11/14/2024 11:42:44 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
طه العامري يكتب: ( مصر) نهاية عبقرية الزمان والمكان..؟!
5/11/2024
طه العامري يكتب: ( مصر) نهاية عبقرية الزمان والمكان..؟! مقالات -أجراس -اليمن بقلم طه العامري.. لمصر مكانة في ذاكرة ووجدان العرب من المحيط إلى الخليج ومصر هي أحد أجنحة الأمة القائمة على جناحين هما ( مصر) والجناح الآخر هو (الشام) وبهما تعيش الأمة وتحلق عاليا في آفاق التقدم والرقي، وأن حدث وأن تعثر احد جناحي الأمة فأن الجناح الآخر يتكفل في إبقاء الأمة محافظة على دورها ومكانتها وقدرتها التأثيرية في مسار العمل الحضاري والتفاعل التاريخي مع الأحداث والتعاطي معها بروح المسؤلية والوعي بحقائقها. كان مخطط إخراج مصر من معادلة الصراع العربي / الصهيوني، أهم إنجاز إستعماري بعد مرحلة الزعيم جمال عبد الناصر والمد القومي الذي رافق مسيرته القومية خلال الفترة 1952_1970م هذه المرحلة التي عانت خلالها القوى الاستعمارية وحلفائها والكيان الصهيوني وقوى الرجعية العربية، من إقلاق ( ناصر) وزعامته التي حركت الوعي القومي، وأوقدت مشاعل الحرية في اسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية، ولم يحدث ما حدث من تحولات في الوطن العربي واسيا وأفريقيا وخاصة ما يتعلق بحركات التحرر ومناهضة قوي الاستعمار وأعوانها المحليين. لم تكن مصر في عهده تمتلك أسلحة نووية ولا قدرات مالية واقتصادية، بل كانت تمتلك اهم من كل هذه المقومات، كانت قد امتلكت قائدا يتحلى بإيمانه العميق بشعب مصر والأمة العربية، قائدا يؤمن بقدرات أمته ويمتلك إرادة حرة وعزيمة لا تلين بحتمية التغير والتحرر من هيمنة الاستعمار والإقطاع والرجعية. تقول حقائق التاريخ أن قوة مصر ليست في موقعها الجغرافي، ولا في قوة اقتصادها، ولا في عدد سكانها،ولا في حجم وقوة جيشها وقدراتها العسكرية، ولكن قوة مصر تكمن في شخصية القائد الذي يحكمها، حقائق تاريخيه أدركها عبد الناصر _رحمه الله _ وجسدها عمليا واستطاع أن يهز عروش الطغيان في المنطقة والعالم وأهان (إيدن) وذل غطرسته وكبرىاء مملكته التي كانت لا تغرب عن مستعمراتها الشمس وكان خصما لكل من (روزفلت، وايزنهاور) والصهاينة وقوى الرجعية العربية. وتحالف مع السوفيت وكان ندا ل (خروتشوف) ولم يكن يوما تابعا، بل كان أحد ابرز مؤسسي حركة عدم الانحياز. لقد كبرت مصر ذات يوم بعبد الناصر، وبه بلغت مصر إقليميا ودوليا، مكانة لم تعرفها حتى في زمن الفراعنة، ولم تعرفها بعد عبد الناصر، فبعد عبد الناصر لم تعرف مصر سوي الذل والإهانة والتبعية والارتهان في أحضان أعدائها واعداء امتها، وليس اخر الإهانات ما حدث ويحدث في معبر رفح الذي يعد ما يجري فيه إهانة لمصر وجيشها ونظامها، ورئيسها الذي لو لم يقف الوقفة التي يقفها اليوم لما كان وصل لحكم مصر اصلا..؟! أن طلاب جامعة في أمريكا والغرب قاموا بما لم تقوي على الأتيان بمثله مصر التي كانت ( ام الدنيا) فأصبحت فعلا (ام مهند)..؟! لم تعد مصر المعز، ولا محمد علي ولا جمال عبد الناصر ولا جمال حمدان، ولم تعد تكترث بمفهوم (عبقرية الزمان والمكان) بل مصر أصبحت ( مصر روتانا) وطابا وشرم الشيخ وملاهي و (عوالم) تجردين من قيم وأخلاقيات (عوالم شارع الهرم) اللاتي أعتبرهن أكثر وطنية وعروبة من ترويكا الحكم الحالي في قاهرة المعز..؟! وفي مصر اليوم لا الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان بعد أن أصبحت ( قبيلة الإمارات) حاكمة ومتحكمة بها وبقرارها السيادي، وبعد أن غدت مجرد (بازار) فيها كل شيء يباع حتى السيادة والكرامة. 11 مايو 2024م