9/3/2025 10:46:57 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
فارس الربوعي
بين عنصرية الداخل وعنصرية الخارج… معركة الإنسان المستمرة ✍️ بقلم: فارس الربوعي
8/19/2025
بسم الله الرحمن الرحيم 19--08--2025ھ من المؤلم أن يكتشف الإنسان أن الدائرة الأقرب إليه، تلك التي كان يظن أنها حضن الأمان والقداسة، قد تحولت إلى ساحة تمارس فيها أبشع أشكال العنصرية. فعندما تتحول الروابط المحلية – التي كان يفترض أن تبني وتجمع – إلى أدوات فرز وإقصاء، ندرك أن الخلل أعمق مما كنا نظن. إن العنصرية المحلية ليست مجرد موقف عابر، بل هي نظام خفيّ يتغذى على الموروث والعادة والتقاليد، يُمارس ضد أفراد بدعوى النسب أو اللون أو الانتماء الاجتماعي. وهي الأقسى على النفس، لأنها تأتي من الأقربين الذين يفترض بهم أن يكونوا أول من يمنحنا الدعم والاعتراف. لكن السؤال المرير هو: إذا كنا عاجزين عن كسر هذه الدائرة الصغيرة، فكيف سنواجه العنصرية العامة والخارجية التي تطاردنا يوميًا في المؤسسات والجامعات والطرقات؟ عنصرية تُمارس بوجه مكشوف أحيانًا، وبأسلوب ناعم ومستتر أحيانًا أخرى، لكنها في النهاية تؤدي إلى النتيجة ذاتها: إقصاء الإنسان وتجريده من حقه الطبيعي في الكرامة والمساواة. 🔎 الخطورة الحقيقية تكمن في تراكم هذه الأشكال من التمييز، حيث يتحول الفرد إلى ضحية مزدوجة: يرفضه الداخل، ويقصيه الخارج. فيتولد شعور بالاغتراب واللاجدوى، وربما بالتمرد واليأس. وهنا يصبح الخطر أكبر، لأنه يهدد النسيج الاجتماعي كله، لا الفرد وحده. ⚖️ ما الحل إذن؟ أولًا: الاعتراف أن العنصرية مرض مجتمعي لا قداسة له، وأن مواجهته واجب ديني وإنساني وأخلاقي. ثانيًا: بناء وعي محلي يكشف زيف "القدسية" التي تتستر بها هذه الممارسات، وفضحها عبر الإعلام والكتابة والشهادة. ثالثًا: تحويل الألم الفردي إلى قضية عامة، بحيث يصبح صوت الضحية صرخة مجتمع بأكمله يطالب بالعدالة والمساواة. رابعًا: تعزيز شبكات التضامن الإنساني والحقوقي، لأن الفرد وحده لا يمكن أن يهزم منظومة متجذرة. الخلاصة: العنصرية – سواء كانت محلية أم عامة – هي معركة مفتوحة. قد لا نستطيع القضاء عليها بين ليلة وضحاها، لكننا نستطيع أن نكسر دوائرها الصغيرة بالوعي والكتابة والموقف. إن الإنسان حين يصر على مواجهة التمييز، لا يحرر نفسه فقط، بل يفتح الطريق لجيلٍ كامل كي يعيش أكثر إنسانية وعدلًا.