6/1/2025 9:51:15 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الطبول الجوفاء لا تُحدث سوى الضجيج!! بقلم/طه العامري
5/19/2025
الطبول الجوفاء لا تُحدث سوى الضجيج!! بقلم/طه العامري هناك من البشر من يزعمون أنهم مثقفون ونشطاء ودعاة لحرية الرأي والتعبير، والتفكير الحضاري، والديمقراطية، والتعددية، والعدالة الانتقالية، والحكم الرشيد... مصطلحات يرددونها كالببغاوات، وقد لقّنتهم إياها بعض المنظمات التي درّبتهم ليكونوا خدماً لها، يكتبون تقاريرهم اليومية... ولن أزيد! هؤلاء ديمقراطيون حين يتعلق الأمر بهم، وأصحاب رأي فقط حين يكون الحديث عن رأيهم، وهم بهذا السلوك يذكروننا بجماعة الإخوان المسلمين؛ فعندما يكونون في الشارع معارضين، يرفعون شعار "الحكم للشعب"، وحين يصلون إلى السلطة، يتحول الشعار إلى "الحكم لله"، و"الله" كما يدّعون هو من منحهم السلطة، والسلطة أمانة لا تُفرَّط! مثقفو المنظمات الذين لا يتحركون لوجه الله، حفظوا بعض مفردات الخطاب أثناء تدريباتهم، وأجادوا تسويقها، لكنهم لم يؤمنوا بها يوماً، ولم يعملوا بمضامينها. بدليل أنهم يضيقون ذرعاً بأي صاحب رأي مخالف، لا يطيقون سماع الآخر، بل يحاولون أن يجعلوا من كلامهم قرآنًا، ومن رأيهم مقدسًا لا يجوز انتقاده أو مسّه! الآخر عندهم كاذب، وإن كان صادقًا، ومرجف وإن كان كلامه يقينًا، ويُطلب منه الصمت، وإن كان على حق! أمثال هؤلاء: إما أن تتبعهم وتردد وراءهم "آمين" وكأنك تصلي خلفهم، أو فأنت بلا "مبادئ"، بلا "ضمير"، "مرتزق" تبيع نفسك في سوق النخاسة بـ"نكلة"! المتدين فيهم لا يتردد في تطويع الدين لتبرير قناعاته المنافية لكل القيم الدينية، ولا يتورع عن شن حملات كاذبة ضد من يخالفه، وافتعال حكايات وتهم لا وجود لها إلا في عقله المريض. لا يؤمنون بشرف الخصومة، ولا يحترمون الرأي والرأي الآخر، ولا يعرفون معنى التباين الفكري أو الخلاف السياسي، فإذا ما عبّرت عن رأي – أيًا كانت دوافعه – وجدت نفسك تحت وابل سهامهم القذرة. وهذه ليست ظاهرة عابرة، بل ثقافة متجذرة، يرسّخها "أنصاف المثقفين" الذين يصدق عليهم المثل القائل: نصف المتعلم أخطر من الأمي، ونصف المثقف أخطر من الجاهل. مشكلتهم أنهم أنصاف كل شيء، حتى في الرجولة! والمصيبة أن هؤلاء هم من تسببوا في "خراب مالطا" – كما يُقال – وهم أنفسهم من أشعلوا الحريق، حين حركتهم جهات معلومة وأخرى مجهولة، فهتفوا "ثورة!" ودفعوا الغلابة والمساكين إلى الساحات، وجعلوا منهم وقودًا لأطماعهم، و"أحصنة طروادة" توصلهم لأهدافهم القذرة. فدمروا بأنانيتهم، وجهلهم، وانتهازيتهم، البلاد أرضاً وشعباً، وسكينة اجتماعية، في مقابل أن يثروا ويحسّنوا أوضاعهم. فأصبح من كان يقتات على "النهب" ثريًا ونجمًا، وتحول "صعاليك الشوارع" إلى جنرالات، ومن كان يتسكع على أبواب دواوين "الوجهاء" صار وزيرًا أو سفيرًا بصلاحيات وحصانة! هربوا جميعاً إلى فنادق الخمس نجوم، وأصبحوا "مناضلين فايف ستار"، بعضهم صار رجل أعمال، وصاحب صالونات سياسية وفضائيات، بعد أن كانوا يتوسلون محرراً لنشر خبرهم في جريدة مغمورة! أما في الداخل، فتسلق أقرانهم القطار، وغيروا جلودهم، وبدأوا صولاتهم وجولاتهم على حساب الشهداء والشرفاء الذين ضحوا بإيمان وزهد، ليجدوا أنفسهم مغيبين أمام طوابير الانتهازيين المتسلقين، الذين يقولون ما لا يفعلون! قلوبهم امتلأت بالحقد، وعقولهم تآكلتها الكراهية، وأصبحوا كالمقامرين على طاولة قمار، يراهنون على المجهول، رغم فشلهم المتلاحق... لكنهم يقامرون ويأملون أن يحمل لهم الغيب مفاجأة سارّة! المؤسف أن كل هذا الخراب، لم يردعهم، ولم يجعلهم يتعظون، بل زادتهم المكابرة تعنتًا، وأخذتهم العزة بالإثم، يهبطون إلى دركات الانحطاط المتتالية، ومع ذلك، يتمسكون بأوهامهم، ويراهنون على الجهات التي دفعتهم لتدمير البلاد، وجعلت منهم فئران القرن الحادي والعشرين! إن من العيب، فعلاً، أن يتحولوا إلى مجرد طبول جوفاء، لا تُحدث سوى الضجيج! واليوم، رغم الخراب المادي، والمعنوي، والوطني، والاجتماعي، والمعيشي، والنفسي، يكفي أن تنتقد أو تعبّر عن رأيك – وإن عابرًا – لتُنهال عليك مفردات "الشيطنة" من كل حدب وصوب، فتُحمّل أنت مسؤولية فشلهم، وتُتهم بإعاقة "ثورتهم" و"مسيرتهم المباركة"... وتصبح "الجنازة" التي وجدوا فيها سببًا للطمهم! فالفشل هو الحقيقة الوحيدة التي تلاحقهم، ولذلك يواجهون كل نقد برد فعل هستيري، لأنهم يدركون حقيقة فشلهم، ويعلمون جيدًا أنهم في أزمة أفقدتهم الثقة بأنفسهم، وأصبحوا "يحسبون كل صيحة عليهم"... أو كما يُقال: يغطّون على الضرط بالنحنحة!