1/15/2025 2:49:30 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
في ذكراها الخامسة والأربعين :الثورة الإيرانية خيار الأحرار ومحراب المستضعفين.. كتب/طه العامري
2/12/2024
تحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ذكري ميلادها الخامسة والأربعين، وهو ميلاد الثورة التي قادها الإمام الثائر آية الله روح الله الخميني _رحمة الله عليه _الذي خاض معترك النضال الوطني ضد اعتي نظام ديكتاتوري مستبد ينتمي لأسرة استبدادية عاثت قتلا وتنكيلا بابنا الشعب الإيراني المسلم، ونصب نفسه وكيلا للقوي الاستعمارية وفي المقدمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، كما كان خادما لعواصم الاستعمار القديم والحديث وحاميا للأنظمة الرجعية والاستبدادية في المنطقة. منذ ريعان شبابه أنذر الإمام الخميني نفسه للثورة من أجل إيران الأرض والإنسان وفي سبيل تحريرهما من قبضة وطغيان أسرة (آل بهلوي) التي تسلطت على الشعب الإيراني عقودا طويلة، أهدرت خلالها سيادة إيران وكرامة مواطنيها، حيث كانت القوى الأجنبية تتقاسم النفوذ على أجزاء من الجغرافية الإيرانية، ناهيكم أن الشعب كان يرزح تحت سياط القهر والفقر والتخلف والترهيب الأمني الذي كان يمثله جهاز (السافاك) وهو الجهاز الأكثر رعبا بين الأجهزة الامنية عالميا والذي به حكم (الشاه) إيران، وفيما كانت الأسرة الحاكمة تعيش حياة رغيدة لا يخفى عبثها على احد، كان الشعب يعيش بنسبة غالبة حياة العوز والفاقة فيما كانت طهران تحت حكم الإمبراطور قد تحولت إلى مدينة لكل ما هو مشين ومناقض لقيم وأخلاقيات الشعب الإيراني المسلم.. كانت إيران قد شهدت الكثير من الحركات السياسية الهادفة الي إسقاط النظام، وكأن كثيرون من أبناء إيران الأحرار قد دفعوا حياتهم ثمنا لمواقفهم الوطنية وقد تكون تجربة المناضل محمد مصدق أوائل خمسينيات القرن الماضي تشكل واحدة من أبرز الحركات الوطنية التي للأسف تم التأمر عليها واستطاعت المخابرات الأمريكية حينها إسقاط حكومة محمد مصدق وإعادة نظام الشاه وحاشيته الفاسدة حيث كانت (فرح ديبا) زوجة الإمبراطور تعد الحاكم الفعلي والمتصرفة بثروات الشعب وبسيادته. يقول الكاتب العربي الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه _زيارة جديدة للتاريخ _إنه تلقى دعوة ملكية لحضور احتفال الإمبراطور بذكرى جلوسه على عرش إيران، كان هذا عام 1977م تقريبا ويحكي هيكل في هذا الجانب (بعد أن تلقيت الدعوة أصرت زوجتي على أن تطوف بي كل اهم محلات الازياء في القاهرة بحثا عن كرافتة _ربطة عنق _تليق بالبدلة التي اختارتها لي كي ارتديها للمناسبة وبعد جهد جهيد حصلنا على ما نريد، واتجهت الي طهران، خلال رحلتي من المطار إلى اقيم الحفل والذي اقيم في وسط غابة من الأشجار شاهدت احزمة الفقر تطوق العاصمة طهران، وما أن وصلت إلى مكان الاحتفال، فاول شيء اقدمت عليه هو خلع ربطة العنق التي كنت ارتديها والتي قضينا ردحا من الزمن نبحث عنها في محلات القاهرة، لأن لون وقماش الكرافتة كان من نفس لون ونوعية القماش الذي فرش به مكان الحفل الاسطوري) ، ويضف الاستاذ هيكل ( كان عدد المدعويين اسطوريا إذ حضره كل نجوم العالم والمشاهير من الساسة ونجوم الفن والسينما ورجال المال والإعلام والأدباء وامراء وحكام وقادة دول وجيوش، فيما الطعام نقل بالطائرات من لندن وباريس وروما ومدن أوروبية وعالمية ومن أحدث فنادق ومطاعم