6/14/2025 10:44:51 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
طه العامري
إمبراطورية غزة العظمى: حيث يصنع الأبطال التاريخ
6/9/2025
إمبراطورية غزة العظمى: حيث يصنع الأبطال التاريخ بقلم: طه العامري صنعاء، 9 يونيو 2025م يموتون قتلاً، يموتون خوفًا، يموتون رعبًا. يموتون بطائرات حربية هي الأكثر حداثة وتطورًا، ويموتون بالمسيرات، وبقذائف المدفعية والدبابات. يموتون بحراب الخونة وخناجر العملاء. يموتون جوعًا، ويموتون حصارًا، ويموتون عطشًا، ويموتون قهرًا من صمت الشقيق وغطرسة العدو ووحشيته. إنهم أطفال وشيوخ ونساء "قطاع غزة" في فلسطين، أولئك الأبطال الذين يشكلون أسطورة "إمبراطورية غزة العظمى". نعم، هذه هي الحقيقة: لأنهم عظماء، فالتضحيات تتماهى مع عظمتهم، والتضحيات العظيمة وحدها هي التي تبني الأمم العظيمة، وتصنع الشعوب العظيمة، ويصوغها العظماء ليصنعوا التاريخ. في غزة، رجال ونساء وأطفال عظماء لا تهزهم العواصف، ولا تردعهم أحدث آلات الحرب توحشًا ودمارًا. فهم يواجهون عدوًا لم يعرف يومًا معنى القيم الأخلاقية أو تحلى بصفات إنسانية. "345 كيلومترًا مربعًا" فقط هي مساحة "إمبراطورية غزة العظمى"، لكنها رغم الدمار، بدت أعظم من خارطة الكون بأسره، وأكثر اتساعًا من كل الجغرافيا. هي غزة، التي تقاوم الموت بالموت، وتضمد جراحها بمزيد من الجراحات، وتقاوم الخذلان بمزيد من التمسك بثوابتها وأهدافها في الحرية والاستقلال. هي غزة، إمبراطورية الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال. هي إمبراطورية الإرادة والثورة والنضال. هي إمبراطورية المؤمنين، "إمبراطورية الله" وإمبراطورية التقوى. هي غزة هاشم، وهي إمبراطورية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قاتل أطفالها ونسائها في أيام ملحمة الطوفان: "سنهزمهم ولو كان الله يقاتل معهم". فأحبط الله عمله وأوقعه في شر أعماله، وهُزِم المجرم وكيانه وحلفاؤه الأكثر إجرامًا منه. هُزِموا رغم توحشهم، وبشاعة جرائمهم، ورغم صمت العالم. وانتصرت "إمبراطورية غزة العظمى" عسكريًا، استخباريًا، إعلاميًا، وثقافيًا. انتصرت غزة أخلاقيًا وإنسانيًا، وأثبتت للعالم كله عجزه الأخلاقي وسقوطه الإنساني. غزة لم تهزم العدو المحتل فقط، بل هزمت العالم بأسره: أنظمة، دولًا، وحكومات. أسقطت كل الأقنعة عن وجوه الزيف والنفاق، وكشفت بشاعة هذا العالم الذي يتشدق بحقوق الإنسان والحريات، بينما هو في الحقيقة مجرد "كلافين في إسطبل الصهاينة". نعم، غزة دفعت أثمانًا باهظة، لكن الأحلام الكبيرة تتطلب تضحيات كبيرة، والأهداف العظيمة تكلفتها أعظم. حرية الأوطان لا تُقاس بجدلية الربح والخسارة. وفي السياق الحضاري، بدت غزة العظيمة أكثر سطوعًا وتفوقًا من كل هذا العالم المترامي الأطراف. لقد أثبتت غزة أن هذا العالم الواسع لا يضاهي كِبرَها ولا سعةَ روحها. سيسطر التاريخ، بأحرف من نور، عظمة غزة، وأساطيرها، وبطولاتها. غزة التي لم ترفع راية الاستسلام كما توقع عدوها والعالم، بل قاومت حتى أيقظت الضمير الإنساني بكل ألوانه وأديانه ومعتقداته. يا إمبراطورية غزة العظمى، يا من صنعتِ المجد والكرامة، لكِ المجد حتى يتحقق النصر.