4/26/2025 11:19:39 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الهند _باكستان.. إستحقات جيوسياسية ملتهبة..؟!
4/25/2025
الهند _باكستان.. إستحقات جيوسياسية ملتهبة..؟! كتب/طه العامري ◾انفجار العلاقات الهندية الباكستانية: تصعيد غير مسبوق إنفجار العلاقة الباكستانية _الهندية وبالصورة التي تداعت فيها اطياف العلافة وامتزجت لتشكل طيفا قاتما تدثرت به الدولتين الجارتين، وبدأت بينهما إجراءات التنافر بصورة مريعة وغير مسبوقة طالت تفاهمات استراتيجية لم يسبق أن طالتها خصومات الدولتين ولا حتى خلال حروبهما الثلاثة التي تلت استقلالهما، مثل اتفاقيات تقاسم ( مياه نهر السند) التي يعد المس بها من المحرمات في علاقات البلدين وفق تفاهمات دولية ضامنة..! ◾ حادثة كشمير.. الفتيل أم مجرد ذريعة؟ الإجراءات العنيفة التي اتخذتها البلدين بعد تفجيرات حدثت في الشطر الهندي من كشمير وأدت لمقتل 26 سائحا وجرح 21 وعلى إثر ذلك طالبت الهند مواطني باكستان بمغادرة الهند بحلول يوم 29 إبريل، كما علقت الحكومة الهندية كل مشارب العلاقة التي تجمعها مع جارتها ومنها تعليق اتفاقية تقاسم ( مياه نهر السند)، وإغلاق اهم المعابر الحدودية بينهما، موجهة اتهاماتها إلى جارتها باكستان التي بدورها اغلقت مجالها الجوي أمام حركة الطيران الهندي، وطالبت مواطني الهند المغادرة من اراضيها وقلصت بعثة الهند الدبلوماسية، وبسرعة فائقة احتشدت الجيوش على الحدود، وبدأت فعلا عملية تبادل إطلاق النار بين شطري إقليم كشمير المقسم بين باكستان والهند ذو الغالبية الإسلامية، وهو (الخازوق) الذي وضعته قوي الاستعمار البريطاني بين البلدين ليترك هذا الإقليم عنوان الصراع البيني بين الجارتين اللتان دخلتا النادي النووي بفعل عوامل جيوسياسية استعمارية. ◾هل التطورات الأخيرة تتجاوز مجرد عمل إرهابي؟! التطورات الدرامية الأخيرة يصعب إعادة أحداثها _حصريا _للحادث الإرهابي الذي ضرب الشطر الهندي من كشمير، لتسارع الهند وقبل أن تصل فرق الإسعاف إلى موقع الحدث بإجراءات إنتقامية وعقابية ضد باكستان، لتطال هذه الإجراءات جانب مقدس من تفاهمات إستراتيجية تمت برعاية وضمانة أممية المس بها من أي طرف يعد بمثابة إعلان حرب ضد الطرف الآخر والمقصود هنا اتفاقية تقاسم (مياه نهر السند) الذي اقدمت الهند على وقف العمل بها، بصورة توحي لأي مراقب أن حادثة الشطر الهندي من كشمير، لم تكن هي السبب بل كانت بمثابة ( الفتيل الصاعق) الذي فجر برميل البارود..؟! ◾ الهند: طموحات اقتصادية ومآزق داخلية.. لا شك أن لكل البلدين أزمات داخلية مركبة وعميقة وذات صلة بواقعهما الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فالهند تحكم من قبل _حزب متطرف _ مثير للقلق حتى في أوساط الشعب الهندي، وتعاني الأقليات الهندية من سياسته العنصرية وخاصة المسلمين والقوي الديمقراطية والليبرالية المناهضة لسلوكيات حزب رئيس الوزراء وحكومته، فرئيس الوزراء الهندي حقق معدلات تنموية كبيرة ونهض بقدرات الهند لكن هذه المعدلات والقدرات