8/6/2025 1:14:06 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
أصيل ناجي
الشيخ سلطان السامعي: نصير الفقراء وصوت الحق بقلم/ أصيل ناجي
8/3/2025
رجل لا يُنسى في تاريخ الشعوب، يبرز رجالٌ لا تُنساهم الذاكرة، لأنهم لم يعيشوا لأنفسهم، بل عاشوا في صفوف الناس، بين الفقراء والكادحين والبسطاء. رجال وهبوا حياتهم من أجل الوطن. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم الشيخ سلطان السامعي، الرجل الذي حمل همّ اليمن في قلبه، وجعل من حياته نضالًا مستمرًا من أجل الكرامة، والعدالة، والحرية. في زمنٍ يتغيّر فيه كل شيء – المبادئ، المواقف، والوجوه – بقي الشيخ سلطان السامعي ثابتًا كالجبل، منحازًا للحق لا للولاءات. لم يتغير في جوهره الوطني، حتى لو تبدلت الظروف واختلفت المعادلات. فليس من السهل أن تحافظ على نقاء موقفك في بلدٍ أنهكته الحروب وتكاثرت فيه المصالح. لكنه أثبت دومًا أنه الرجل الذي تربّى على حب الفقراء، ومن تربّى على حب الفقراء لا يمكن أن يخونهم. ومن نشأ على كره الفساد، لا يمكن أن يصافح المفسدين. لقد اختار الانحياز التام لقضايا الفقراء والمقهورين، فاستحق عن جدارة أن يُلقّب بـ**"نصير الفقراء وصوت الحق."** النشأة والبداية في بيئة ريفية متواضعة أحاطها الحرمان والتهميش، وُلد الشيخ سلطان السامعي. ومنذ طفولته، تميّز بوعيٍ مبكر، ونفورٍ فطري من الظلم والاستبداد. وفي تلك المحافظة التي عُرفت بثقلها الوطني والثوري، تشكّلت ملامح وعيه المبكر على حب الوطن، ورفض القهر الطبقي الذي مارسته الأنظمة السياسية المتعاقبة على الشعب. درس القانون، وتشرب الفكر القومي والوطني، وصعد من ميادين الناس لا من غرف السياسة المغلقة، ليصبح واحدًا من رموز التيار التقدمي في اليمن، وحجر أساس في مشروع الدولة المدنية التي ظل يحلم بها. مناضل لا يعرف المساومة بدأ الشيخ سلطان نضاله السياسي في سن مبكرة، منخرطًا في النشاط الوطني المعارض للاستبداد والفساد. وخلال مراحل متعددة من حياته، تعرّض للملاحقة، وذاق مرارة الإقصاء والتهميش، لكنه لم يرضخ يومًا. ظل صامدًا، رافعًا راية الحق، مؤمنًا بأن النضال لا يُقاس بعدد المناصب، بل بثبات الموقف. في البرلمان: صوت لا يلين في أروقة مجلس النواب، لم يكن صوته كغيره من الأصوات. لم يجلس على الكرسي البرلماني ليتحدث باسم الحزب، بل كنائب شجاع لا يخشى قول الحقيقة. سجّلت له مواقف حاسمة ضد الفساد المالي والإداري، وضد السياسات التي همّشت المحافظات وأفقرت الشعب. حوّل البرلمان إلى منبر للفقراء، ومنصة لمحاربة الفساد، فظل ثابتًا على مبدأه، مؤمنًا بأن الكرامة الوطنية لا تُجزأ، وأن صوت المواطن البسيط يجب أن يُسمع في أعلى المستويات. أصبح عقبة في وجه كل فاسد، وصوتًا لا يسكت أمام من حاول استغلال السلطة لإذلال الناس. المفكر والكاتب لم يكن الشيخ سلطان صوتًا برلمانيًا فحسب، بل كان كذلك مفكرًا وكاتبًا، عبّر في مقالاته وخطاباته عن وعي سياسي راقٍ، وطرح وطني متزن. خاض معارك فكرية وسياسية ضد التطرف والتسلط، ودافع عن حرية الإعلام، وحق الناس في التعبير والاحتجاج السلمي. رجل المواقف لا المزايدات في كل محطة من محطات اليمن السياسية، كان للشيخ سلطان السامعي موقف لا يتلون ولا يتغير. وقف ضد الحرب، وضد تمزيق النسيج الوطني، داعيًا دومًا إلى الحوار الوطني الشامل، وإلى بناء دولة مدنية عادلة تكفل الحقوق، وتحترم التعدد، وتكبح جماح الفساد والاستغلال. بصوته العالي، حذّر من أن الحرب ليست سوى مشروع لتدمير اليمن، وتفكيك نسيجه الاجتماعي، وتجويع الشعب، وتحويل اليمنيين إلى وقود في صراعات إقليمية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. صوت المظلومين في كل مكان أينما وُجد صوت للضعفاء، كان السامعي يردد صداه. لم يتردد يومًا في المطالبة بحقوق الموظفين، والعمال، والمدرسين، والكادحين، والبسطاء. تحدّث عن الانهيار الاقتصادي والفساد الإداري، وطالب بتحسين الخدمات في الريف والمناطق المنسية. لم تكن هذه المواقف من باب المزايدة أو الشعبوية، بل نابعة من أصالة الرجل، وتاريخه العريق في الوقوف مع البسطاء، لأنه منهم، ولأجلهم نذر حياته. خاتمة: حين يصبح الشرف موقفًا لقد أثبت الشيخ سلطان السامعي أن الشرف ليس في المنصب، بل في الموقف. وأن الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل نضالٌ يُمارس، ومسارٌ يُسلك رغم وعورته، مؤمنًا بأن الوفاء للمبدأ لا يعرف طرقًا سهلة. في زمنٍ تقلبت فيه المواقف، وذابت فيه المبادئ، بقي هو على العهد، لم يبع صوته، ولم يساوم على قضيته. سيبقى اسمه حاضرًا في وجدان اليمنيين، كأحد الرموز الوطنية التي انحازت للفقراء، وواجهت الفساد، وثبتت على المبدأ حين انحنى كثيرون.