1/15/2025 3:02:36 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
أزمة الكيان تتجسد في السلوكيات والخطاب..؟! كتب/طه العامري..
2/7/2024
أحدثت معركة (طوفان الأقصى) ما يمكنه وصفه بالتداعيات التراجيديا بمظاهرها الدرامية التي بدت فيها العقلية (الصهيونية) في سلوكها ومواقفها وتصرفاتها وأفعالها وخطابها وكأنها تجتر مآثر اسلافها من قدماء (اليهود) الذين خاضوا مع الله ورسله وانبيائه معارك جدلية ونكران وتنكر لكل معجزات الله وجحود بكل النعم التي أنعم بها سبحانه وتعالى على (بني إسرائيل) مع تقديرنا وإدراكنا أن هؤلاء الذين يحتلون فلسطين ليسوا (يهودا) ولا علاقة لهم ب(اليهودية) لا كدين ولا شريعة ولا قيم ولا أخلاقيات أو سلوك، بل هم (صهاينة) الذين كانوا من اوائل من كفر بالله وبرسله ورسالته وحرفوا (التوراة) ونكروا (الإنجيل) وكذبوا (القرآن) وهم كانوا ولا يزالوا مجرد أدوات لتيار استعماري مؤغل بالقدم وواسع الحضور والنفوذ وهو التيار الذي اسسه (السامري بعجله) والذي يسيطر اليوم على العالم ويتحكم به عبر كارتل (الشركات الكبرى القابضة) التي تحكم العالم اليوم. بيد أن السلوكيات (الصهيونية) وعلى مختلف المجالات السياسية والعسكرية والامنية والإعلامية والاجتماعية، بدت على إثر معركة طوفان الأقصى وكأن هذا الكيان فقد القدرة على التماسك، وان حالة الارتباك والانهيار تبدوان أكثر حضورا في مواقفهم من تلك التي كانت خلال حرب أكتوبر 1973م..! من يتابع التصرفات الصهيونية العسكرية والسياسية والاجتماعية منذ تفجرت معركة طوفان الأقصى يجد أن هذا الكيان فعلا يخوض معركة (وجودية) حسب تصريحات احد اهم قادته وهو ( جانتس) الذي دخل عضوية مجلس الحرب المصغر رغم إنه ليس عضوا بالحكومة، لكنه فرض من قبل أمريكا والغرب على رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو الذي فقد وحكومته ثقة أمريكا والمنظومة الغربية الراعية للكيان، ورغم فقدان الثقة إلا انهم سارعوا لدعم الكيان ونتنياهو بعد أن ايقنت واشنطن والغرب أن الكيان الذي أوجدوه في المنطقة أنهار خلال ساعات وانهارت كل أساطيره وقدراته أمام المقاومة الفلسطينية ذات القدرات المحدودة والذاتية وذات الإرادة الفولاذية الخارقة التي لا تقهرها أي قوة أو تحوؤل بينها وبين حقها في الدفاع عن شعبها وتحرير مواطنيها من الاحتلال. التصريحات العنترية التي يطلقها قادة ومسؤلي هذا الكيان تعكس بحقيقتها حالة ضعف وعجز وانهيار، وهزيمة ذاتية وموضوعية تستوطن هذا الكيان وقادته وهذا ما دفع أمريكا للحضور بشكل مباشر سوي في إدارة العدوان على قطاع غزة أو في العدوان على اليمن بعد موقفه الداعم للقضية الفلسطينية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب. يطلق الصهاينة تصريحات عنترية لا تتسق مع معطيات المعركة الميدانية التي تؤكد فشل واخفاق العدو في تحقيق مكاسب تذكر رغم دخول المعركة شهرها الخامس، كما أن التصريحات المتناقصة التي يطلقها قادة الكيان والتي تعبر عن رؤى ومواقف فردية ولا تعبر عن رؤية موحدة لكيان متماسك يتمتع قادته بقدر من الحصافة واحترام الذات..؟! إذ لا يزل رئيس حكومة الكيان مثلا يتحدث عن ازالة المقاومة وتفكيك قدراتها وتصفية قادتها مع إنه ومنذ خمسة أشهر ورغم الاستخدام المفرط