1/15/2025 10:57:12 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
طه العامري يكتب|روسيا الأتحادية : الصعود المبهر..؟! 1_2
5/9/2024
طه العامري يكتب|روسيا الأتحادية : الصعود المبهر..؟! 1_2 مقالات -أجراس -اليمن بقلم طه العامري.. لم أزور روسيا يوما ولم أكن احد خريج جامعاتها التي تخرج منها الأف أن لم يكن مئات آلاف من الطلاب اليمنيين والعرب ودول العالم الثالث، في العهد السوفييتي أو في العهد الروسي، وأيضا لم أكن يوما (شيوعيا)، وكل معلوماتي عن هذا البلد هو ما أستقيته من الكتب ووسائل التواصل القديمة والحديثة، لكني اعترف بأن شعورا غامرا يستوطني ويستوطن كل حواسي ومشاعري الوجدانية تجاه هذا البلد وشعبه، شعورا يكاد يكون (عشقا) من طرف واحد..! هذا البلد (الأوراسي) يتميز بالكثير من الصفات والخصائص الحضارية والتاريخية والثقافية والفكرية، والجغرافية، خصائص ومميزات لا يتميز بمثلها بلدا اخر غيره، بما في ذلك خصائص ومميزات إنسانية زرعت في وجدان هذا الشعب الذي تجد نفسك إذا تابعت اخباره مجبرا على احترامه واحترام كفاحه واحترام تاريخه ونضاله وتضحياته في سبيل الحرية والعيش بكرامة. تاريخيا لم يكن هذا الشعب يوما جزءا من المنظومة الاستعمارية الغربية الإمبريالية بل عاني كما عانت أمتنا من غطرسة الاستعمار بكل أشكاله.. شعب يتميز بخصائص ثقافية وادبية وانجب الآف المبدعين الذين تركوا بصماتهم في سجلات التاريخ وذاكرة الإنسانية وفي مختلف المجالات العلمية والمعرفية، أضف الي كل هذا أن الشعب الروسي اجتماعي بطبعه، اتذكر حين كنت في( الثالثة عشرا من عمري) وانا في مدينة الحديدة وكانت المدينة الجديد قد أنشئت لتكون سكنا ( للخبراء السوفيت) وكان (خالي شقيق والدتي) الذي اقطن عنه قد حصل على منزل من منازل المدينة وكانت توجد (سينماء) على أطراف المدينة التي كانت يؤمها الأرقي في الحديدة وكنا نذهب لهذه السينماء التي تعرض افلام الحرب العالمية الثانية والاولى وكل أفلامها كانت افلام وثائقية عن الحربين الأولى والثانية، وقد تحولت مؤخرا الي مقر (للمؤتمر الشعبي العام)..! كان افراد الجالية السوفيتيه حينها يتحلون بقيم وأخلاقيات وطيبة ولطافة في السلوك لم يتحلي بعضنا وان ببعض منها،والمؤسف أن تلك المدينة الجميلة والراقية وبعد رحيل ( الخبراء الروس) منها تشوهت معالمها بل اختفت كليا وأصبحت تتماهي مع احيائنا العشوائية وكأنها لم تكن..؟! مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته عام 1989_ 1990م وجدت روسيا الاتحادية نفسها تحمل أو حُملت وتحملت أرث وموروث الاتحاد السوفيتي ،فواجهة ولمجرد اعلان الجمهوريات التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي طوفان بشري بعد أن اقدمت تلك الجمهوريات المستقلة بطرد كل من له جذور روسية وان كانت إقامة أسرته في تلك الجمهورية تمتد لقرن من الزمن، فأنتشرت الفوضى داخل جمهورية روسيا الاتحادية بسبب الفقر والبطالة وتنكر حلفاء الأمس من عرب وعجم لهذه الدولة التي ولدة من رحم الاتحاد السوفييتي وهرول الغرب بقيمه وثقافته ليمارس داخل هذه الجمهورية سلوكيات تشبه سلوكيات التشفي والتلذذ بما آلت إليه أحوال البلد، في ظل قيادة (بوريس يلتسن) الذي كان لا يصحى وهذا ما اعجب أمريكا والغرب..؟! إذ بعد (لينيبن، وستالين، وخروتشوف، وبريجنييف، واندربوف) وهؤلاء أعظم زعما الاتحاد السوفيتي، جاء (جورباتشوف) ب(البروسترويكا) ليفكك بها الاتحاد السوفيتي وليصعد (يلتسين) رجل الغرب المدلل مدمن (الفودكا)، لتواجه روسيا الاتحادية أسواء مراحلها التاريخية في عهده، إذ اباح الانفتاح الديمقراطي والحرية على الطريقة الغربية الأمريكية، فيما الشركات الغربية والأمريكية استباحت ثروات البلاد، وظهرت ثقافة الاستلام والتفسخ الاجتماعي، وبرزت تحديات وجودية لروسيا لدرجة ان نشرت كبرى ( الصحف الأمريكية والغربية) اعلانات تطالب فيها من الشركات والمؤسسات الدولية تقديم تبرعات لروسيا لتدمير قدراتها النووية..؟! في تلك المرحلة تفشت ظواهر القتل والنهب والسطو المسلح في شوارع موسكو وبقية مدن جمهورية روسيا، وكأن يكفي ان تخرج للشارع وانت مرتدي (جاكت ماركة، أو ساعة يد) لتقتل أن لم تسلب ما عليك طواعية، وكم طالب عربي واجنبي تعرض للقتل خلال تلك الفترة بدافع السرقة..؟! ظواهر لم تعرفها روسيا الاتحادية ولا الاتحاد السوفييتي لكنها الحاجة اجبرت البعض للقيام بمثل هذه الأعمال حتى بدت موسكو في لحظة تاريخية وكأنها (شيكاغو، أو تكساس، أو لوس أنجلوس) أو حياً من أحياء الإجرام في دول أمريكا اللاتينية..؟! طبعا كل من كانوا حلفاء للاتحاد السوفيتي، تخلوا عن روسيا رغم ما عليهم من ديون يفترض أن يدفعوها لروسيا، باستثناء بعض الدول أبرزها سوريا التي وقفت وقفة مبدئة إلى جانب روسيا لدرجة ان حقول القمح كانت تحصد راسا الي روسيا ومصانع سوريا المختلفة اشتغلت على مدار الساعة الي روسيا، حتى أن الرئيس الراحل حافظ الأسد _رحمه الله _ امر بفك الودائع السورية من العملات الأجنبية داخل سوريا وخارجها وتحويلها إلى روسيا، وهو من توسط في أول علاقة بين روسيا وإيران.