6/1/2025 9:55:07 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
الحوبان.. جمهورية بلا أبواب! من يحكم تعز؟!
5/21/2025
الحوبان.. جمهورية بلا أبواب! من يحكم تعز؟! بقلم: طه العامري أمضيت قرابة 45 عامًا في مهنة الصحافة والعمل السياسي، وأنا أنتمي إلى محافظة تعز، لكنّي اليوم أشعر وكأنني غريب عنها، لا أفهم ما يجري فيها، رغم معرفتي الدقيقة بما يدور في واشنطن، ولندن، وباريس، وموسكو، وبكين، وحتى في جزر الكناري! لكنني أعجز تمامًا عن معرفة ما يحدث في الحوبان. وأعتقد—وبشيء من الدعابة المؤلمة—أنه حتى لو حصلت على الفانوس السحري، ودعكته، وخرج لي أحد مردة نبي الله سليمان ليهتف: "شبيك لبيك، عبدك بين يديك، مر تطاع"، وسألته عن من يحكم الحوبان، لتأمل وجهي طويلًا، ثم انفجر باكيًا، وطلب السماح لعجزه عن الإجابة! اللا سلطة.. اللا مسؤول! من المؤلم أن أجد نفسي، وكثيرون غيري، عاجزين عن إيصال صوت مظلوم، أو نقل شكوى بسيطة إلى مسؤول واحد في المحافظة. حتى لو وصلنا إليهم بعلاقات شخصية أو صداقات قديمة، نجدهم إمّا يتوارون خجلًا، أو يعتذرون: "الأمور ليست بيدي". أما من نراهم في وسائل الإعلام أو في جروبات التواصل، فهم في الغالب هواتفهم مغلقة، أو ترن بلا مجيب، بل إن مجرد الحصول على رد من المجيب الآلي أصبح حلمًا، لنسجل عليه فقط رسالة صوتية ننقل فيها مأساة مكلوم، أو قضية فساد، أو حتى معاناة الناس من انقطاع الماء! عدالة مشلولة... وأمن انتقائي! في تعز المدينة، هناك نكتة شائعة تقول إن أي جريمة قتل يتم ضبطها خلال ثوانٍ، ولكن الضحية هو من يُقبض عليه، ويُحتجز في ثلاجة الموتى حتى يدفع أهله التكاليف! أما الجاني؟ فالجريمة تُقيد ضد مجهول. في المقابل، الحوبان تظهر فيها "يقظة أمنية" عالية لدرجة أن الضحية نفسه يعرف من ضربه، ومن نهبه، لكنه لا يعرف لمن يشتكي، ولا أين يمكنه أن يجد العدل. الحدود المغلقة بين شطري تعز نعلم أن الأمن "مستتب" في شطري تعز، لدرجة أن داعشيًا قادمًا من المدينة لا يستطيع اختراق نقطة "جولة القصر" باتجاه الحوبان، كما لا يمكن لمثلي—"رافضي مجوسي" بحسب تصنيفات البعض—أن يخترق النقطة باتجاه المدينة! ومثلما يعيش مسؤولو "السلطة المحلية" في تعز المدينة خارجها، يعيش مسؤولو "سلطة الحوبان" خلف طاقية الإخفاء، لا تراهم إلا في المناسبات أو عبر منشورات بلا توقيع، وإن قررت أن "تضرب برع" من جولة القصر حتى مفرق الذكرة، ومنها إلى الراهدة وشرعب، ستجد نفسك كأنك تقاتل طواحين الهواء! حتى الأولياء عاجزون! لو استعنت بكل أولياء الله الصالحين من الشيخ أحمد بن علوان، إلى الشيخ عبد الله صاحب رأس النقيل في حيفان، وصولًا إلى مقام أحمد محمد العراقي في قريتي، أو صليت الاستخارة في جامع الجند أو رباط الهدار، ستظل عاجزًا عن الوصول إلى مسؤول واحد في الحوبان. وحتى إن وصلت، فستسمع الرد المهذب نفسه: "ليس بيدي شيء أقدمه لك أو لصاحبك"! لسنا طلاب مجاملات.. بل طلاب عدالة كل ما نطلبه هو إنصاف مظلوم، أو تطبيق قانون، أو ردع فاسد، لا أكثر. طوال حياتي المهنية لم أناصر ظالمًا، ولم أتدخل لنفاق أو مجاملة، ولن أفعل—حتى لو كان أحد طرفي القضية أحد أبنائي. رغم كل شيء، لن أفقد الأمل. سأواصل البحث عن مسؤولي الحوبان، وسأنقل إليهم مظالم الناس، وأذكّرهم دائمًا بأنهم خدّام لهذا الشعب، لا سادة عليه. فالشعب هو السيد، وهو من يمنح شرعية أي مسؤول يشغل وظيفة عامة. وأذكّر: المسؤولية تكليف لا تشريف. وهي في الدنيا أمانة، وفي الآخرة خزي وندامة.