لم تنعكس على حياة الناس، بل انحصرت في طمومات إستراتيجية و رفاهية فوقيه لطيفة الأثرياء واقتصاد بيني جعل من الهند حاضنة صناعية لكبري الشركات الدولية نظرا لرخص تكاليف اليد العاملة، النموء الفوقي للقدرات الهندية جعلها تدخل في أجندات وحسابات محاور النفوذ الدولية، فهي مطالبة أمريكيا وغربيا بأن تكون ندا لجارتها الصين، وهو فعل تحاول الطبقة الهندية الحاكمة والنافذة تجنبه لكثير من العوامل الذاتية والموضوعية الأمر الذي دفعها لتعزيز علاقتها مع حلفائها القدماء روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي،في محاولة هندية تؤسس لعلاقة ندية متوازنة ومستقلة رافضة أن تصبح نقطة تجاذب بين كل من أمريكا والغرب من جهة وبين روسيا والصين وإيران من جهة أخرى،وهذا القرار لم تستسيغه أمريكا وحلفائها. ◾باكستان بين ضغوط الداخل واستحقاقات الخارج باكستان الحليف التقليدي لأمريكا وحلفائها كنقطة جذب جيوسياسي فقدت أهميتها بغلق الملف الأفغاني وقبل ذلك انهيار الاتحاد السوفييتي، باكستان التي عانت من تهميش حلفائها التقليدين، أقدمت في عهد حكومة (عمران خان) على اتخاذ قرارات شجاعة باتجاه استقلالية قرارها، فاتجهت نحو الصين وروسيا الاتحادية وإيران، دون أن تغفل علاقتها مع جارتها الهند فعملت على إحداث المزيد من نوافذ التواصل مع نيودلهي فأثار الأمر ضغينة طبقة سياسية باكستانية تؤدي دور ( حصان طروادة) لأمريكا وحلفائها، طبقة شغوفة بالسلطة والنفوذ ومشكلة من اباطرة الفساد والمال ومرتبطة بعلاقة كاثيوليكية مع أمريكا ودول الخليج، فعملت على الإطاحة بحكومة عمران خان وعلاقته الخارجية وتحالفاته وإعادة ربط باكستان بأمريكا ودول الخليج ومناهضة روسيا وإيران رغم إنها ضمن أهداف طريق الحرير الصيني وتعد رابع دولة في هذه الاستراتيجية الصينية التي لم تقطعها باكستان وان كانت عملت على تباطؤ وتيرتها..؟! ◾تفجيرات كشمير في ميزان الاستخبارات الدولية تفجيرات كشمير يمكن وضعها في سياق إستراتيجية نفوذ روسيا والصين ضمن معارك _ترمب _في حرب التعريفات الجمركية، وبهدف إشغال بكين _ موسكو _طهران وترويكا دول ( البريكس) وأن في حدود جس نبض رد فعل دول البريكس التي أقرت في آخر قممها قرار تدشين عملتها الخاصة في مواجهة (الدولار) الأمريكي..؟! قد لا يكون لباكستان أي علاقة بتفجيرات كشمير وكذلك الهند وقد يكون الحادث صناعة أجهزة استخبارية تدرك جيدا مكامن الإثارة في علاقة البلدين، وقد يكون للأجهزة العميقة في البلدين دورا في الحادث بمعزل عن علم القيادات السياسية في كل من نيودلهي وإسلام اباد، وغير المستبعد أن يكون الحادث من صناعة أجهزة المخابرات الصهيونية والأمريكية، لقياس رد فعل البلدين، بما يعطي الواقفين خلف الحادث فرصة خلط الأوراق إذا ما تعقدت العلاقة الأمريكية _الغربية، مع بكين _موسكو ودول ( البريكس). ◾هل تقود موسكو وبكين جهود التهدئة؟ ويبقى الأمر بعهدة روسيا والصين وقدرتهما في احتوى الأزمة بين البلدين .. وهذا ما سوف تكشف عنه تداعيات قادم الأيام. 25 إبريل 2025م