10/10/2024 8:04:46 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
( بايدن) والمبادرة المشبوهة..؟! تعليق/طه العامري..
6/3/2024
طبخت واشنطن بالشراكة مع الكيان مبادرة إنقاذ الكيان وأخراجه من مستنقع غزة الذي ادخل نتنياهو وعصابته الكيان فيه، كان الاتفاق أن تبقى المبادرة سرية حتى يحقق الكيان وان بعض من أهدافه المعلنة، لكن وبعد أكثر من شهر من صياغة المبادرة وأكثر من اسبوعين من دخول جيش الاحتلال إلى مدينة رفح واحتلال المعبر ومحور فلاديلفيا أو صلاح الدين، لم يجد الرئيس الأمريكي بد من اعلان المبادرة وفرضها على حلفائه الصهاينة ليس بدوافع إنسانية ولا رحمة باطفال فلسطين ، ولا إنقاذا لسكان قطاع غزة، بل أعلن بايدن المبادرة رغبة منه في إنقاذ الكيان الصهيوني وإخراجه من مستنقع الهزيمة الذي يوما بعد يوم يفقد فيه الكيان المزيد من قدراته ومهاراته وصورته فيما الضغط الدولي يلتف حول الكيان ودول كانت صديقة له اخذت تقطع علاقتها به وتغلق سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية وطرد ممثلي الكيان من عواصمها.. المهم ان مبادرة بايدن التي تم صياغتها بالشراكة مع الكيان تحولت إلى أزمة بين أمريكا وحليفها المدلل بعد أن فجرت المبادرة بصيغتها الأمريكية _الإسرائيلية خلافا علنيا داخل القيادة الصهيونية من جهة وبين القيادة الصهيونية والبيت الأبيض من جهة أخرى، وفيما تؤكد واشنطن أن المبادرة هي بالأصل (إسرائيلية) تقول إسرائيل أن ما قدمه بايدن فيه الكثير من النواقص، وفيما جاهرت القيادة الصهيونية برفضها المبادرة تطلع واشنطن وتصر في كل تصريحاتها بأن الكرة في ملعب حماس..؟! حالة إرباك بين واشنطن والكيان، وحماس التي رحبت بالمبادرة وفق الضوابط التي سبق وان سلمتها للوسطاء. امريكا وجدت نفسها في حالة إرباك من موقف نتنياهو وحكومته ومع ذلك تذهب لمطالبة المقاومة بالقبول بالشروط الصهيونية في ذات الوقت تواصل واشنطن الضغط على الوسطاء للضغط على حماس للقبول بما لم يقبل به الكيان الصهيوني بعد..؟! التصريحات التي يطلقها مسؤلي البيت الأبيض تتناقض مع تلك التي تأتي من الصهاينة وتختلف بالمطلق عن تلك التي يتحدث بها الوسطاء وخاصة ما حمله بيان الوسطاء الاخير بعد اجتماعهم بالقاهرة..؟! حماس التي رحبت بكل إيجابي حمله بيان الرئيس الأمريكي واكدت على ثبات مطالبها أبرزها وقف إطلاق نار دائم وتبادل اسري، وإدخال المساعدات وفتح المعابر والانسحاب الكلي من قطاع غزة.. الملاحظ أن البيت الأبيض مؤخرا وفي آخر التصريحات الصادرة من واشنطن تؤكد أنها تنتظر الرد الإسرائيلي؟! فإذا كانت المبادرة إسرائيلية اصلا فكيف تنتظر واشنطن الرد؟ وان كانت أمريكية لماذا لم تصرح بهذا واشنطن وتقول انها فرضت هذه التخريجة بهدف إنقاذ إسرائيل خشية أن تجد نفسها منبوذة دوليا ومحاصرة إقليميا، ولماذا تربط واشنطن مبادرتها بالتطبيع مع الرياض مع ان الرياض أعلنت صراحة إنها لن تعترف بالكيان قبل قيام الدولة الفلسطينية التي لا تريدها واشنطن، ولا يريدها الصهاينة..؟! وما هي الغاية من توجيه أصابع الاتهام الي المقاومة ومطالبتها بسرعة قبول المبادرة وأنها فرصة مناسبة لها والشعب الفلسطيني، مطالبة مقرونة بالتهديد بأن عدم قبولها فإن إسرائيل سوف تواصل الحرب..؟! حالك إرباك مركب تعيشه واشنطن والكيان وربما حتى الوسطاء الذين لم يصرحوا بمواقفهم وسط صخب التناقضات المتبادلة صهيونيا وامريكيا..؟! و اللافت أن هذا الصخب القائم بين واشنطن وتلابيب اقترن بحملة اتصالات مكثفة يجربها البيت الأبيض مع عددا من زعماء المنطقة وكذلك يفعل وزير خارجية أمريكا،يحدث كل هذا دون أن يغفل أطرافه دعواتهم للمقاومة بسرعة قبول المبادرة وان لا تتأخر بردها عنها في الوقت الذي لم توافق إسرائيل عليها وواشنطن تبدوا عاجزة عن فرضها على حليفها الصهيوني ثم تتحدث مع الوسطاء عن ضرورة الضغط على المقاومة وحركة حماس وكان واشنطن تريد من حماس أن تخرج حاملة الراية البيضاء تقول لبايدن (لبيك اللهم لبيك حماس والمقاومة وقيادتها بين يديك مر تطاع )..؟! فالمبادرة قطعا ملغومة ورغم ذلك تعكس وتعبر عن حقيقة هزيمة الكيان وجيشه رغم دعم أمريكا والعالم له، ويدرك الكيان وقادته وجيشه وأجهزته هذه الحقيقة ويعرفون انهم هزموا على يد المقاومة في أكتوبر الماضي وهزموا في المواجهة الميدانية طيلة ثمانية أشهر لم يحققوا أيا من بنوك اهدافهم المعلنة.. لكن واشنطن من خلال المبادرة تسوق لهم نصرا اخر بديل وهو التطبيع مع السعودية الذي تحاول تسويقه واشنطن وكأنه نصرا للكيان بديلا عن النصر العسكري الميداني..؟! الأمر الأهم أن واشنطن ترى ما لم يراه القادة الصهاينة وهو خوف واشنطن من عزلة دولية تحيق بهذا الكيان، واتساع دائرة الصراع وخروجه عن النطاق الفلسطيني وجبهات الإسناد ليتحول الي صراع إقليمي شامل، الأمر الثالث والأخير هو رغبة واشنطن بأنها نيران المنطقة والتفرغ لحربها في أوكرانيا التي تشكل قلقا لها على ضوء تقدم الجيش الروسي في أكثر من جبهة من جبهات الحرب.. إذا من سيجبر الآخر نتنياهو أو بايدن؟ أم تبقى المبادرة بيد المقاومة وهي صاحبة القرار الاخير في المعادلة؟ هذا ما سوف تكشف عنه تداعيات الايام المقبلة. 3 يونيو 2024 م