4/26/2025 12:18:54 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
أيوب التميمي
أيوب التميمي يكتب...القتلة يعودون..بوقاحة أكبر!"
4/23/2025
أيوب التميمي يكتب...القتلة يعودون..بوقاحة أكبر!" رأى أجراس- اليمن بقلم: أيوب التميمي في مشهد يمني تتداخل فيه التراجيديا بالعبث السياسي، يطلّ علينا موسم جديد من المزايدات، حيث تصدّرت الواجهة ذات الوجوه التي عرفها اليمنيون جيداً، وجوهاً لم تُبدل إلا خطابها، بينما ظلّ جوهرها واحداً: الاتجار بالوطن ومعاناة أبنائه. بخطابات رنانة وشعارات براقة، يعاود صُنّاع المآسي الظهور، ليس للاعتذار أو الاعتراف، بل لتقديم أنفسهم حماةً للضحايا، ومهندسي ما يسمى بـ"المرحلة القادمة" أولئك الذين صمتوا طويلاً عن خيانات الوطن، ومن ظلّوا لسنوات ينعقون من فنادق الخارج، بعيدين عن لهيب المعركة وهموم الناس، باتوا اليوم يخططون لمصير بلد لم تطأ أقدامهم ترابه منذ سنوات. المفارقة المؤلمة أن من تلطخت أيديهم بالدماء، وتورطوا في قتل الأبرياء، يتحدثون اليوم عن السيادة، ويدّعون الدفاع عن الوطن. وكأن الذاكرة الجمعية لليمنيين قد مُسحت، وكأن الدم يمكن غسله بتغيير الشعارات وتحديث الخطابات. الساحة السياسية اليمنية، في مشهدها الراهن، تحولت إلى سوق مفتوح لكل أشكال الابتذال. الوطنية تُعرض للبيع، والمناصب تُشترى على حساب الكرامة، والولاءات تُبدّل كما تُبدل الإقامات في الفنادق. والكل، بلا استثناء، يدّعي حب اليمن، فيما الحقيقة تقول: الجيوب ممتلئة بثمن خيانته. المؤسف أن المواطن اليمني، الذي يُطلب منه كل شيء – من التصديق، إلى الاصطفاف، إلى التضحية – لم يُمنح شيئاً، سوى مزيد من الخطابات، ومزيد من الموت، ومزيد من الفقر. وهو ذات المواطن الذي ما زال يُراهن عليه الجميع لشرعنة بقائهم واستمرار امتيازاتهم. إن من خان بالأمس لا يمكن أن يكون صادقاً اليوم. ومن اعتاد النوم في فنادق الخارج، لا يُنتظر منه أن يحمل همّ الداخل. الوطن لا تحميه العبارات المنمقة، ولا يُبنى على أنقاض المتاجرة بدماء الشهداء. ويبقى الرهان، كما كان دائماً، على من عاش الوجع، لا من تاجر به. فاليمن لا يحتاج أوصياء جدد، بل مخلصين حقيقيين، يحملون جراحه بصدق، ويسيرون به نحو مستقبل لا يُبنى على أنقاض الأكاذيب. {والله مع المخلصين لوطنهم}