4/2/2025 10:43:30 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
حراك ( المهرة) والتداعيات الإقليمية والدولية ..؟!
3/22/2025
حراك ( المهرة) والتداعيات الإقليمية والدولية ..؟! طه العامري.. تميز حراك الأخوة أبناء ( محافظة المهرة) بكثير من الوعي والتنظيم والإدراك لمخططات الأعداء في إسقاط المحافظة، لذا شكل حراكهم السلمي سدا منيعا أمام محاولة الاختراق طيلة السنوات الماضية، موقع المهرة الجيوسياسي على الخارطة اليمنية مطمع وهدف وغاية لكل من الإمارات والسعودية على حد سوا، غير أن نجاح أحدهم يعد نجاح للأخر، لأن هذا الثنائي التأمري الذي يستهدف اليمن بالجملة والقطاعي يعملون لدى (بيج بوس واحد) وبالتالي نجاح أحدهم يعتبر نجاح للأخر وريع هذا النجاح سيذهب لراعي واحد الذي تعمل الدولتان في خدمته وتنفيذ اجندته الاستعمارية، فالنشاط _ الإماراتي _في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، لم يخرج عن سياق ( الماراثون الجيوسياسي) القائم بين كل من (واشنطن) وحلفائها في المنطقة وبين (روسيا والصين) وحلفائهما في المنطقة، رغم الحالة الضبابية التي تخيم على أداء وأنشطة حلفاء روسيا والصين خاصة أولئك العاجزين عن الإجهار بعلاقتهم بالمحور الروسي _الصيني، على خلفية ما يمكن وصفه ب( انتهازية) هذا المحور، أي المحور الروسي _الصيني، الذي يريد الإطاحة بالتطلعات الأمريكية _الغربية، ولكن دون أن يضطر للمجاهرة بهذه الرغبة، بعكس واشنطن التي تجاهر بمواقفها ورغبتها في إحباط النفوذ الروسي _الصيني، إما من خلال ضرب هذا المحور وفك الارتباط بين ( موسكو_ وبكين) وهذا ما جاهر به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب علنا، وهو من بدأ فعلا في السير بهذا الاتجاه من خلال ورقة _أوكرانيا _واجباره القيادة الأوكرانية على التسليم بمطالب (موسكو) وتحقيق رغبات الرئيس الروسي (بوتين) في ظم أراضي الدونباس وجزيرة القرم، والحيلولة من انظمام أوكرانيا لحلف الناتو، والبدء في إبرام معاهدة استراتيجية شاملة بين موسكو واشنطن، تفضي إلى تحقيق المطالب الامنية لموسكو، وسحب تواجد الناتو في أوروبا الشرقية والتعهد بعدم تمدده شرقا نحو الحدود الروسية، ويري ترمب أن هذا يمثل عربون صداقة مع موسكو التي تخلت عن حلفاء لها في الوطن العربي أبرزهم النظام العربي السوري على خلفية تفاهمات مع واشنطن، وغضت الطرف عن عربدة الكيان الصهيوني وتسعى لإقناع إيران بقبول إبرام اتفاق نووي جديد مع أمريكا والغرب وفعلا بدأت المفاوضات بين أطراف أوروبية وطهران، يعني إننا نقف أمام محاور نفوذ عالمية تسعى لإعادة خارطة نفوذها الجيوسياسي ولكن هذه المرة على أسس اقتصادية خالصة. لذا نرى تداعيات الداخل اليمني والحراك الإقليمي الدائر والذي يندرج في سياق هذا الصراع الأممي الذي شأت اقدارنا أو غباء رموزنا السياسية أن نصبح جزءا منه وتصبح بالتالي أزمتنا الوطنية مرهونة بتفاهمات العالم والمدى الذي قد يصل إليه التنافس الجيوسياسي، بين موسكو، واشنطن، بكين، وان كانت واشنطن أكثر شفافية بالتعاطي مع أهدافها في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن والسودان وفي كل المنطقة، فأن تحفظ روسيا والصين وتعاطيهما _ الانتهازي _ مع كل أحداث الوطن العربي، يعكس حالة تخوف