلي قاعدة الدين لله والوطن للجميع، وبهم تجمعنا وحدة الهوية والتاريخ والجغرافية والمواطنة والثقافية، والشراكة الأجتماعية والحضارية ومعا نلتقي ونعيش تحت راية دولة النظام والقانون والعقد الأجتماعي الذي ينظم علاقتنا مع بعضنا أجتماعيا ومع بعضنا والدولة بقانونها العادل الذي يساوي بين أبناء الوطن والأمة. كانت هذه أحلامي ولأجلها أنذرت نفسي مع آلاف بل الملايين من أمثالي في اليمن والوطن العربي، ومنا من دفع حياته ثمنا لقناعته هذه، ومنا من ضحي برغد العيش كان يمكن أن يتمتع به أولاده وأفراد أسرته، لكنه فضل حياة الكفاف والتقشف في سبيل أهداف نبيلة لايعرف قيمتها إلا النبلاء في وطني وأمتي.. عقودا وهذه القيم تستوطن الوجدان والذاكرة، إلا أن وجد أصحاب هذه القيم النبيلة أنفسهم أمام تحديات تراجيديا مجبولة بكل مفردات القهر والانكسار، تراجيديا عبثية حاك دراميتها ( إبليس) وخاط أطيافها ( الشيطان الرجيم)..! كيف لا، وقد وجدنا أنفسنا أمام روزنامات من (القنابل الموقوته) التي تتفجر أمام وجوه الجميع وطنيا وقوميا وعلي أمتداد الخارطة الاسلامية، هذه القنابل أسمها الأقليات العرقية والمذهبية والطائفية والمناطقية والقبلية، يضاف إلي كل هذه القنابل الموقوته الأنتهازية السياسية والحزبية لبعض النخب التي وأن حملت مسميات حضارية وتقدمية تدل علي وعيها وتطورها، غير إنها عند الممارسة لاتختلف في سلوكها ومواقفها عن أولئك الذين سبق وأن وصفتهم بالقنابل الموقوته. علي أمتداد الخارطة الجغرافية العربية والاسلامية تستعر نيران القنابل المؤقوته التي تتفجر تباعا في وجوه الحالمين بمجد الوطن والأمة، والمؤسف أن أسلافنا الأوائل تمكنوا من أستيعاب هذه القنابل وأستطاعوا أن يفككوا صواعقها بالعقل والحكمة وتركوا أجسادها باقية في أوساط الأمة علي الصعيدين القطري والقومي في حالة من التعايش والتناغم والألفة، غير أن فقدان الأوطان والأمة للشخصيات الكارزمية وأصحاب الحكمة والحل والعقد وحاملي المشاريع الوطنية والقومية، كل هولاء تقلصوا وتوارت أدورهم لعوامل ذاتية وموضوعية منها وأبرزها صعود أصحاب المشاريع الخاصة الذين شكلوا ترويكا نخبوية أنتهازية ليس لها من هم غير تقديس ذاتها والأنتصار لمشاريعها الخاصة علي حساب المشروعين الوطني والقومي، فيما الدين الاسلامي أصبح دين متعدد في المفاهيم والتفسيرات وصار لكل مكون جغرافي دينا خاص به، فيما تناسلت مكونات الاسلام السياسي الذين وجدوا في الدين مشروعا أ ستثماريا رابحا لايكلف أصحابه أكثر من حفظ بعض أيات القرآن الكريم، وكم حديث بغض النظر عن صحته، ليتحول إلي داعية يأمر فيطاع وعلي الجميع التسليم بكل ما يصدر عنه وإلا فكل من لايتبعه ( كافرا ومرتدا) وجب عليه الحد..!! قد تكون اليمن بما تعاني من أزمات تمثل نموذج لفشل إقامة الدولة وترسيخ ثقافة المواطنة، ورغم أن في اليمن مذهبان هما ( الشوافع) و ( الزيود) اللذان يمثلان الطيف المذهبي الأكثر حضورا، ورغم التوافق الظاهري والتعايش الأجتماعي المعلن بين المذهبين، إلا أن واقع الحال يقول أن أزمة اليمن وتخلفها وفشل إقامة دولة المواطنة المتساوية فيها وغياب ثقافة الهوية الوطنية والمشروع الوطني النهضوي، راجع لعوامل وأسباب متصلة بتنافس رموز المذهبين علي السلطة والحكم والسيطرة والتسلط، ليدفع اتباعهم ثمن هذا التنافس جهل وفقر وتخلف وقهر وحروب ودمار، وحراب تؤغل في تمزيق النسيج الأجتماعي أسواه ما نعيشه اليوم..! بيد أن أزمة المجتمع اليمني اليوم هي أزمة تمثل أمتداد لأزمات قديمة، تمتد جذورها إلي العصور المؤغلة، ورغم قيام ثورة سبتمبر عام 1962م إلا أن الثورة اخفقت في القضاء علي هذه المشاعر المغلفة بكثير من المفاهيم والمفردات الاحتيالية التي أستخدمها الساسة النافذين للتورية عن حقيقة نواياهم التدميرية. في هذه البلاد المنكوبة بنخبها كثيرون يتحدثون عن الوطن والوطنية والوحدة والشعب الواحد، ولكن كل هذه الاحاديث تسوق للاستهلاك وتظليل الراي العام من قبل هولاء الساسة الذين يخفون أهدافهم ونواياهم الخبيثة خلف مثل هذه الشعارات البراقة، لكن واقعيا هناك من يعتبر إنه صاحب الحق في الحكم والتحكم وأن الأخر ليس مؤهلا للحكم ولا حتي للشراكة الوطنية، حقيقة تفجرت في وجوه الحالمين بتقدم وتطور هذا الوطن منذ اللحظة الأولي لثورة سبتمبر قبل ستة عقود، ومع تطور المجتمع، تطورت النظرة الاحتكارية للحكم لتترسخ مقولة ( ما مرة تشخ من طاقة) في وعي البعض كثوابت وعليها راحوا يفصلون الوطن والهوية والقيم الوطنية..؟! اليوم اليمن أمام أنفجار أجتماعي لا أحد قادرا علي لجم نيرانه المستعرة مهما حاول وأيا كانت قدرات التطويع لديه، ما لم يعود الجميع للوعي الجمعي الوطني ويعملوا لمصلحة الوطن والمواطن ويقبلوا ببعضهم وفق عقد أجتماعي مقدس يرسخ قيم الهوية والأنتماء ويقيم دولة المواطنة المتساوية القائمة علي شراكة وطنية صادقة وحقيقية، شراكة من أجل بناء وطن ودولة ومواطنة وهوية وطنية، لا الشراكة المتعارف عليها التي تهدف إلي أحتوي الشريك لمرحلة قبل التخلص منه أو إحالته إلي أسطبل( الكلافين) ليصبح مجرد عبد ينفذ ما يؤمر به. 19 سبتمبر 2023م