العالم،) ويضيف الاستاذ هيكل (ما لفت نظري حين اتخذت مكاني على الطاولة المخصص لي اني وجدت الشوكة والمعلقة والسكين من الذهب الخالص عيار 24، وفي هذه اللحظة راودتني فكرة ان اضعها كلها أو بعضها في جيب سترتي، لكني تذكرت الإمام الخميني وايقنت لحظتها أن هذا اخر احتفال للشاه وحاشيته في طهران)..! اليوم وفي الذكرى الخامسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي إسقطت علم الكيان الصهيوني من سماء طهران وحولت السفارة الصهيونية ابي سفارة لدولة فلسطين، وفي الشهر التالي لانتصار الثورة كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات في زيارة لطهران مهنيئا ومباركا بانتصار الثورة حينها وقف الإمام الخميني ليقول كلمته الترحيبية بضيف إيران ومما قاله في كلمته (ساقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلي عنه ياسر عرفات) ولم ينقض وعده، ولم تنقض طهران وعد قائد ثورتها بعد رحيله، وكان الله سبحانه وتعالى يؤكد صدقية القول المأثور (أن الله لا يجمع بين عسرين) فقد كان انتصار الثورة الإسلامية في إيران بمثابة تعويض لإخواننا في فلسطين بعد أن ابرمت مصر اتفاقية سلام مع العدو الصهيوني لتخرج مصر بعد هذا الاتفاق من معادلة الصراع العربي الصهيوني، فكأن الله عوض اشقائنا خيرا بأن مكن الثورة الإسلامية في إيران من الانتصار لتكون سندا وحاضنا وراعيا للثورة الفلسطينية والمقاومة العربية في فلسطين ولبنان. اليوم يقطف المقاومين في فلسطين ولبنان ثمرات الثورة الإيرانية عزة وشموخ وكبرياء ولولا إيران ودعمها لما سجل أبطال المقاومة في فلسطين هذه البطولات الاسطورية التي لم تكن في مخيلة احد. بل إن محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية وبطريقتها ورؤيتها الاستراتيجية التي اذهلت الأصدقاء قبل الأعداء رغم الحصار الاستعماري والمؤامرات الاستعمارية التي ما انفكت تجدد نفسها للنيل من الثورة ومحاولة الاستعمار اجهاض مشروع وأهداف الثورة التي وجدت لتبقى ولتكون نصيرا للمستضعفين ولتقيم علاقات أخوية وندية مع دول المنطقة بمعزل عن الشائعات السفسطائية والعبثية التي تعد جزءا من المحاولات الاستعمارية لاستهداف الثورة، اليوم وبعد خمسة واربعين عاما أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوي إقليمية عظمى ذات حضور على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهي الطرف الفاعل إقليميا لإعادة تشكيل النظام الدولي الجديد الذي تتشكل ملامحه من قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا والبحر الأحمر والعراق، أي في سياق هذا الامتداد التلاحمي لمحور المقاومة الذي يحقق مكاسب استراتيجية بقيادة طهران، طهران إيقونة الثورة من أجل حرية وكرامة المستضعفين، وراس الحربة التي تواجه الاستكبار العالمي، وتتصدي السياسية الهيمنة والتبعية والارتهان. تحية إجلال وتقدير لسماحة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية وللقيادة والشعب في الجمهورية بذكرى الثورة الخالدة والمجيدة والمتجددة ومزيدا من التقدم والازدهار من أجل أمن واستقرار وتقدم اشقائنا في الجمهورية الإسلامية، ولكل شعوب المنطقة التي حتما ستشهد ازدهار وتحولات بفضل هذه الثورة المباركة التي ومنذ لحظة ميلادها أحدثت تحولات إيجابية على مستوى شعوب المنطقة، التي ما كان لها أن تحضي بهذه التحولات لولاء بركة الثورة الإسلامية في إيران.