هاتين العاصمتين من قدرة ساسة الوطن العربي وقادته النافذين على مواجهة واشنطن، التي أعطت الكيان الصهيوني حرية العربدة والغطرسة بالمنطقة من فلسطين الي لبنان وسوريا وحتى في السودان، هناك وجود صهيوني فاعل على الأرض، والحال لا يختلف عنه في اليمن وان كانت أزمة اليمن علنا وظاهريا محصورة بين أطراف الأزمة الممثلين ب( سلطة الأمر الواقع) في صنعاء، وما تسمى (الشرعية) وبينهما ( جماعة الانتقالي اللاعب الاحتياط) في جدارية الأزمة اليمنية..! حراك المهرة رغم محدودية دوره في نطاق محافظة المهرة، لكنه قدم رؤية استراتيجية لما يجب أن يقوم به اليمن وقواه السياسية في خضم هذا المعترك الدولي والإقليمي بما يحمل من مخاطر تهدد الهوية والجغرافية ليس لليمن بل لكل دول الوطن العربي نموذج هذه المخاطر فلسطين وقضيتها وحقوق شعبها في الحرية والاستقلال، وسوريا وما تواجه من اخطار تطال وحدتها الجغرافية وهويتها الوطنية كدولة ومجتمع، وأيضا ما تعاني منه ليبيا والسودان، دون أن نغفل الحالة الصومالية، هذه التداعيات لن تقف بعيدة عن أنظمة إقليمية عربية ترى نفسها اليوم انها بعيدة عن هذه التداعيات الاجتماعية التي تعيشها بعض المجتمعات العربية، بحكم ما لديها من قدرات مالية وهي القدرات التي أصبحت تحكم وتتحكم بأصحابها وليس العكس، أي أن الأنظمة العربية الثرية لم تعد قادرة بالتحكم بثرواتها ولا تملك القرار في تحديد مصيرها أو طريقة توظيفها، بل أصبحت مرهونة بتفاهمات اقطاب الفعل الاقتصادي الدولي، وما تقوم به هذه الأنظمة الثرية هو تنفيذا لرغبات اقطاب الفعل الدولي ومحاولة منها بأن لا تصل التداعيات إلى عقر دارها..؟! حراك المهرة قدم نموذج كان يفترض أن ياخذ به أبناء اليمن ويفرضوا من خلاله طرق إجبارية تخضع النخب السياسية المتصارعة للالتزام بالسير فيها، وبالتالي إنتزاع القرار الوطني من براثن ( انياب ديناصورات) التنافس الجيوسياسي الدولي..! ما يقوم به ( الانتقالي) اليوم وما تمارسه ( الشرعية) بدورها هو شكل من أشكال العبث السياسي وإضاعة للوقت لغربلة اطياف المجتمع بانتظار لحظة التفاهمات الدولية التي قد تطيح بكل هؤلاء الأدوات ويصبح أبطال الحراك المهري السلمي هم صناع المرحلة القادمة لعوامل عدة أبرزها ثقة المجتمع اليمني بهم وبقدرتهم على تحقيق تطلعات الوطن والشعب بعيدا عن محاور الارتهان لأطراف إقليمية ودولية..ومن منا لم يقرا مصير حكومة (فيجي في فرنسا) بعد الحرب العالمية الثانية، وحكاية (ديجول) مع الحلفاء وازمته الشهيرة مع واشنطن حين قرر سحب اطنان من الذهب الفرنسي من البنك الفيدرالي الأمريكي بعد أن أدرك لعبة واشنطن وسعيها للتحكم بالاقتصاد الفرنسي الأوروبي وهي الأزمة التي أدت إلى الإطاحة ب( ديجول) لكنها أعطت فرنسا استقلال اقتصادي وخلقت لأمريكا أزمة اخذة بالتصاعد حتى اليوم..! مصير (الشرعية والانتقالي) وكل أطراف الارتهان الذين يراهنوا على الإمارات والسعودية قريبا سيتحدد وسنبدا والوطن مرحلة خالية من الشرعية والانتقالي وبقرار من داعميهم، والفضل يعود لصمود قوي وطنية يمنية استطاعت التمسك بخطها الوطني والصمود امام كل محاولات التطويع والاختراق منها الحراك المهري الذي لا يرسم مصير ومستقبل محافظة المهرة، بل يرسم مصير ومستقبل الوطن اليمني ودوره الحضاري.