والغير مسبوق للقوة الجوية والبحرية والبرية والاستخبارية ومعها المساعدات الأمريكية البريطانية والغربية، ورغم الدمار الهائل للقطاع فإن الجيش الصهيوني عاجزا عن تسجيل ولو انتصار يذكر ولا تزل اليد العليا والطولي للمقاومة التي تمسك بزمام الأمور وتسيطر على الميدان. بيد أن وقوف واصطفاف العالم وانظمته الي جانب العدو باستثناء الموقف إليمني وموقف المقاومة في لبنان والعراق فإن العالم بكله يكاد يكون في صف العدو إرضاءا للإدارة الأمريكية _البريطانية الغربية، واللافت أن أحدا لم يكن يتصور امريكيا وصهيونيا، هذا الصمود الاسطوري في قطاع غزة الذي سجلته المقاومة والشعب، بعد أن فشل العدوان في تحقيق أيا من أهدافه، لا من حيث هزيمة المقاومة وتجريدها من السلاح، وتصفية قيادتها، أو من حيث التهجير، الأمر الذي وضع حكومة الكيان في مازق حقيقي على المستوى الداخلي والخارجي، ووضع واشنطن بدورها أمام مازق ربما يتماهي مع المازق الصهيوني أن لم يكن أكثر إيلاما منه على صعيد النفوذ الجيوسياسي للولايات المتحدة الأمريكية التي فقدت ليس هيبتها كدولة عظمى بل فقدت احترام العالم لها بعد أن أثبتت انها دولة لا تومن بتعهداتها ولا تصدق بوعودها وغزة بصمودها لم تهزم الكيان المحتل وتفضحه بل فضحت أمريكا والغرب وكل أنظمة العهر العربية. الأمر الآخر الذي حققته المقاومة بصمودها رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب في قطاع غزة وكل فلسطين، إنها قطعت الطريق وان مؤقتا أمام قطار (التطبيع) الذي كان مهرولا ويحاول تجاوز كل الثوابت والحقائق والمعطيات المتصلة بالقضية ومصيرها. واللافت في هذا السياق ربما ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي في جولته الرابعة للمنطقة منذ بد معركة طوفان الأقصى، إذ تحدث الوزير الصهيوني الذي كان أكثر حماسا لإبادة المقاومة و رافضا فكرة الهدنة اليوم يطالب الرجل ( بهدنة ممتدة) وهذا ما كانت تطالب به المقاومة منذ البداية وكان الرفض يأتي من الصهاينة والامريكان، حتى وإن ربط الوزير الأمريكي هذا الطلب بتجنب اتساع نطاق الحرب..؟! نافل القول إن الكيان الصهيوني وبجانبه أمريكا وبريطانيا وبقية المنظومة الغربية وجدوا أنفسهم ولأول مرة أمام حرب استثنائية، ومقاومة غير مسبوقة وغير متوقعة وغير معهودة، الأمر الذي انعكس على مستوى المواقف السياسية والعسكرية في كيان العدو الذي أصبح رموزه يتهمون بعضهم ويحمل كل طرف المسؤلية على الآخر فيما يواصل رئيس وزراء الكيان يطلق التصريحات الجزافية التي لا تعبر عن ما يعتمل في الواقع وعلى مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والامنية، فيما وزرائه يطلقون التصريحات التي تعبر عن عقليات سفسطائية عبثية لا تمت للواقع بصلة ولا يمكن التسليم بها أو التعاطي معها. كل هذه التناقضات ألقت بظلالها على السياسة الأمريكية بالمنطقة وعلاقتها حتى بحلفائها من الأنظمة وهي قطعا ليس لها حلفاء في الوطن العربي غير مع الأنظمة وبعض المكونات النخبوية المرتبطة بوكالة التنمية الأمريكية التي هي إحدى وسائل جهاز المخابرات المركزية الأمريكية.؟! ختاما وباختصار يقف الكيان وحلفائه أمام هزيمة حضارية هي الأولى من نوعها في تاريخيه وهي الهزيمة التي تقود هذا الكيان نحو الزوال حتميا.