4/2/2025 10:38:56 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
( قريتي) والوطن..؟!
3/13/2025
( قريتي) والوطن..؟! طه العامري.. ( 1) (قريتي) هي إحدى قري ( مديرية حيفان) في محافظة تعز.. وحيفان هي إحدى مديريات (منطقة الحجرية) والحجرية هي ( إيقونة) التحولات الحضارية الوطنية وحاضنة العمل الوطني، والرافد الثقافي والفكري والتنموي لكل الوطن اليمني. فإذا قدر لي أن أتخيل (الحجرية) سأجدها بمثابة (حزام) يلتف على خاصرة الوطن ربما شأت الأقدار أن تكون كذلك حتى لا تسقط ( الاُزرة) وتنكشف (عورة وطن) وهي أيضا بمثابة حلقة وصل بين (مناطق الهضبة) شمالاً ومناطق الساحل جنوباً..! في ( طفولتي) كانت (قريتي) وكل قري مديرية حيفان والحجرية من منطقة ( القبيطة) حتى منطقة ( ذباب في باب المندب)، نطاق جغرافي مسالم محفوف بالسكينة ومنهمك من فيه في متابعة تحولات الوطن والأمة. عشت برأة أهلها وتسامحهم ومحبتهم وتألفهم ومودتهم، مرحلة عمرية عشتها، لم أعرف فيها وخلالها ثقافة الحقد والكراهية، كانت (قريتي) وكل قري مديرية حيفان والحجرية تشهد نشاطا ثقافيا وسياسيا وحزبيا، وكأن فيها (القومي الناصري) و(القومي المنتمي للبعث العراقي) و(القومي المنتمي للبعث السوري) و (اليساري الماركسي التابع لموسكو ) و (اليساري الماركسي التابع لبكين) وكان (اليسار الماركسي) يحتل مقدمة الصفوف من حيث العدد والحضور، بعدهم مباشرة من حيث الحضور والكثافة يأتي (الناصريين) لم يكن هناك وجوداً لجماعة (الإخوان) وكان أهل (القرية) رغم بساطتهم ومحدودية وعيهم السياسي والثقافي يتابعون الأحداث الجارية داخل الوطن شمالاً وجنوباً، وكأن هناك تنافس بين هؤلاء النشطاء ومحاولات إستقطاب وكل يروج لأفكاره وقناعته السياسية ولكن بطرق سلمية وراقية لم تصل لدرجة الحقد وأن حاول بعض منتسبي (اليسار الماركسي) التعبير عن حضورهم بقدر من التطرف، لكن بالمقابل كان هناك عقلاء وحكماء من أولئك الذين كما يقال (بحكمتهم يردعوا نصف القدر).. كان هناك وجهاء اجتماعيين وشيوخ يتحلون بالحكمة والحصافة والفراسة أيضا ورغم محاولات النشطاء السياسيين من شباب القرية والمديرية وكل الحجرية استهداف أولئك الرموز والتقليل من أدوارهم إلا أن تلك المحاولات كانت ترتد على أصحابها لما لأولئك الرموز والوجهاء من حضور في ذاكرة العامة ووجدانهم ولدي السلطات الحكومية.. كنت في (الخامسة من عمري) حين التحقت ب( الكتاب) في كتاب ( جدي وسيدي السيد عبد الخبير عبد الودود عوهج) _ قدس الله سره _ورحمه واسكنه فسيح جناته، وهو العارف بالله الذي يستحق مني أن اصفه ب(سيدي) ليس لصلة قرابتي به من ناحية والدتي (تاج عبده ثابت _رحمة الله تغشاها وتسكنها الجنة) بل لما كان له من حضور علمي ومعرفي ومكانة اجتماعية ولمسات خيرية، وعلى يديه تلقى الكثير من أبناء المنطقة ومن خارجها العلوم الدينية والشرعية والسنن المحمدية النقية من الشوائب، قضيت عاما كاملا اتلقي في ( كتاب) _جدي السيد عبد الخبير أبجدية الحرف والكلمة وتلاوة القرآن الكريم، وكل يوم كنت أعود من (الكتاب) حاملا داخل (الخريطة، اللوح الخشبي) الذي كان بمثابة الكراسة و( الخريطة) هي ( قطعة قماش) حاكتها لي ( والدتي) رحمها الله وعليها (حمالة) من ذات القماش كنت اعلقها وكانني حامل (حقيبة لابتوب)..؟! اتذكر إنني كنت ارتدي (زنة بريكني) _أو قميص أو ثوب بلغة اليوم _ و(حافي القدمين) وبراس ( شبه اصلع) لأن ( مقص أمي) كان دائما يتفاقد شعر راسي خوفا من (الكنم _أو القمل)..!! بعد كل عودة من الُكتاب كنت أقف أمام ( والدي) رحمه الله واسكنه فسيح جناته ليراجع لي ما (حفظت أو غيبت من آيات الله) ثم يبدأ _رحمه الله _تحفيظي ايات جديدة ودرس اليوم التالي، وهكذا قضيت عامي الأول في رعاية (سيدي عبد الخبير عوهج) قبل أن يضطر ( والدي) إلى نقلي إلى كُتاب الفقيه المغفور له واسكنه فسيح جناته جدي ( ناشر محمد العريقي) بقرية (وادي شعيب) الأقرب لقريتي والسبب إنتشار شائعة تتحدث عن وجود جماعة من (الجبهة) التي قيل أن عدن تدعمها ضد صنعاء من أجل تحقيق (الوحدة)، وبما ان المسافة بين قريتي وقرية (العرين) بعيدة نسبيا فقد قرر والدي نقلي لعند الفقيه ناشر محمد الأقرب لي.. كانت قريتي ومديرية حيفان تحضي بالعديد من الشخصيات الوجاهية والمشائخية فقد كان فيها الشيخ المغفور له عبد الرحمن قاسم العريقي، والشيخ المغفور له الشهيد منصور شائف العريقي، والشيخ المغفور له على عبد الحق الاغبري، والشيخ المغفور له على عبد الجليل العبسي، والشيخ المغفور له عبد الرحمن سعيد العامري، وكأن الي جانبهم هناك العديد من الرموز الوجاهية والشخصيات الاعتبارية الذين يحضون باحترام وتقدير الجميع، وكانت هناك حملات (تقدمية) تحاول استهدافهم باعتبارهم رموزاً من رموز (القوى الرجعية)..؟! كانت (قريتي وكل قري حيفان والحجرية) منهمكة في تداعيات الأحداث الوطنية والقومية، وكأنت خلافات صنعاء وعدن تنعكس على واقع هذه القرى وعلى علاقة أبنائها ببعضهم، كذلك كانت علاقة (القاهرة، وبغداد، ودمشق) تنعكس بدورها على واقع الحياة الاجتماعية في كل قري الحجرية..؟! يتبع