5/9/2025 8:29:22 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
علي أحمد مثنى
مهرّج ومتحصّل جبايات..!!
5/4/2025
مهرّج ومتحصّل جبايات..!! مقالات أجراس- اليمن بقلم/علي أحمد مثنى الولايات المتحدة الأمريكية، إمبراطورية الشر، وشرّ البلية ما يُضحك، أصبح رئيسها محل سخرية العالم وتندُّره. ينطبق عليه مثل شعبي تركي: "إذا وصل المهرّج إلى القصر فإنه لا يتحول إلى ملك ولكن القصر يتحول إلى سيرك". هكذا، كل يوم وعلى الهواء المباشر، يظهر الرئيس دونالد ترامب متحدثاً بلغة التاجر الجشع، جالساً على الكرسي الأصفر، بوجه أحمر وكلام أصفر، ليقول للعالم: أنا جابي الضرائب والرسوم، وعليكم الدفع تحت مسميات مختلفة. ◾ إمبراطورية الشر وتاريخ أسود العالم يتابع تصريحات وتصرفات هذا الطاووس المتغطرس بأسلوبٍ فظٍّ يفتقر لأدنى درجات الدبلوماسية، متناسياً أن الرؤساء الأمريكيين السابقين سعوا لجعل القرن الحادي والعشرين "قرناً أمريكياً" بلا منازع. غير أن سجلّ الجرائم الأمريكية لم يُمحَ من ذاكرة الشعوب: اليابان، فيتنام، البوسنة، فلسطين، أفغانستان، العراق، ليبيا، سوريا، اليمن، الصومال، وأكثر من 20 بلداً حول العالم. هذا إلى جانب هندسة عشرات الانقلابات بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية، وبمساعدة بريطانيا والموساد وفرنسا وغيرها. ◾. التفكك الأمريكي: بداية النهاية؟ الولايات المتحدة اليوم تعاني من عوامل تفكك أكثر من عوامل تماسك. ينطبق عليها قول الشاعر أبو البقاء الرندي: "إذا تم شيءٌ بدأ نقصُهُ، **فتوقّع زوالاً إذا قيل تمّ" وكذلك الفكرة الفلسفية: "كل فكرة تحمل في ثناياها بذرة فنائها". التوحّش الرأسمالي الأمريكي بدأ ينهار، ولم يعد قادراً على منح "صكوك الغفران" أو حرمان الشعوب. تآكل داخلي، فساد، بيروقراطية، ومنافسون يتفوقون اقتصادياً وتكنولوجياً، يهددون بغروب شمس أمريكا إذا لم تقبل بتعدد الأقطاب. ◾ ترامب وعقيدة الجبايات يريد ترامب إعادة أمريكا إلى عظمتها كما زعم، تماماً كما فعل بوش الأب خلال عاصفة الصحراء. لكنه في الحقيقة يغرق في أزمة اقتصادية خانقة، مبتعداً عن قيم الدستور والديمقراطية. الدَّين العام الأمريكي تجاوز 36.1 تريليون دولار بحسب صندوق النقد الدولي لعام 2024، وهذا كفيل بإضعاف الاقتصاد الأمريكي بشكل كارثي. ترامب هو أول رئيس أمريكي يتعامل مع العالم كجابي ضرائب. وهذه السياسة تؤدي إلى عزلة دولية، وتراجُع الهيبة الأمريكية، في عالم باتت فيه دول كثيرة ترفض الخضوع، باستثناء بعض العرب. ◾ردود الفعل الدولية المكسيك: رفضت بناء السور الحدودي، ورفضت تمويله، وفرضت رسوماً جمركية مضادة. كندا: سخرت من فكرة انضمامها كولاية أمريكية، وردت برسوم جمركية حازمة. بريطانيا: حذّرت من أن الحرب التجارية مع أمريكا سيكون لها عواقب عالمية وخيمة. أوكرانيا: رفضت دفع 350 مليار دولار أو التنازل عن أراضٍ، وأشاد العالم بموقف رئيسها القوي. الصين: ردت برسوم مماثلة، ورفعت شعار "يا جبل ما يهزك ريح"، وأثبتت تفوقها الاقتصادي كقوة أولى عالمياً. ◾ ترامب والجبايات على العرب العرب، كالعادة، كانوا الحلقة الأضعف. فبعد أن ورثت أمريكا الهيمنة البريطانية عقب الحرب العالمية الثانية، استمر استغلالها للعرب بأشكال جديدة: العراق: ترامب صرّح بأن أمريكا ستأخذ النفط أو تطلب 1.5 تريليون دولار كتعويض. السعودية: دفعت 450 مليار دولار في الولاية الأولى، وطُلب منها 500 مليار أخرى، فرفعت المبلغ إلى تريليون دولار. حتى الحج لم يسلم، وطالب ترامب بحصة سنوية لأمريكا. البحرين: طلب ترامب وديعة بـ700 مليار دولار بحجة أن البحرين لم تبلغ سن الرشد! مصر: طُلب منها إسكان فلسطينيي غزة في سيناء، والسماح بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجاناً، بزعم أن أمريكا حمت القناة. الكويت: مطالبة بدفع 61 مليار دولار أو التنازل عن 50% من نفطها لمدة 50 عاماً. ختاما: العرب والقدر المحتوم يبدو أن ترامب يسير بخطى الجابي الطامع، الذي لا يشبع، ويتبع خديعة الأسد. وكما قال الثور الأسود: "أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض". سيأكل العرب واحداً تلو الآخر، ما لم يتّحدوا. كما قال المتنبي: "تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً، **وإذا افترقن تكسّرت آحادا" ويا أمةً ضحكت من جهلها الأمم...